NYT: بعد أن أجبره ترامب.. نتنياهو يتبنى اتفاق غزة كنصر شخصي
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرا للصحفية إيزابيل كيرشنر، تناولت فيه التطورات السياسية الأخيرة في حكومة الاحتلال، مشيرة إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نسب لنفسه الفضل في خطة ناشئة تهدف إلى تحرير جميع الأسرى لدى حركة حماس وإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين في غزة.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الادعاء لم يكن مقنعا للإسرائيليين أو الفلسطينيين أو حتى للمراقبين في المنطقة، إذ بدا واضحاً أن صاحب القرار الفعلي هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لعب الدور الحاسم في فرض الخطة على نتنياهو.
وأكد نتنياهو في خطاب تلفزيوني مقتضب وجهه إلى الإسرائيليين السبت، أن الخطة كانت ثمرة تحرك دبلوماسي قاده خلال أسابيع بالتنسيق مع ترامب وفريقه، إلا أن الرئيس الأمريكي قدّم رواية مختلفة في مقابلة مع مراسل إسرائيلي لموقع "أكسيوس" وعدد من القنوات العبرية، حيث قال إنه أجبر نتنياهو، الذي كان مترددا، على قبول الشروط.
وأضاف ترامب مخاطبا نتنياهو بلقبه: "قلت له: بيبي، هذه فرصتك للنصر، وليس أمامك خيار آخر، معي يجب أن تكون راضيا".
ونقلت "نيويورك تايمز" عن محللين قولهم إن نتنياهو يفتقر حاليا إلى القدرة على تحدي ترامب، في ظل الانتقادات الدولية المتزايدة لإسرائيل بسبب حربها في غزة، وعزلتها السياسية التي جعلت اعتمادها على واشنطن شبه مطلق.
وفي السياق ذاته، كتب الصحفي الإسرائيلي ناحوم برنياع في صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقالا بعنوان "إنه الزعيم"، قال فيه إن "ترامب لا يهدد نتنياهو، بل يأمره"، مشيرا إلى أن مجريات الأحداث الأخيرة أظهرت بوضوح هذا الواقع، خاصة بعد إنذار ترامب لحماس يوم الجمعة بقبول المقترح، وما تلاه من تفسير سريع لقبول مشروط من الحركة على أنه "موافقة كاملة".
وتابعت الصحيفة أن الإسرائيليين علموا من ترامب نفسه، عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، أن إسرائيل وافقت على خطة انسحاب أولي داخل غزة كمرحلة أولى من الصفقة، والتي تتضمن تبادل نحو 20 أسيراً إسرائيلياً أحياءً وجثث 28 آخرين مقابل إطلاق سراح 250 أسيراً فلسطينياً محكوماً بالمؤبد ومئات آخرين من غزة. وأعلن ترامب أن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ "فوراً" بعد موافقة حماس على الصفقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو وجد نفسه في موقف حرج، إذ يحاول الموازنة بين تعهداته بـ"النصر الكامل على حماس" وبين الضغوط الأمريكية لإنهاء الحرب. وأوضحت أن الأزمة الإنسانية في غزة، التي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وانتشار المجاعة، أثارت استياءً عالمياً، فيما أظهرت استطلاعات الرأي داخل إسرائيل أن أغلبية الإسرائيليين باتوا يفضلون إنهاء الحرب واستعادة الرهائن، ما زاد الضغط على الحكومة.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن خبير استطلاعات الرأي الإسرائيلي ميتشل باراك، الذي عمل مساعدا لنتنياهو في التسعينيات، قوله إن رئيس الوزراء "أدرك أن رصيده مع ترامب قد نفد"، مضيفا أن "نتنياهو لا يستطيع هذه المرة تجاهل رئيس أمريكي كما فعل مع بايدن أو أوباما، لأن ترامب لا يمكن التنبؤ بتصرفاته ولن يتساهل مع الموقف الإسرائيلي".
كما أوضحت الصحيفة أن ترامب بدأ يقارن علاقاته مع نتنياهو بعلاقاته مع دول أخرى في المنطقة مثل تركيا وقطر، لافتة إلى أن أردوغان استخدم خطاباً قاسياً ضد إسرائيل، فيما اتهم نتنياهو قطر مؤخراً بـ"إيواء الإرهابيين".
وذكرت "نيويورك تايمز" أن حكومة نتنياهو كانت قد وافقت قبل شهرين على توسيع الحرب والسيطرة على مدينة غزة، رغم تحذيرات الجيش الإسرائيلي من المخاطر الميدانية. إلا أن التقدم العسكري ظل بطيئاً ومحدوداً، وتركّز على تهجير السكان جنوبا.
وأشارت إلى أن نتنياهو أشاد في خطابه الأخير بما وصفه بـ"الضغط العسكري والدبلوماسي" الذي دفع حماس إلى القبول بالاتفاق، رغم أن التفاصيل الفنية لعملية تبادل الأسرى لم تُحسم بعد، فيما تبدأ المحادثات في مصر الاثنين المقبل.
وأكدت الصحيفة أن ترامب أعلن الجمعة على حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي: "يجب على إسرائيل أن توقف قصف غزة فوراً حتى نتمكن من إخراج الأسرى بأمان وسرعة"، مضيفة أن الجيش الإسرائيلي بدأ بالفعل تقليص عملياته العسكرية إلى مستوى دفاعي، وهو ما اعتُبر تراجعاً عن موقف نتنياهو الرافض للتفاوض أثناء الحرب.
كما بين التقرير أن خريطة "إعادة الانتشار" التي نشرها ترامب تُظهر احتفاظ إسرائيل بسيطرتها على أجزاء واسعة من غزة، لكنها تشير في الوقت ذاته إلى انسحاب من الممر الأوسط الذي يقسم القطاع بين شماله وجنوبه.
وأوردت الصحيفة أن ترامب أحرج نتنياهو عندما أجبره على الاتصال برئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لتقديم اعتذار رسمي عن محاولة إسرائيل الفاشلة لاغتيال قادة حماس في الدوحة، ونشرت واشنطن صورة لنتنياهو وهو يقرأ نص الاعتذار بينما كان ترامب ممسكاً بسماعة الهاتف.
وأضاف التقرير أن الرئيس الأمريكي وفريقه ألزما نتنياهو أيضاً بالتوقيع على بند في الاتفاق يتضمن "مساراً موثوقاً نحو إقامة دولة فلسطينية"، رغم أن نتنياهو طالما تفاخر بأنه منع هذا الخيار. ونقلت الصحيفة عن ميتشل باراك قوله: "شهدت مسيرته السياسية انهياراً حاداً خلال أيام قليلة، لقد وافق على كل شيء".
مع ذلك، لفتت "نيويورك تايمز" إلى أن مراقبين آخرين يرون أن نتنياهو، الذي يُعد أطول رؤساء الوزراء خدمة في إسرائيل، ما زال قادراً على المناورة السياسية. ونقلت عن الكاتبة مزال معلم، مؤلفة سيرة نتنياهو ومعلقة موقع "المونيتور"، قولها إن رئيس الوزراء "يعرف متى يضبط نفسه، وقد نجح في إقناع حزبه وقاعدته بأن الاتفاق يمثل فوزا لإسرائيل".
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن نتنياهو، الذي ينظر إلى الأمور من منظور تاريخي، يدرك أن الدخول في صراع مع ترامب سيضر بمستقبله السياسي أكثر مما سيؤثر على ترامب نفسه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية نتنياهو حماس غزة الفلسطينيين ترامب فلسطين حماس غزة نتنياهو ترامب المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة نیویورک تایمز الصحیفة أن أن نتنیاهو أن ترامب إلى أن
إقرأ أيضاً:
كينشاسا وكيغالي.. اتفاق السلام الذي يواجه اختبار النوايا
يفاجئ رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي المراقبين بتصريحات على خلاف المتوقع منذ بدء مسار السلام مع رواندا برعاية أميركية قطرية.
آخر تلك التصريحات كانت مع قناة "سكريبس نيوز" الأميركية، اعتبر فيها تشيسيكيدي "أن الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب، مهتمة بالمعادن الإستراتيجية، وبالتالي فإن أول اهتمام لها سيكون ضمان أمن تلك الاستثمارات".
تصريحات تشيسيكيدي تزامنت مع تغريدة مفاجئة هي الأخرى نشرها وزير الخارجية الرواندي أوليفييه ندوهونغيره وقال فيها إن تشيسيكيدي نفسه "أصدر تعليمات لوفد بلاده بعدم التوقيع على إطار التكامل الاقتصادي الإقليمي".
وحتى لحظة إعداد هذا التقرير لم تكن كينشاسا قد علقت على كلام الوزير.
اقتصاد السلاموكانت الجولة النهائية للتفاوض حول التكامل الاقتصادي التي يشير لها الوزير في تغريدته انطلقت في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، لمناقشة اتفاق التكامل الاقتصادي الذي وصفه آنذاك كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب لأفريقيا مسعد بولس بأنه "سيعزز السلام في منطقة البحيرات الكبرى".
والتكامل هو جزء من الشق الاقتصادي في اتفاق واشنطن للسلام الذي وقعه وزيرا خارجية رواندا والكونغو الديمقراطية في 27 من يونيو/حزيران الماضي بالعاصمة الأميركية.
بنود المساراعتمد مسار السلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية منذ لحظاته الأولى على قاعدة "أن مستقبلا من الازدهار المشترك القائم على الاستثمارات الأميركية مسألة ممكنة لكنها تتطلب التزاما كاملا من جميع دول المنطقة" بحسب جوناثان برات أحد مسؤولي مكتب شؤون أفريقيا في الإدارة الأميركية.
وتضمن الاتفاق بندا واضحا ينص على إطلاق إطار للتكامل الاقتصادي الإقليمي في غضون 90 يوما.
إعلانويهدف الإطار إلى اتخاذ مجموعة من التدابير بين الدولتين، أهمها تأمين سلاسل إمداد المعادن، وإنشاء أو الاستعانة بآليات مستقلة للتدقيق والرقابة على المشاريع الاقتصادية وسلاسل الإمداد، إضافة لربط اتفاقية الإطار بمبادرات التنمية الاقتصادية الدولية أو الإقليمية.
أما المسار الأمني وانطلاقا من "تعزيز نهاية مستدامة للنزاع وإطلاق الإمكانات الاقتصادية للمنطقة" فتطرق إلى مجموعة من البنود، أهمها تحييد قوات الجبهة الديمقراطية لتحرير رواندا (بقايا الجيش الرواندي السابق المدان بالمجازر 1994)، وفض الاشتباك الحدودي، ورفع رواندا الإجراءات الدفاعية، واحترام وحدة أراضي الدولتين.
مسار موازيوفي الإطار عينه، أقر اتفاق السلام دعم جميع الأطراف "المفاوضات الجارية بين الكونغو وتحالف نهر الكونغو/حركة إم 23 تحت وساطة دولة قطر في الدوحة".
فالطريق الفعلي لإنهاء أطول حروب أفريقيا أرسيت أسسه في 18 مارس/آذار الماضي في اجتماع وصف بالتاريخي حين جمع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الرئيسين الرواندي بول كاغامي والكونغولي فيليكس تشيسيكيدي وجها لوجه في الدوحة.
ومهد اللقاء إلى إطلاق مسار رديف للسلام بين كينشاسا وكيغالي برعاية أميركية في واشنطن، بالإضافة إلى مسار كونغولي كونغولي بين حكومة الكونغو الديمقراطية وتحالف نهر الكونغو/حركة إم 23 في الدوحة.
ونجحت دولة قطر في 19 من يوليو/تموز في مساعيها، حينما وقعت كل من حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وتحالف نهر الكونغو/حركة إم 23، على إعلان مبادئ، في خطوة اعتبرت تطورا مهما ضمن المساعي الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في إقليم شرق الكونغو.
وقال وزير الدولة بوزارة الخارجية الدكتور محمد الخليفي إن "هذا التطور يعكس حرص دولة قطر على دعم الجهود السلمية الرامية إلى إنهاء النزاع في شرق الكونغو والتزامها بدعم مسارات الحل السياسي"، واعتبر الخليفي أن إعلان المبادئ يعد مكملا لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا.
وتبع ذلك في سبتمبر/أيلول الماضي توقيع طرفي الصراع الكونغولي على آلية لإطلاق سراح المحتجزين المرتبطين بالنزاع بين الحكومة وتحالف نهر الكونغو /إم 23.
موقف وحيرةوبين الدولتين الجارتين رواندا والكونغو الديمقراطية، يتضمن اتفاق السلام آليات تنفيذية منفصلة، منها ما يتعلق بالجوانب الأمنية وأخرى بالتكامل الاقتصادي، وبحسب وزير خارجية رواندا فإن "المفاوضات حول إطار التكامل الاقتصادي الإقليمي هي مفاوضات اقتصادية بحتة ولا تتناول القضايا الأمنية".
وبعد تراجع الطرف الكونغولي عن توقيع وثيقة التعاون الاقتصادي، قالت المتحدثة باسم الحكومة الرواندية يولاند ماكولو إن بلادها "تشعر بالحيرة إزاء قرار الكونغو الديمقراطية في اللحظة الأخيرة بعدم التوقيع على الاتفاق".
بين الضفتينوبين رغبات كينشاسا وكيغالي المعلنة، في السعي إلى إنهاء الصراع المزمن بينهما، وإحلال السلام في منطقة البحيرات، تأتي التصريحات التي تقاطع مسار تلك الرغبات، فيقول الرئيس الكونغولي مؤخرا "إن الحرب في بلاده لم تنته بعد" ويضيف "لقد تغيّر شكلها فحسب" لكنه يصر في الوقت عينه على نفي أن يكون اتفاق السلام بين بلاده ورواندا قد انتهى.
وبين النفي والتأكيد تسير مساعي السلام في حقل من ألغام ذلك الصراع الدامي، وتركة 3 عقود من خطاب الكراهية الذي يفضي كل حين إلى المزيد من القتل والتشريد، في مسارات تحتاج إلى بناء الثقة، وخفض حدة التصريحات، الذي يسبق خفض التصعيد، أملا بنجاح معجزة تحويل خصوم اليوم إلى شركاء الغد.
إعلان