سوريا: 3 مناطق تغيب عن الانتخابات البرلمانية “لأسباب أمنية”
تاريخ النشر: 5th, October 2025 GMT
أنقرة (زمان التركية) – يشارك السوريون، اليوم الأحد، في أول انتخابات تشريعية منذ الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، فيما تظل ثلاث مناطق سورية خارج نطاق العملية التصويتية.
وانطلقت في تمام التاسعة صباحا بتوقيت دمشق عملية التصويت في أول انتخابات برلمانية بعد الإطاحة بنظام الأس، وسط توقعات بمشاركة 6 آلاف عضو هيئة انتخابية.
وأفادت الهيئة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري في بيان سابق أن عملية الانتخابات سيتم إرجائها في كل من السويداء والحسكة والرقة لأسباب أمنية مفيدة أن المقاعد المخصصة لهذه المناطق الثلاثة والمقدرة بنحو 19 مقعد ستظل شاغرة لحين انعقاد الانتخابات بها.
وتخضع المناطق الثلاثة المستثناه من التصويت لسيطرة الإدراة الذاتية في شرق وشمال سوريا، ويأتي قرار الاستثناء مع عدم امتثال قوات سوريا الديمقراطية للاتفاقية الموقعة مع الرئيس المؤقت أحمد الشرع بشأن الانضمام إلى القوات الأمنية النظامية والعمل تحت مظلة وزارة الدفاع السورية.
وفي حديثه مع وكالة الأنباء السورية “سانا” أفاد الناطق باسم اللجنة العليا للانتخابات أن الانتخابات قضية سيادة يمكن إجرائها في المناطق الخاضعة كليا لسلطة الحكومة فقط.
ومن المنتظر أن تُغلق صناديق الاقتراع أبوابها في تمام الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي.
وستشهد عملية التصويت انتخاب ثلثي مقاعد البرلمان المقدر عددهم بنحو 210 مقعد على أن يتولى الرئيس السوري، أحمد الشرع، تعيين عدد المقاعد المتبقية والمقدرة بنحو 70 مقعد.
ويؤكد المسؤولون أنه لا توجد بيانات للسكان مؤكدة بسبب نزوج ملايين السوريين خلال الحرب وهو ما دفعهم لاختيار هذا النظام الانتخابي عوضا عن انتخابات عامة.
Tags: أحمد الشرعالانتخابات البرلمانية السوريةالتطورات في سورياالهيئة العليا للانتخابات في سوريامجلس الشعب السوريالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: أحمد الشرع الانتخابات البرلمانية السورية التطورات في سوريا مجلس الشعب السوري
إقرأ أيضاً:
انطلاق أول انتخابات لمجلس الشعب في سوريا منذ سقوط الأسد
شهدت سوريا، الأحد، لحظة مفصلية في تاريخها الحديث مع انطلاق أول انتخابات لمجلس الشعب منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، في خطوة تُعد اختبارًا حقيقيًا لقدرة الدولة الجديدة على إدارة عملية سياسية شاملة بعد عقود من الحكم الأحادي الذي انتهى بانهيار مؤسسات النظام السابق.
وتأتي هذه الانتخابات، وفق مراقبين، كأول استحقاق سياسي رسمي في "الجمهورية السورية الجديدة"، وسط آمال بأن تُشكّل بداية لمسار بناء مؤسسات دستورية شرعية تعبّر عن التعددية السياسية والاجتماعية في البلاد، بعد أكثر من ستة عقود من حكم حزب البعث وهيمنته على الحياة السياسية.
وبدأت صباح اليوم عملية الاقتراع في عموم المحافظات السورية لاختيار أعضاء أول مجلس شعب بعد سقوط النظام، حيث فتحت المراكز الانتخابية أبوابها أمام أعضاء الهيئات الناخبة للإدلاء بأصواتهم، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وقال الرئيس السوري أحمد الشرع خلال تفقده أحد مراكز الاقتراع في المكتبة الوطنية بدمشق إن بلاده "دخلت في غضون أشهر قليلة مرحلة انتخابية تعكس نضوج الوعي الوطني واستعداد السوريين لمرحلة البناء والازدهار"، مشيرًا إلى أن "هناك العديد من القوانين المعلقة التي تنتظر البرلمان الجديد لإقرارها والمضي في عملية إعادة الإعمار".
وأضاف الشرع أن "بناء سوريا مهمة جماعية، وعلى جميع السوريين المساهمة فيها"، مؤكداً أن "عجلة التشريع والمساءلة ستدور بوتيرة سريعة لضمان الشفافية وتعزيز الثقة بالمؤسسات الجديدة".
وفي السياق، أوضح المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات نوار نجمة أن عملية الاقتراع انطلقت عند التاسعة صباحًا بالتوقيت المحلي، مشيرًا إلى أن التصويت يجري عبر صناديق اقتراع علنية، وأن عملية الفرز ستبدأ فور إغلاق الصناديق أمام وسائل الإعلام، فيما يُتوقع إعلان النتائج النهائية خلال يومي الاثنين أو الثلاثاء المقبلين.
وتجري الانتخابات وفق المرسوم الرئاسي رقم (66) لعام 2025 الذي حدّد آلية مؤقتة لتشكيل اللجنة العليا للانتخابات من عشرة أعضاء برئاسة محمد طه الأحمد، تتولى الإشراف الكامل على العملية الانتخابية. ويقضي المرسوم بتوزيع مقاعد مجلس الشعب — الذي يبلغ عدد أعضائه 210 — بين الفئات السكانية والاجتماعية، بحيث يُنتخب ثلثا الأعضاء عبر هيئات محلية فيما يعيَّن الثلث المتبقي بقرار من الرئيس.
وبحسب اللجنة العليا للانتخابات، يتنافس 1578 مرشحًا، بينهم 14% من النساء، على مقاعد المجلس، في سابقة تشهد مشاركة رمزية لأقليات دينية وعرقية كانت مغيّبة عن الحياة السياسية لعقود، أبرزهم المرشح السوري الأمريكي هنري حمرا، نجل آخر حاخام يهودي غادر سوريا في تسعينيات القرن الماضي، ليكون أول مرشح يهودي للبرلمان منذ سبعين عامًا تقريبًا.
ويرى محللون أن الانتخابات تمثل اختبارًا جوهريًا لمدى قدرة السلطة الانتقالية على إدارة استحقاق ديمقراطي فعلي، في ظل بيئة سياسية وأمنية ما تزال هشة، وتحديات اقتصادية متفاقمة تعيق جهود إعادة الإعمار وعودة النازحين.
كما تُعد هذه الانتخابات أول خطوة تنفيذية للنظام السياسي الجديد الذي بدأ يتشكل عقب سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، عندما أنهت فصائل سورية مسلحة أكثر من ستة عقود من حكم البعث، وأعلنت نهاية حقبة استبدادية امتدت لأكثر من نصف قرن.
وبينما يترقب السوريون نتائج هذا الاقتراع التاريخي، يرى مراقبون أن المجلس المقبل سيكون أمام اختبار حقيقي لترجمة تطلعات الشارع نحو العدالة والمساءلة وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس جديدة من الشفافية والتشاركية، في وقت تحاول فيه سوريا استعادة مكانتها الإقليمية والدولية بعد سنوات طويلة من العزلة والصراع.