للمرة العشرين منذ تطبيق آلية السعر التلقائى للوقود يتم رفع سعر البنزين والسولار ورغم تصريحات الدكتور مصطفى مدبولى بأنها قد تكون الأخيرة نجد الحكومة نفسها تراوغ وتقول إنها لمدة عام بحد أدنى.
وإن كان الأمر خاضعا لتثبيت كما قال مدبولى وتبعته وزارة البترول بأن تلك الأسعار لمدة عام فما فائدة آلية التسعير التلقائى فى الأساس، ولماذا لا نترك الفرصة بدون تثبيت لعل الحكومة تصدق وتنخفض أسعار الوقود طبقًا لانخفاض الأسعار عالمياً، فى الـ20 مرة لم تنخفض الأسعار ولو مرة واحدة رغم وصول برميل البترول إلى ادنى مستوياته فما هى الأسباب التى تؤدى فى كل مرة إلى الزيادة وفقط.
الخطوة أثارت الجدل داخل الشارع المصرى، واعلان الحكومة رفع أسعار البنزين والسولار فى أحدث مراجعة ربع سنوية لأسعار الوقود، مع تثبيتها لمدة عام كامل، وذلك رغم تأكيد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، فى تصريحات سابقة، أن الزيادة الأخيرة ستكون «الأخيرة» فى المدى القريب، القرار جاء فى ظل تراجع أسعار النفط عالميًا خلال الأسابيع الماضية، مما دفع العديد من المواطنين والمراقبين إلى التساؤل: لماذا ترتفع الأسعار محليا بينما تنخفض فى الأسواق الدولية؟
الحكومة بررت الزيادة الجديدة بأنها تأتى فى إطار «آلية التسعير التلقائى للمنتجات البترولية»، والتى تربط الأسعار المحلية بتغيرات أسعار البترول العالمية وسعر صرف الدولار أمام الجنيه، بالإضافة إلى تكاليف النقل والتكرير.
وبحسب مصادر بوزارة البترول، فإن تثبيت الأسعار لمدة عام يهدف إلى تحقيق «استقرار فى السوق المحلى»، ومنع التقلبات الحادة التى تربك الموازنة العامة، خصوصا مع ارتفاع تكلفة الدعم.
ورغم أن سعر برميل البترول الخام عالميا انخفض مؤخرا إلى ما دون 80 دولارا، فإن المعادلة فى مصر أكثر تعقيدا.
أبرز الأسباب تتعلق بعاملين أساسيين
من بينهما ارتفاع الدولار مقابل الجنيه المصرى خلال العام الماضى أدى إلى زيادة تكلفة استيراد المواد البترولية ومستلزمات التكرير، مما التهم بعد ذلك آية أثر لانخفاض الأسعار العالمية.
والثانى ارتفاع كلفة الإنتاج والنقل المحلي: شركات البترول العاملة داخل مصر تعتمد فى جزء من تكاليفها على مكونات مستوردة، ومع تضخم أسعار الشحن والتأمين عالميا، تصبح التكلفة النهائية أعلى مما يبدو على الورق.
إضافة إلى ذلك، فإن الحكومة لا تزال تتحمل جزءا من تكلفة دعم السولار، وهو ما يجعل أى تعديل فى السعر العالمى للبترول ينعكس ببطء على السوق المحلى، تجنبًا لزيادة أعباء الموازنة العامة
قرار رفع الأسعار وتثبيتها لعام كامل يعكس رغبة الدولة فى إرسال «إشارة استقرار» للمستثمرين وللأسواق بأن ملف الطاقة تحت السيطرة، وأن الدعم العشوائى أصبح من الماضى.
لكن فى الوقت ذاته فإن استمرار ارتفاع الأسعار قد يؤدى إلى زيادة تكاليف النقل والسلع الأساسية، مما يفرض على الحكومة الإسراع فى تنفيذ برامج الحماية الاجتماعية وتعويض الفئات الأكثر تضررا.
تصريحات رئيس الوزراء بأن الزيادة كانت “الأخيرة” تعكس النية السياسية فى تهدئة الشارع، لكن الواقع الاقتصادى كان أقوى من التوقعات. فمع ارتفاع كلفة التشغيل وتراجع احتياطى النقد الأجنبى المخصص للطاقة، وجدت الحكومة نفسها مضطرة لاتخاذ القرار، ولو على حساب الشعبية المؤقتة.
يبقى السؤال مطروحا: هل تكون هذه الزيادة حقًا الأخيرة كما وعدت الحكومة، أم أننا أمام بداية مرحلة جديدة من «التعويم السعرى» للوقود فى مصر؟
الشارع المصرى ينتظر الإجابة فى فواتير النقل والأسعار اليومية، بينما تبقى المعادلة الصعبة بين استقرار السوق وحماية المواطن معلقة على خيط رفيع من الحكمة الاقتصادية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لفت نظر ليست المرة الأخيرة ياسر شورى رفع سعر البنزين والسولار وزارة البترول لم تنخفض الأسعار لمدة عام
إقرأ أيضاً:
منزلي وتجاري.. سعر اسطوانة الغاز اليوم
يشهد سوق أسطوانات الغاز المنزلي والتجاري في مصر اليوم الجمعة الموافق 17 أكتوبر 2025 ارتفاع في الأسعار، مع القرارات الأخيرة الصادرة عن لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية بتحريك أسعار البنزين والسولار.
ويأتي هذا الارتفاع في إطار سياسة الدولة الهادفة إلى تخفيف الأعباء المعيشية عن المواطنين والحفاظ على استقرار الأسواق في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
وارتفع سعر الأسطوانة المنزلية سعة 12.5 كيلوجرام من 200 جنيه إلى 225 جنيها، بينما زاد سعر الأسطوانة التجارية من 400 جنيه إلى 450 جنيها، على أن تطبق الأسعار الجديدة رسميا في جميع المستودعات ومنافذ البيع المعتمدة ابتداء من اليوم.
وهذه الأسعار كانت ثابتة منذ شهر أبريل 2025، و اللجنة العليا للتسعير التلقائي تراجع بشكل دوري تكلفة الإنتاج والأسعار العالمية للغاز والبترول، وتضع في اعتبارها البعد الاجتماعي عند اتخاذ أي قرارات جديدة تخص تسعير المنتجات البترولية.
قرار لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية بتحريك أسعار البنزين والسولار وغاز تموين السياراتوأعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية صباح اليوم الجمعة الموافق 17 أكتوبر 2025، عن قرار لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية بتحريك أسعار البنزين والسولار وغاز تموين السيارات، وذلك اعتبارا من الساعة السادسة صباحا، مع تثبيت الأسعار الجديدة لمدة عام كامل على الأقل، في إطار السياسة الحكومية التي تستهدف تحقيق توازن بين تكلفة الإنتاج المحلية والمتغيرات العالمية في أسواق الطاقة.
وجاءت الزيادة الجديدة في أسعار المنتجات البترولية وفقا للجدول المعلن من الوزارة على النحو التالي:
بنزين 95: ارتفع إلى 21 جنيها للتر بدلا من 19 جنيها للتر.
بنزين 92: بلغ 19.25 جنيها للتر بدلا من 17.25 جنيها للتر.
بنزين 80: وصل إلى 17.75 جنيها للتر بدلا من 15.75 جنيها للتر.
السولار: سجل 17.5 جنيها للتر بدلا من 15.5 جنيها للتر.
غاز تموين السيارات: ارتفع إلى 10 جنيهات للمتر المكعب بدلا من 7 جنيهات للمتر المكعب.
وأكدت وزارة البترول أن الزيادة الأخيرة جاءت بعد دراسة دقيقة لمتغيرات السوق العالمية، التي شهدت ارتفاعا في أسعار خام البترول وتكاليف الشحن والنقل خلال الأشهر الماضية، مشيرة إلى أن القرار يهدف إلى تحقيق التوازن بين تكلفة الإنتاج والدعم المقدم للمواطنين، مع الحفاظ على استمرار توفير الأسطوانات دون أي نقص في المعروض.
وشددت الوزارة على أن الدولة ما زالت تتحمل جزءا كبيرا من تكلفة أسطوانة الغاز الفعلية، في إطار حرصها على تخفيف الأعباء المعيشية عن المواطنين، خاصة الفئات محدودة ومتوسطة الدخل.
كما أكدت استمرار الرقابة على المستودعات ومنافذ التوزيع لضمان الالتزام بالأسعار الرسمية ومنع أي محاولات للاستغلال أو رفع الأسعار دون وجه حق.
ويأتي هذا القرار في أعقاب إعلان الوزارة صباح اليوم عن زيادة أسعار البنزين والسولار وغاز تموين السيارات، مع تثبيت الأسعار الجديدة لمدة عام كامل كحد أدنى، في إطار خطة الحكومة لضبط منظومة الطاقة وتحقيق الاستدامة المالية لقطاع البترول، مع الاستمرار في دعم المنتجات الأساسية التي تمس حياة المواطنين اليومية.