اللعب مع الشيطان اليوم والرئيس ترمب وقبل ان يكمل سنته الاولى في البيت الاسود وبعد شراكته للمجرم نتن ياهو في إبادة واقتلاع ابناء الشعب الفلسطيني من أرضهم لم تعد كذلك بعد أن انعكست على غالبية الشعب الأمريكي سلبا وتتجه لتكون كارثية على بنية النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي لقطب نهاية الاوحد..في هذا المنحى يمكن اعتبار المظاهرات والمسيرات التي تجتاح المدن والولايات مؤشر في هذا الاتجاه.
مفردات مؤتمرات ترامب الصحفية وخطاباته إجمالاً مكرَّرة في مصطلحاتها والأسماء التي يتداولها، والمثير للانتباه منْح نفسه استحقاق الحصول على جائزة نوبل للسلام التي يقول ان كثيرون من الشخصيات حصلوا عليها وهم لا يستحقونها، وهو مُحِق في هذا، ناهيك عن أن هذه الجائزة وخاصةً المعنية بالسلام مُسيَّسة وتُعطى لشخصيات تخدم المصالح والأهداف الأمريكية والغربية، وآخرها المعارضة الفنزويلية المتطرّفة ماريا ماتشادو التي تدعو أمريكا إلى شَنّ الحرب على هذا البلد اللاتيني الغني بالثروات النفطية والغازية ونهبها، وترامب بحشوده في البحر الكاريبي لغزو هذا البلد جعل هذه الخائنة لوطنها وشعبها تقول إنها لم تكن تستحق هذه الجائزة، والذي يستحقها ترامب تشجيعاً له لتنفيذ مخططاته في احتلال هذا البلد الحر والمستقل الذي يعارض هيمنة الامبريالية الأمريكية على شعوب أمريكا اللاتينية والعالم..
ترامب الذي يريد أن يحقق السلام بإبادة الشعوب والاستيلاء على الجغرافيا والذي أقر بأنه زوَّد إسرائيل بأسلحة دمار لإبادة الشعب الفلسطيني في غزة، لم يكن يعرف عنها ولا يعرف أيضاً أنها موجودة في المخازن الأمريكية، وحديثه في الكنيسة الإسرائيلية لا يحتاج إلى دليل، ولم يلجأ إلى خطته المُسماة بخطة السلام في المنطقة إلا لإنقاذ شريكه في الإجرام نتنياهو وكيانه الفاشي.. وعلى ذِكْر الفاشية والنازية أدولف هتلر كان مثل ترامب انتخبه الألمان لأن تفاهته جعلته زعيماً أشعل حرباً عالمية ذهب ضحيتها الملايين، وكذلك الرئيس الأمريكي -الأقل تفاهةً من ترامب- بوش الابن الذي شن حروباً تحت ذريعة مكافحة الإرهاب وكانت ضحاياه وخاصةً في العراق وأفغانستان أيضاً بالملايين..
خطة الرئيس الأمريكي لن توقف حرب غزة، وهذا واضح من مسار تنفيذها، والتي لم يمر عليها إلا أيام ويُراد منها أن تفتح حروباً تنفذ كامل المخطط في توسيع كيان الصهاينة الذين قايضهم بالقبول بما يريد في غزة بحديثه عن ضمّ القدس والجولان ووعْده لهم بتحقيق كامل المخطط لإعادة رسم الخرائط للمنطقة بالحروب التي ستُدفع تكاليفها -كما كان الحال دائماً- من ثروات المنطقة بفضل الأنظمة العربية وعلى وجه الخصوص في الجزيرة العربية والخليج الواهمين أن بقاءها مرتبط بإخضاع الجميع في هذه المنطقة للصهاينة والأمريكان.. إننا في زمن التفاهة والانحطاط، وأسوأ الجميع المتصهينين الأعراب.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
مطار صلالة.. البوابة التي لم تُفتح بعد؟!
خالد بن أحمد العامري
يتكرر الحديث في المجالس العامة ومنصات التواصل الاجتماعي حول مطار صلالة وأسعار التذاكر، وتتسع التساؤلات حول سبب بقاء الوضع على ما هو عليه رغم مناشدات المواطنين، ورغم الإمكانات الكبيرة التي يمتلكها المطار وما يمكن أن يرفد به الاقتصاد الوطني.
المطار يتمتع بطاقة استيعابية تصل إلى مليوني مسافر سنويًا، مع جاهزية بنيوية وتقنية لرفع هذه القدرة مستقبلًا إلى أكثر من ستة ملايين مسافر، ما يجعله أصلًا استراتيجيًا غير مستغل بالشكل الذي يتناسب مع مقوماته الحالية. كما يُعد ثاني أكبر مطار في سلطنة عمان بعد مطار مسقط الدولي، وحائز على تصنيف خمس نجوم للمطارات الإقليمية من "سكاي تراكس" (Skytrax) نظير جودة خدماته.
لقد أصبح واضحًا أن المشكلة لا تكمن في «الجدوى الاقتصادية» كما يشاع؛ بل في منهجية التخطيط التي تحد من نمو القطاع وتقلل الاستفادة من الإمكانات المتاحة؛ فعند مطالبة المواطنين بخفض أسعار التذاكر على خط صلالة- مسقط، تأتي الإجابة بأنه "خط غير مُربح". ومن حق المواطن هنا أن يتساءل: كيف يمكن لخط داخلي يعتمد عليه الآلاف في الاتجاهين يوميًا أن يكون غير مرُبح؟
وإذا كان البعض يرى أن هذا الخط غير مُجدٍ اقتصاديًا، فإن الحل المنطقي هو فتح المجال أمام مشغل اقتصادي ثالث يتخذ من مطار صلالة مركزًا لعملياته؛ بما يعزز المنافسة ويخفض الأسعار، ويخلق ربطًا جويًا أوسع على المستويين الإقليمي والدولي.
ويمتلك مطار صلالة مقومات مهمة تؤهله ليصبح مركزًا محوريًا للربط الجوي بين مناطق ذات كثافة سكانية وتجارية عالية، وخاصة شرق إفريقيا وشرق آسيا ودول الخليج العربية.
كما إن عقد شراكات في مجال الطيران والخدمات اللوجستية، إضافة إلى برامج تحفيز الاستثمار، كفيل بتحويل مطار صلالة إلى مركز دولي ومحوري أمام شركات الطيران المختلفة، مما سيسهم في خلق فرص عمل واسعة في الوظائف المباشرة لقطاع الطيران والخدمات المساندة، وكذلك الوظائف غير المباشرة في السياحة والنقل والشحن والخدمات الملاحية، وزيادة عدد السياح طوال العام وليس فقط خلال موسم الخريف.
وفي هذا السياق، فإن إنشاء ورشة لصيانة الطائرات داخل المطار، إلى جانب مبنى تموين الطائرات، سيجعل من مطار صلالة محطة تشغيلية مكتملة، وهو ما من شأنه تشجيع شركات الطيران الاقتصادية والإقليمية على اتخاذه مقرًا لعملياتها.
أما على مستوى الشحن الجوي، فإنَّ إنشاء قرية لوجستية متكاملة داخل المطار سيرفع طاقة الشحن ويعزز التكامل اللوجستي مع ميناء صلالة، بما يحولهما معًا إلى منظومة واحدة تدعم سلاسل الإمداد العالمية وتعزز موقع السلطنة على خارطة التجارة الدولية. فرغم أن توسعة ميناء صلالة خطوة مهمة، إلّا أنها تبقى ناقصة دون ربطها بمركز شحن جوي فعال داخل المطار.
إنَّ تحقيق هذه الرؤية لن يكون مجرد تحرك اقتصادي؛ بل خطوة استراتيجية لتعزيز مكانة الاقتصاد الوطني، ورفع كفاءة منظومة النقل، وتحقيق مستهدفات رؤية «عُمان 2040»؛ فمطار صلالة يحتاج إلى قرار يطلق إمكاناته الكامنة؛ ليصبح بالفعل البوابة التي تفتح آفاقًا اقتصادية واعده.