طلاق مشروع وطني طموح لبدء توطين صناعة أدوية علاج الأمراض المناعية محليًا
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
أُطلق، صباح اليوم، مشروع وطني طموح لتوطين صناعة أحدث العلاجات العالمية لعلاج الأمراض المناعية مثل الروماتويد والذئبة الحمراء، لتلبية احتياجات المريض المصري، والتصدير للخارج، وذلك في ضوء توجه «الجمهورية الجديدة» لتعميق التصنيع المحلي في مختلف القطاعات، وخصوصًا التي تمس المواطن المصري بشكل مباشر.
ووصف رئيس مؤسسة الروماتيزوم الحديثة وأستاذ الأمراض الروماتيزمية في كلية الطب بجامعة الأزهر، الدكتور حسن بسيوني، المشروع بأنه تحقيق للأمن الصحي للمواطن المصري، عبر توطين صناعات من الأدوية والمستحضرات العلاجية التي كانت تستورد من الخارج بالعملة الصعبة، لافتًا إلى أن التصنيع المحلي لتلك الأدوية سيوفرها للمريض دون النظر للتقلبات العالمية التي تحدث أحيانًا في المجال الاقتصادي بصفة عامة، وفي الصناعات الطبية بما يؤثر على إتاحة الأدوية في بعض الأحيان من الخارج للبلاد.
وأكد الدكتور حسن بسيوني، في مؤتمر صحفي عُقد اليوم بمقر إحدى الشركات الوطنية الرائدة بمجال صناعة الدواء، والتي أطلقت المشروع، أن التصنيع المحلي للدواء يتم بجودة عالمية، وبسعر أقل كثيرًا من المستورد، بما يُساعد على انتظام المرضى على تناول الدواء نظرًا للوفر المادي المُحقق لهم، مع الكفاءة العالية في العلاج والتخفيف من آلامهم.
وذكر أستاذ الروماتيزوم والمناعة الإكلينيكية بكلية الطب جامعة القاهرة، الدكتور محمد الوقد، أن الأدوية المُصنعة محليًا حديثًا تُعالج مرضى الروماتويد والذئبة الحمراء، وهي أدوية أساسية شهدت نقصًا في الفترة الماضية، ما دفع المرضى للجوء لعلاجات أخرى بديلة.
وأضاف الدكتور محمد الوقد، في المؤتمر الصحفي، أن توطين التصنيع المحلي لهذه الأدوية، تتم وفق أعلى درجات الجودة العالمية، وبخبرات وأيدي مصرية، وبسعر مناسب، ما يخفف العبء عن كاهل المرضى، واصفًا هذا المشروع الصناعي الوطني الطموح بأنه تحقيقًا للأمن الصحي للمريض المصري.
وقال أستاذ المناعة والروماتيزم بكلية الطب في جامع عين شمس، الدكتور محمد صلاح عبدالباقي، إن أمراض الروماتويد والذئبة الحمراء، يمثلون قرابة 1% من عدد السكان في مصر والعالم، لافتًا إلى أن تلك الأمراض تحدث لعوامل بيئية أو عوامل جينية.
وشدد الدكتور محمد صلاح عبدالباقي، في المؤتمر، أن التشخيص المبكر للمرض هو أمر مؤثر في سرعة الشفاء، واصفًا أول فترة للإصابة بالمرض بـ«الفرصة الذهبية» للشفاء منه.
وكشف عن إتاحة تلك العلاجات الحديثة لمرضى العلاج على نفقة الدولة والتأمين الصحي، بالتعاون بين وزارة الصحة والسكان، وشركة إيفا فارما، إحدى الشركات الوطنية الرائدة بمجال صناعة الدواء، والمُصنعة لتلك العلاجات، مشيدًا بالتعاون بين الدولة والقطاع الخاص تحقيقًا لمصلحة المواطن المصري.
وكشف الدكتور رياض أرمانيوس، العضو المنتدب لشركة إيفا فارما، أن المشروع الوطني الطموح لتوطين صناعة أحدث العلاجات العالمية لعلاج الأمراض المناعية مثل الروماتويد والذئبة الحمراء، يتضمن التصنيع المحلي لدواء «ازاثيوبرين»، و«اميو تريكسيت»، وهي أدوية شديدة الأهمية لقطاع عريض من المرضى في مصر.
وشدد العضو المنتدب لشركة إيفا فارما، خلال كلمته في المؤتمر الصحفي، على أن توفير هذة العلاجات للمريض المصري هي «حق من حقوق الإنسان»، مؤكدًا سعي «إيفا فارما» دومًا لتوفير كل احتياجات المرضى بأعلى جودة، وبسعر مناسب.
وأوضح أن الشركة أنشأت مصنع مخصوص لانتاج الأدوية المناعية بجودة ومواصفات عالمية، مشيرا إلى أن الشركة بدأت العمل على إنتاج وتوفير أدوية الأمراض المناعية منذ عام 2015.
وقال إن استيراتيجية ايفا فارما لتوفير المستحضرات المختلفة تتبع خطة واضحة وهي تلبية احتياجات المرضي وسد أى عجز في سوق الدواء والاستثمار في البحث العلمي.
فيما، أكد الدكتور جورج ماهر، مدير عام بشركة إيفا فارما، حِرص الشركة على التعاون مع كبار الأساتذة والمتخصصين في التخصصات الطبية المختلفة لما فيه صالح المريض المصري، مؤكدًا أن الشركة تعمل على سد احتياجات مرضى الروماتويد والذئبة الحمراء في مصر بأدوية أثبتت جودتها وكفاءتها على أرض الواقع وبسعر مناسب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مشروع وطني التصنیع المحلی الدکتور محمد
إقرأ أيضاً:
10 حزيران… توقيت وطني يتّسع للذاكرة والكرامة
صراحة نيوز ـ الدكتوره زهور غرايبة
في العاشر من حزيران، يتقاطع الزمن الأردني مع ثلاث محطات تعيد تعريف الهوية الوطنية من جديد: عيد الجيش، ذكرى الثورة العربية الكبرى، ويوم الجلوس الملكي، لكل واحدة منها دلالتها، غير أن اجتماعها في يوم واحد يمنحها بعدًا يتجاوز المناسبة نحو الوعي والانتماء.
في عيد الجيش، تحضر صورة الجندي الأردني، لا بوصفه فردًا في مؤسسة عسكرية، وإنما كحارس لمشروع الدولة وكرامة الناس، وهو الأردني الذي حمل البندقية في مواجهة الخطر، كما حمل الخبز في لحظات الأزمات، وانحاز دومًا لما يحفظ الحياة ويحمي استقرارها، حيث عبر تاريخه، لم يتورط الجيش الأردني في صراعات داخلية، ولم يتجاوز موقعه الدستوري، مما أرسى تقليدًا نادرًا في محيط مضطرب.
أما ذكرى الثورة العربية الكبرى، فهي لم تكن حكاية بدأت وانتهت فقط، وإنما فكرة ما تزال حاضرة في وجدان من آمنوا بالتحرر والنهضة والكرامة، كما أنها تعتبر تعبيرًا عن طموح شعوب، وعن إرادة سياسية اختارت أن تستعيد صوتها في لحظة كان فيها الصمت هو القاعدة، ولقد شكّلت تلك الثورة بُعدًا تأسيسيًا للفكر الهاشمي، الذي ظل يرى في الإنسان العربي طاقة لا ينبغي كبتها، وكرامة لا تقبل المساومة.
ويوم الجلوس الملكي، محطة تحمل رمز الاستمرارية والتجدد في آنٍ واحد، حين تسلّم جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية، لم يكن فقط وريثًا لتاريخ، وإنما شريكًا في مرحلة تتطلب حكمة استثنائية في إدارة التحولات المستمرة، وفي ظل قيادته، واجه الأردن تحديات إقليمية واقتصادية معقدة، لكنه تمكن من الحفاظ على تماسكه السياسي والاجتماعي وسط موجات الانقسام التي طالت الإقليم.
وتحت هذه السقوف الرمزية، تتشكّل الهوية الوطنية الأردنية بوصفها حالة وعي جماعي ناضج، لا تُختزل في مفردات الجغرافيا أو روابط الدم، وإنما تتجلّى في الالتزام بالمصلحة العامة، واحترام القانون، والشعور بالمسؤولية المشتركة تجاه المستقبل، إن الهوية هنا ليست شعارًا ثابتًا، وإنما كيان يتجدد مع كل جيل، ويُعاد بناؤه عبر التجربة والمعرفة، وحضور القيم الوطنية في الحياة اليومية.
في خلفية كل ذلك، يظل المواطن الأردني هو البوصلة، والذي لم يكن يومًا غائبًا عن الفعل الوطني، سواء في لحظات البناء أو المواجهة، فقد تحمّل الضيق بصبر، وواجه التحديات بحسّ عالٍ من الانتماء، وشارك في صوغ معادلة الدولة الحديثة القائمة على التوازن بين الأمن والحرية، بين الاستقرار والعدالة.
وفي لحظة رياضية كان ينتظرها الأردنيون منذ عقود، كتب منتخب النشامى فصلًا جديدًا في الحكاية الوطنية، حين تأهل إلى نهائيات كأس العالم، ولم يكن الإنجاز مجرد فوز رياضي أبدا، وإنما امتدادًا لصورة الأردن المتماسكة، التي تستطيع أن تصل إلى المنصات العالمية رغم محدودية الموارد، فقد كان النشامى صوتًا آخر للوطن، يقول للعالم إن الطموح لا يُقاس بالحجم، وإنما بالإصرار والانتماء، لقد أثبت النشامى أن المجد لا يُعطى بل يُنتزع، وأن من يحمل اسم الأردن في قلبه قادر على تحويل الحلم إلى واقع، مهما بدت الطريق بعيدة.
الأردن، وهو يستعيد في هذا اليوم محطاته المفصلية، لا ينظر إلى الخلف باعتباره ماضيًا ساكنًا، بل مرآة لما يمكن أن يكون عليه المستقبل حين يستند إلى جذور واضحة ورؤية ناضجة، فالقيمة الحقيقية لأي احتفاء وطني، لا تُقاس بحجم الكلمات، وإنما بقدرتنا على تحويل الرمزية إلى فعل، والتاريخ إلى إلهام.
وفي زمن تُختبر فيه الدول بمدى صلابتها الأخلاقية، يقدّم الأردن نموذجًا قائمًا على الاعتدال، والانحياز الدائم للإنسان، والقدرة على ترميم الثقة بين الدولة والمجتمع في كل محطة صعبة،
فنحن في الاردن وفي العاشر من حزيران، لا نحتفل فقط بما جرى، لكننا نؤكد ما نحن مستعدون لحمايته وتطويره، دون ضجيج أو استعراض.
وبهذه المناسبة الوطنية العزيزة، أتقدم إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، حفظه الله، بأصدق مشاعر التهنئة والولاء، مقرونة بالاعتزاز العميق بقيادتكم الحكيمة، وبدور جيشنا العربي الباسل، وبالإرث النبيل للثورة العربية الكبرى، حفظكم الله، وأدام عزّكم، وأبقى الأردن في ظلّكم وارف الأمن والتقدم.