وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم
تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم
التقي البشير الماحي
في عام 1947، والسودان على مشارف الاستقلال، طالبت النخب الجنوبية بإقامة نظام فيدرالي يضمن لها مشاركة حقيقية في الحكم ويحول دون سيطرة الشماليين عليه. كان مطلبًا مشروعًا في ظل واقعٍ لم ينل فيه الجنوب نصيبه من التعليم والتنمية، بينما حظي الشمال ببعض المشاريع التي أقامها المستعمر.
تلك كانت الخطيئة الأولى التي ما زلنا ندفع ثمنها حتى اليوم. فقد مضى الجنوب بعد بحورٍ من الدماء والدموع، ولم نتعلم من التجربة سوى مزيد من التمرّس في سفك دماء بعضنا البعض. حتى وصلت النار إلى قلب السودان إلى الخرطوم نفسها فصفّق البعض للحرب منذ لحظتها الأولى، وظن آخرون أنها لن تدوم أكثر من ساعات فغادروا بيوتهم على عجل واكتفوا بما خف وزنه معتقدين أنها فقط أيام وتعود الخرطوم إلى ضجيجها.
منهم من صوّرها للناس كأنها أقدس حروبنا مع أن كل علماء الاجتماع قد بيّنوا ماهيّة الحرب وأخلاقها وكما قال الشاعر زهير بن أبي سلمى منذ قرون:
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم
وما هو عنها بالحديثِ المرجمِ
متى تبعثوها تبعثوها ذميمةً
وتضرى إذا ضريتموها فتضرمِ
فتَعْرِكُكم عركَ الرَّحى بثفالِها…
ورغم أن تلك الأبيات قيلت في الجاهلية فإنها تصف بدقة ما عاشه السودانيون على يد عصابات الجنجويد ومن أشعلوا نار الفتنة واستثمروا في دمائنا.
لقد رفضت القوى المدنية الحرب منذ رصاصتها الأولى، لذلك لا مجال للمزايدة بانتهاكات أو انتصارات. فليست الحرب مباراة كرة قدم نفرح فيها بتسجيل الأهداف وتنتهي أشواطها في ميقات معلوم بل مأساة تُخلّف وراءها زوجة مرملة وطفلًا يتيمًا وأسرة فقدت عائلها.
ننتقل فيها من فقرٍ إلى حال أشد فقراً ومن وجعٍ إلى ما هو أوجع بينما يتصافح القادة في نهايتها على فلاش الكاميرات وبريقها وعينهم على سلطة شيدت على جماجم الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ ومن نجا من الشعب أصبح عالة يتكفف غيره.
الوسومالاستقلال التقي البشير الماحي الجنجويد الحرب الخرطوم السودان القوى المدنية جنوب السودان زهير بن أبي سلمى كرة قدم نظام فيدراليالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الاستقلال الجنجويد الحرب الخرطوم السودان القوى المدنية جنوب السودان زهير بن أبي سلمى كرة قدم نظام فيدرالي
إقرأ أيضاً:
استمرار موجة الحر شمالًا وأمطار متفرقة في جنوب وشرق السودان
رجّحت الهيئة العامة للأرصاد الجوية أن بعض مناطق ولايات البلاد طقسًا أكثر اعتدالًا، مع سحب متفرقة في الأجزاء الجنوبية والجنوبية الشرقية من السودان..
التغيير: الخرطوم
أفادت الهيئة العامة للأرصاد الجوية السودانية، في تقريرها الصادر اليوم السبت، أن موجة الحر الشديدة ما تزال مسيطرة على أجواء الولاية الشمالية وولاية نهر النيل.
وتوقعت استمرار ارتفاع درجات الحرارة العظمى في كل من دنقلا، مروي، وعطبرة، مع أجواء حارة وجافة نسبيًا خلال ساعات النهار، يقابلها انخفاض طفيف في درجات الحرارة الصغرى ليلًا.
وفي المقابل، رجّحت الهيئة أن تشهد بقية ولايات البلاد طقسًا أكثر اعتدالًا، مع سحب متفرقة في الأجزاء الجنوبية والجنوبية الشرقية من السودان، حيث تتهيأ الفرص لهطول أمطار خفيفة إلى متوسطة قد تكون مصحوبة بعواصف رعدية في بعض المناطق المنخفضة.
وأشارت التوقعات إلى أن شرق ولاية جنوب كردفان قد يشهد هطول أمطار متفاوتة الغزارة، مع احتمالية لتساقط الأمطار على أجزاء من النيل الأزرق وجنوب النيل الأبيض خلال ساعات المساء.
وأضافت الهيئة أن الرياح الشمالية ستنشط اليوم في شمال غرب الولاية الشمالية وجنوب غرب ولاية البحر الأحمر وشمال ولاية شمال دارفور، محذّرة من أنها قد تكون محمّلة بالأتربة والغبار، مما يؤدي إلى تدنٍّ في مدى الرؤية الأفقية، خاصة على الطرق الصحراوية والمناطق المفتوحة.
وبيّنت الهيئة أن الفاصل المداري، وهو الخط الفاصل بين الكتل الهوائية الحارة والجافة من الشمال والرطبة من الجنوب، قد تراجع نحو الجنوب الشرقي، حيث يمر اليوم عبر شمال كسلا وجنوب الخرطوم، ويمتد غربًا حتى جنوب مدينة نيالا، الأمر الذي يسهم في تعزيز فرص هطول الأمطار في المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية من البلاد، لا سيما في ولايات القضارف، سنار، والنيل الأزرق.
وأكدت الأرصاد أن البلاد تشهد في هذه الفترة تقلّبات موسمية طبيعية تتسم بارتفاع درجات الحرارة في الشمال واستمرار الأمطار في الجنوب والشرق.
ودعت المواطنين، خصوصًا العاملين في الفضاءات المكشوفة والمسافرين على الطرق الطويلة، إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنّب التعرض المباشر لأشعة الشمس وتقليل مخاطر العواصف الترابية.
الوسومطقس السوددان هيئة الأرصاد الجوية