الشفافية.. سياسة لا تحيد عنها الدولة أبدا
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
في كل عام عندما يصدر تقرير جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة «تقرير المجتمع» يتحدث الناس عن التجاوزات التي رصدها الجهاز، وهذا مهم، ولكن الأهم منه الحديث عن الشفافية، والحديث عن الجهود التي يبذلها الجهاز من أجل ضبط التجاوزات أو حتى قضايا الفساد التي يمكن أن تحدث في أي مكان ما دام الحديث عن البشر وعن الناس وعن ضعف النفوس لدى البعض.
وما كشفه «تقرير المجتمع» الذي أصدره الجهاز يؤكد الإرادة السياسية الحازمة للقضاء على الفساد ومتابعة من تسول له نفسه استغلال سلطته أو التكسب بطريقة غير شرعية.
ورغم أن كل ريال يخرج بطريقة غير شرعية هو مستوى من مستويات الفساد إلا أن المبلغ الذي استرده الجهاز بعد تنفيذ 225 مهمة فحص يؤكد أن أثر عمل الجهاز واضح في منع استشراء الفساد وتكريسه، كما أن الفضل يعود إلى التحولات التي شهدتها القوانين خلال السنوات الخمس الماضية.
وهنا تكمن أهمية الشعور بالأمان فإذا كان الجهاز قد ضبط مجموعة من قضايا الفساد، وهذا يحسب له وهو جهد كبير، لكنه أيضا ساهم مع مجمل المنظومة الأمنية والرقابية ومنظومة القوانين وآليات العمل الجديد في منع وقوع المزيد من قضايا الفساد، وهنا يكمن الأثر الحقيقي للعمل فأن تمنع وقوع جريمة، مهما كان نوعها، أهم بكثير من كشف تفاصيلها بعد وقوعها.
ثمة إشارات في التقرير من المهم البناء عليها للمرحلة القادمة من عمل الجهاز. الإشارة الأول تتمثل في تعاون المجتمع الذي تقدم بحوالي 1378 شكوى وبلاغا أنجز منها نحو 90%. ومن الواضح أن المجتمع حريص كل الحرص على منع أي نوع من أنواع الفساد، وهذا الأمر لا بد من توظيفه في بناء موانع قانونية ودينية وأخلاقية من الوقوع في أي فساد أو التستر عليه أو التساهل معه.
أما الإشارة الثانية فتتمثل في اتساع نطاق الأداء الرقابي من تقنية المعلومات، إلى تقييم الخدمات، وفحص العقود والبرامج والمشروعات. وهذا التنوع مناسب جدا في هذه المرحلة ولكنه يحتاج أن يمتد أكثر إلى القطاعات الأكثر نزفا للمال العام، فكل ريال ينفق دون أثر تنموي هو بطريقة أو بأخرى هدر للمال العام وإن بدا نظاميا على الورق.
أما الإشارة الثالثة فتتمثل في الحضور التنظيمي في صناعة القاعدة القانونية؛ حيث أبدى الجهاز ملاحظات على 63 تشريعا ولائحة ونظاما.
هذا التوجه مهم لتقليص أي نوع من أنواع الثغرات التي قد يلج منها ضعاف النفوس قبل أن تتحول إلى قضايا.
لا شك أن جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة يراكم خبرة كبيرة في التعامل مع القضايا في كل عام ويستطيع أن يكون مدونة ودليلا لموظفيه في التعامل مع القضايا الشائكة، فكلما طورت أجهزة الرقابة من أدواتها طور الفاسدون من أدواتهم أيضا.
يبقى القول إن هذا المستوى من الشفافية التي أكد عليها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم-حفظه الله ورعاه- في أكثر من مناسبة مرحلة مهمة جدا في ضبط أداء الجهاز الإداري وكذلك في بناء صورة ذهنية لدى المستثمر الأجنبي الذي يشعر بالكثير من الاطمئنان حينما يتعامل مع مؤسسات تحارب الفساد حتى قبل أن يقع.
والمؤكد أن الشفافية في سلطنة عمان تتجاوز دورها باعتباره قيمة أخلاقية لتكون سياسة تعتمدها الدولة ولا تحيد عنها أبدا.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
بروتوكول تعاون مشترك بين قضايا الدولة وهيئة الأوقاف المصرية
وقعت هيئة قضايا الدولة اليوم الأحد، بروتوكول تعاون بين الهيئة برئاسة المستشار الدكتور حسين مدكور، وهيئة الأوقاف المصرية برئاسة الدكتور خالد الطيب، وذلك بهدف تعزيز أواصر التعاون بين الجهتين في عدد من المجالات ذات الاهتمام المشترك.
يأتي توقيع البروتوكول في إطار استراتيجية الجهتين لتفعيل التعاون المثمر وتبادل الخبرات، بما يخدم تحقيق الأهداف المشتركة ويرسخ مبدأ التكامل المؤسسي.
1. تصميم وتنفيذ برامج تدريبية وتأهيلية مشتركة للعاملين بالجهتين، لرفع كفاءاتهم في المجالات القانونية والشرعية والإدارية.
الأوقاف تشارك في المؤتمر العلمي الدولي حول «القيم والأخلاق بين التعليم والذكاء الاصطناعي»وعلى صعيد اخر، شاركت وزارة الأوقاف في المؤتمر العلمي الدولي، الذي نظمه المجلس العربي للتربية الأخلاقية بالتعاون مع أكاديمية طيبة والجمعية العربية للقياس والتقويم، تحت عنوان «القيم والأخلاق بين التعليم والذكاء الاصطناعي»، برعاية الأستاذ الدكتور صديق عفيفي - رئيس المجلس، وبحضور نخبة من العلماء والخبراء في مجالات التربية والقيم.
وألقى الدكتور أسامة الجندي - وكيل الوزارة لشئون المساجد، كلمة الوزارة نائبًا عن الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري - وزير الأوقاف، بعنوان «التعليم بين رقمنة المعرفة وإنسانية القيم»، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحل محل الوعي الإنساني أو الضمير الأخلاقي الذي يوجّه استخدامه توجيهًا رشيدًا، وأن التعليم المتوازن علميًّا وأخلاقيًّا هو أساس نهضة الأمم.
وأشار إلى أن رسالة وزارة الأوقاف تقوم على ترسيخ القيم الدينية والإنسانية وبناء وعي مستنير يجمع بين العلم والإيمان، مؤكدًا أن مشاركة الوزارة تأتي في إطار جهودها لدعم منظومة القيم والأخلاق وتعزيز الوعي بما يحقق التوازن بين التطور التكنولوجي والثوابت الأصيلة.
يأتي ذلك في إطار جهود وزارة الأوقاف في دعم منظومة القيم والأخلاق وتعزيز الوعي، وترسيخ التعاون بين المؤسسات الدينية والتعليمية لبناء الإنسان القادر على مواكبة التطور التكنولوجي دون التفريط في الثوابت والمبادئ الأصيلة.