معاريف: إسرائيل نجحت في تحميل ترامب خطتها للمفاوضات
تاريخ النشر: 8th, September 2025 GMT
كشفت صحيفة معاريف في تقرير للمراسلة السياسية آنا براسكي، أن خطة رون ديرمر، المستشار المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بدأت تجد طريقها إلى التنفيذ العملي، بعد أن تقدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعرض لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يتوافق مباشرة مع المقترحات التي وضعها ديرمر منذ أسابيع.
وبذلك، يظهر أن المبادرة الأميركية جاءت استجابة فعلية لتلك الرؤية الإسرائيلية التي تقضي بتحويل مسار المفاوضات من مواجهة مباشرة مع حماس إلى رعاية أميركية كاملة.
وكان ترامب قال في وقت مبكر الاثنين، إن الإسرائيليين قبلوا شروط مقترحه بشأن اتفاق محتمل لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وحان الآن دور حركة حماس للموافقة.
وبحسب هيئة البث الرسمية والقناة الـ12 الإسرائيليتين، يتضمن المقترح الأميركي الجديد إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة في اليوم الأول من تنفيذ الصفقة، مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين ذوي الأحكام العالية، إلى جانب آلاف المعتقلين الآخرين، ووقف عملية "عربات جدعون2" التي أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي مطلع سبتمبر/أيلول الجاري لاحتلال مدينة غزة بالكامل، على أن يتم فتح مسار تفاوضي جديد بإدارة ترامب شخصيا للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب بشكل كامل.
وتقول براسكي إن خطة ديرمر، التي وصفتها بأنها "أطروحة باردة وبسيطة"، على فكرة رئيسية مفادها أن "الاتفاق الحقيقي لن يكون مع حماس، وإنما مع الولايات المتحدة".
ووفق هذا التصور، فإن تبني واشنطن للمبادئ الإسرائيلية كجزء من "خطة أميركية" يمنح تل أبيب فوزا مسبقا، سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا.
وكان مجلس الوزراء الإسرائيلي حدد 5 بنود أساسية تمثل الإطار الذي تعمل عليه الخطة، وهي: نزع سلاح حماس، إعادة جميع الأسرى، نزع السلاح الكامل من قطاع غزة، السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع بما في ذلك محيطه، وإقامة حكومة مدنية بديلة ليست حماس ولا السلطة الفلسطينية.
إعلانوأوضحت المراسلة السياسية أن "مجرد أن يتبنى الأميركيون هذا الإطار، يمكن لإسرائيل أن تقول نعم فورا".
وبحسبها، فإن الرهان الأساسي يتمثل في موقف حماس. فمن شبه المؤكد أن الحركة ستقول "لا" أو نعم ولكن. وفي تلك الحالة، تنتقل مسؤولية استمرار الحرب من إسرائيل إلى حماس نفسها، بينما تستعيد تل أبيب جزءا كبيرا من الشرعية الدولية التي تراجعت خلال الأشهر الماضية. أما في السيناريو الاستثنائي، الذي استبعدت براسكي حصوله، فقد توافق حماس على الشروط الأميركية، وهو ما يعني "انتصارا غير مسبوق لإسرائيل".
ويذكر التقرير بأن نتنياهو، في منتصف أغسطس/آب الماضي وقبل عملية "عربات جدعون 1″، كان مترددا في تبني أطروحة ديرمر، ولم يقرر وقتها ما إذا كان سيسير نحو صفقة كاملة تنهي الحرب، أو يقبل بصفقة جزئية. لكن المستجدات أخرجت خيار الصفقة الجزئية من جدول الأعمال، بينما ظلت خطة ديرمر معلقة دون حسم.
ووفق ما أوردته معاريف، فإن التحول الأبرز حدث الليلة الماضية، عندما تقدم ترامب بعرض لصفقة شاملة مع حماس. ورغم أن تل أبيب سارعت للتأكيد على أنها "لا تعرف التفاصيل" ولم تتعرض "للصورة النهائية"، فإن هذا النفي يعزز، بحسب براسكي، فرضية أن "ما يجري هو تطبيق لخطة ديرمر، فكلما ابتعدت الخطة عن الانطباع بأنها إسرائيلية وبدت كخطة أميركية صرفة، زادت فرص نجاحها، على الأقل في توفير غطاء دولي لإسرائيل" على حد وصفها.
وضع حماس في الزاوية الحرجةوتضع المراسلة السياسية للصحيفة سيناريوهين رئيسيين:
السيناريو المتفائل، وفيه توافق حماس على شروط تفكيك بنيتها العسكرية وإعادة الأسرى ونزع السلاح الكامل والقبول بالسيطرة الأمنية الإسرائيلية، وإقامة حكومة مدنية بديلة، وهذا السيناريو يمنح إسرائيل "إنجازاً لا يمكن تصوره". السيناريو الواقعي، إذ تقول إسرائيل "نعم"، بينما ترفض حماس أو تناور، فيتحول العبء السياسي إلى الحركة، وتكسب إسرائيل دعما دوليا لاستمرار القتال.
وتضيف براسكي أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول أن يظهر وكأنه "لا علاقة له بالخطة"، لكن هذه النقطة بالذات تعكس طبيعة الفكرة: كان الهدف منذ البداية أن تُقدَّم كخطة أميركية وليست إسرائيلية. وترى أن الإنكار الرسمي من تل أبيب يعزز فرص الخطة، لأن حماس ستجد نفسها مطالبة بتفسير رفضها لمبادرة مصدرها واشنطن وليست إسرائيل.
وبالنسبة لإسرائيل، فإن هذه الإستراتيجية تمنحها القدرة على الموافقة من دون أن تبدو صاحبة المبادرة، وفي الوقت نفسه تعيد إليها الشرعية الدولية وتترك حماس في موقع المعرقل.
وتختتم براسكي: "في النهاية، كل شيء يلتقي في خيارين: إنهاء الحرب بشروط إسرائيلية أو الشرعية الدولية لاستمرار القتال. هذه هي الطريقة التي يتم بها قياس نجاح خطة ديرمر، والتي تبدو الآن أقرب إلى التنفيذ من أي وقت مضى".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات تل أبیب
إقرأ أيضاً:
رائد سعد.. واضع خطة سور أريحا التي هزمت فرقة غزة الإسرائيلية
أحد أبرز القادة التاريخيين في كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ومن الشخصيات التي كانت لها أدوار محورية في البنية العسكرية للحركة. تقلد أثناء مسيرته العسكرية مناصب قيادية متعددة، أبرزها قائد لواء مدينة غزة، قبل أن يتولى قيادة التصنيع العسكري.
وفي مرحلة لاحقة شغل سعد منصب قائد ركن العمليات بالمجلس العسكري العام، قبل أن تسند هذه المهام لاحقا إلى محمد السنوار، فيما ظل سعد أحد أهم القادة العسكريين داخل البنية العسكرية والتنظيمية للحركة.
المولد والنشأةولد رائد سعد يوم 15 أغسطس/آب 1972، وهو من سكان مدينة غزة.
الدراسة والتكوين العلميحصل سعد على درجة البكالوريوس في الشريعة من الجامعة الإسلامية أثناء وجوده في السجن عام 1993، وكان حينها نشطا في الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس، ونال شهادة الماجستير في الشريعة من الجامعة نفسها عام 2008.
المسار العسكريبدأ سعد نشاطه مبكرا ضمن صفوف الجناح العسكري لحركة حماس، ولاحقه الاحتلال منذ اندلاع الانتفاضة الأولى في ديسمبر/كانون الأول 1987، واعتُقل مرات عدة.
وعمل مع قدامى المطاردين من كتائب القسام أمثال سعد العرابيد، وهو من أواخر جيل المطاردين في مرحلة انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000.
وتولى سعد منصب لواء غزة الشمالي في كتائب القسام عام 2007، وكان ممن أشرفوا على تأسيس وتأهيل القوة البحرية للكتائب في غزة.
وفي 2015 ترأس ركن العمليات، وكان عضوا ضمن مجلس عسكري مصغر مكون من قيادة كتائب القسام في قطاع غزة، إلى جانب القياديين محمد الضيف ومروان عيسى، وذلك في الفترة بين 2012 و2021.
تقول إسرائيل إنه كان مسؤولا عن الخطط العملياتية للحرب، وأشرف على خطوتين إستراتيجيتين شكّلتا أساس الاستعداد التنفيذي لعملية طوفان الأقصى، الأولى إنشاء كتائب النخبة، والثانية إعداد خطة "سور أريحا"، الهادفة إلى حسم المعركة ضد فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي.
وبعد توقف الحرب الإسرائيلية على القطاع في 2025، شغل سعد عضوية المجلس العسكري الجديد ضمن مساعي القسام لإعادة تنظيم صفوفها، كما شغل إدارة العمليات العسكرية، ووصف بأنه الرجل الثاني في القيادة بعد عز الدين الحداد.
الاعتقال ومحاولات الاغتيالوكانت إسرائيل قد زعمت اعتقال سعد أثناء اقتحامها مجمع الشفاء الطبي في مارس/آذار 2024، ونشرت صورته حينها ضمن مجموعة من المعتقلين، قبل أن تعترف أنها وردت بالخطأ.
إعلانوتعرض سعد أيضا أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (2023-2025) لمحاولات اغتيال عدة، كان أبرزها في مايو/أيار 2024، بقصف منطقة سكنية بمخيم الشاطئ.
كما عرض الجيش الإسرائيلي مكافأة مالية بقيمة 800 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي للوصول إليه بعد فشل اغتياله.
ونقلت إذاعة الجيش أن إسرائيل بحثت عن رائد سعد فترة طويلة جدا، وسعت إلى اغتياله مرتين حتى بعد بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر/تشرين الأول 2025.
إعلان جديد بالاغتيالفي 13 ديسمبر/كانون الأول 2025، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفّذ بالتعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك)، هجوما استهدف قياديا بارزا في حركة حماس داخل مدينة غزة.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المستهدف هو رائد سعد، الذي يُنسب إليه المشاركة في وضع خطة هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وإلحاق الهزيمة بفرقة غزة في الجيش الإسرائيلي، على حدّ تعبيرها. كما وصفته بأنه الرجل الثاني في الحركة، مؤكدةً نجاح العملية.
غير أن حركة حماس وكتائب القسام لم تؤكدا عملية الاغتيال ولم تصدرا أي بيان أو تصريح بشأنها.