قناة طارق عفاش .. خيانة الهوية اليمنية واستباحة القيم
تاريخ النشر: 22nd, November 2025 GMT
لم يشهد اليمن يومًا، في أكثر مراحله اضطرابًا أو انفتاحًا، ما تشهده شاشات بعض القنوات اليوم من محاولات فجة لخلخلة نسيجه القيمي، وفي مقدمتها قناة الجمهورية التابعة لطارق عفاش، التي تجرأت على تقديم مذيعات بظهور يصطدم مباشرة مع حياء اليمنيين، وإيمانهم، ومألوف أعرافهم، هذا البلد، الذي صان أهله المروءة والغيرة والستر جيلاً بعد جيل، يجد نفسه أمام مشهد دخيل لا يمثل المرأة اليمنية، ولا يعكس روح المجتمع، ولا يشبه الإرث الأخلاقي الذي شكّل هويته عبر التاريخ.
يمانيون / تقرير / طارق الحمامي
وتصاعدت حالة من التوتر والغضب الشعبي غير المسبوق على خلفية ما تعرضه قناة طارق عفاش، الذي يبدو أنه اختار مسارًا صادمًا يتجاوز كل الأعراف والتقاليد اليمنية، تجاوزاته لم تعد مجرد شكل من أشكال النقد أو التعبير السياسي، بل باتت تستهدف شرف اليمنيين وهويتهم الإيمانية وعاداتهم القبلية وحتى الفطرية، وهو ما يثير تساؤلات حقيقية حول دوافعه وأهدافه، وتأثيره المحتمل على القيم المجتمعية والأخلاقية التي تشكل هوية اليمنيين.
كسر الخطوط الحمراء
إن ما يقوم به طارق عفاش لا يمكن تصنيفه ضمن التجاوزات الإعلامية التقليدية، بل يتجاوز حدود اللياقة والاحترام الاجتماعي. اليمنيون، من كل المكونات السياسية والاجتماعية، يرفضون أي محاولة للإساءة إلى عائلاتهم، ويعتبرون أن هذا النوع من التعرض يمثل تعديًا صارخًا على خصوصياتهم وهويتهم، التلاعب بالصورة الرمزية للمرأة والعائلة اليمنية، واستعراض نماذج من المذيعات بشكل مستفز، يظهر بوضوح أن القناة تتعمد استفزاز المشاعر الوطنية والدينية، هذا الكسر للخطوط الحمراء ليس مجرد مسألة إعلامية، بل هو تحدٍ مباشر لعادات المجتمع وقيمه، ما يجعل القضية تتجاوز حدود الشخص أو القناة .
تجاوزات غير مسبوقة في الإعلام اليمني
اللافت أن ما تعرضه قناة طارق عفاش لم يشهد له اليمن مثيل حتى خلال أصعب الفترات التاريخية، في فترات الانقسام السياسي ، وجميع الأطراف في اليمن، مهما كانت انتماءاتها، تحرص على الحفاظ على خصوصياتها العائلية، وتبتعد عن أي استعراض يمكن أن يُساء به لشرف العائلة أو مكانة المجتمع. في المقابل، يبدو أن قناة طارق تتبع استراتيجية مختلفة تمامًا، تعتمد على استفزاز المجتمع، واستهداف القيم الاجتماعية التي تشكل العمود الفقري للهوية اليمنية، هذا السلوك يعكس إصرارًا على اختراق حدود غير قابلة للتفاوض، وهو ما يجعله حالة غير مسبوقة في تاريخ الإعلام المحلي.
استجابة للعدو
تحليل مواقف طارق عفاش يشير إلى أن تصرفاته الإعلامية ليست مجرد تجاوزات فردية، بل هي جزء من استجابة واضحة للإماراتيين، الذين هم أداة لتنفيذ أجندة العدو الإسرائيلي في حربه الناعمة على الشعب اليمني، هذه الحرب لا تستهدف الجغرافيا أو السياسة فحسب، بل تهدف إلى فصل اليمنيين عن دينهم وقيمهم وأخلاقهم، الإعلام، الذي كان في الماضي وسيلة لتعزيز الهوية الوطنية والقيم المجتمعية، أصبح اليوم أداة لتفكيك هذه الهوية تدريجيًا، ومحاولة خلق مجتمع جديد يتجاهل معتقداته وتقاليده.
محاولة تغيير الهوية والقيم اليمنية
الخطير في تصرفات طارق عفاش هو الهدف الظاهر لتغيير الهوية اليمنية، واستفزاز الغيرة والنخوة القبلية والفطرية، من خلال اختيار هذا المستوى الهابط في تقديم محتوى القناة، والذي يسعى إلى فرض رؤية جديدة على المجتمع اليمني، تتناقض مع قيمه الدينية والاجتماعية، وتعمل على تقويض الأخلاق الأصيلة التي تربى عليها اليمنيون، هذا التوجه يشكل تهديدًا مباشرًا لاستقرار المجتمع، حيث يمكن أن يؤدي إلى شرخ ثقافي واسع، ويستغل نقاط الضعف في الهوية الوطنية لتحقيق أهداف سياسية وخارجية.
ختاماً
تجاوزات طارق عفاش الإعلامية لم تعد مسألة فردية أو خلافًا سياسيًا عابرًا، بل هي تهديد واضح للهوية اليمنية وقيم المجتمع وأخلاقه، ما يحدث على قناته يمثل جرس إنذار لكل القوى الوطنية والمجتمع المدني، إذ لم يعد يمكن الاكتفاء بالمراقبة أو الانتقاد الهادئ، وعلى اليمنيين أن يدركوا حجم الخطر قبل أن تتحول هذه التجاوزات إلى واقع مؤذٍ يؤثر على الأجيال القادمة. حماية القيم والدين والشرف الاجتماعي أصبحت مسؤولية وطنية جماعية، تتطلب تحركًا حاسمًا لمواجهة أي محاولة لتغيير الهوية، واستعادة دور الإعلام في تعزيز الهوية الوطنية والأخلاق المجتمعية، بدلًا من أن يصبح أداة لتدميرها.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: قناة طارق طارق عفاش
إقرأ أيضاً:
حمى الضنك تنهك أجساد اليمنيين.. 59 وفاة وأكثر من 12 ألف إصابة
تشهد اليمن منذ بداية العام الجاري تفشيًا واسعًا لوباء حمى الضنك، الذي أودى بحياة 59 شخصًا وأصاب أكثر من 12 ألفًا، وفقًا لإحصاءات رسمية صادرة عن وزارة الصحة اليمنية. ويعكس هذا الانتشار المتسارع هشاشة النظام الصحي في البلاد وقدرة الأوبئة على التفاقم في ظل الأزمات الإنسانية والنزاع المستمر، ما يجعل السكان أكثر عرضة للأمراض المعدية.
وأفادت مصادر صحية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية بأن محافظة عدن تصدرت قائمة الوفيات، حيث سجلت 38 حالة وفاة، تلتها محافظة لحج بـ17 حالة. وفي المقابل، كانت محافظة تعز الأقل تأثرًا من حيث الوفيات، إذ تم تسجيل حالة وفاة واحدة فقط رغم تسجيل 3,512 إصابة، ما يعكس الفوارق في جودة الخدمات الصحية وكفاءة الاستجابة لمكافحة الوباء بين المحافظات.
وبحسب تصريحات مسؤول الإعلام في مكتب صحة تعز، تيسير السامعي، أن محافظة عدن سجلت 2,579 إصابة، إلا أن عدد الوفيات كان أعلى بكثير مقارنة بالمناطق الأخرى، مشيرًا إلى أن ارتفاع الوفيات في بعض المحافظات يعكس التحديات المستمرة في تقديم الرعاية الطبية الطارئة والتأخر في الوصول إلى المستشفيات، بالإضافة إلى النقص الحاد في الأدوية والمعدات الطبية.
ويعتبر تفشي حمى الضنك، الذي ينتقل عبر لدغات بعوضة الزاعجة المصرية، مؤشراً على ضعف برامج الوقاية والمكافحة، خاصة في ظل تردي البنية التحتية للصرف الصحي وندرة خدمات النظافة البيئية، وهو ما يزيد من تكاثر البعوض وانتشار الوباء بسرعة بين السكان.
وتعمل فرق وزارة الصحة بالتعاون مع المنظمات الإنسانية على تكثيف حملات رش المبيدات وتوعية المجتمع حول أساليب الوقاية، مثل التخلص من مياه التجمعات الراكدة واستخدام الناموسيات، إضافة إلى تعزيز الرقابة على المستشفيات لتقديم الرعاية الطبية الفعالة للمصابين، خصوصًا الأطفال وكبار السن الذين يُعدون الأكثر عرضة لمضاعفات حمى الضنك.
ويحذر خبراء الصحة اليمنيون من أن استمرار النزاع وانهيار الخدمات الأساسية يزيدان من احتمالية اتساع رقعة الوباء، مؤكدين على ضرورة دعم المجتمع الدولي والجهات الإنسانية في توفير المعدات الطبية والكوادر المدربة، لضمان قدرة النظام الصحي على التصدي للمرض والحد من الخسائر البشرية.
ومع استمرار تسجيل الإصابات والوفيات، يبقى الوضع الصحي في اليمن هشًا، ويتطلب جهودًا عاجلة لتطبيق استراتيجيات وقائية شاملة، فضلاً عن تعزيز الخدمات الصحية الطارئة، لمنع تحول هذا الوباء إلى كارثة أكبر تهدد حياة آلاف المواطنين.