في ظل التحديات والمخاطر التي يتعرض لها الوطن العربي والإسلامي من خلال الاستهداف الصهيوني للقرآن الكريم والمقدسات يستقبل الشعب اليمني أعظم مناسبة في الوجود وهي مناسبة مولد النبي الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله وسلم.
هذه الذكرى الإسلامية العظيمة مناسبة يبرهن من خلالها أبناء الشعب أن اليمن منبع الإيمان والحكمة من خلال الارتباط الوثيق بالإسلام المحمدي الأصيل والحفاظ على الثوابت الإيمانية.


“الثورة” التقت العديد من الشخصيات التي أكدت أهمية تكاتف الجهود لمواجهة الاستهداف الممنهج للقرآن الكريم والأنبياء وهنا التفاصيل:

الثورة  /عادل أبو زينة

البداية مع الأستاذ عبدالرحمن إبراهيم الجنيد- وكيل مصلحة الضرائب الذي تحدث قائلا: الاستهداف الصهيوني للقرآن الكريم والمقدسات يبرهن أن الأمة العربية والإسلامية تقف وجهاً لوجه أمام تحديات المرحلة وأهم هذه التحديات هو الانتصار لكتاب الله تعالى وعدم التفريط في ثوابت عقيدة الإسلام.
مضيفاً: ولا شك أن جريمة إحراق المصحف الشريف في بعض الدول الأوروبية تأتي ضمن الأجندة الصهيونية العالمية التي تسعى إلى فرضها في تلك الدول، وهي الأجندة المتمثلة في استهداف الدين الإسلامي واستهداف رموزه وتشريعاته الإلهية العليا بشكل خاص تحت ذريعة مبدأ “حرية التعبير” الذي مازالت تلك الدول تتبجح به وتمارسه بشكل مغلوط وسافر يتناقض معه ويضرب به عرض الحائط، فهذا المبدأ لا يخول لأي أحد الهجوم على معتقدات ورموز الغير، وانما يوجب على الآخرين احترامها لا مهاجمتها، على اعتبار أن احترام الثقافات من مقتضيات مبدأ حرية التعبير.
ونوه الأخ عبدالرحمن الجنيد إلى أهمية تفعيل سلاح مقاطعة منتجات الدول التي تستهدف القرآن الكريم ومقدسات الأمة باعتبار المقاطعة هي السلاح الأكثر تأثيرا وإيلاما على الأعداء، مؤكدا أن المقاطعة وسيلة فاعلة تجبر أعداء العروبة والإسلام على تغيير الكثير من مواقفهم وسياساتهم.
مشيرا إلى أن المقاطعة الاقتصادية هي السلاح الواجب تفعيله حتى لا نشارك في جرائم أمريكا واللوبي اليهودي ضد الأمة وأكد أن الشعب اليمني اليوم يقف سدا منيعا أمام أطماع هذا التحالف.
المشروع القرآني
الأخ محمد سعد الأشرم- مدير فرع شركة النفط اليمنية في محافظة إب تحدث قائلا: الدفاع عن القرآن الكريم هو دفاع عن قيم الفضيلة والعدالة في مواجهة تحالف الشر العالمي الذي تقوده الصهيونية العالمية (أمريكا وإسرائيل) الذي يسعى لنشر الانحلال وهدم القيم لمصلحة أنظمة الاستكبار.
وأضاف: إن إحراق المصحف الشريف لم يأت كما تدعي تلك الدول تطبيقا لمبدأ “حرية التعبير” وإنما يأتي خدمة للصهيونية بطرق تعكس بجلاء مدى الانحدار والقبح الذي وصلت إليه تلك الأنظمة.
مضيفا: هذا الاستهداف الممنهج يؤكد أن العالم العربي والإسلامي في مواجهة مع هذا التيار الافسادي المنحل الذي يسعى لضرب الأمة في أقدس مقدساتها بهدف السيطرة عليها وجعلها تعيش حالة من اللا توازن على الصعيد الأخلاقي ويجب الحذر من الهجمة الافسادية الشرسة التي يقودها تحالف الشر العالمي.
وأشار محمد سعد الأشرم إلى أن من خلال أجندة هذا التحالف ندرك عظمة المشروع القرآني الذي دشنه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوتي- رضوان الله عليه- في اليمن وأهمية الوعي بمخططات أعداء الأمة.
مشيدا بجهود أبناء اليمن في مسار ترسيخ الهوية الإيمانية والثبات على قيم ومبادئ الإسلام المحمدي الأصيل.
قانون دولي
بدوره قال الأخ كمال القطني – مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في محافظة إب: بلادنا تمضي بخطوات واثقة في مسار ترسيخ هوية الإيمان وعدم الخضوع لمكائد الولايات المتحدة والعدو الإسرائيلي الغاضب التي تطمح إلى نسف كل القيم والأخلاقيات من أجل السيطرة على المنطقة العربية ونهب خيراتها.
مشيدا بموقف أبناء الشعب اليمني في الانتصار للقرآن الكريم والأنبياء.
وأضاف: المسؤولية الإيمانية تحتم على الحكومات العربية والإسلامية على إنجاز قانون يجرم الاعتداء على ثوابت الأمة باعتبار حرية التعبير لا تجيز الإساءة إلى ثقافات الشعوب الأخرى، بل تلزم الجميع باحترام مشاعر المسلمين.
عقيدة الإسلام
المهندس طه محمد الهندي- مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في محافظة ذمار تحدث بقوله: الاستهداف الممنهج للقرآن الكريم والأنبياء من قبل اللوبي الصهيوني المتغلغل في معظم الدول الأوروبية والذي يطمح إلى تدمير القيم والأخلاقيات بهدف السيطرة على مقدرات الأمم والشعوب.
مضيفاً: ومن خلال هذا الاستهداف للمقدسات ندرك أهمية المشروع القرآني في حياة الأمة العربية والإسلامية وأهمية الحفاظ على ثوابت عقيدة الإسلام، وأهمية وجود الهادي كضرورة ملحة يحتاج إليها الناس ومن هذه الحتمية انطلق الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوتي- رضوان الله عليه- بمسؤولية هداية الناس واعادتهم إلى المنهج الصحيح والدين القيم، معلنا عن مشروعه القرآني العالمي المؤسس على موالاة أولياء الله والبراءة من أعدائه في مرحلة شهدت أخطر المؤامرات الأمريكية الإسرائيلية للسيطرة على المنطقة وفق خطوات منظمة، حيث توجهت خلالها أمريكا بكل قدراتها وإمكاناتها على نحو غير مسبوق تحركت في كل الاتجاهات لاحتلال المنطقة العربية.
وأشاد الأخ طه محمد الهندي بالعطاء الجهادي لأبناء الشعب الذي يتواصل حتى اليوم من أجل بناء اليمن القوي والمزدهر الذي لا يخضع لهيمنة أعداء العروبة والإسلام (الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي).
أقدس المناسبات
من جانبه قال المهندس زيد يحيى القشار- مدير فرع المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في مدينة يريم محافظة إب: تفاعل الشعب اليمني مع قضايا الأمة العربية والإسلامية ينبع من عمق ارتباط أبناء شعبنا المؤمن الحكيم بثوابت الدين الإسلامي واعتزاز هذا الشعب بهوية الإيمان والحكمة.
وأشار إلى أن المواقف الإيمانية لأبناء اليمن في الانتصار للقرآن الكريم والأنبياء تبرهن أن الوطن اليمني يمضي في طريق الحرية والاستقلال وامتلاك القرار السيادي الذي لا يخضع لهيمنة أنظمة التطبيع والخيانة.
وأضاف المهندس زيد القشار: الشعب اليمني وهو يستقبل أهم مناسبة في الوجود وهي مناسبة المولد النبوي الشريف ذكرى مولد الرسول الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله وسلم يعلن للعالم بأجمعه بأن الشعب اليمني منبع الإيمان والحكمة وأن مخططات تركيع أبناء الشعب لأجندة الصهيونية العالمية سيكون مصيرها الخسران والزوال.
الثوابت الإيمانية
فيما قال الأخ أحمد عبدالله الجنيد – مدير الوحدة التنفيذية لضرائب العقارات في محافظة إب: في ظل المخاطر والتحديات تقع على عاتق كل فرد من أفراد الأمة العربية والإسلامية مسؤولية الحفاظ على الثوابت الإيمانية وتقديم القيم والمبادئ في أروع صورها.
مشيراً إلى أن الصهيونية العالمية (أمريكا وإسرائيل) تستهدف القرآن الكريم والأنبياء من أجل إفراغ الأمة من عناصر القوة والازدهار من أجل تحقيق أطماع هذا التحالف في السيطرة على مقدرات الوطن العربي والإسلامي والاستيلاء على ثروات الشعوب والأوطان.
وأضاف: في ظل هذا الاستهداف الممنهج الذي يتعرض له الإنسان العربي والمسلم واستهدافه بالحروب واشعال الفتن وإثارة الأحقاد والضغائن في أوساط المجتمع المسلم، هذه التحديات تستوجب الحذر من خطورة مشاريع تمزيق أواصر الإخاء والتراحم.
وأكد أحمد عبدالله الجنيد أهمية الوعي بهذه المخاطر والعمل على ترسيخ الوحدة الإسلامية وتوحيد صفوف المسلمين.
مشيداً بمواقف أبناء الشعب اليمني في الحفاظ على الهوية الإيمانية في ظل هذا الاستهداف الشامل.
مجتمع الإيمان
فيما قال المهندس إبراهيم محمد الأشول – مدير الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة في محافظة إب أن اليمن تمضي بقوة واقتدار في مجال ترسيخ هوية الإيمان والانتصار لقضايا الأمة العربية والإسلامية أن الشعب اليمني يقف اليوم سداً منيعاً أمام أطماع الولايات المتحدة واللوبي الصهيوني.
وأضاف: الشعب اليمني اليوم في طليعة الشعوب التي تكافح من أجل حرية القرار السيادي وعدم الخضوع لأنظمة الخيانة والتطبيع وسيظل شعبنا اليمني المؤمن الحكيم وفياً للتضحيات، وقال: المرحلة الراهنة هي مرحلة إثبات الوجود على كامل الجغرافيا الوطنية والحرص على تلاحم الجبهة الداخلية والصف الوطني في مواجهة مخططات تمزيق أواصر مجتمع الإيمان والحكمة.
مقدسات الأمة
الدكتور يحيى علي الضبعي – مدير عام فرع الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة في محافظة ذمار تحدث قائلاً: استهداف القرآن الكريم والأنبياء يبرهن أن العالم الإسلامي أمام عدوان سافر تقوده الولايات المتحدة والصهاينة وأن هذا العدو لن يتردد في الاعتداء على اقدس مقدسات الأمة العربية والإسلامية وقد أشار الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي- رضوان الله عليه- إلى هذا الجانب وقد اثبت الواقع بالفعل وعلى مر الأحداث أن العدو لن يتورع عن فعل أي شيء من شأنه أن يلحق الضرر بالمجتمع المسلم من حيث القتل والتدمير، أو من حيث هدم القيم والأخلاق وزعزعة الثقة في كل الأسس الراسخة التي من شأنها أن تحافظ على الوجود الحضاري للأمة.
وقد قال الشهيد القائد: إن أعداء الله يتعاونون في الشر وفي الخبث فناس أشر من ناس وناس أكفر من ناس وناس أخبت من ناس، ألم يقل عنهم “فباءوا بغضب على غضب” البقرة من الآية 90، وقال في آية أخرى (أولئك هم الكافرون حقا) النساء من الآية 15، وهكذا تجد أن كفرهم مركز، الغضب عليهم، الشر عندهم، كلها مركزة تركيز، أعني هي مضاعفة، قمة الشر، قمة الخبث، قمة العداوة”، وهو بهذا القول يريد اليهود ومن يواليهم.
عدوان شامل
المهندس فؤاد القواس – مدير عام فرع المؤسسة اليمنية للاتصالات في محافظة ذمار تحدث قائلا: الاعتداء الهمجي على مقدسات الأمة العربية والإسلامية في بعض الدول الأوروبية يأتي ضمن مخطط صهيوني ممنهج يهدف إلى ابعاد هذه الأمة عن ثوابت عقيدة الإسلام، وهذا العدوان على المقدسات هو حلقة من حلقات العدوان على المشروع القرآني ومحاولة تحالف الشر العالمي بقيادة الشيطان الأكبر أمريكا والصهاينة ضرب هذا المشروع في أي مكان من العالم الإسلامي وقد تجلى هذا المخطط في العدوان العسكري الشامل على اليمن الذي استمر للعام التاسع، وفي هذا الصدد يقول السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوتي في خطابه بمناسبة ذكرى الشهيد القائد 1440هـ “المشروع القرآني الذي تحرك به السيد حسين بدر الدين الحوثي –رضوان الله عليه- هو مشروع عظيم ينطلق من قراءة واعية عن العدو، عن الأحداث، عن مسارات هذه الأحداث، عن المجالات التي يتحرك فيها العدو سياسيا وإعلاميا واقتصاديا بالتضليل الثقافي والفكري، بالاستغلال لمشاكل هذه الأمة التي تكاثرت عبر قرون من الزمن بالتوظيف والاستغلال لكثير من الأحداث والأزمات والمشاكل، وعي بالعدو بأساليبه، بمكائده، بمخططاته، بطبيعة هذا الصراع وطبيعة هذه المعركة ويعتمد على القرآن الكريم وعلى النظرة الواعية إلى الواقع والفهم الصحيح لهذا الواقع على مبدأ عين على القرآن وعين على الأحداث”.
مواقف إيمانية
الأخ عبدالسلام السادة – مدير مكتب الضرائب في مدينة يريم محافظة إب تحدث قائلا: في ظل ثقافة الانحلال والتجرد من الأخلاقيات التي تجتاح حضارة الغرب والتي يقودها اللوبي اليهودي يشكل القرآن الكريم بما يحتوي من نظم وتشريعات حياة، السد المنيع أمام الطموحات الصهيونية في سلب الأمم والشعوب كل مقومات القوة والصمود.
مضيفاً: وقد أدرك أبناء الشعب اليمني المؤمن الحكيم أهداف الصهيونية العالمية، وانطلاقا من هوية الإيمان استطاع الشعب اليمني أن يكون في صدارة الشعوب التي تدافع عن ثوابت العقيدة الإسلامية وتنتصر لمقدسات الأمة، وكان لأبناء اليمن المواقف الإيمانية المشهودة في الانتصار لكتاب الله العزيز.
وتابع عبدالسلام السادة: هذه المواقف التاريخية تؤكد عدم خضوع شعب الإيمان والحكمة لأجندة الولايات المتحدة وكيان العدو الغاصب، والمعلوم أن الصهيونية العالمية تمتلك أشرس ماكنه إعلامية يتم توظيفها لمسخ هوية الأمة المسلمة ومهاجمة عقائدها ورموزها سواء بالطرق الخفية الناعمة كما تمتلك قوة عسكرية لكبح جماح أي مشروع قرآني صادق مرتبط بالله فإنها تقوم بحشد إمكاناتها وطاقاتها العسكرية والدفع بأدواتها في المنطقة والعالم إلى استعمال تلك القوة وضرب ذلك المشروع الذي من شأنه الإطاحة بكل احلامها ومخططاتها الإجرامية بدليل استهدافها للمشروع القرآني في اليمن منذ الوهلة الأولى.
مرحلة صراع
الأخ عبدالله الأسد – مدير فرع بنك التسليف التعاوني والزراعي في محافظة إب: في ظل الاستهداف الصهيوني للقرآن الكريم والمقدسات ندرك أن الأمة العربية والإسلامية تخوض مرحلة صراع مع اللوبي اليهودي الذي يسعى لتنفيذ أجندة السيطرة على مقدرات الأمة وسلب خيراتها.
وتابع: لقد اتضح للجميع أن هذا الاستهداف الممنهج للقرآن ومقدسات الأمة هو محاولة لإبعاد الأمة عن دينها، وقد أدرك الأعداء أن تمسك أبناء الإسلام بالقرآن الكريم هو مرتكز نهوض المسلمين، ومن هذا المنطلق كان الاستهداف الصهيوني للقرآن الكريم.
مضيفاً: وفي هذا المسار نجد أن الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي –رضوان الله عليه- قدم القرآن الكريم على أنه يحوي في تعالميه كل مقومات الحضارة ويجب الرجوع إلى كتاب الله بخلاف ما نراه من الكثير من سياسات تؤيد فصل الدين عن الحياة وكأنه لا صلة له بالحياة، لأن هذا التوجه فصل الدين عن الحياة- من أهم ما يحاول العدو ترسيخه باعتبار أن القرآن مجرد حالة روحية يعيشها الإنسان مع الله بعيدا عن الواقع، وهذا مفهوم خاطئ، فالله سبحانه وتعالى الذي خلقنا هو من يرسم لنا أدوارنا في الحياة وهو دور حضاري بكل ما تعنيه الكلمة (قال إني جاعل في الأرض خليفة) فالله سبحانه وتعالى استخلف الإنسان في الأرض ليعمرها وليستخرج خيراتها على أساس من هدى الله في إطار مشروع حضاري.
القرار المستقل
بدروره قال الأخ محمد ناصر شعبان – نائب مدير مكتب الضرائب في مدينة يريم محافظة إب: الشعب اليمني بمواقفه الإيمانية استطاع أن يجسد حقيقة الانتماء الصادق للدين الإسلامي الحنيف.
وأشار إلى أن الدفاع عن القرآن الكريم هو دفاع عن قيم الفضيلة والخير والعدل.
وتابع: المطلوب اليوم لمواجهة تحديات المرحلة هو تفعيل سلاح المقاطعة، مشيرا بتفاعل أبناء الشعب في الانتصار لقضايا الأمة العربية والإسلامية وامتلاك القرار الوطني المستقل.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

“الثورة نت” ينشر نص كلمة قائد الثورة حول مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية

الثورة نت/..

نص كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، حول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية 24 ذو القعدة 1446هـ 22 مايو 2025م:

أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.

أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:

السَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

في كلمتنــا في هـذا الأسبـــوع، عن التطورات في العدوان الإجرامي الوحشي الهمجي الإسرائيلي، على الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، نتحدث عن أبرز التطورات في هذا العدوان خلال هذا الأسبوع.

هذا الأسبوع كان دامياً، وقاتماً بالإجرام وبالمجازر الفظيعة، ومن أشد الأسابيع مأساويةً على الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، ومن أقبح أزمنة البشرية، الملطخة بعار التفرُّج على الظلم بحق النفوس الآدمية:

استُشهِد وجُرِح ما يزيد على (ثلاثة آلاف) من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، معظمهم من النساء والأطفال، خلال هذا الأسبوع هذه الإحصائية، وتعد هذه الحصيلة الأسبوعية أكبر حصيلة منذ نصف عام تقريباً، ولا يزال أعدادٌ من الشهداء تحت الركام، والبعض في الطرقات، ولم تتمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم؛ نتيجةً لهمجية القصف الإسرائيلي على كثيرٍ من المناطق بشكلٍ عشوائي، ولِشُحِّ الإمكانيات لدى تلك الفرق في أماكن أخرى.

طال القصف المنازل المأهولة، هذا الأسبوع استهدف العدو بشكل مباشر عشرات المنازل، وأباد عائلاتٍ بأكملها بين أنقاض المنازل.

وطال القصف كذلك بشكلٍ مباشر خيام ومراكز ومدارس الإيواء، والمستشفيات.

واستهدف بشكلٍ مباشر طواقم الإسعاف، والفرق الطِبِّيَّة، في محاولةٍ ممنهجة لمنع إنقاذ المصابين.

العدو الإسرائيلي خلال هذا الأسبوع، وضمن الاستهدافات للإبادة الجماعية:

استهدف مُصَلَّى في (مخيم جباليا) شمالي قطاع غزَّة، واستشهد عددٌ كبيرٌ من الشهداء.

ركَّز على استهداف النازحين بالقنابل الأمريكية الحارقة إلى خيامهم، كما حدث في شرق مدينة غزَّة، وكذلك في مواصي غرب خان يونس، وفي مخيم جباليا، وفي بيت لاهيا… وفي أماكن متفرقة من القطاع، استهداف مركَّز على النازحين، بالقنابل الأمريكية الحارقة، التي تحرقهم أطفالاً ونساءً، وكباراً وصغاراً في خيام نزوحهم.

العدو الإسرائيلي أيضاً يضغط باستمرار على النزوح القسري من شمال القطاع، وهذا سبَّب معاناةً كبيرة، ولاسيَّما لكبار السن والأطفال، في ظل النزوح القسري والمستمر، وتحت وطأة القصف الوحشي المستمر.

حجم الإجرام الصهيوني، والإبادة الجماعية، جعل أحد الصهاينة المجرمين يُعَلِّق على ما يقوم به العدو الإسرائيلي، في مقابل الصمت والتخاذل العربي، بقوله: ، هذه العبارة التي تكشف واقع الحال لدى أُمَّة الملياري مسلم، تجاه أبشع الجرائم والفظائع، ضد جزءٍ من أبناء هذه الأُمَّة، هي إعلانٌ عمَّا هو مُخزٍ لهذه الأُمَّة، عن حالةٍ مخزية بكل ما تعنيه الكلمة.

الأُمَّة الإسلامية، بعددها الكبير، وإمكاناتها الهائلة، بجيوشها الكثيرة، الجيوش بالملايين، وقدراتها العسكرية، والاقتصادية… وغير ذلك، ثم لا تتحرك، والعدو يُصَعِّد في جرائمه، وفي إبادته الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، بشكلٍ بشعٍ للغاية، ثم يبقى دائماً السقف الرسمي لمعظم الأنظمة في العالم الإسلامي- في البلاد العربية وفي غيرها- في أعلى الحالات هو: إصدار بيانات ليس وراءها أي تحرُّك عملي؛ إنما بيانات تتضمن عبارات باردة، باهتة، تناشد الآخرين، وتطالب الآخرين ليفعلوا شيئاً للشعب الفلسطيني، وكأننا أُمَّة بدون مسؤولية، كأننا أُمَّةٌ ليس عليها أي مسؤولية، لا دينية، ولا إنسانية، ولا أخلاقية، وكأننا أُمَّة غير معنية بما يطالها، يطال أبناءها، يطال جزءاً منها، بما يهددها هي في أمنها، وفي مصالحها، هذه حالة مؤسفة جدًّا!

التَّبَجُّح الصهيوني بمدى هذا التخاذل الرهيب جدًّا من جانب العرب، ومن خلفهم أكثر المسلمين في هذه الحالة من التخاذل، هذا شيءٌ مؤسفٌ جدًّا، إلى درجة أن يُعَبِّر بهذا التعبير: ! كأنه أمر غير مهم بالنسبة للآخرين، أن يُقتل هذا العدد الكبير من أبناء الشعب الفلسطيني، في مظلومية رهيبة واضحة، يعرف بها كل العالم.

العدو الإسرائيلي أطلق مجدداً عمليةً بَرِّيَّة؛ بهدف تهجير السكان واحتلال القطاع، وقد أسمى تلك العملية باسم، وهو اسمٌ مأخوذٌ من المعتقدات اليهودية الخرافية، وقد ارتبط هذا الاسم بجريمة التهجير منذ العام ثمانية وأربعين.

مع كل ذلك، مع الإبادة الجماعية، والإجرام البشع جدًّا، هناك إدراك لدى الكثير من قادة العدو الإسرائيلي، وشخصيات صهاينة من كبار المجرمين الصهاينة، يدركون أنه على المستوى الفعلي، في مقابل صمود إخوتنا المجاهدين في قطاع غزَّة، فهذه العمليات الإجرامية، وما يترافق معها من تحشيدٍ كبير، هي عمليات فاشلة في تحقيق الأهداف الرئيسية منها؛ ولـذلك تصبح وكأنها عمليات بدون أهداف؛ ولـذلك كانت هناك تصريحات من كبار المجرمين الصهاينة، بعضهم ممن كانوا مسؤولين سابقين للكيان الصهيوني، يعترفون بفشل هذه العمليات؛ إنما هي تُرَاكِم المزيد من الرصيد الإجرامي للعدو:

هناك إقرار من (إيهود أولمرت)، وهو رئيس الحكومة السابق في كيان العدو، يقول: ، وهذا من كبار الصهاينة، أصبح يقول: ، مع أنها فوق مستوى أن تكون جريمة حرب، جريمة وأكبر من جريمة.

هناك تصريحات لغيره أيضاً، أحد الصهاينة (يائير غولان) تصريحاته معروفة، أثارت ضجةً في وسط الكيان الإسرائيلي، عندما اعترف فيها بالـ ، إجرام فظيع جدًّا! إلى درجة أن مجرمين صهاينة أصبحت لهم تعليقاتهم على هذه الجرائم، التي تتضمن اعترافات صريحة وواضحة بحجم الإجرام الرهيب.

هناك أيضاً تصريحات لمثل رئيس الوزراء البريطاني، مع دور بريطانيا الداعم والشريك دائماً، منذ بداية الجريمة الكبرى ضد الشعب الفلسطيني، باحتلال فلسطين منذ البداية، له تصريحات أيضاً بأنه: اعترافات تامَّة بهذا الإجرام البشع، والوحشي، والفظيع.

مع القتل بالقنابل الأمريكية، والقذائف الأمريكية، والقذائف الغربية، والإبادة بالسلاح، بالغارات الجوية، بالقصف المدفعي، بإطلاق النار المباشر، مع ذلك هناك الإبادة اليومية بالتجويع والتعطيش، والمأساة فيما يتعلَّق بالتجويع وصلت إلى مرحلة غير مسبوقة في قطاع غزَّة، مجاعة كبيرة جدًّا، وحالة مأساوية ورهيبة للغاية، وتعتبر فضيحةً كبرى لما يسمَّى بالمجتمع الدولي والمنظمات الدولية، وللغرب في المقدِّمة، وأيضاً عاراً على العالم الإسلامي في البلاد العربية وغيرها.

تتصاعد معدلات الجوع بشكلٍ كبير في قطاع غزَّة، معظم العائلات باتت تتناول وجبة كل يومٍ ونصف، والبعض كل يومين، يعني: لا يتوفر لهم الوجبات بشكلٍ منتظم، قليلٌ من الطعام، يحصل على مدى يومين وجبة، أو بعضهم يوم ونصف، ووجبة ليست وجبة من الطعام المتوفر، والطعام المغذي الكافي، مما يشاهد في التلفزيون، يسيرٌ من الطعام، أو من الحساء، يسيرٌ جدًّا يُقدَّم لهم، يتناولون منه ما يَسُدُّ الرمق، وتحصل مع ذلك وفيات، وفيات للأطفال، وحالات مرض منتشرة من سوء التغذية الحاد، والمعاناة كبيرة جدًّا.

المشاهد مأساوية ومؤلمة للغاية، التي تُنشر حتى في وسائل الإعلام، للناس في غزَّة وقد أنهكهم الجوع، والقصف، والتشريد، والنزوح المستمر، ضمن سياسة عدوانية إسرائيلية ممنهجة، يستخدمها العدو للتنكيل بالفلسطينيين، وظهر بعضهم وهو يسقط على الأرض، غير قادرٍ على المشي من شدة الجوع، ظهرت بعض النساء أيضاً في حالةٍ من الضعف الشديد، بات حتى الصراخ يجهدها، وهي تطلق مناشدات ونداءات الاستغاثة بصوتٍ شاحب، وتُذَكِّر البشرية بإنسانيتها، استغاثة من امرأةٍ مقهورةٍ مظلومة، كان يفترض بها أن تكون كفيلةً بتحريك الحمية في الملايين من أبناء هذه الأُمَّة، لو بقي هناك ذرةٌ الإنسانية، والرجولة، والإحساس بالمسؤولية.

ومع الجوع الشديد، هناك أيضاً العطش، مع استهداف العدو لآبار المياه، ومنعه من حفر آبار المياه، أو من إصلاح أي مشروع للمياه، أو توصيل المياه، استهداف مُكَثَّف، وهناك شهداء وجرحى، ممن يستهدفهم العدو أثناء محاولاتهم الحصول على المياه، فالعدو الإسرائيلي يستخدم كل وسائل الإبادة.

المنظمــات في قطــاع غـزَّة تطلـق أيضــاً نـــداءات الاستغـاثـة، وتُصَرِّح عن مستوى المجاعة هناك:

(الأونروا) تقول: ، فالمستوى الآن من المجاعة وصل إلى مستوى خطير جدًّا، إلى مستوى المرحلة الحرجة.

المقرر الأممي المعني بالحق في الغذاء يقول: ، فعلاً يعني ما يجري هو تجويع وتعطيش مليوني إنسان في قطاع غزَّة، قضية رهيبة جدًّا! عشرات الآلاف من الأطفال مهددون بالموت جوعاً؛ لأنهم من الأكثر تضرراً مع التجويع: الأطفال، الطاعنين في السن، والمرضى كذلك، من الأكثر تضرراً بالمجاعة.

كـذلـك الاستهــداف للجــانـب الصحــي، العدو الإسرائيلي بشكلٍ مستمر في كل الأشهر الماضية، ونحن الآن- تقريباً- في الشهر العشرين وهو مستمرٌ، كلما حاول الجانب الصحي من جديد أن يرمم نفسه بعض الترميم؛ ليؤدِّي الحد الأدنى من الخدمات الصِحِّيَّة، يستهدفه العدو الإسرائيلي بكل وحشية وإجرام، استهدافات مستمرة للمستشفى الإندونيسي، ولمستشفى العودة، ولمستشفى كمال عدوان، ولمستشفى شهداء الأقصى، من المستشفيات التي حاولت أن ترمم نفسها من جديد إلى حدٍ ما؛ لِتُقَدِّم أدنى مستوى ممكن من الخدمات الصِحِّيَّة والطِبِّيَّة، إلَّا أن العدو يستهدفها بشكلٍ مستمر.

وهكذا هو الحال بالنسبة لقطاع غزَّة: حال مأساوي، وهذا الأسبوع- كما قلنا- هو من أكثر الأسابيع مأساويةً، ومظلوميةً، ومعاناةً للشعب الفلسطيني، والمسؤولية في مقابل ذلك كبيرةٌ جدًّا على أُمَّتنا الإسلامية.

مـا يحــدث، تتحمل أُمَّتنا الإسلامية مسؤوليةً كبيرةً، في أن يكون لها موقفٌ، مناصرٌ للشعب الفلسطيني في هذه المظلومية الكبيرة الواضحة، التي لا مثيل لها ولا نظير لها، والتَّنَصُّل والتفريط في هذه المسؤولية المهمة له عواقبه، عواقبه الخطيرة جدًّا؛ لأنها مسؤولية أمام الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، والأُمَّة بوسعها أن تعمل الكثير، لكنَّ مسألة التَّفَرُّج مهما فعل العدو الإسرائيلي، مهما كان حجم الإجرام والتصعيد، مهما كان مستوى الإبادة، إلى المستوى الذي بات يعترف فيه صهاينة، من كبار الصهاينة إجراماً، بفظاعته ووحشيته وسوئه، وأصبح أيضاً البعض من المسؤولين في الغرب يعترفون بسوئه ووحشيته، ثم يبقى الحال كما هو في الواقع العربي، ومن حوله بقية العالم الإسلامي في معظمه، هذه حالة خطيرة جدًّا على الأُمَّة!

الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” يعاقب، والأُمَّة عليها مسؤولية كبيرة؛ لأن سكوتها إسهام في جرأة العدو الإسرائيلي لأن يعمل ما يعمل، فيتحول هذا التخاذل، وهذا الصمت، وهذا التفريط الكبير في المسؤولية، إلى إسهامٍ في صناعة تلك المأساة، وفي حدوث تلك المظلومية، وفي إتاحة الفرصة للعدو الإسرائيلي لارتكاب الجرائم بكل جرأة، مع اطمئنانٍ تام، من ردة الفعل على مستوى هذه الأُمَّة بشكلٍ واسع.

في الضِّفَّــــة الغـربيــة كـذلك، يواصل العدو الإسرائيلي كل أشكال الاعتداءات، بدءاً فيما يتعلَّق بالمسجد الأقصى والقدس:

اقتحامات مستمرة من قطعان المغتصبين- الذين يُعبَّر عنهم بـ- في المسجد الأقصى، بحراسةٍ من قوات العدو، يدنسون باحات المسجد الأقصى، ويؤدون طقوسهم الخرافية والباطلة في باحاته.

اعتداءات أيضاً من قوات العدو على المصلِّين، أثناء خروجهم من المسجد الأقصى، بعد احتجازهم في ساحاته وإغلاق أبوابه.

كذلك في المسجد الإبراهيمي (في الخليل) اعتداءات مستمرة، وفي بعض الحالات: المنع للمصلِّين من أداء الصلاة.

أيضاً في القدس نفسها، العدو الإسرائيلي يستمر في مساعيه لتهويد المدينة، وكان هناك إعلان عن قرب افتتاح نادٍ رياضيٍ في (حي رأس العمود – ببلدة السلوان – جنوب المسجد الأقصى المبارك).

حالات الاعتداءات الأخرى في القدس المحتلة، وكذلك في بقية الضِّفَّة الغربية، في مختلف المناطق فيها، مستمرة: اعتداءات بالتجريف، والتدمير، والاختطاف، وكذلك أيضاً بالاعتداء على النساء، وإحراق سيارات الفلسطينيين، والاستهداف للمزارع… وهكذا هو الحال.

أمَّـا في جنــين، فالعدوان الإسرائيلي مستمرٌ على جنين ومخيمها، نحن على مدى أربعة أشهر نتابع ما يجري على جنين، أربعة أشهر من العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها:

أعداد كبيرة من النازحين، أكثر من (اثنين وعشرين ألف نازح).

تدمير مئات المنازل بشكلٍ كامل، يسعى العدو الإسرائيلي إلى تغيير المعالم هناك.

والاختطافات- كما قلنا- مستمرَّة من معظم المدن في الضِّفَّة الغربية.

فيمــا يتعلَّــق بالصمــود الفلسطينـي في قطـــاع غــزَّة، فالعدو الإسرائيلي يعتمد بشكلٍ أساسي، في محاولته لفرض سيطرته الكاملة على القطاع، يعتمد على الإبادة الجماعية والإجرام، موقفه العسكري، مع أنه حشد حشداً كبيراً وهائلاً من فرقه العسكرية، واستدعى جنود الاحتياط، ويحشدهم بالعدد الكبير من الآليات العسكرية، وبالغطاء الناري الكثيف جدًّا، لكنه ضعيفٌ في موقفه العسكري؛ ولـذلك هو يُعَوِّض الهزائم بالجرائم، بالإبادة الجماعية، بالقتل للأطفال والنساء، بالاستهداف للأهالي، العُزَّل من السلاح، وما يحدث من فشلٍ في أدائه العسكري، وما يلجأ فيه، بدلاً عن محاولة الحسم العسكري بطريقة يتجنب فيها الاستهداف للأهالي، هو شاهدٌ على ضعف الروح المعنوية لجنوده.

وفعلاً الجيش الإسرائيلي هو أجبن جيش في العالم، أجبن وأذل جيش في العالم، هو يعتمد بالدرجة الأولى على الإجرام، على الإبادة الجماعية، الغطاء الناري الذي يقوم به ضد قطاع غزَّة، يحاول أن يستهدف كل شيء، أن يُدَمِّر كل شيء، أن يقضي على كل الأحياء قبل أن يتقدم مسافة محدودة، يحاول أن يدمِّر ويهلك الحرث والنسل، في مقابل أن يجرؤ جنوده على التَّقَدُّم في بعض الجهات، يعمد إلى التجريف الكامل لما قبلهم، حتى في كثيرٍ من الحالات، لا يتقدمون إلا في الحالة التي قد وصلوا فيها إلى اطمئنانٍ تام أنه ليس هناك أحدٌ قبلهم، وإذا فوجئوا في بعض الحالات بخروج الإخوة المجاهدين من الأنفاق، أو من تحت الأنقاض، لمواجهتهم؛ سرعان ما ينهزمون، وهناك مشاهد كثيرة لذلك.

هذا يدل على الفاعلية العالية لأداء إخوتنا المجاهدين في قطاع غزَّة، وما منحهم الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” من العون، والرعاية، والتثبيت، والتأييد، فبالرغم من إمكاناتهم المادية المحدودة جدًّا جدًّا، في مقابل ما بحوزة العدو من الترسانة العسكرية الهائلة، ومن مئات الآلاف من الجنود، إلَّا أننا نرى فاعلية هذا الصمود لإخوتنا المجاهدين، مدى تَخَوُّف العدو الإسرائيلي من الاقتراب والمواجهة معهم، ومدى سعيه للخلاص والقضاء عليهم أولاً، قبل أن يدخل في مواجهة مباشرة معهم.

هذا درسٌ مهمٌ جدًّا، يُبَيِّن واقع الحال: أن العدو الإسرائيلي الذي يلجأ إلى ارتكاب الإبادة الجماعية، والإجرام، والتدمير لكل شيء؛ لكي يجرؤ جنوده على أن يتقدموا شيئاً ما، هو في واقع الحال في حالة انكسار، في حالة ضعف؛ إنما يحاول أن يعوِّض ما يخسره، وما هو فاقدٌ له على مستوى الروح المعنوية، من خلال ارتكاب تلك الجرائم.

الإخوة المجاهدون في قطاع غزَّة في (كتائب القسام) يقاتلون بثباتٍ عالٍ، وبمرونةٍ عالية، وفق متطلبات الميدان، ويستنزفون العدو، ونفَّذت (كتائب القسام) مجموعةً من الكمائن المنكِّلة بالعدو في (خان يونس، وغزَّة)، ومنعت تموضع العدو بشكلٍ دائم في أماكن متعددة، من تلك الكمائن: كمينٌ مُرَكَّب يوم الجمعة الماضية (غرب بيت لاهيا – شمال القطاع)، وكذلك كمائن في أماكن أخرى.

(سرايا القدس) أيضاً تصدَّت لقوةٍ صهيونية، حاولت التَّوَغُّل في (منطقة خزاعة – شرق خان يونس)، كما تمكَّنت من تفجير حقلٍ من العبوات البرميلية المزروعة مسبقاً، في رتلٍ عسكريٍ صهيوني، توغَّل في أحد أحياء (منطقة القرارة – شمال شرق خان يونس).

هناك أيضاً عملية مشتركة بين (القسام، وسرايا القدس) شرق غزَّة.

العمليات الفاعلة والمؤثِّرة، تجعل البعض من قادة العدو يعترفون بواقعهم الضعيف والمهزوز، تجاه هذا الصمود والاستبسال الفلسطيني:

هناك تصريحات مما يسمَّى بوزير الدفاع الإسرائيلي السابق (المجرم غالانت)، قال فيها:

وتصريحات لضابطٍ إسرائيلي، يقول فيها:

يعني: أنَّ الكثير من الجيش الإسرائيلي أصبحوا من المرضى النفسانيين، مصابون بمرض نفسي، الحالة النفسية لهم حالة متدهورة؛ ولـذلك العدو هو يستخدم الإجرام، والقصف الوحشي، مستفيداً من المخازن الأمريكية، المخازن الأمريكية التي توفِّر له الكمية الهائلة من القذائف والقنابل، والتي يأتي التمويل لها من أين؟ من الأموال العربية، من التريليونات العربية.

الأمريكي، لو أنَّ كل ما قدَّمه من القذائف والقنابل، مما يصبّ فوق رؤوس الأطفال والنساء في قطاع غزَّة، ولإبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، لو أنَّه بكله فقط من أموال الضرائب الأمريكية؛ لكان لذلك تأثيرات بالغة جدًّا جدًّا جدًّا على الاقتصاد الأمريكي، ولكن للأسف الشديد، وهذا أيضاً مما يبيّن حجم المسؤولية الكبيرة على العرب قبل غيرهم من المسلمين، ثم على بقية المسلمين، ما هو يعتبر- في واقع الحال- من الإسهام والتعاون الذي يدعم العدو الإسرائيلي.

هناك- كما قلنا- حتى على المستوى الاقتصادي، ونبَّهنا في كلمة سابقة: أنَّ هناك دولة إسلامية، ودولة عربية، أكثر السفن التي تُزَوِّد العدو الإسرائيلي والصهاينة بالمواد الغذائية والبضائع هي تابعة لتلك الدولتين، هذا مستمر، مستمرٌ من خلال البحر الأبيض المتوسط، وهذا مؤسفٌ جدًّا! الوزر كبير، هذه الحالة التي تمثِّل دعماً للعدو الإسرائيلي، هي- بلا شك- في المسؤولية الأخلاقية والدينية والإنسانية، هي مشاركة مع العدو الإسرائيلي، هي دعمٌ للعدو الإسرائيلي، وهو يفعل ما يفعل، ويطمئن، ويجرؤ على أن يرتكب أفظع الجرائم؛ استناداً إلى ذلك، وهذا شيءٌ مؤسف جدًّا!

اعتــداءات العـدو الإسـرائيـلي مستمـرةٌ على لبنـان بكـل أشكـال الاعتـداءات، تنوعت الاعتداءات هذا الأسبوع على مستوى:

الغارات الجوية.

الاستباحة الدائمة للأجواء.

الطلعات الجوية المكثَّفة للطائرات المسيَّرة والمسلحة.

والقصف المدفعي.

وإطلاق النار المباشر باتجاه المناطق السكنية، ولاسيَّما في قرى الجنوب.

كذلك الاستهداف للمدنيين، وتكثيف الاستهداف للمنازل الجاهزة؛ لأن العدو الإسرائيلي يسعى إلى منع الأهالي من العودة إلى قراهم.

في ســوريــا كـذلـك، العـدو الإسـرائيـلي يستمـر في كـل الانتهـاكات:

من توغل، كما يفعل في (القنيطرة).

من إحراقٍ للأراضي الزراعية.

وإحراق لبعض المناطق؛ لمنع الرعي فيها.

كل أشكــال الانتهــاكات يستمـر العـدو الإســرائيـلي فيهـا هنـاك.

هذه الحالة في الواقع العربي، من التفريط العظيم في المسؤولية الكبرى، التي عليهم فيما بينهم وبين الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، هي تستوجب أن يكون هناك اهتمام كبير لاستنهاض هذه الأُمَّة، هذه الحالة لا يجوز التفرُّج عليها، والسكوت عنها، والتغاضي، والتجاهل تجاهها؛ لأنها حالة خطيرة- بكل ما تعنيه الكلمة- على الأُمَّة، خطيرةٌ في الدنيا، وخطيرةٌ عليها في الآخرة؛ ولـذلك هناك مسؤولية دينية، وينبغي أن يكون هناك جهدٌ مكثَّف في النشاط التثقيفي، والتوجيهي، والخطاب الديني، والنشاط الإعلامي؛ لاستنهاض الأُمَّة، لتبصيرها، لمعالجة هذه الحالة، التي هي حالة تعبِّر عن نقص كبير على مستوى الوعي، وعلى تراجع على المستوى الأخلاقي والقيمي، ليست مُجَرَّد حالة تعبِّر عن موقفٍ مُعَيَّن، أو ظاهرة مُعَيَّنة تقف عند هذا الحد، ما خلف هذه الحالة من التخاذل الرهيب تجاه هذه المظلومية الرهيبة:

هو نقصٌ كبيرٌ في الوعي.

هو تراجعٌ كبيرٌ جدًّا في القيم والأخلاق.

هو نقصٌ حادٌ في الإيمان بكل ما تعنيه الكلمة.

هو من مفاعيل الحرب الناعمة، المفسدة، المضلة، التي أثَّرت على هذه الأُمَّة، أثَّرت عليها في أخلاقها، في قيمها، في إنسانيتها.

ولهذا يجب أن يكون هناك نشاط كبير على المستوى التثقيفي، والتوجيهي، وفي الخطاب الديني، وفي دور المساجد، ومنابر المساجد، وفي النشاط الإعلامي بشكلٍ واسع.

في هذا الظرف، تجاه هذا الواقع المرير المؤسف والمخزي، من أهمِّ ما في الجهاد، ومن أهم أنواع الجهاد في سبيل الله تعالى، ومن أهم الإسهام الجهادي، والتَّقَرُّب إلى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، هو: العمل على استنهاض هذه الأُمَّة، على تبصيرها، على توعيتها، توعيتها عن أعدائها، وتوعيتها عن مسؤوليتها، وتذكيرها بالمسؤولية، وما يترتب على ذلك، هو: السعي لإعادة الربط لهذه الأُمَّة على المستوى الإيماني، في شدها إلى الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، في علاقتها بالقرآن الكريم، في علاقتها بالمبادئ الدينية والإيمانية، والقيم والأخلاق.

لا شك أنَّ هناك تراجعاً كبيراً على مستوى التربية الإيمانية، وعلى مستوى البناء الإيماني والأخلاقي والقيمي، أوصل الأُمَّة إلى ما وصلت إليه، هذه الحالة من التخاذل الرهيب، المخزي، الفاضح، المسيء، والمؤلم، والمؤسف، هي- فعلاً- مؤشر مهم، يُبيِّن الحالة المَرَضِيَّة وغير الصِحِّيَّة إطلاقاً، على المستوى الأخلاقي والقيمي والإنساني، وعلى مستوى الوعي بالمخاطر الكبرى التي تهدد هذه الأُمَّة في الدنيا وفي الآخرة؛ لأنه يترتب على ذلك مخاطر في عاجل الدنيا، ومخاطر حتميَّة في إطار الوعيد الإلهي في الدنيا والآخرة، فالمسألة مهمة جدًّا، فهناك مسؤولية، مسؤولية على أن يكون هناك نشاط كبير للاستنهاض العام.

كان من ضمن المسؤوليات الكبرى، التي يُؤَدِّيها رسول الله “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، وهو يُعَلِّم ويُزَكِّي، وهو يهدي، ويقدِّم دين الله، ويسعى لهداية عباد الله، حتى في واقع الأُمَّة المسلمة، هي: التحريض، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ}، يقول الله له: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا}.

ولـذلك من واجب كل إنسان يمتلك الخلفية الثقافية، ويمتلك القدرة على التعبئة، والإسهام في التعبئة العامة، أن يؤدِّي هذا الدور، كجزءٍ من مسؤولياته، وكجهاد في سبيل الله تعالى: التحريض، التعبئة، الاستنهاض، التذكير بالمسؤولية، التوعية عن الواقع، عن المخاطر، عن التحديات؛ لأن هذه الحالة- كما قلنا- هي خطيرةٌ جدًّا، تجعل هذه الأُمَّة تعيش حالة المؤاخذة من الله، وتهيِّئ نفسها للضربات الإلهية، والتي قد يكون من ضمنها (التسليط): أن يسلِّط الله على هذه الأُمَّة أعداءها، فتكون الحالة مضاعفةً عليها، أعداؤها بأحقادهم، وأطماعهم، وعداوتهم، وسوئهم، وإجرامهم، ووحشيتهم المعروفة، والتسليط لهم حينما يكونون في حالة تسليط على هذه الأُمَّة، التي تصل إلى هذا المستوى من التفريط والتخاذل.

فيمــا يتعلَّـق بالنشــاط الواســع في كثــيرٍ مـن الـــدُّوَل:

على المستـوى الشعبـي: كان هناك تظاهرات خرجت في بلدان كثيرة، مظاهرات (في أستراليا، في السويد، في سويسرا، في كوريا الجنوبية، في كندا، في الدنمارك، في النرويج، في هولندا)، والمظاهرات التي في (هولندا) كانت مظاهرات كبيرة، مظاهرات وفيها حضورٌ شعبيٌ واسع، المشاهد التلفزيونية لتلك المظاهرات تبيِّن حجمها الكبير جدًّا، ونتمنى أنَّ نرى مثلها في البلدان العربية والإسلامية، أن يكون هناك خروج بذلك المستوى؛ في اليمن الخروج كبير جدًّا، لا يقارن، لكن فيما يتعلَّق ببقية البلدان العربية، (في بولندا، في ألمانيا، في فرنسا، في اليونان، في بريطانيا، في النمسا… في دول أوروبية ودول أمريكا اللاتينية وغيرها)، مظاهرات واسعة، لكن من أبرزها المظاهرات التي خرجت في (هولندا)، وأيضاً في (بريطانيا) كان هناك مظاهرة كبيرة.

كـان هنـاك- فيمـا يتعلَّـق بالموقـف الرسمـي الأوروبي لبعض الحكومات الأوروبية- تصريحات، مع الحراك الشعبي الواسع، في مستوى فوق المعتاد من جانبهم، يعني: بعض من الإدانة، بعض من الاستنكار، الاحتجاج، تجاه الجرائم الإسرائيلية الفظيعة جدًّا، لكنها لا ترقى إلى مستوى الموقف الفعلي.

الدول الأوروبية هي تدعم العدو الإسرائيلي بالسلاح، إذا كانت جادَّة في أن تقف المواقف الإنسانية، وأن تخرج نفسها من الخزي والعار في مشاركتها في جرائم العدو الصهيوني الإسرائيلي، ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة؛ فليكن لها موقفٌ حاسم بوقف التسليح للعدو الإسرائيلي، وبقرارات حاسمة، عقوبات حقيقية، وقف وقطع للعلاقات الاقتصادية… وغير ذلك، لا يكفي ما يقدمونه من تصريحات: استنكار، استهجان، احتجاج… وغير ذلك؛ لأن ما قدَّموه هم لدعم العدو الإسرائيلي هو الكثير، قدَّموا المال، قدَّموا الدعم السياسي، وقدَّموا مع ذلك أيضاً فيما يتعلَّق بالذخائر والتسليح الشيء الكثير.

هنـاك أيضـاً مـن الأشيـاء المؤسفـة والملفتـة للنظـر، هـو: اشتراك المغرب في تدريبات جوية في (الطيران الجوي)، وبلدان عربية أخرى أيضاً، مع العدو الإسرائيلي، هذا شيءٌ مؤسفٌ جدًّا! النظام المغربي من الأنظمة التي تورَّطت في التطبيع، تنكَّرت للإرادة الشعبية لشعوبها ولقضايا أُمَّتِها، وورَّطت نفسها، أساءت إلى نفسها، إلى شعوبها، إلى هذه الأُمَّة، تورَّطت فيما هو خيانة لهذه الأُمَّة، وهذا شيءٌ مؤسف، أن يشارك طيَّارون إسرائيليون، وهم من أكثر من يرتكبوا الجرائم في قطاع غزَّة، سلاح الجو الإسرائيلي له دور أساس في الإجرام ضد الشعب الفلسطيني، فهذا شيءٌ مؤسفٌ جدًّا!

في الأحــداث أيضــاً البــارزة، هـو: مقتل عنصرين من الصهاينة الموظفين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن، وهذا الحدث تسعى أمريكا إلى أن تجعل منه قضية القرن الحادي والعشرين، والمشكلة الكبرى.

عندما تقاس ردة الفعل، سواءً من جهة الأمريكي أولاً، ومن جهة البعض في الغرب وفي أوروبا، كيف هي ردة فعلهم تجاه هذه الحادثة، في مقابل موقفهم من الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة؛ يتبيَّن كيف أنهم بعيدون كل البعد عن العدل، وأنهم دائماً يقفون مواقف منحازة للظالم، وللمجرم، وللإجرام، فهذه الحادثة تُضَخَّم، تُكَبَّر، تُوَظَّف لمواجهة أي اعتراض ضد الإبادة الجماعية في قطاع غزَّة، في أمريكا يأتون دائماً بالتصنيف العام ، ثم ينطلقون من خلال ذلك إلى التصدي لأي نشاط شعبي، أو طلابي، يطالب بوقف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، لكن مسألة أن يُقتل عنصرين من الصهاينة، يجعلون منها قضيةً كبيرة، يُسْتَنفر لها كل جهودهم الأمنية، والعسكرية، والإعلامية، والسياسية، ويتبعها الكثير من الإجراءات والمواقف الشديدة جدًّا، لكن أن يقوم العدو الإسرائيلي بقتل وجرح أكثر من (مائة وستة وثمانين ألف إنسان) في قطاع غزَّة، هذا شيءٌ عاديٌ بالنسبة لهم، لم يصل بعد إلى أن يوصِّفه الأمريكي بالإجرام، أو بالجريمة، أو بالإرهاب.

فيمــا يتعلَّــق بجبهــة الإسنــــاد اليمنيـــة، في (معـركـة الفتـح الموعـود والجهـاد المقـدَّس): نُفِّذت عمليات هذا الأسبوع بثمانية صواريخ فرط صوتية، وبالِسْتِيَّة، وطائرات مُسَيَّرة، منها: ثلاثة صواريخ كانت باتجاه (مطار اللد)، في هـذه العمليــات المهمـة:

دوَّت صفارات الإنذار في معظم المدن والبلدات المحتلة.

العديد من شركات الطيران مدَّدت تعليق رحلاتها الجوية إلى فلسطين المحتلة، وهذا تأثير مهم لهذه العمليات..

الملايين هربوا إلى الملاجئ، ملايين من الصهاينة هربوا إلى الملاجئ.

تصريحات الصهاينة، ووسائل إعلامهم، تكشف مدى الإحباط واليأس الإسرائيلي تجاه جبهة الإسناد اليمني، وتبيِّن مدى تأثير هذه العمليات، وتبيِّن أيضاً عجز العدو الإسرائيلي عن ردع الموقف اليمني، أو التأثير عليه.

فيمـا يتعلَّـق بهـذا السيـاق، هناك حادثة تكشف مدى الذعر أثناء دوي صفارات الإنذار في فلسطين المحتلة: ، هذا وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية.

العدو الإسرائيلي مع انزعاجه الشديد حاول من خلال عدوانه على الموانئ في الحديدة بـ(اثنين وعشرين غارة)، أن يُقدِّم حالة ردع، أو أن يفرض حالة ردع؛ لإيقاف العمليات اليمنية، لكنه فاشلٌ تماماً في التأثير على الموقف اليمني، وفاشلٌ في ردع الموقف اليمني، الموقف اليمني منطلق من منطلق إيماني، وقيمي، وأخلاقي، ولا يمكن التراجع عن هذا الموقف أبداً.

في هـذا السيـاق نفسـه، أُشيد بالإخوة العاملين والمرابطين في الموانئ، الذين ثبتوا لأداء مهامهم وأعمالهم في هذه الموانئ، بالرغم من الاعتداءات المتكررة من الأمريكي ومن الإسرائيلي، الأمريكي أثناء مشاركته في التصعيد على البلد، في إسناده للعدو الإسرائيلي، وكذلك العدوان من العدو الإسرائيلي، الدور الذي يقوم به الإخوة الثابتون، المرابطون والعاملون في الموانئ، وهم قدَّموا الكثير من الشهداء، هو جهادٌ في سبيل الله تعالى، هو مرابطةٌ في سبيل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ثباتهم العظيم، واستمرارهم في القيام بمهامهم لخدمة شعبهم العزيز، هذا إسهامٌ مهمٌ جدًّا، وهو جزءٌ من جهادهم في سبيل الله تعالى، أنا أقدِّم لهم التحيَّة، وأشيد بجهودهم، وصبرهم، وتضحياتهم، وثباتهم.

ممـا حصــل أيضــاً هـو: مغادرة حاملة الطائرات (ترومان) الأمريكية، بخسارة ثلاث مقاتلات من أهم المقاتلات في سلاح الجو الأمريكي، غادرت وهي تحمل عنوان الفشل.

الخروج المليوني في الأسبوع الماضي كان خروجاً عظيماً، وكبيراً، ومهماً، (ألف ومائة وإحدى وعشرين مسيرة) ما بين كبيرة وصغيرة، في العاصمة صنعاء في (ميدان السبعين)، الحضور المليوني الحاشد، والعظيم، والكبير في المحافظات، في المديريات، في الأرياف، على مستوى واسع جدًّا، الوقفات القبلية مستمرة، مختلف الأنشطة مستمرة، وهذا هو المفروض، هو الذي ينبغي.

نحن في هذه المرحلة في ظروف هامة جدًّا، العدو الإسرائيلي في ذروة التصعيد في إبادته الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، المأساة والمظلومية الكبرى للشعب الفلسطيني تستـدعي:

حالة النفير العام المستمر.

التكثيف لكل الأنشطة.

التصعيد في العمل والإسناد.

الاهتمام المكثَّف.

هذه المرحلة لا ينبغي أبداً فيها أن تتسلل حالة الوهن، أو الضعف، أو الملل، إلى نفس أي إنسان يحمل ذرةً من الإنسانية والإيمان، المقام مقام اهتمام أكثر، تصعيد أكثر، جد أكثر، والمشاهد المأساوية للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، وحجم المظلومية والمعاناة، هي كافية لأن تحيي ضمير الإنسان، وأن تمثِّل دافعاً كبيراً جدًّا للإحساس بالمسؤولية، وأبلغ من كلِّ المحاضرات، ومن كلِّ الكلمات، وتفوق كل وصفٍ في التعبير عنها؛ ولـذلك أنا أحث الجميع على مشاهدة ما يحدث في قطاع غزَّة، حينما يشاهد الإنسان المشاهد التلفزيونية لتلك المآسي والآلام، لتلك المظلومية الرهيبة؛ يستحي من الله في أن يكون منه أي تراجع، أو إهمال، أو تقصير.

قد يكون الجهد الذي يقدِّمه البعض هو: الحضور في هذه المظاهرات المليونية، والمقاطعة للبضائع الأمريكية، هو أن يخرج في هذا الخروج المليوني يوماً في الأسبوع، في ساعات معينة، عملٌ مهم، لا ينبغي أن يتسلل إلى هذا المستوى من الجهد الأسبوعي حالة كسل، أو ملل، أو فتور؛ بل ينبغي أن يكون هناك نشاط كبير، حرص على ما هو أكبر، وهذا ما نشاهده لدى الكثير من الإخوة الذين يحضرون إلى الساحات، نحن نسمع من تعبيراتهم، من كلامهم، ما يحرصون على أن يكون لهم جهدٌ أكبر:

البعض يقول: .

البعض يقول: .

هذا المستوى العالي من الحماس، والتفاعل، والإحساس العالي بالمسؤولية، يعبِّر عن حالة الإيمان، عن الضمير الإنساني.

ولـذلك نأمل- إن شاء الله- أن يكون الحضور يوم الغد، ونحن في هذا الأسبوع الذي هو من أكبر الأسابيع دمويةً، ومأساةً، وجوعاً، وتعطيشاً، ومعاناة للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، أن يكون الحضور المليوني يوم الغد- إن شاء الله- كذلك حاشداً وكبيراً جدًّا، يُعبِّر عن الغضب، عن الوفاء، عن الثبات على الموقف، عن المساندة للشعب الفلسطيني، عن التأييد الكامل للاستمرار في العمليات بأعلى مستوى ممكن ومتاح.

أدعو شعبنا العزيز إلى الخروج المليوني الحاشد، الكبير، العظيم، يوم الغد إن شاء الله، في العاصمة صنعاء، وفي مختلف المحافظات والساحات، وآمل- إن شاء الله- أن يكون حضوراً مميزاً، يليق بقيم هذا الشعب، بإيمانه، بثباته، بوفائه، بجهاده.

نَسْألُ اللَّهَ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لِمَا يُرْضِيه عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، وَأَنْ يَنْصُرَنَا بِنَصْرِه، وَأَنْ يُعَجِّلَ بِالفَرَجِ وَالنَّصْرِ لِلشَّعْبِ الفِلَسْطِينِيِّ المَظْلُوم، وَمُجَاهِدِيهِ الأَعِزَّاء.

وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

مقالات مشابهة

  • سياسي أردني: الحصار اليمني لميناء حيفا يقلب المعادلة ويُدخل “الاحتلال” في دوامة الانهيار الاستراتيجي
  • “لجان المقاومة”في فلسطين : التجويع الصهيوني جريمة حرب مكتملة الأركان
  • بحشود مليونية غير مسبوقة.. الشعب اليمني يؤكد المضي في التصعيد ضد العدو الصهيوني ردا على جرائمه بغزة
  • اليمنيون ينددون بالمجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني المجرم في غزة
  • الشعب اليمني يحتشد في مليونية “ثباتًا مع غزة”.. سنصعّد في مواجهة جريمة الإبادة والتجويع
  • شخصيات لـ”الثورة”: النصر والتأييد حليف اليمن في مواجهة طواغيت العصر
  • “الثورة نت” ينشر نص كلمة قائد الثورة حول مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية
  • السيد القائد يدعو الشعب اليمني للخروج المليوني الحاشد غدًا بالعاصمة صنعاء والمحافظات
  • الريال السعودى بـ 13.30جنيه .. أسعار العملات العربية مستهل اليوم
  • ناطق الحكومة يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بالعيد الوطني الـ 35 للجمهورية اليمنية