الصين تعزز اليوان بتثبيت سعر الصرف وسط تحديات تجارية
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
عززت الصين دعمها لليوان اليوم الأربعاء، مؤكدة التزامها باستقرار سعر الصرف الأجنبي، في ظل تراجع الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.
وحدد بنك الشعب الصيني السعر المرجعي لليوان عند 7.0995 مقابل الدولار، وهو أعلى مستوى له منذ ما يقارب عاما، متجاوزا مستوى 7.1 الذي سعت السلطات إلى الحفاظ عليه منذ سبتمبر/أيلول الماضي.
وأحدث مناورة عملة لبكين تأتي خلافا للموقف الذي اتخذته خلال الحرب التجارية الأخيرة عندما سمحت السلطات لليوان بالتراجع لتعويض الصدمات الناجمة عن الرسوم الجمركية الأميركية.
وحسب محللين، فإن استقرار اليوان من شأنه أن يقلل التدفقات المالية إلى خارج الصين، ويعزز ثقة المستثمرين، ويساعد الحكومة في مساعيها لتدويل العملة.
رسالة قوةبدورها، قالت كبيرة محللي العملات الأجنبية في شركة "مالايان بانكينغ بي إتش دي" في سنغافورة فيونا ليم "تثبيت سعر صرف اليوان دون 7.10 هو رسالة قوة، يرمز ارتفاع سعر اليوان إلى قوة الصين في أي مفاوضات أو تصعيدات متبادلة".
ويُعد ارتفاع سعر الصرف المرجعي جزءا من اتجاه حديث، وأشارت مجموعة غولدمان ساكس إلى أن التباين مع نهج الصين في الحرب التجارية الأخيرة يشير إلى إستراتيجية "مختلفة تماما" تفضل الأدوات النقدية والمالية على خفض القيمة.
وكتب داني سوانابروتي وشينكوان تشين محللا "غولدمان ساكس" في مذكرة "استقر سعر صرف الدولار مقابل اليوان بشكل ملحوظ في عام 2025 على الرغم من جولات عدة من إعلانات التعريفات الجمركية، ويشير هذا إلى تفضيل صانعي السياسات لاستقرار العملة، وأنه من غير المرجح أن يتغير هذا الوضع على المدى القريب".
ويحد تثبيت سعر الصرف من تحركات اليوان بنسبة 2% في كلا الجانبين مقابل الدولار.
ويهدف سعر الصرف المرجعي اليوم إلى دحض أي توقعات بانخفاض قيمة اليوان نتيجة للتصعيد الأخير في التوترات التجارية، وقد اختار الرئيس دونالد ترامب زيت الطهي سلاحا محتملا لمواجهة رفض الصين شراء فول الصويا الأميركي بعد أن فرضت بكين عقوبات على الوحدات الأميركية لشركة شحن كورية جنوبية كبيرة.
إعلانونقلت "بلومبيرغ" عن بيكي ليو -من بنك ستاندرد تشارترد- قوله إن خطوة رفع سعر الصرف المرجعي لليوان تهدف إلى الحفاظ على استقرار السوق في ظل استمرار الخلاف بين بكين وواشنطن بشأن القضايا التجارية.
وقالت ليو رئيسة إستراتيجية الاقتصاد الكلي الصيني في البنك إن تثبيت سعر الصرف اليوم الأربعاء "سيرسخ توقعات اليوان ويتجنب انتعاشا كبيرا في التقلبات قبل حدوث تطورات في العلاقات الأميركية الصينية، أميل إلى تفسير التثبيت الأخير (لليوان) على أنه إحدى الخطوات الاحترازية لمنع تحرك حاد في الأسواق، وليس نية حسنة لدعم محادثات التجارة".
ويأتي تحرك الصين لتعزيز عملتها في الفترة التي تسبق الاجتماع المغلق للحزب الشيوعي، والذي سيُعقد من 20 إلى 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إذ يستعرض خطط التنمية للسنوات الخمس المقبلة، ومن المعروف أن بكين تعطي الأولوية لاستقرار السوق خلال الأحداث السياسية الرئيسية في البلاد.
ارتفاع الروبية الهنديةوفي غضون ذلك، جاءت هذه الخطوة في الصين بالتزامن مع ارتفاع قيمة الروبية الهندية بأكبر نسبة في ما يقارب 4 أشهر، وعزا متداولون الارتفاع إلى الدعم الذي تلقاه من البنك المركزي، كما عزز التفاؤل بشأن تسريع الهند محادثات التجارة مع الولايات المتحدة قيمة الروبية.
وبناء على ذلك قد تحد الضغوط الانكماشية المستمرة في الصين من مكاسب اليوان، لكن ستتم مراقبة تثبيت سعر الصرف عن كثب بحثا عن أي مؤشرات أخرى.
وقال إيدي تشيونغ كبير إستراتيجيي الأسواق الناشئة في بنك "كريدي أغريكول سي آي بي" في هونغ كونغ "توقعاتنا هي تذبذب سعر صرف الدولار مقابل اليوان في نطاق ضيق، لا نرى أي دافع لتحركات كبيرة في أي اتجاه في ظل هذه الرغبة المستمرة في الاستقرار".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات تثبیت سعر الصرف سعر صرف
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: حرب ترامب التجارية مع الصين تغير المشهد الاقتصادي بالعالم
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تقريرا للكاتبة "باتريشيا كوهين" سلّطت فيه الضوء على التداعيات العالمية المتسارعة لحرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجارية مع الصين.
وأشارت الكاتبة إلى أن الرسوم الجمركية المتبادلة، والقيود على الصادرات بين الولايات المتحدة والصين، والضغوط على الدول لاختيار جانب، تُغرق الاقتصاد العالمي في حالة من الاضطراب وعدم اليقين المتزايد.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة روسية: هل تفقد فرنسا مزيدا من مصادر الثروة بأفريقيا بعد ثورة مدغشقر؟list 2 of 2صحف عالمية: ترامب يروج للتطبيع ويهمل مسار الدولة الفلسطينيةend of listوأفادت بأن إحدى أبرز الجهات المعنية بتحليل المؤشرات الاقتصادية العالمية أصدرت تقريرها الأخير الثلاثاء، موضحة أن سلسلة من التطورات بدأت فعلا في تغيير المشهد الاقتصادي، حتى قبل صدور التقرير.
فقد دخلت، حيّز التنفيذ رسوم جمركية أميركية جديدة على واردات الأخشاب والأثاث وخزائن المطابخ، وهي إجراءات، وفقا لكوهين، من المتوقع أن ترفع تكلفة بناء المنازل، مضيفة أن تطبيق المرحلة الأولى من رسوم دخول الموانئ المرتفعة التي فرضتها كل من الولايات المتحدة والصين على سفن بعضهما البعض قد بدأ فعلا.
سلسلة من التداعيات
وقالت الكاتبة إن هذه الخطوة تمثل مجرد حلقة في سلسلة من التداعيات التي أطلقها تعهّد ترامب بتحطيم النظام الاقتصادي العالمي القائم، مشيرة إلى أن المزيد من الإجراءات التصعيدية في الطريق.
وتلفت كوهين الانتباه إلى أن بكين قررت الأسبوع الماضي تشديد القيود على صادراتها من المعادن النادرة، وهي مواد أساسية في تصنيع أشباه الموصلات والهواتف المحمولة وتوربينات الرياح ومعظم الأجهزة الحديثة.
ومن المقرر أيضا أن تَدخل قيود جديدة على معدات إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية حيّز التنفيذ الشهر المقبل، بحسب التقرير.
علاقة شديدة التقلبونقلت كوهين تصريحا لريتشارد بورتس، أستاذ الاقتصاد في كلية لندن للأعمال، الذي قال إن "العلاقة بين الولايات المتحدة والصين شديدة التقلب، فلا أحد يعرف ما يمكن توقعه من يوم إلى آخر، وهذا أمر معتاد في ظل الإدارة الحالية".
إعلانويورد التقرير أن التوتر المتصاعد بين القوتين الاقتصاديتين العالميتين يجرّ معظم دول العالم، إلى دائرة النزاع. فقيود الصين على المعادن والمغناطيسات، على سبيل المثال، تؤثر على شركات السيارات الأوروبية التي تعتمد على تلك المواد وتنقلها عبر الحدود داخل أوروبا. كما أن الرسوم المفروضة على السفن المصنّعة في الصين تشمل حتى الشركات غير الصينية التي ترسو في الموانئ الأميركية.
ويلاحظ تقرير نيويورك تايمز أن بكين وواشنطن تمارسان أيضا ضغوطا متزايدة على دول العالم لحملها على اتخاذ مواقف منحازة، مشيرا إلى أن المكسيك، التي تُعد من أكبر مستوردي السيارات الصينية عالميا، اقترحت حكومتها الشهر الماضي فرض رسوم جمركية بنسبة 50 بالمئة على تلك المركبات، وذلك بعد حملة ضغط مكثفة من إدارة ترامب.
وفي الوقت نفسه، يضيف التقرير، اقتربت الهند من الصين منذ أن فرض البيت الأبيض -غاضبا من استمرار نيودلهي في شراء النفط الروسي- رسوما جمركية تصل إلى 50 بالمئة على السلع الهندية.
وفي أغسطس/آب، زار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الصين للمرة الأولى منذ 7 سنوات لحضور مؤتمر أمني واقتصادي، في عرض علني من قبل زعيم الهند أن بلاده لديها الكثير من الحلفاء إذا استمرت إدارة ترامب في استهدافها بالعقوبات.
تسارع وتباطؤ وارتدادات
وقالت الكاتبة إن التحولات في سياسات التجارة العالمية منذ تولّي ترامب منصبه اتسمت بالتسارع والتباطؤ في آنٍ واحد، مما أدى إلى ارتدادات واسعة وغير متوقعة على مستوى العالم.
وينتشر الصدام التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم في جميع أنحاء العالم، حيث تواجه السفن المصنوعة في الصين رسوما جمركية أميركية عند رسوها في الموانئ الأميركية، وفقا لكوهين.
وأوضحت الكاتبة أن النزعة الحمائية آخذة في الانتشار في العالم، إذ اتخذت كل من كندا والبرازيل والمكسيك خطوات لحماية صناعاتها المحلية في مجال الصلب.
ورغم التقلبات المتكررة في السياسات التجارية، أكدت البروفيسورة لوكريتسيا رايخلين من كلية لندن للأعمال لنيويورك تايمز أن الاقتصاد العالمي سيظل مترابطا بدرجة عالية، حتى مع تحول مركز الثقل نحو آسيا وابتعاده عن الغرب.