فعالية خطابية في حجة دعماً للشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT
الثورة نت /..
نظمت السلطة المحلية والتعبئة العامة في محافظة حجة اليوم فعالية خطابية دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني في غزة وتنديداً بجرائم الكيان الصهيوني وتأييدًا لعمليات الإسناد التي تنفذها القوات المسلحة، إحياءً للذكرى الثانية لعملية “طوفان الأقصى”.
وفي الفعالية جددّ وكيل المحافظة محمد القاضي التأكيد على الاستمرار في دعم وإسناد المقاومة الفلسطينية والانتصار للأقصى ودماء الشهداء في غزة.
وأشار إلى ما مثلته عملية طوفان الأقصى من ضربة وصفعة لأسطورة الجيش الذي لا يقهر، لافتاً إلى المواقف المشرفة لليمن قيادة وجيشاً وشعباً في نصرة الأشقاء الفلسطينيين في غزة ومواقف العملاء والخونة والمطبعين.
وأكد الوكيل القاضي، أهمية الاستمرار في التعبئة والتحشيد للدورات العسكرية المفتوحة “طوفان الأقصى”، واستمرار المواقف المشرفة المساندة للشعب الفلسطيني، معبراً عن الفخر والاعتزاز بما تسطره القوات المسلحة من مواقف مشرفة نصرة لغزة.
فيما أوضح عضو رابطة علماء اليمن القاضي عبدالمجيد شرف الدين، أن عملية طوفان الأقصى كانت ضد الثقافات المغلوطة الداعمة للكيان الصهيوني، مشيراً إلى مواقف الشعب اليمني وقيادته الحكيمة في دعم وإسناد المقاومة الفلسطينية والانتصار للأقصى ودماء الشهداء من النساء والأطفال.
ولفت إلى أن طوفان الأقصى فضحت المطبعين وكشفت القناع عن العملاء والخونة الذين تخلوا عن دينهم وعروبتهم ومبادئهم وأخلاقهم بوقوفهم في صف المجرم ضد الأشقاء المستضعفين في غزة.
حضر الفعالية عدد من مديري المكاتب التنفيذية.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: طوفان الأقصى فی غزة
إقرأ أيضاً:
سيدي القاضي.. «أنا خائفة»
سيدي القاضي، أكتب لك ليس بصفتي المهنية، بل كأم، استيقظت على خبر اخترق قلبها قبل أن يستوعبه عقلها. استيقظت على تفاصيل اعتداء تعرّض له أطفال أبرياء في مرحلة الروضة، أطفال لم يتجاوزوا الخامسة من العمر. يرتادون مدرسة دولية كان يفترض أن تكون مكانًا أكثر أمنًا وانضباطًا ورقابة، فإذا بها (وفق ما هو معلن) تتحول إلى مساحة مظلمة تختبئ فيها جريمة بشعة. متكررة، لا يمكن تصور حدوثها.
سيدي القاضي، التفاصيل المعلنة بشعة. الاعتداء على براءتهم بأيدٍ من كان يفترض أن يوفّر لهم الحماية ينتقل من الأزمة إلى الكارثة. شهادات تتحدث عن لحظات كان فيها الأطفال يُوثقون بالحبال ويُهدَّدون بآلات حادة «سكين». حتى التعبير عن النفس والاعتراض على الجريمة لم يكن متاحًا. الجناة منعوهم منه. أولاد وبنات في عمر الزهو تعرّضوا لانتهاكات يشيب لها الولدان، مُجبرين بحكم الخوف المصنوع على الصمت.
سيدي القاضي، لدي طفل في العمر نفسه. منذ أن سمعت الخبر وأنا أراقبه، بينما السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن لقلب صغير كقلبه أن يتحمل فزعًا كهذا؟ كيف نطالب طفلًا لم يتعلم بعد كيف يصف مشاعره، بأن يشرح خوفًا لم يفهمه أصلًا؟ كيف يمكن لصغير أن يرفع عينيه إلى أمه ويقول: «ماما، في حد خوّفني»، دون أن ينهار عالمها كله أمام تلك الجملة؟
سيدي القاضي، كيف يمكن لهؤلاء الأطفال أن يجدوا كلمات تصف لحظة شعروا فيها بأن شيئًا حادًا يقترب من رقابهم، أو أن أيديهم توثّق بالحبال، بينما هم لا يعرفون معنى تهديد أو ابتزاز، بل لا يعرفون من العالم سوى الألعاب والألوان؟
أتخيل أمهات المدرسة ووجوههن المرتجفة، الأم التي اندفعت إلى بوابة المدرسة واحتضنت طفلها بكل ما فيها من خوف، تتفرّس في عينيه لتسأله السؤال الذي تخجل منه السماء: «يا حبيبي، حد أذاك؟». أتخيل صوتها وهو يتجمد، والطفل ينظر إليها، لا يفهم لماذا تبكي ولا يدرك سبب ارتعاش يديها، لكنه يشعر بانقباض قلبها. كل أم في ذلك اليوم احتضنت طفلها وكأنها تحاول إخفاءه داخل قلبها.
سيدي القاضي، كلما فكرت في الأمهات، تذكرت الأطفال أنفسهم. ليسوا «ضحايا» فقط بحسب التحقيقات والأوراق الرسمية. أطفال كانوا يرسمون ويغنون، يتعلمون كيف يمسكون أقلام التلوين، وفجأة وجدوا أنفسهم في مساحة ضيقة خانقة اسمها المخزن.
لا نعرف كيف تسارع نبضهم، ولا كيف ارتجفت أيديهم الصغيرة، ولا كيف بحثت أعينهم عن معلمة أو مشرفة «دادة» قد تظهر فجأة لتنقذهم مما يتعرضون له. لا نعرف ماذا دار في رؤوسهم حين اشتد الحبل على رسغهم الصغير، ولا كيف تحول عالمهم الصغير إلى رعب، وكيف تحولت الدهشة إلى فزع، والفزع إلى صمت طويل سيعشّش في ذاكرتهم مدى الحياة.
سيدي القاضي، أنتم رمز العدالة الإلهية على الأرض. الملف الآن يأخذ مجراه الطبيعي. نثق في حسمكم. إذا ثبتت الجريمة، وإذا قالت الأدلة ما لا نريد سماعه، وإذا تأكد أن هذه الأرواح الصغيرة طُعنت في أمانها فإننا (باسم كل الأمهات) نطالب بتطبيق أقصى عقوبة، لردع كل من تسوّل له نفسه ترويع الأبرياء، فالإرهاب ليس جماعات وميليشيات فقط، لكن يقدم عليه بعض من يعيشون بيننا ويتآمرون على أمننا الاجتماعي والنفسي.
سيدي القاضي، آزر ضعف الأمهات اللواتي لم يذقن النوم منذ الإعلان عن وقعة التحرش والاغتصاب في المدرسة الشهيرة، وآزر الأطفال الذين سيكبرون وهم يحملون ظل خوف لا يعرفون اسمه. ارحم مجتمعًا يريد أن يطمئن أن المدرسة، النادي، ليست بابًا إلى المجهول المظلم، وأن الأطفال لن يُساقوا يومًا إلى مخزن يواجهون فيه أبشع خيانة: خيانة الأمان.
سيدي القاضي، قطعًا، لا أستهدف التأثير على مسار الملف قضائيًا، ولا أتدخل في سير العدالة، فنحن نثق في أحكام القضاء وثباته ونزاهته، ولا نريد الظلم لبريء، لكن غلبني قلقي وتسرب الخوف إلى قلبي، من واقع تفاصيل لا تليق بمجتمعنا، وحاضرنا الذي هو امتداد لحضارتنا، وكلاهما رأس ماله العادات والتقاليد واحترام القانون.