تُظهر صور الأقمار الصناعية الصادرة عن شركة "بلانيت لابز" PBC إنشاء مدرج طيران يبلغ طوله نحو 2000 متر في جزيرة زقر، الواقعة على بعد نحو 90 كيلومترًا جنوب شرق مدينة الحديدة الساحلية الخاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيون). اعلان

تكشف صور الأقمار الصناعية عن إنشاء مهبط طائرات جديد على جزيرة بركانية في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية، يُرجَّح أنه أحدث مشروع تنفذه القوات المتحالفة مع الأطراف المناهضة للحوثيين.

وتُظهر الصور الصادرة عن شركة "بلانيت لابز" إنشاء مدرج طيران يبلغ طوله نحو 2000 متر في جزيرة زقر، الواقعة على بعد قرابة 90 كيلومترًا جنوب شرق مدينة الحديدة الساحلية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، والتي تُعد مركزًا رئيسيًا للشحن.

تشير الصور إلى أن العمل على بناء رصيف في الجزيرة بدأ في نيسان/أبريل، تلاه تجريف الأرض على امتداد موقع المدرج.

وبحلول أواخر آب/أغسطس، بدا أن طبقة من الأسفلت قد وُضعت على امتداد المدرج. أما صور تشرين الأول/أكتوبر، فتُظهر تواصل أعمال الإنشاء، وقد بدت حدود المدرج تظهر بشكل أوضح في منتصف الشهر.

لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن أعمال البناء، غير أن بيانات تتبع السفن التي حلّلتها وكالة "أسوشييتد برس" تُظهر أن سفينة الشحن "باتسا"، التي ترفع علم توغو والمسجّلة باسم شركة بحرية مقرها دبي، أمضت نحو أسبوع إلى جانب الرصيف الجديد في جزيرة زقر بعد وصولها من بربرة في الصومال، حيث تدير "موانئ دبي العالمية" ميناءً هناك. وقد رفضت الشركة الإدلاء بأي تعليق.

وقد أقرت شركة "سيف للملاحة والخدمات البحرية"، التي تتخذ من دبي مقرًا لها، بأنها تلقت طلبًا لنقل شحنة من الأسفلت إلى الجزيرة، يُرجَّح أنه استُخدم في بناء الرصيف لصالح شركات أخرى مقرها الإمارات.

تُظهر صورة الأقمار الصناعية هذه، الملتقطة في 19 أكتوبر 2025 من شركة "بلانيت لابز PBC"، مهبط الطائرات في جزيرة زقر. AP Photo

ارتبطت شركات بحرية أخرى مقرها الإمارات بمشاريع إنشاء مهابط طائرات في اليمن، اتضح لاحقًا ارتباطها بجهات إماراتية.

في مدينة المخا على البحر الأحمر، يتيح مشروع توسعة المطار هناك هبوط طائرات أكبر حجمًا بكثير، كما بات يوجد مدرج آخر في منطقة ذباب القريبة.

كما يوجد مدرج آخر في جزيرة عبد الكوري بالمحيط الهندي، قرب مدخل خليج عدن.

وفي مضيق باب المندب نفسه، يوجد مدرج آخر بناه اتحاد دول مجلس التعاون الخليجي في جزيرة ميون.

ويسيطر الحوثيون، وهي جماعة إسلامية متشددة تقف وراء التمرد الذي أطاح بحكومة البلاد المعترف بها دولياً، على معظم مناطق غرب اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء.

فيما تُسيطر على الجزيرة قوة انفصالية يمنية تُعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وهي مناهضة للحوثيين، وقد أقرت بدور الإمارات في تشييد المطار.

مقاتلون حوثيون خلال مسيرة دعمًا للفلسطينيين في غزة واحتجاجًا على الضربات الأمريكية في اليمن، 22 يناير 2024. AP Photo

يشكّل مهبط الطائرات في جزيرة زقر حلقة وصل إضافية ضمن شبكة من القواعد البحرية الواقعة في منطقة حيوية للملاحة الدولية، شهدت تنفيذ الحوثيين أكثر من مئة هجوم استهدف السفن، ما أسفر عن إغراق أربع منها ومقتل ما لا يقل عن تسعة بحّارة، في خضم الحرب الإسرائيلية على غزة.

وقد تمنح هذه القوة العسكرية القدرة على تنفيذ عمليات مراقبة جوية فوق البحر الأحمر وخليج عدن، إضافةً إلى مضيق باب المندب الاستراتيجي الضيق الذي يربط الممرين المائيين قبالة سواحل شرق أفريقيا وشبه الجزيرة العربية.

تمكنت القوات المناهضة للحوثيين خلال الأشهر الأخيرة من اعتراض عدد متزايد من الشحنات المتجهة إليهم، وهو ما قد يسهم فيه الوجود العسكري في جزيرة زقر.

في هذا السياق، تقول إليونورا أردماني، الباحثة والمحللة المتخصصة في الشأن اليمني لدى المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، إنّه "لا يمكن استبعاد احتمال شنّ هجوم يمني جديد ضد الحوثيين بدعم من التحالف الذي تقوده السعودية، رغم أنني لا أعتقد أن ذلك سيحدث قريبًا".

وتُضيف: "أرى أن النقطة الأهم في ما يتعلق بالتعزيزات في جزيرة زقر هي مكافحة أنشطة التهريب التي ينفذها الحوثيون، ولا سيما تلك المرتبطة بالأسلحة".

تصاعد الدخان عقب الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على أهداف في صنعاء، 25 فبراير 2024. AP Photo استهداف شحنات الحوثيين

تشكّل جزيرة زقر موقعًا استراتيجيًا في البحر الأحمر. وقد استولت إريتريا عليها عام 1995 بعد اشتباكات مع القوات اليمنية، قبل أن تُقرّ محكمة دولية عام 1998 تبعيتها رسميًا لليمن.

لكن الجزيرة وجدت نفسها مجددًا في قلب النزاع، بعدما استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء عام 2014 وبدأوا زحفهم جنوبًا، لتسقط زقر في أيدي المتمردين.

أنصار الحوثيين يرفعون المدافع الرشاشة والأعلام الفلسطينية ويهتفون خلال مسيرة احتجاجية على الضربات التي تقودها الولايات المتحدة ضد اليمن، 17 مايو 2024. AP Photo

دخلت السعودية والإمارات الحرب عام 2015 دعمًا لحكومة اليمن في المنفى، ونجحتا في وقف تقدّم الحوثيين. كما تمكنتا من دحرهم من جزيرة زقر واستعادة السيطرة عليها، لتتحول الجزيرة إلى قاعدة انطلاق للقوات البحرية الموالية لطارق صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح.

وكان صالح الأصغر سناً، الذي كان حليفاً للحوثيين قبل أن يغيّر عمه موقفه ويقتله المتمردون في عام 2017، مدعوماً من الإمارات. ومنذ ذلك الحين، ظلت الخطوط الأمامية للحرب ثابتة لسنوات. وما تغيّر هو انتقال الحوثيين بحملتهم إلى الساحة الدولية عبر شنّ هجمات استهدفت السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

واستمرت تلك الهجمات رغم الحملة الجوية المكثفة التي استمرت أسابيع، والمعروفة باسم "عملية الراكب الخشن"، التي أطلقتها الولايات المتحدة، إلى جانب الضربات الإسرائيلية المتواصلة، والتي يبدو أنها تقترب من القيادة العليا للحوثيين رغم طبيعتهم السرّية.

كتب غريغوري د. جونسون، الخبير في الشأن اليمني، في حزيران/يونيو قائلاً: "الحوثيون، كأي جماعة متمردة، ينتصرون بعدم الهزيمة. بهذه الطريقة نجت الجماعة وازدهرت بعد كل حرب خاضتها".

ورغم وجود اتحاد كونفدرالي فضفاض يضم الجماعات المناهضة للحوثيين، فإنه لا يزال منقسمًا ولم يشن أي هجمات خلال الغارات الجوية الأمريكية.

غير أن الشبكة المتنامية من القواعد الجوية المحيطة باليمن تتزامن مع تنفيذ القوات المناهضة للحوثيين سلسلة من عمليات الاستيلاء الكبرى على شحنات أسلحة يُرجَّح أنها كانت في طريقها إلى لجماعة أنصار الله، من بينها ضبط كمية كبيرة وصفتها القيادة المركزية للجيش الأمريكي بـ"غنيمة مهمة".

المصادر الإضافية • AP

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل غزة الصحة دونالد ترامب حركة حماس سوريا إسرائيل غزة الصحة دونالد ترامب حركة حماس سوريا الإمارات العربية المتحدة إسرائيل اليمن عدن البحر الأحمر الحوثيون إسرائيل غزة الصحة دونالد ترامب حركة حماس سوريا سرطان الثدي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبنان سرطان الإمارات العربية المتحدة المناهضة للحوثیین الأقمار الصناعیة البحر الأحمر فی جزیرة زقر طائرات فی

إقرأ أيضاً:

أقمار صناعية تكشف تورط هذه الدولة في هجوم ناقلة النفط “فالكون” قبالة اليمن

الجديد برس| خاص| تزايدت المؤشرات على تورط الولايات المتحدة في الهجوم الذي استهدف ناقلة النفط “فالكون” قبالة سواحل اليمن يوم أمس السبت، بعد رصد أقمار صناعية لطائرة مسيرة تحلق فوق السفينة أثناء وقوع الحادث. وأظهرت بيانات موقع “فلايت رادار” المتخصص في متابعة حركة الملاحة الجوية، أن طائرة مسيرة أمريكية من نوع MQ تحلّق في أجواء خليج عدن وباب المندب لحظة انفجار السفينة، فيما كشفت الصور أن المسيرة انطلقت من قواعد في الإمارات، عبر الأجواء السعودية، وصولاً إلى موقع الهجوم. ويأتي الهجوم على الناقلة التي ترفع علم الكاميرون وتعود ملكيتها للهند على بعد نحو 60 ميلاً بحرياً من سواحل مدينة أحور في أبين، و116 ميلاً شرق ميناء عدن. وتُعد هذه الحادثة الأولى منذ بدء عمليات الدعم لغزة التي تنفي فيها اليمن أي علاقة بالهجوم، مما يشير إلى وجود طرف ثاني وراء العملية، ويضع علامات استفهام حول دور التحالف الأمريكي-الإماراتي في المنطقة البحرية الاستراتيجية.

مقالات مشابهة

  • عمليات إنقاذ مستمرة لناقلة غاز قبالة اليمن.. ما علاقة الحوثيين؟
  • واشنطن تكشف عن قاعدة جديدة في جزيرة زُقُر قبالة السواحل اليمنية
  • صور أقمار صناعية تكشف مشروعا سريا في جزيرة يمنية.. ما علاقة الإمارات؟
  • أقمار صناعية تكشف مشروعا سريا في جزيرة يمنية.. ما علاقة الإمارات؟
  • وكالة أمريكية تكشف استحداث الإمارات مطار غامض في جزيرة زقر اليمنية وترجح استخدامه عسكريا (ترجمة خاصة)
  • أسبيدس تنشر أول صورة لناقلة الغاز المسال "فالكون" التي تعرضت لهجوم قبالة سواحل أبين في اليمن
  • أقمار صناعية تكشف تورط هذه الدولة في هجوم ناقلة النفط “فالكون” قبالة اليمن
  • أسبيدس: تحذر من خطر انفجار إضافي للسفينة "فالكون" التي تعرضت لحادث قبالة سواحل اليمن
  • اشتعال النيران في سفينة بعد استهدافها قبالة سواحل اليمن