انقسامات داخل الفصائل الفلسطينية تُهدد فرص تطبيق خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن انقسامات حادّة داخل حركة "حماس" بشأن الموقف من خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، والتي تتضمن ترتيبات أمنية وسياسية غير مسبوقة تهدف إلى إنهاء العمليات العسكرية وتهيئة القطاع لمرحلة انتقالية جديدة.
خطة أمريكية مثيرة للجدل
وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مصادر مطلعة على مسار المفاوضات، فإن الخطة الأمريكية المطروحة تنص على نزع سلاح حركة حماس بشكل كامل، وتسليم الأسلحة الثقيلة إلى الأمم المتحدة أو إلى مصر، إلى جانب إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين خلال 72 ساعة من توقيع الاتفاق، مقابل انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة تحت إشراف دولي.
وتشمل الخطة أيضًا تشكيل إدارة انتقالية للقطاع بمشاركة أطراف عربية ودولية، تتولى الإشراف على إعادة الإعمار وضبط الأمن، في ظل وقفٍ شامل لإطلاق النار يبدأ فور تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.
انقسام داخلي بين السياسي والعسكري
غير أن هذه البنود وفقًا لتقرير الصحيفة فجّرت خلافات واسعة داخل صفوف "حماس"، بين جناحها السياسي المقيم في الخارج والجناح العسكري المسيطر على الأرض داخل القطاع.
ففي حين يميل القادة السياسيون، وعلى رأسهم خليل الحيّة وآخرون في الدوحة، إلى التعامل مع الخطة كـ"فرصة لإنقاذ غزة من الانهيار الإنساني ورفع الحصار"، يرى الجناح العسكري بقيادة عزّ الدين الحداد أن القبول بالخطة يعني عمليا تفكيك الحركة ونزع هويتها المقاومة.
ويخشى القادة الميدانيون من أن يؤدي تسليم السلاح إلى فقدان السيطرة على مقاتليهم، في ظل تقديرات بأن بعض العناصر لن تلتزم بقرارات القيادة، حتى لو تم التوقيع رسميًا على الخطة.
الجدل حول نزع السلاح
تشير الصحيفة إلى أن بعض قيادات "حماس" حاولوا التوصل إلى صيغة وسط تقضي بتسليم الأسلحة الثقيلة فقط مثل الصواريخ بعيدة المدى مع الاحتفاظ بالأسلحة الخفيفة لحماية أنفسهم.
لكن المفاوضين الأمريكيين والإسرائيليين رفضوا هذا المقترح، مؤكدين أن نزع السلاح يجب أن يكون شاملًا وغير قابل للتجزئة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن "أي بقاء للسلاح في غزة يعني أن الحرب لم تنتهِ بعد"، ما يعكس تشددا إسرائيليا في تطبيق البند الأمني من الخطة.
مواقف الأطراف الإقليمية
في المقابل، تلعب مصر دور الوسيط الرئيس في المفاوضات، وتقترح المشاركة في مراقبة تنفيذ الترتيبات الأمنية على الأرض.
أما قطر، فتدعم المفاوضين السياسيين داخل "حماس" وتحثّهم على القبول بالخطة لتجنّب مواجهةٍ عسكرية جديدة أو حصارٍ أشدّ قسوة.
وتتابع تركيا الموقف بصمت، لكنها تبدي تأييدًا ضمنيًا لأي صيغة تُقلّص النفوذ الإسرائيلي داخل القطاع.
مخاوف داخل الحركة
يؤكد تقرير وول ستريت جورنال أن هناك قلقًا متزايدًا داخل الحركة من أن يؤدي القبول بالخطة إلى تفكك الجناح العسكري أو تحوّل "حماس" إلى سلطةٍ انتقالية مؤقتة تمهيدًا لإقصائها عن المشهد نهائيًا.
كما يخشى بعض القيادات من أن تُماطل إسرائيل في تنفيذ انسحابها حتى بعد تسليم الرهائن والأسلحة، وهو ما قد يترك الحركة في وضعٍ ضعيف عسكريًا وسياسيًا في آنٍ واحد.
تختتم الصحيفة تحليلها بالتأكيد على أن "حماس ما زالت في حربٍ مع نفسها"، وأن الانقسام الداخلي بين جناحيها السياسي والعسكري قد يحسم مستقبلها في غزة.
فإذا قررت القبول بخطة ترامب، فإنها تخاطر بخسارة سلاحها ونفوذها، أما إذا رفضتها، فستواجه عزلةً دوليةً أكبر وحصارًا أشدّ.
وفي كلتا الحالتين، يبقى مستقبل غزة معلّقًا بين قرارات متضاربة داخل حركةٍ تقف اليوم أمام اختبارٍ وجوديٍّ هو الأخطر منذ تأسيسها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غزة الجناح العسكري خليل الحي ة عز الدين الحداد فی غزة
إقرأ أيضاً:
تفاصيل المفاوضات بين حماس وإسرائيل بالتزامن مع الضغط الأمريكي لإنهاء الحرب
علق جمال رائف الكاتب والباحث السياسي المتخصص في الشأن الدولي، على استضافة شرم الشيخ للمفاوضات بين حماس وإسرائيل، فطالما كانت مدينة السلام محطة مهمة في المفاوضات بينهما، وهو ما يؤكد أن هناك رغبة في التشاور الحقيقي.
وأضاف رائف في تصريحه لـ"الوفد"، أن عقد المفاوضات بعد أيام قليلة من طرح خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار، يؤكد استجابة الوسيط المصري للمقترح الأمريكي ودعمه لها، أما عن اختيار يوم 6 أكتوبر لانطلاق التفاوض إشارة لأهمية تحقيق السلام المبني على العدالة، وهو يوم نصر عظيم يذكرنا بأنه في نهاية المطاف يجب تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وتابع: نحن الآن بصدد اليوم الثاني من المشاورات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل وهنا يلعب الوسيط المصري دور مهم لإيجاد نقاط تلاقي بين الطرفين يمكن البناء عليها، ومن المفترض غدًا أن ينضم جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومبعوث الرئيس الامريكي ستيف ويتكوف للمفاوضات.
وأكد الباحث السياسي المتخصص في الشان الدولي، أن بانضمامهما ستبدأ مرحلة جديدة في التفاوض، إذ تنقل الأوراق من الغرف المغلقة للطاولة لإيجاد خطة عمل وجدول زمني لتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق وهو وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيلين والفلسطينين والانسحاب العسكري الإسرائيلي من القطاع وفق الخطة التي نشرها البيت الابيض بعد طرح ترامب، وايضًا ما يتعلق بإدخال المساعدات، وهذه هي الحزمة الأولى التي من المفترض أن تخرج بها المفاوضات.
وأوضح أن المرحلة الثانية وهي الأكثر تعقيدًا والمتعلقة بمستقبل إدارة قطاع غزة، حيث طرح "ترامب" نموذج للإدارة، وبالتالي هذا يحتاج لبعض التشاور، خاصة أنه لا يمكن استبعاد السلطة الفلسطينية الممثل الشرعي للدولة الفلسطينة وصاحبة الحق الأصيل.
واختتم: أن تصريحات "نتنياهو" الخاصة بالاقتراب من وقف إطلاق النار تؤكد على الضغط الأمريكي لإنهاء الحرب.