الجديد برس| أقرّ المجلس الانتقالي الجنوبي، سلطة الأمر الواقع في جنوب اليمن، الأربعاء، خطة سعودية لتوطين الجماعات السلفية داخل مناطق نفوذه، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً حول خلفياتها وأهدافها. جاء ذلك عقب زيارة رئيس المجلس، عيدروس الزبيدي، لما يُعرف بمركز الحديث في الضالع – مسقط رأسه – حيث أبدى ترحيبه بعناصر تلك الجماعات، معلناً دعم المجلس لها رغم الخلافات السابقة بين الطرفين.

وتزامنت الزيارة مع تحركات عسكرية كبيرة للانتقالي في يافع لتأمين إنشاء مركز سلفي جديد، وسط معارضة محلية قوية من سكان المنطقة. وفي السياق ذاته، دافع نائب رئيس المجلس هاني بن بريك عن هذه المراكز، نافياً تبعيتها للداعية الحجوري، ومؤكداً أنها “تخدم القضية الجنوبية ولن تشكّل خطراً على الجنوب”. ويرى مراقبون أن هذا التحول المفاجئ في موقف الانتقالي يعكس تنفيذاً لأجندة سعودية تهدف إلى إعادة توطين الجماعات السلفية والمتطرفة في المحافظات الجنوبية، بما يعيد رسم خارطة النفوذ الديني والسياسي في المحافظات الجنوبية اليمنية.

المصدر: الجديد برس

إقرأ أيضاً:

في ذكرى أكتوبر.. صدام بين الزبيدي ونائبه والشنفرة يدعو لفعالية جديدة وسط انتقادات لفعالية الانتقالي بالضالع

تصاعدت التوترات والخلافات داخل المجلس الانتقالي الجنوبي، بالتزامن مع احتفالات ذكرى ثورة 14 أكتوبر الـ62، بين خطاب الرئيس عيدروس الزبيدي في مهرجان الضالع ومقال نائبه اللواء أحمد سعيد بن بريك الذي انتقد أداء المجلس وحذر من استغلال الثورة لتلميع صورة قياداته، بينما أبدى ناشطون سخرية واسعة من الحشد الجماهيري الذي نظمته قيادة الانتقالي.

 

حيث أقام الزبيدي، اليوم الاثنين، مهرجاناً جماهيرياً في الضالع، وصف فيه ثورة أكتوبر بأنها "شعلة النضال ومصدر الإلهام لكل الأحرار"، وجدد فيه وعوده باستعادة الدولة الجنوبية وبناء "الجنوب الفيدرالي المستقل".

 

وأكد الزبيدي في كلمته أمام أنصاره أن المجلس الانتقالي سيظل رأس حربة في مواجهة المشروع الحوثي، مشدداً على التمسك بحق الجنوب في الاستقلال وفق إرادة الشعب.

 

في المقابل، أصدر نائبه اللواء أحمد سعيد بن بريك بياناً حاد اللهجة أكد فيه أن الواقع الذي حلم به الشهداء لم يتحقق، وأن المواطن الجنوبي يعيش "دوامة من المعاناة والتردي"، متحدثاً عن فساد وانقسامات داخل المجلس واستغلال الثورة لمصالح ضيقة.

 

وقال بن بريك: "التحرر الحقيقي لا يكتمل برحيل المحتل فقط، بل يبدأ ببناء الإنسان الحر القادر على صون مكتسباته ومواجهة العابثين الذين يتسلّقون على أكتاف الثورة باسمها".

 

ولمّح بن بريك في مقاله إلى انتقادات مبطنة لقيادات الانتقالي ، قائلاً إن "من جعلوا من القضية سلّماً للوصول، ومن الثورة رداءً يتدثّرون به حين يشاؤون، هم من شوّهوا روح النضال واستبدلوا بظلم الأمس أشكالاً جديدة من الإقصاء والهيمنة والفساد".

 

ولم تخلُ فعالية الزبيدي من انتقادات ناشطين جنوبيين، الذين وصفوا الحشد بأنه "مصطنع" ويعكس الحجم الحقيقي لجماهير الانتقالي، رغم المليارات التي أنفقها المجلس على تنظيم المهرجان.

 

وأشاروا إلى أن قيادات المجلس الانتقالي استخدمت جنودا لها بعد ان استقدمتهم من عدن بلباس مدني لملء الساحات، مؤكدين أن الصورة كانت كافية لتكشف حقيقة التأييد الشعبي للمجلس الانتقالي.

 

في غضون ذلك، دعا القيادي الجنوبي صلاح الشنفرة إلى إقامة احتفال آخر، غداً الثلاثاء، بمناسبة الذكرى نفسها، ما اعتبره مراقبون مؤشراً على اتساع الهوة داخل المجلس وغياب رؤية موحدة لإدارة الاحتفالات الوطنية في الجنوب، وهو ما يعكس حالة الانقسام بين قياداته وابتعادها عن معالجة أزمات المواطنين.

 

ويشير مراقبون إلى أن الاحتفالات الرسمية والخطابات الرنانة، رغم شعاراتها الوطنية، لم تستطع حتى الآن تلبية احتياجات الشعب الجنوبي المتعطش للخدمات الأساسية والرواتب، مما يعكس فجوة متزايدة بين وعود القيادات وواقع حياة الناس.


مقالات مشابهة

  • لهذا السبب.. طائرة سعودية تنقل العليمي بصورة مفاجئة إلى عدن
  • الإمارات تصعّد ضغوطها على الانتقالي وتجبر الزبيدي على الاعتذار
  • الرياض تعيد تجنيد الانتقالي بوعود “الرئاسة”.. الزبيدي يطوي صفحة الانفصال ويرفع أعلام السعودية
  • محافظ أبين: ثورة 14 أكتوبر حدث استثنائي غير مجرى التاريخ في جنوب اليمن
  • في ذكرى أكتوبر.. صدام بين الزبيدي ونائبه والشنفرة يدعو لفعالية جديدة وسط انتقادات لفعالية الانتقالي بالضالع
  • بذكرى عيد أكتوبر.. محافظ لحج يوجه دعوة لقبائل المحافظات الجنوبية
  • محافظ لحج: روح ثورة 14 أكتوبر يتجسد اليوم في دعم اليمن لفلسطين
  • الانتقالي يفاجئ أنصاره بإسقاط صور رموز الإمارات ورفع محمد بن سلمان
  • الضالع تحتفل بالذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر بحضور الزبيدي وقيادات المجلس الانتقالي