رفع أسعار البنزين في مصر| قرار اقتصادي لحماية الاستقرار وجذب الاستثمارات في الطاقة.. خبير يوضح
تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT
أكد الدكتور هاني الشامي، عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة المستقبل، أن قرار الحكومة برفع أسعار البنزين والسولار جاء في إطار رؤية اقتصادية متكاملة تهدف إلى تحقيق التوازن بين كلفة الإنتاج العالمية والواقع المحلي، مع الحفاظ على استمرار دعم استقرار السوق وتوفير الطاقة دون انقطاع.
وقال الشامي في تصريحات خاصة إن القرار ليس الهدف منه الضغط على المواطن، وإنما تخفيف الأعباء عن الموازنة العامة للدولة في ظل ما تشهده الأسواق العالمية من تقلبات حادة في أسعار النفط وارتفاع تكاليف الاستيراد وتراجع قيمة العملات في العديد من الدول.
وأوضح الخبير الاقتصادي أن سعر برميل البترول عالميًا تجاوز خلال الأشهر الماضية متوسطات التقديرات السابقة، مما انعكس مباشرة على تكلفة إنتاج وتكرير ونقل الوقود داخل مصر.
وأضاف أن استمرار تثبيت الأسعار لمدة عام كامل كان خطوة جريئة من الحكومة لتحمل الفارق الكبير في التكلفة، إلا أن التطورات الإقليمية والعالمية فرضت إعادة النظر للحفاظ على استدامة منظومة الطاقة.
وأشار إلى أن قرار الزيادة الأخيرة يتماشى مع المعادلة السعرية التي تعتمدها لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية، والتي تضع في اعتبارها ثلاثة متغيرات رئيسية: أسعار النفط العالمية، سعر صرف الدولار أمام الجنيه، تكاليف النقل والتداول.
ضمان استمرار الإنتاج وسداد التزامات الدولةوأكد الدكتور هاني الشامي أن من أهم إيجابيات القرار استمرار تشغيل معامل التكرير بكامل طاقتها القصوى، وهو ما يضمن توفير المنتجات البترولية دون أزمات أو نقص في السوق المحلي.
كما أشار إلى أن الدولة تسعى من خلال هذه الخطوة إلى سداد مستحقات الشركاء الأجانب في قطاع البترول، وإقرار حوافز جديدة تشجع على زيادة الإنتاج المحلي، مما يسهم في تقليل الفاتورة الاستيرادية مستقبلاً.
وقال الشامي: "هذه الإجراءات تدعم الثقة في الاقتصاد المصري، وتجعل قطاع الطاقة أكثر جذبًا للاستثمار، وهو ما ينعكس إيجابًا على المدى الطويل في زيادة الإنتاج المحلي وتقليص الاعتماد على الخارج".
قرارات صعبة لكنها واقعيةوشدد الخبير الاقتصادي على أن مثل هذه القرارات قد تكون صعبة في توقيتها، لكنها ضرورية للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي، مؤكدًا أن مصر اختارت الطريق الأكثر واقعية وهو مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية بقرارات مدروسة ومسؤولة.
وأضاف أن الحكومة تعمل على موازنة كلفة الإنتاج مع قدرة المواطن، وأن هذه الزيادة لن تكون متكررة بشكل عشوائي، بل تأتي في إطار منظومة تسعير واضحة.
مصر تسير نحو الاكتفاء وتعزيز الكفاءةاختتم الدكتور الشامي تصريحه بالتأكيد على أن مصر تتحرك بثبات نحو تحقيق الاكتفاء من الطاقة، مشيرًا إلى أن السنوات الأخيرة شهدت توسعًا كبيرًا في مشروعات الغاز الطبيعي ومجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، وهو ما يقلل تدريجيًا من الحاجة إلى رفع الأسعار مستقبلًا.
وقال: "رفع الأسعار اليوم خطوة لحماية استقرار السوق، لكنها أيضًا جزء من خطة أوسع لبناء قطاع طاقة قوي ومستدام يجعل مصر في موقع متقدم بين دول المنطقة."
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحكومة الطاقة البترول مصر الاقتصاد البنزين
إقرأ أيضاً:
ماذا ينتظر مصر بعد ارتفاع أسعار البنزين؟.. خبير يحذر من ضغوط كبيرة
مصر – تصدرت أسعار البنزين والسولار محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية في مصر.
وجاء ذلك بعد زيادة جديدة دخلت حيز التنفيذ اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025، تتراوح نسبتها بين 20% و25%، بما يعادل 2 إلى 3 جنيهات للتر عبر جميع فئات البنزين، وذلك في إطار المراجعة الدورية التي تُجريها لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية كل ثلاثة أشهر، وفق مصدر مطلع بوزارة البترول.
خبير اقتصادي: الزيادة ستفاقم الضغوط التضخمية
في تصريحات لقناة RT، حذر الدكتور محمد أنيس، الخبير الاقتصادي، من أن رفع أسعار الوقود في هذا التوقيت “الحساس” سيؤدي إلى ضغوط تضخمية جديدة، مشيرًا إلى أن أي زيادة في أسعار المحروقات تنعكس فورًا على تكاليف النقل والسلع والخدمات، ما يزيد الأعباء المعيشية على المواطنين، خاصة الفئات محدودة الدخل.
ودعا أنيس إلى دراسة آليات حماية اجتماعية فعّالة، مثل توسيع شبكات الأمان الاجتماعي أو استهداف الدعم بشكل أكثر دقة، لامتصاص الصدمة الاقتصادية الناتجة عن هذه الزيادات.
ثلاثة عوامل تضخمية في الربع الأخير من 2025
وأوضح الخبير أن الربع الأخير من عام 2025 سيشهد ثلاثة إجراءات رئيسية تؤثر في معدلات التضخم، وهي:
رفع أسعار الغاز الصناعي، رفع أسعار الكهرباء، وزيادة أسعار المحروقات (البنزين والسولار).ولفت إلى أن الحكومة خفّفت من وتيرة رفع أسعار الغاز الصناعي، كما أجّلت زيادات الكهرباء إلى مطلع العام الجديد، في محاولة لتخفيف حدة الصدمة التضخمية.
وأشار إلى أن موجة تضخمية متوقعة ستضرب الاقتصاد خلال الأشهر المقبلة، لكنه توقع أن تبدأ معدلات التضخم في الانخفاض تدريجيًّا مع بداية العام الجديد، بفعل هذه الإجراءات المدارة.
الزيادة جزء من برنامج تحرير الأسعار
تأتي هذه الزيادة في إطار برنامج الحكومة لتحرير أسعار الوقود تدريجيًّا، تمهيدًا لربطها بآليات السوق العالمية.
وأكد المصدر بوزارة البترول أن تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار، إلى جانب ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين على واردات النفط، شكّل ضغوطًا مالية كبيرة دفعت إلى إعادة النظر في هيكل التسعير، بهدف تحقيق التوازن المالي لقطاع البترول.
وأشار إلى أن القرار بات “شبه محسوم” في ظل التحديات الاقتصادية العالمية والتوترات الجيوسياسية التي تؤثر مباشرة على أسواق الطاقة، ما يجعل مراجعة الأسعار محتمة لضمان استدامة الإمدادات وتشغيل المنظومة بكفاءة.
المصدر: RT