خبير تربوي: واقعة سيدز ليست فردية بل مؤشر على فجوات خطيرة في التعليم الخاص
تاريخ النشر: 22nd, November 2025 GMT
قدم الخبير التربوي عاصم حجازي قراءة تحليلية لأزمة مدرسة سيدز الدولية، مؤكدًا أن ما جرى لا يمكن النظر إليه كحادثة معزولة، بل كعلامة واضحة على وجود خلل عميق ومتراكم داخل منظومة المدارس الخاصة والدولية، يستدعي مراجعة شاملة وسريعة.
وأوضح حجازي أن أولى الإشكاليات تكمن في معايير التعيين، حيث تعتمد بعض المدارس الخاصة على اختيار كوادرها بناءً على اعتبارات لا تمتّ للمهنية بصلة، من بينها قبول رواتب ضعيفة، دون إجراء تقييم تربوي أو نفسي يضمن اختيار عناصر مؤهلة للتعامل مع الطلاب وفق معايير السلامة والرعاية التعليمية السليمة.
وشدد على أن هذا القصور في عملية الانتقاء كان سببًا رئيسيًا في تكرار مشكلات مشابهة خلال السنوات الأخيرة.
وأشار الخبير التربوي إلى وجود ضعف ملحوظ في الرقابة على المدارس الخاصة مقارنة بالمدارس الحكومية التي تخضع لطبقات متعددة من المتابعة بدءًا من الإدارات التعليمية وصولًا إلى الوزارة.
ويرى أن هذا التفاوت خلق بيئة قد تسمح بحدوث تجاوزات أو إهمال داخلي دون رصد مبكر، خاصة مع اعتماد عدد من المدارس على نظم إدارة داخلية لا تتمتع برقابة كافية أو صارمة.
وأضاف أن التدخل الوزاري غالبًا ما يأتي بعد وقوع الأزمة وليس قبلها، إذ تركز الإجراءات المتخذة حاليًا على رد الفعل بدلًا من الوقاية المسبقة.
وأكد أن تطوير آليات التفتيش ومتابعة المدارس الخاصة، ومنح الإدارات التعليمية صلاحيات أوسع للرقابة المستمرة، بات ضرورة ملحّة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.
ويرى حجازي أن بعض الإجراءات المتخذة في أعقاب الأزمات تحمل طابعًا عقابيًا أكثر منه تربويًا أو إصلاحيًا، مما يجعل تأثيرها مؤقتًا ولا يعالج جذور المشكلات الحقيقية.
واختتم الخبير تحليله بالتأكيد على أن أزمة سيدز يجب أن تكون نقطة انطلاق لإصلاح جذري يشمل معايير التعيين، ونظم الرقابة، وآليات المتابعة، وطريقة التدخل الوزاري.
وأكد أن ضمان بيئة تعليم آمنة داخل المدارس الخاصة والدولية لا يتحقق بالعقوبات وحدها، بل عبر إعادة بناء منظومة رقابية متكاملة تضع سلامة الطلاب وحقوقهم في مقدمة الأولويات.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: التعليم المدارس التعليم الخاص المدارس الحكومية المدارس الخاصة المدارس الخاصة
إقرأ أيضاً:
إجراءات رادعة|وزير التعليم: أي مدرسة لا تصون أبناءنا لا تستحق وجودها بالمنظومة التعليمية
أكد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أن أي مدرسة لا تلتزم بمعايير الأمان والسلامة ولا تصون حقوق أبنائنا لا تستحق أن تكون ضمن المنظومة التعليمية المصرية وسيتخذ ضدها اجراءات رادعة".
وأضاف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني معلقا على وقائع الاعتداء على براءة تلاميذ مدرسة سيدز الدولية ، أنه لا يوجد جرم أشد قسوة من أن تمتد يدٌ إلى طفل، فأطفالنا أمانة في أعناقنا، وحمايتهم واجب لا يقبل التهاون
وكان قد تابع محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بدقة وحرص شديدين، كافة تفاصيل الواقعة اللا إنسانية التي شهدتها مدرسة سيدز الدولية بالقاهرة تجاه عدد من أبنائنا الطلاب.
وقد وجَّه الوزير محمد عبد اللطيف منذ اللحظة الأولى لظهور تفاصيل الواقعة بسرعة إيفاد لجنة موسّعة إلى المدرسة للتحقيق في ملابساتها.
وبناءً على ما توصلت إليه تحقيقات اللجنة الوزارية في ملابسات الواقعة التي تعد حاليا قيد تحقيقات النيابة العامة، أصدر السيد الوزير محمد عبد اللطيف القرارات التالية:
وضع المدرسة تحت الإشراف المالي والإداري وتم استلامها لإدارتها من قبل الوزارة إداريا وماليا بشكل كامل. إحالة كافة المسئولين الذين ثبت تورطهم في التستر أو الإهمال الجسيم في حماية الطلاب بالمدرسة للشئون القانونية.وشدد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني : على أن أي مساس بطفل من أبنائنا جريمة لا تُغتفر وأولوية التعامل معها تسبق أي شأن تعليمي، فصون كرامة وسلامة الأطفال وحمايتهم هو صون للوطن بأكمله.