عودة الشعبويين واليمين الأوروبي إلى الصدارة في التشيك وجورجيا
تاريخ النشر: 5th, October 2025 GMT
شهدت الساحة السياسية الأوروبية هذا الأسبوع تحولات بارزة، مع تصاعد نفوذ التيارات الشعبوية والمحافظين، ففي التشيك، حقق الملياردير أندريه بابيش عودة قوية بفوز حزبه “ANO” في الانتخابات البرلمانية، بينما أثارت نتائج جورجيا المحلية جدلاً واسعاً بعد فوز الحزب الحاكم في تبليسي بما يزيد على 71% من الأصوات واعتقالات قيادات المعارضة إثر احتجاجات متفرقة.
عودة الشعبويين إلى السلطة.. أندريه بابيش يفرض نفسه بالانتخابات التشيكية
حقق الملياردير الشعبوي أندريه بابيش عودة سياسية قوية بفوز حزبه “آنو” (ANO) في الانتخابات البرلمانية التشيكية التي أُجريت في 3 و4 أكتوبر 2025. بحصوله على حوالي 34.7% من الأصوات، متفوقًا على ائتلاف “سبولو” (SPOLU) الذي يقوده رئيس الوزراء المنتهية ولايته بيتر فيالا، والذي حصل على 23.4% من الأصوات، كما حقق حزب “الستات” (STAN) 11.2%، وحزب “القراصنة” 9%، وحزب “الحرية والديمقراطية المباشرة” 7.8%، وحزب “السيارات” 6.8%.
وعلى الرغم من فوزه، لم يتمكن بابيش من الحصول على أغلبية مطلقة في البرلمان المؤلف من 200 مقعد، مما يضعه أمام تحديات في تشكيل حكومة مستقرة. يخطط بابيش لتشكيل حكومة أقلية مدعومة من الأحزاب اليمينية المتطرفة مثل “الحرية والديمقراطية المباشرة” و”السيارات”، مما قد يثير مخاوف بشأن التوجهات السياسية المستقبلية للتشيك.
وأكد زعيم حركة “ANO” التشيكية أندريه بابيش، في أول مؤتمر صحفي له بعد فوز حركته في الانتخابات البرلمانية، أن مبادرة الذخيرة لأوكرانيا يجب أن تكون شفافة، وأنه لا ينبغي السماح بالثراء على حساب الحرب والشعب.
وقال بابيش: “يجب جعل مبادرة الذخيرة لأوكرانيا شفافة. إذا كان شخص ما يكسب 30 مليار كرونة (حوالي 1.4 مليار دولار) على حساب أوكرانيا والشعب – أنا لا أحب ذلك، وسنعمل على حل هذه المسألة، لا مشكلة لدي في مناقشة هذه القضية مع زيلينسكي إذا رغب بذلك. سنجعل كل شيء شفافًا. الحرب مروعة ولا ينبغي السماح بالثراء منها”.
وأضاف بابيش أنه يأمل بمساعدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والقادة الأوروبيين في إنهاء الصراع في أوكرانيا، مشددًا في الوقت نفسه على أنه لا يعتزم عرقلة الشركات التشيكية في تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وأوضح بابيش: “بالطبع، نحن لا نعيق الشركات التشيكية من تصدير الأسلحة إلى أوكرانيا، هذه ليست مشكلة على الإطلاق. سنواصل تنظيم نظام الدفاع الجوي في الجمهورية. أبلغني السيد الرئيس عن النظام الجديد الذي يمتلكه الدنماركيون والفرنسيون، وهو عمليًا النسخة الأوروبية من نظام باتريوت. ونرى أيضًا كيف أن أوروبا غير محصنة ضد الطائرات المسيرة”.
من جهة أخرى، أشاد الرئيس التشيكي بيتر بافيل بنسبة المشاركة المرتفعة التي بلغت 68.9%، مؤكدًا أن هذه النسبة تعكس التزام المواطنين بالتوجهات الغربية للتشيك.
وهنأ كيريل دميترييف، رئيس صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي، زعيم حركة المعارضة التشيكية “ANO” أندريه بابيش، بفوزه الحاسم في الانتخابات البرلمانية التي جرت السبت، واصفًا ما يحدث بأنه “صحوة” أوروبا.
ونشر دميترييف تغريدة على منصة “إكس” كتب فيها: “أهنئ أندريه بابيش والشعب التشيكي وحركة ‘وطنيين من أجل أوروبا’! أوروبا تستيقظ على وقع الهجرة غير المنضبطة، والتحريض على الحرب، والرقابة، والتردي الاقتصادي. تنتصر القوى اليمينية في جميع أنحاء أوروبا”.
جورجيا: مرشح الحزب الحاكم يحصد أكثر من 71% من أصوات تبليسي واعتقالات لعناصر المعارضة بعد احتجاجات
أظهرت النتائج الرسمية للانتخابات المحلية في جورجيا فوز كاخا كالادزي، مرشح حزب “الحلم الجورجي – جورجيا الديمقراطية” الحاكم، بمنصب عمدة العاصمة تبليسي بعد حصوله على 71.621% من الأصوات، وفق ما أعلنه موقع لجنة الانتخابات المركزية الجورجية.
وجاء إيراكلي كوبرادزي مرشح أحزاب المعارضة “جورجيا القوية” و”غاخاريا من أجل جورجيا” في المركز الثاني بنسبة 12.275%، بينما حل ياغو خفيتيا مرشح حزب “غيرتشي” الليبرالي ثالثًا بنسبة 7.624%.
وإلى جانب تبليسي، فاز مرشحو الحزب الحاكم بمناصب عمدة عدة مدن كبرى، بينها باتومي (80.638%)، كوتايسي (85.686%)، بوتي (100%) وروستافي (91.972%).
وفي أعقاب إعلان النتائج، شهدت العاصمة تبليسي احتجاجات متفرقة للمعارضة، حيث اقتحم بعض المتظاهرين ساحة المقر الرئاسي، ما دفع الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم. وأكد الأمين العام لحزب الحلم الجورجي كاخا كالادزي أن الاحتجاجات تعد محاولة انقلاب، وأن المشاركين فيها سيحالون إلى العدالة.
من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية الجورجية عن اعتقال خمسة من أعضاء المعارضة، بينهم زعيم حركة “شارع روستافيلي” وآخرون، متهمة إياهم بالدعوة إلى الإطاحة بسلطة الدولة وتنظيم أعمال عنف جماعي، وهي جرائم يعاقب عليها القانون بالسجن لمدة تصل إلى تسع سنوات.
رئيس الوزراء الجورجي إيراكلي كوباخيدزه وصف الاحتجاجات بأنها جريمة جنائية مؤكداً تحميل المسؤولية القانونية لكافة المشاركين، بينما يؤكد المتظاهرون أن تحركاتهم سلمية ويدعون أنها “ثورة سلمية”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: التشيك الجمهورية التشيكية جمهورية التشيك جورجيا فی الانتخابات البرلمانیة من الأصوات
إقرأ أيضاً:
أندريه راجولينا رئيس مدغشقر الذي طالب الجيل زد بإقالته
أندريه راجولينا سياسي ورجل أعمال من مدغشقر، ولد عام 1974 في مدينة أنتسيرابي. بدأ مسيرته القيادية مبكرا، وأسس في سن الـ19 شركة لتنظيم الفعاليات، ثم أنشأ شركة للطباعة الرقمية واستحوذ فيما بعد على شركة إعلانات تملكها عائلة زوجته.
وفي عام 2007 وسع أنشطته الإعلامية بشراء محطة إذاعية وتلفزيونية أعاد تسميتهما إلى "فيفا راديو" و"فيفا تي في"، ودخل عالم السياسة في العام نفسه بعد تأسيسه حزب "تانورا مالاغاسي فانونا"، وانتخب عمدة لعاصمة البلاد بنسبة 63%.
وبعد خلافات مع الحكومة أقيل من منصبه عام 2009، لكنه عاد إلى الساحة السياسية بعدما عينه المجلس العسكري رئيسا للهيئة العليا الانتقالية حتى 2014.
الولادة والنشأةولد أندري نيرينا راجولينا يوم 30 مايو/أيار 1974 بمدينة أنتيسرابي في مدغشقر، ونشأ في كنف عائلة ميسورة الحال وذات خلفية عسكرية، فوالده إيف راجولينا، كان عقيدا متقاعدا وخدم في صفوف الجيش الفرنسي إبان حرب الجزائر.
أمضى سنوات طفولته الأولى في مسقط رأسه ثم انتقل إلى عاصمة البلاد أنتاناناريفو. اشتهر في سن المراهقة بكونه منسقا للموسيقى (دي جي) ومنظما للفعاليات.
التقى راجولينا بزوجته ميالي رازاكنديسا عام 1994، بينما كانت في سنتها النهائية في المدرسة الثانوية في العاصمة أنتاناناريفو، وبعدها سافرت إلى باريس بفرنسا لإكمال دراستها الجامعية في مجال المالية والمحاسبة.
وبعد عودتها إلى مدغشقر عام 2000 تزوجا ورزقا بولدين وبنت وهم: أرينا وإيلونستوا وإيلونا.
بعد حصول أندريه راجولينا على شهادة الثانوية العامة (البكالوريا) قرر عدم مواصلة دراسته واختار أن يكون رجل أعمال.
ريادة الأعمالبدأ مسيرته الريادية بعدما أكمل المرحلة الثانوية، فقد أسس عام 1993 شركة للإنتاج الفني وتنظيم الفعاليات، عرفت حينها باسم "شو بزنس" وعمره لم يتجاوز التاسعة عشرة.
وبحلول عام 1999 أنشأ شركة أخرى تحت اسم "إنجيت" للطباعة الرقمية، وبعد مرور عام واحد استحوذ على شركة "دوما بوب" وهي شركة إعلانات للوحات الطرق وتملكها عائلة زوجته ميالي.
إعلانومنذ عام 2007 وسع ممتلكاته واشترى محطة الإذاعة والتلفزيون "رافينالا"، وأعاد تسميتها فأصبحت مؤسستين هما "فيفا راديو" و"فيفا تي في".
لكنه في ديسمبر/كانون الأول 2008، وبعد أن بثت محطته التلفزيونية "فيفا تي في" مقابلة مع الرئيس الأسبق للبلاد ديدييه راتسيراكا ومقابلة مع زعيم معارض، اعتبرت الحكومة ذلك تحركا لإثارة الفوضى فقررت إغلاق المحطة. فنظم راجولينا عقب ذلك تجمعات وسط العاصمة وطالب الحكومة والجيش برفع المنع عن القناة.
وفي أوائل عام 2007 قرر راجولينا دخول معترك السياسة وأسس حزبا عرف بـ "تانورا مالاغاسي فانونا"، ومعناه "الشباب الملغاشيون المصممون"، وترشح لمنصب عمدة العاصمة أنتاناناريفو ممثلا عن حزبه، وبتاريخ 12 ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه فاز بالانتخابات وحصد 63% من الأصوات.
وبحلول تاريخ 31 /كانون الثاني 2009، جمع راجولينا حوالي 30 ألف شخص وأعلن أنه سيتولى شؤون العاصمة، واتهم الحكومة بالفشل في تحمل الأوضاع.
لكن هذه الخطوة لم تكن لصالحه وقللت من مصداقيته وبدأ عدد مؤيديه يتقلص إلى أن وصل إلى ما بين 3000 إلى 5000 شخص.
وفي الثالث من فبراير/شباط 2009، أزالت وزارة الشؤون الديمقراطية راجولينا من منصب عمدة العاصمة أنتاناناريفو، ووضعت لجنة خاصة لتولي إدارة شؤونها.
وبعد مضي فترة عينه المجلس العسكري بعدها على رأس الهيئة العليا الانتقالية وشغل هذا المنصب حتى عام 2014.
الرئاسةترشح راجولينا للانتخابات الرئاسية عام 2018 إلى جانب مشاركة 36 مرشحا آخرين، من بينهم الرئيس الأسبق رافالومانانا، الذي كان قد حكم عليه في عام 2010.
فاز في الجولة الأولى بعد نيله 39% من الأصوات، بينما جاء مارك رافالومانانا في المركز الثاني بنسبة 35% من مجمل الأصوات.
تواجه الاثنان في الجولة الثانية، وفاز راجولينا بنسبة تجاوزت 55%، ونصب رئيسا لمدغشقر في 19 يناير/كانون الثاني 2019، وأعيد انتخابه عام 2023 لولاية ثانية.
وفي 22 يوليو/تموز 2021 أحبطت الشرطة محاولة اغتيال استهدفت راجولينا، بعد توقيفها ستة أشخاص من بينهم مواطن أجنبي. وبحسب ما ذكرته الشرطة أن هذا التوقيف جاء بعد أشهر من التحقيق.
ونقلت رويترز عن المدعي العام قوله إنه ووفق الأدلة المتوفرة فقد كان هؤلاء الأفراد أعدوا خطة من أجل تصفية عدد من الشخصيات السياسية ومن بينهم رئيس الدولة.
احتجاجات "الجيل زد"شهدت مدغشقر منذ يوم الخميس 25 سبتمبر/أيلول 2025 موجة من المظاهرات الاحتجاجية، خرج فيها الآلاف من الشباب إلى شوارع العاصمة أنتاناناريفو وطالبوا بتحسين خدمات المياه والكهرباء.
وقد استلهمت هذه الاحتجاجات من حركات شبابية مماثلة في دول مثل كينيا ونيبال والبيرو، وأُطلق عليها اسم "الجيل زد" في إشارة إلى الجيل الشاب الذي يقودها ويطالب بالتغيير الاجتماعي والسياسي.
وفي 29 سبتمبر/أيلول 2025 استجاب الرئيس لهذه الاحتجاجات وأقال عددا من المسؤولين في حكومته، إلا أن قراراته لم تستطع تهدئة الشارع، وتوسعت المظاهرات وشملت مدنا كبرى مثل توليارا ودييغو سواريز.
إعلانكما أن المطالب الشعبية تغيرت وأصبحت تطالب باستقالة الرئيس شخصيا، من جهته أعلن راجولينا استعداده لسماع مطالبهم، إلا أنه رفض الرحيل.
وتسببت المواجهة بين المحتجين وقوات الأمن في سقوط قتلى وجرحى، وقالت الأمم المتحدة إن القتلى بلغوا 22 شخصا والجرحى أكثر من 100، لكن الحكومة كذبت هذه الأرقام.
وفي محاولة لتهدئة الأوضاع في البلاد، عين راجولينا الجنرال العسكري روفين فورتونات زافيسامبو رئيسا للوزراء في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2025.