التأمين الصحى العذاب ألوان
تاريخ النشر: 10th, September 2025 GMT
يعانى المنتفعون من مستشفيات التأمين الصحى، خاصة أرباب المعاشات وكبار السن من أزمات عدة بعد أن تحولت غالبية مستشفيات القطاع إلى وسيلة للحصول على تأشيرة إجازة مرضية أو استكمال بعض الأوراق الرسمية، فضلا عن المشكلات الأخرى التى تحاصر المرضى من كل جانب بدءًا من التكدس وافتراش الأرصفة أمام مبانى العيادات الخارجية ونهاية بالطوابير الداخلية إذا ما كنت ضمن قائمة الأكثر حظا.
مستشفى ٦ أكتوبر بالدقى بمحافظة الجيزة يعد نموذجا، يتردد على عياداته الخارجية أكثر من ١٨٠٠ حالة يوميا وتخدم قرى ومدن محافظة الجيزة، بإجمالى منتفعين 5 ملايين مواطن، ما يخلق حالة ضغط يومية، تنتهى بالولوج إلى طابور انتظار لإجراء الفحص الطبى والذى يستغرق دقائق معدودة، تنتهى بالتحويل لعمل تحاليل وأشعة ثم العودة مجددا، فلا وقت لسماع ما تعانيه وسط هذا الضجيج.
مع ساعات الصباح الأولى يتزاحم العشرات من المرضى يومياً أمام مستشفى 6 أكتوبر للتأمين الصحى بالدقى، من أجل الكشف الطبى والحصول على الدعم عبر البطاقة العلاجية، ويصاحبهم أحياناً ذووهم من أجل أن يكونوا أقرب عوناً إليهم.
أمام أبواب المستشفى ومع بزوغ شمس النهار، يصطف عدد كبير من المرضى يلجأ البعض منهم بالجلوس على مقهى قريب أو افتراش الأرصفة لحين وصول الأطباء فى أوقات العمل الرسمية.
وفى هذا السياق أكد محمد يوسف 22 عاماً أنه أتى مع والدته من أجل إجراء فحص دورى على القلب مع الاستشارى وأنهم حضروا فى الصباح الباكر وتم إبلاغهم فور وصولهم أن الدكتور يأتى فى الساعة 12 ظهراً للكشف على الحالة وأتوا من منطقة المنيب وهو مكان بعيد عن العيادة، ونظراً للكثافة والزحام فى العيادات يضطر أفراد الأمن إلى إخراج المرافقين والطلب منهم الانتظار فى الخارج حتى موعد الكشف وتنتظر الحالة بالداخل وقت لا يقل عن ساعتين لكل حالة.
بينما قالت نهى محمود، والدة الطفل ياسر - من ذوى الهمم – ابنى لديه جلسة علاج داخل المستشفى وأضطر للانتظار على أحد الكراسى خارج المستشفى، وترك ابنى بالداخل وسط التكدس والزحام الذى يخيم على المكان والتهوية التى تكاد منعدمة، والتى تؤثر سلبًا على حالة ابنى المرضية، معقبة بقولها «عند خروجى من باب المستشفى وعلى مرأى ومسمع من الأمن لكى أحضر عصير ومياه شرب لأبنى المريض» فوجئت بالأمن يمنعنى من الدخول رغم علمهم بأننى مرافق لحالة مرضية ولم أدخل إلا بعد مناوشات، وهذا ليس بغريب على إدارة المستشفى التى تتمتع بحالة فوضوية، ناهيك عن ارتفاع أسعار الفحوصات الطبية رغم خضوعنا لمظلة التأمين الصحى، ندفع 400 جنيه رسوم للمرة الواحدة.
ويعانى على محمود 62 عامًا، مريض سكرى من الدرجة الثانية، الذى حضر لإجراء فحوصات دورية على القلب، وانتظر أكثر من ثلاث ساعات أمام غرفة الكشف دون أى اهتمام من طاقم التمريض، وحينما استفسر عن دوره قوبل بتجاهل وتعامل غير لائق من إحدى الممرضات.
مشيرًا إلى أنه يضطر فى كل زيارة لدفع مبالغ إضافية للحصول على خدمة أسرع مع فريق التمريض، رغم حمله للبطاقة العلاجية، فضلاً عن تأخر الأطباء والانتظار لفترة طويلة.
واشتكت إيمان ٤٤ عاما، التى تعانى من التهابات مزمنة فى الكلى، موظف الاستقبال الذى لم يرحم ألمها وضعفها وقلة حيلتها ورفض دخولها بحجة زحام المرضى وأن العيادات كاملة العدد، وأن على المريض الانتظار خارج أسوار المستشفى.
تلك الحكايات من أمام المستشفى تشكل أزمة حقيقية فى مستوى الخدمات الطبية داخلها، وتؤكد ضرورة تدخل الإدارة لتحسين معاملة المرضى وفريق الأطباء والتمريض من أجل تقديم الرعاية الطبية المستحقة للمواطنين.
ويعانى العديد من المواطنين من سوء الخدمة فى عيادة البراجيل للتأمين الصحى بالجيزة والتى تخدم آلاف المواطنين يومياً ويشتكون من الزحام وصعوبة الدخول إلى الأطباء وصعوبة الحجز عبر الإنترنت.
مريضة من ذوى الهمم: حجزت أونلاين والكشف بعد شهرين
لم يكن المشكلات كلها فى الذهاب للمستشفى فقط بل أيضاً هناك مشكلة بالحجز الأونلاين، حيث تعانى أمل وهى مريضة من ذوى الهمم من سوء خدمة التسجيل فى مستشفيات التأمين الصحى عبر الإنترنت أنها قامت بالحجز عبر الإنترنت لعيادات مختلفة لمتابعة حالتها الصحية، ولكن كانت الحجوزات فى أوقات مختلفة - بعد تأكيد الحجز حيث إنها قامت بالحجز بتاريخ 17 أغسطس الماضى ولكن تم إعطاؤها مواعيد للكشف بتواريخ تبعد حوالى شهرين عن الميعاد عند التسجيل بتاريخ 4 -10 وهو ما يبعد فترة زمنية كبيرة لحالتها وهى عيادة رمد بمجمع شبرا الطبى حجز استشارى.
وقامت مرة أخرى بحجز لجنة خاصة بالقلب للعرض عليها وهى المعروفة باللجان التخصصية ولكن فوجئت أن موعد الكشف والعرض على اللجنة المختصة بالقلب أقرب مكان إليها وهو مجمع عيادات شبرا الطبى يوم 28-9 الجارى أى بعد الحجز بشهر ونصف وهى مريضة قلب أيضاً وتريد العرض على اللجنة للاستمرار فى صرف الأدوية، ولكنها صدمت فى تحديد الموعد المتأخر ثم كانت المشكلة الأكبر فى أنها قامت بحجز كشف عبر التسجيل فى الإنترنت أنها قامت بحجز كشف روماتيزم وظهر لها موعد الكشف 30-8 الماضى فى تمام الساعة 9 صباحاً وحينما ذهبت إلى مجمع شبرا الطبى وجدت أن الطبيب اعتذر عن الحضور وطالبتها الممرضة هناك بالتسجيل مرة أخرى من أجل توقيع الكشف عليها.
عضو لجنة الصحة بالنواب: الخدمة الصحية تحتاج للتأمين الصحى الشامل فى أسرع وقت
وفى هذا الصدد أكد مكرم رضوان عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أنه مع امتداد عملية التأمين الصحى الشامل سوف يتم تحسين جميع الخدمات المقدمة للمواطنين خاصة أن هذا النظام سوف يساهم بشكل كبير فى تطوير العملية الصحية ولكن هناك تحديا كبيرا يواجه وزارة الصحة وهو أن الميزانية لا تكفى لتعميم تجربة التأمين الصحى الشامل لجميع المستشفيات والقطاعات، وهو نظام يقوم على اقتطاع جزء من الدخل بحسب الراتب الأساسى من أجل التأمين الطبى وهو نظام تكافلى فكلما زاد الراتب زاد المبلغ للاشتراك وسوف يشهد تسهيلا وتيسيرا لمعظم الخدمات للمشتركين.
وأضاف عضو لجنة الصحة لـ«الوفد»، أنه هناك بعض المستشفيات من التأمين العادى تعانى نظراً لزيادة الكثافة وقلة الإمكانات المتاحة وهى تحتاج إلى إعادة النظر إليها من قبل الوزارة ولكن أعتقد أنه سوف يكون هناك تحسن فى المنظومة الصحية مع تطبيق التأمين الصحى الشامل فى جميع المحافظات والمراكز الصحية وهى خطوة نتمنى الإسراع بها من قبل وزارة الصحة من أجل تحسين مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين وتنفيذ تحسين مستوى الخدمة فى المستشفيات وخاصة التأمين الصحى لأنها تخدم قطاعا كبيرا جدا من المرضى وتساهم فى علاجهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المنتفعون مستشفيات التأمين الصحى مستشفيات القطاع التأمین الصحى الصحى الشامل من أجل
إقرأ أيضاً:
عقب سقوط الأمطار .. إنتشار الأجهزة التنفيذية بالشرقية لشفط وكسح المياه
كلف المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية رؤساء المراكز والمدن والأحياء بالتنسيق مع مسؤولى شركة مياه الشرب والصرف الصحى والمرافق العامة بالتواجد الميداني بالشوارع والطرق الرئيسية ومداخل ومخارج المدن وبالأنفاق وشفط تراكمات مياه الأمطار من الشوارع والتأكد من عمل محطات وغرف وبالوعات الصرف بشكل جيد ، كذلك الإطمئنان على كفاءة تشغيل المولدات الكهربائية الأساسية والإحتياطية ومواتير الشفط والرفع الموجودة بكل محطة صرف، و مراجعة أعمدة الإنارة والتأكد من عزلها لمنع أي حوادث صعق بالكهرباء حرصاً على سلامة المواطنين.
وفي هذا الإطار ، إنتشرت الأجهزة التنفيذية بالمحافظة بالمعدات وسيارات الكسح لشفط مياه الأمطار من الشوارع الرئيسية وإزالة آثاره لفتح الطريق أمام حركة السيارات والمارة