لجريدة عمان:
2025-12-13@19:01:29 GMT

الشفافية.. سياسة لا تحيد عنها الدولة أبدا

تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT

الشفافية.. سياسة لا تحيد عنها الدولة أبدا

في كل عام عندما يصدر تقرير جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة «تقرير المجتمع» يتحدث الناس عن التجاوزات التي رصدها الجهاز، وهذا مهم، ولكن الأهم منه الحديث عن الشفافية، والحديث عن الجهود التي يبذلها الجهاز من أجل ضبط التجاوزات أو حتى قضايا الفساد التي يمكن أن تحدث في أي مكان ما دام الحديث عن البشر وعن الناس وعن ضعف النفوس لدى البعض.

فالتجاوزات تحدث في كل مكان، لكن عندما يكون هناك جهاز يتتبع هذه التجاوزات بناء على إرادة سياسية فإن الجميع يشعر بالأمان على الممتلكات العامة، وأن هناك من يتابع بدأب أي محاولة لاستغلال السلطة أو محاولة تكريس أي نوع أو مستوى من مستويات الفساد.

وما كشفه «تقرير المجتمع» الذي أصدره الجهاز يؤكد الإرادة السياسية الحازمة للقضاء على الفساد ومتابعة من تسول له نفسه استغلال سلطته أو التكسب بطريقة غير شرعية.

ورغم أن كل ريال يخرج بطريقة غير شرعية هو مستوى من مستويات الفساد إلا أن المبلغ الذي استرده الجهاز بعد تنفيذ 225 مهمة فحص يؤكد أن أثر عمل الجهاز واضح في منع استشراء الفساد وتكريسه، كما أن الفضل يعود إلى التحولات التي شهدتها القوانين خلال السنوات الخمس الماضية.

وهنا تكمن أهمية الشعور بالأمان فإذا كان الجهاز قد ضبط مجموعة من قضايا الفساد، وهذا يحسب له وهو جهد كبير، لكنه أيضا ساهم مع مجمل المنظومة الأمنية والرقابية ومنظومة القوانين وآليات العمل الجديد في منع وقوع المزيد من قضايا الفساد، وهنا يكمن الأثر الحقيقي للعمل فأن تمنع وقوع جريمة، مهما كان نوعها، أهم بكثير من كشف تفاصيلها بعد وقوعها.

ثمة إشارات في التقرير من المهم البناء عليها للمرحلة القادمة من عمل الجهاز. الإشارة الأول تتمثل في تعاون المجتمع الذي تقدم بحوالي 1378 شكوى وبلاغا أنجز منها نحو 90%. ومن الواضح أن المجتمع حريص كل الحرص على منع أي نوع من أنواع الفساد، وهذا الأمر لا بد من توظيفه في بناء موانع قانونية ودينية وأخلاقية من الوقوع في أي فساد أو التستر عليه أو التساهل معه.

أما الإشارة الثانية فتتمثل في اتساع نطاق الأداء الرقابي من تقنية المعلومات، إلى تقييم الخدمات، وفحص العقود والبرامج والمشروعات. وهذا التنوع مناسب جدا في هذه المرحلة ولكنه يحتاج أن يمتد أكثر إلى القطاعات الأكثر نزفا للمال العام، فكل ريال ينفق دون أثر تنموي هو بطريقة أو بأخرى هدر للمال العام وإن بدا نظاميا على الورق.

أما الإشارة الثالثة فتتمثل في الحضور التنظيمي في صناعة القاعدة القانونية؛ حيث أبدى الجهاز ملاحظات على 63 تشريعا ولائحة ونظاما.

هذا التوجه مهم لتقليص أي نوع من أنواع الثغرات التي قد يلج منها ضعاف النفوس قبل أن تتحول إلى قضايا.

لا شك أن جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة يراكم خبرة كبيرة في التعامل مع القضايا في كل عام ويستطيع أن يكون مدونة ودليلا لموظفيه في التعامل مع القضايا الشائكة، فكلما طورت أجهزة الرقابة من أدواتها طور الفاسدون من أدواتهم أيضا.

يبقى القول إن هذا المستوى من الشفافية التي أكد عليها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم-حفظه الله ورعاه- في أكثر من مناسبة مرحلة مهمة جدا في ضبط أداء الجهاز الإداري وكذلك في بناء صورة ذهنية لدى المستثمر الأجنبي الذي يشعر بالكثير من الاطمئنان حينما يتعامل مع مؤسسات تحارب الفساد حتى قبل أن يقع.

والمؤكد أن الشفافية في سلطنة عمان تتجاوز دورها باعتباره قيمة أخلاقية لتكون سياسة تعتمدها الدولة ولا تحيد عنها أبدا.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

«التحكيم الرياضي» يستعرض خطط تعزيز الاستقلالية وتعزيز الشفافية

دبي (وام)
استعرض مجلس إدارة مركز الإمارات للتحكيم الرياضي، محاور الخطة التطويرية التي تتضمن تعزيز استقلالية المركز، وتوسيع نطاق اختصاصاته، وتسهيل الوصول إلى خدمات التحكيم، وتحديث الهيكل التنظيمي، فضلاً عن تعزيز الشفافية عبر 4 مراحل إلكترونية تبدأ بالحصول على المعلومات، ثم تقديم طلب الخدمة، والتواصل خلال سير الإجراءات، انتهاء بإتمام الخدمة.
جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقده المجلس برئاسة جمال حامد المري، وتضمنت المناقشات أيضاً خطة المركز في مجالات التدريب المستمر، والارتقاء بالمستوى الأكاديمي، ونشر التوعية والتثقيف الرياضي، والتطور التقني.
واطلع مجلس الإدارة على تقارير المنازعات الرياضية، التي نُظرت أمام غرفتي المركز خلال الفترة من 2020-2025، والتي بلغ عددها 57 منازعة رياضية، فيما سجّل عام 2022 العدد الأكبر بواقع 16 منازعة.
واطّلع المجلس كذلك على سلسلة المؤتمرات والندوات التي شارك فيها المركز خلال عام 2025، ومن أبرزها الملتقى الدولي للقدرة في إمارة أبوظبي فبراير الماضي، وندوة «خصوصية تنفيذ أحكام التحكيم الرياضي» التي نظمتها الأكاديمية الدولية للوساطة والتحكيم في شهر أبريل.
وأكد جمال حامد المري أن مركز الإمارات للتحكيم الرياضي نجح خلال العام الحالي في تحقيق خطوات مهمة في مسيرة عمله، من أبرزها صدور حكم الهيئة العامة لمحكمة تمييز دبي بعدم جواز رفع دعوى بطلان ضد الأحكام الصادرة عن المركز أمام غرفتيه الابتدائية والاستئنافية، في سابقة قضائية تُعزز مكانة التحكيم الرياضي في دولة الإمارات.
وأشار إلى مذكرة التفاهم التي أبرمها المركز مع محاكم دبي بهدف تطوير التعاون في تنفيذ الأحكام القضائية والتحكيمية المرتبطة بالمنازعات الرياضية، وتأهيل المحكّمين والخبراء المختصين، بما يجسّد الحرص المشترك على ترسيخ العدالة الناجزة ورفع كفاءة الإجراءات القضائية.
وأوضح أن المركز سيواصل خلال المرحلة المقبلة تنفيذ بنود الخطة التطويرية، بما يشمل توسيع نطاق القضايا التي تنظر فيها الغرف، لتشمل مجالات رياضية إضافية مثل حقوق البث، وحماية العلامات التجارية الرياضية، والتراخيص، والمشكلات المالية للأندية.

مقالات مشابهة

  • توقيف سوري بالجرم المشهود في كسروان.. ما الذي كان يقوم به؟
  • مدبولي يؤكد دعم الدولة لمختلف المشروعات الثقافية المتنوعة التي تستهدف تقديم الخدمات خاصة للشباب والنشء
  • إليكم 23 صورة من ملف إبستين وترامب وبيل كلينتون وبيل غيتس التي كُشف عنها الجمعة
  • “قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها
  • خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
  • قادربوه: قلقون بشأن موقع ليبيا ضمن مؤشرات الفساد الدولية
  • «التحكيم الرياضي» يستعرض خطط تعزيز الاستقلالية وتعزيز الشفافية
  • زعيم إطاري:زعماء فصائل الحشد “المقاومة الإسلامية” سيحضرون اجتماعات الإطار المقبلة لرسم سياسة الدولة وامنها واقتصادها!!
  • رواتب وامتيازات السلطة المتضخمة مفتاح الفساد!
  • بالفيديو.. ياسر مدخلي لـ"ياهلا بالعرفج": مسرح الخشبة هو الحياة الموازية التي نتمناها ونبحث عنها ونصلح فيها ما نعجز عن إصلاحه في الحياة!