مهلة الطعون انتهت.. الاتحاد الأوروبي يُفعّل عقوبات ضد قائد عسكري مساند للجيش السوداني
تاريخ النشر: 8th, October 2025 GMT
متابعات- تاق برس- أعلن الاتحاد الأوروبي عن تفعيل العقوبات ضد اللواء أبوعاقلة كيكل، قائد قوات “درع السودان”، بعد انتهاء مهلة الطعن التي استمرت شهرين دون أي اعتراض من كيكل أو ممثليه القانونيين.
وتشمل العقوبات تجميد الأصول المالية لحساب كيكل في دول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى حظر دخول أو مرور كيكل عبر أراضي دول الاتحاد الأوروبي.
وتأتي هذه العقوبات في إطار اتهامات تتعلق بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وتهديد السلم والاستقرار في مناطق النزاع داخل السودان.
ورفضت قوات درع السودان العقوبات بشدة، ووصفتها بالجائرة والمفتقدة للأسس القانونية.
وأوضحت أن القائد كيكل لم يُخطر مسبقًا بقرار العقوبات ولم يُمنح حق الاطلاع على الأدلة أو الرد عليها، مما يُعد انتهاكًا مباشرًا للمادة (6) من لائحة العقوبات الأوروبية.
من المتوقع أن تؤدي هذه العقوبات إلى وضع كيكل تحت ضغط قانوني ودولي متزايد، واحتمال تصاعد الملف ليصل إلى محكمة الجنائية الدولية. كما قد تؤدي إلى فرض حزم إضافية من العقوبات على كيكل ومجموعته، وتعقيد المشهد السياسي أمام الحكومة السودانية وإضافة أعباء جديدة على المستوى الإقليمي والدولي.
وأكدت مصادر دبلوماسية أوروبية أن انتهاء مهلة الطعن التي استمرت شهرين دون أي اعتراض من كيكل أو ممثليه القانونيين يجعل القرار نهائيًا وقابلاً للتنفيذ بشكل كامل.
وتشير المصادر إلى أن الاتحاد الأوروبي سيستمر في التشاور مع الشركاء الدوليين لفرض مراقبة دقيقة على تطبيق هذه العقوبات.
أبو عاقلة كيكلالاتحاد الأوروبيالاتحاد الأوروبي يصدر عقوبات ضد كيكلالمصدر: تاق برس
كلمات دلالية: أبو عاقلة كيكل الاتحاد الأوروبي الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
النفط يُحمى.. والشعب السوداني يترك للمجهول!
ابراهيم هباني
في السودان لا يحتاج المرء الى جهد كبير ليفهم ما الذي يجعل الاطراف المتحاربة تتفق بسرعة، وما الذي يجعلها تختلف حتى اخر مدى.
يكفي النظر الى ما جرى في هجليج، وما جرى قبله في الفاشر وبابنوسة، ليتضح ان اولويات الحرب لا علاقة لها بحياة الناس، بل بما فوق الارض وتحتها.
في هجليج، انسحب الجيش السوداني الى جنوب السودان، ودخلت قوات الدعم السريع الحقل بلا مقاومة كبيرة، ثم ظهر رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت ليؤمن المنشاة الحيوية التي يعتمد عليها اقتصاد بلاده.
ولم يحتج الامر الى جولات تفاوض او بيانات مطولة. اتفاق سريع، وترتيبات واضحة، وهدوء مفاجئ. السبب بسيط: الحقل شريان لبلدين، وله وزن في حسابات دولية تتابع النفط اكثر مما تتابع الحرب.
لكن الصورة تختلف تماما عندما نعود الى الفاشر. المدينة عاشت اكثر من خمسمئة يوم تحت الحصار. 500 يوم من الجوع والانهيار، بلا انسحاب من هذا الطرف او ذاك، وبلا موافقة على مبادرة لتجنيبها الحرب. سقطت الفاشر لانها ليست هجليج. لا تملك بئرا، ولا انبوبا، ولا محطة معالجة. ولذلك بقيت خارج الحسابات.
وبابنوسة قصة اخرى من النوع نفسه. المدينة ظلت لما يقارب 680 يوما بين حصار واشتباكات وانقطاع، ثم سقطت نهائيا.
وخلال ذلك نزح منها ما لا يقل عن 45 الف شخص. ومع ذلك لم تعلن وساطة عاجلة، ولا ترتيبات لحماية المدنيين، ولا ما يشبه العجلة التي رأيناها في هجليج الغنية بالنفط!
بابنوسة، مثل الفاشر، لا تضخ نفطا، ولذلك لم تجد اهتماما كبيرا.
دولة جنوب السودان تحركت في هجليج لانها تعرف ان بقاءها الاقتصادي مرتبط بانبوب يمر عبر السودان.
والصين تراقب لان مصالحها القديمة في القطاع تجعل استقرار الحقول مسألة مهمة.
اما الاطراف السودانية، فاستجابت بسرعة نادرة عندما تعلق الامر بالبرميل، بينما بقيت المدن تنتظر نصيبا من العقل، او نصيبا من الرحمة.
المعادلة واضحة. عندما يهدد النفط، تبرم الترتيبات خلال ساعات. وعندما يهدد الناس، لا يحدث شيء. هجليج اخليت لانها مربحة. الفاشر وبابنوسة تركتا لان كلفتهما بشرية فقط.
والمؤسف ان هذا ليس تحليلا بقدر ما هو وصف مباشر لما حدث. برميل النفط حظي بحماية طارئة، بينما المدن السودانية حظيت بالصمت.
وفي نهاية المشهد، يبقى الشعب السوداني وحيدا، يواجه مصيره بلا وساطة تحميه، وبلا اتفاق ينقذه، وبلا جهة تضع حياته في اولوياتها.
هذه هي الحكاية، بلا تجميل. النفط يوقع له اتفاق سريع. الشعب ينتظر اتفاقا لم يأت بعد.
الوسومإبراهيم هباني