الاتحاد يعود إلى سكة الانتصارات الآسيوية برباعية مبهرة في شباك الشرطة العراقي

استعاد فريق الاتحاد السعودي بريقه الآسيوي وعاد إلى طريق الانتصارات في دوري أبطال آسيا للنخبة بعد سلسلة من النتائج السلبية امتدت لأربع مباريات متتالية عبر موسمين، وذلك بعدما حقق فوزًا كبيرًا ومستحقًا على مضيفه الشرطة العراقي بنتيجة 4-1، في المباراة التي أقيمت مساء الإثنين على ملعب المدينة الدولي في بغداد، ضمن منافسات الجولة الثالثة من مرحلة المجموعات لمنطقة الغرب.

 

الفوز الاتحادي جاء في توقيتٍ بالغ الأهمية، أعاد الثقة للاعبين والجماهير بعد بداية متعثرة في البطولة الحالية، حيث خسر الفريق أول جولتين أمام الوحدة الإماراتي (1-2) وشباب الأهلي دبي (0-1)، ليُسجل أمام الشرطة أول ثلاث نقاط له في المجموعة، ويُنعش آماله في المنافسة على إحدى بطاقات التأهل إلى الدور التالي.

 

بداية عراقية مفاجئة وردّ اتحادي ناري

 

دخل الاتحاد اللقاء وهو يطمح إلى كسر عقدة الخسائر واستعادة هيبته القارية، إلا أن البداية جاءت صادمة للفريق الجداوي حين تمكن اللاعب بسّام شاكر جناح الشرطة العراقي من افتتاح التسجيل مبكرًا في الدقيقة الخامسة بعد هجمة مرتدة سريعة أنهاها بتسديدة متقنة على يسار الحارس مارسيلو غروهي، ليُشعل المدرجات العراقية بالفرح ويضع الفريق السعودي تحت الضغط منذ الدقائق الأولى.

 

لكن ردّ الاتحاد لم يتأخر، إذ أظهر لاعبوه شخصية البطل وردّوا بقوة، فبعد مرور ربع ساعة فقط، نجح الجناح الفرنسي موسى ديابي في إدراك التعادل بتسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء بعد تمريرة مميزة من البرازيلي رومارينيو، مسجلًا أول أهدافه في البطولة الآسيوية بقميص العميد.

 

واصل الاتحاد بعدها ضغطه الهجومي، وأثمر ذلك عن هدفٍ ثانٍ في الدقيقة 29 بتوقيع البرازيلي فابينيو الذي تابع كرة مرتدة من الدفاع العراقي بتسديدة يسارية سكنت الشباك، ليقلب العميد النتيجة لصالحه ويُنهي الشوط الأول متقدمًا بهدفين مقابل هدف.

 

طرد مبكر لا يمنع التفوق الاتحادي

مع انطلاقة الشوط الثاني، تعقدت الأمور قليلًا على الفريق السعودي بعد طرد مدافعه البرتغالي دانيلو بيريرا في الدقيقة 50 إثر حصوله على البطاقة الصفراء الثانية نتيجة تدخل قوي على مهاجم الشرطة.

 

ورغم النقص العددي، لم يتراجع الاتحاد إلى الخلف بل حافظ على توازنه الدفاعي وفعاليته الهجومية بفضل التنظيم الذي فرضه المدرب مارسيلو غاياردو، الذي أدار اللقاء بدهاء تكتيكي لافت. فقد دفع بأوراقه الهجومية في التوقيت المناسب، معتمداً على سرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم بقيادة الثلاثي ديابي وعوّار ورومارينيو.

 

عوّار يبدع بثنائية ويحسم الانتصار

في الدقيقة 60، ظهر الجزائري حسام عوّار ليُعيد الاطمئنان إلى صفوف الفريق، حين تلقى تمريرة بينية رائعة من فابينيو داخل منطقة الجزاء، وسدد الكرة بذكاء في الزاوية اليسرى للحارس العراقي، مُسجلاً الهدف الثالث للاتحاد بطريقة مميزة أظهرت قدراته الفنية العالية.

 

ولم يكتفِ عوّار بذلك، بل عاد في الدقيقة 76 ليُسجل هدفه الشخصي الثاني والرابع لفريقه بعد تمريرة عرضية من ديابي، تابعها الجزائري بتسديدة مباشرة سكنت الشباك، ليحسم المواجهة تمامًا ويُعلن عودة العميد إلى الواجهة القارية بأداء قوي ونتيجة لافتة.

 

هذا التألق جعل حسام عوّار نجم اللقاء دون منازع، بعدما ساهم بفعالية في كل التحركات الهجومية وصنع الفارق في النصف الثاني من المباراة، فيما حظي موسى ديابي بإشادات واسعة من الجماهير الاتحادية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي وصفته بأنه “الورقة الرابحة الجديدة في مشروع غاياردو الآسيوي”.

 

عودة المعنويات ورسائل غاياردو

 

عقب اللقاء، عبّر المدير الفني مارسيلو غاياردو عن سعادته بالأداء والانتصار، مشيدًا بروح لاعبيه القتالية رغم النقص العددي، مؤكدًا أن الفريق يسير في الطريق الصحيح نحو استعادة توازنه في البطولة. وقال في المؤتمر الصحفي: “أُهنئ اللاعبين على شخصيتهم، اليوم لعبنا بروح الاتحاد الحقيقية، دافعنا عندما كان يجب الدفاع، وهاجمنا بثقة عندما سنحت الفرصة. هذه مجرد بداية، وسنواصل القتال حتى النهاية.”

 

هذا الفوز حمل أكثر من دلالة بالنسبة للفريق الجداوي، إذ جاء بعد 4 هزائم متتالية في دوري أبطال آسيا، بينها خسارتان أمام الهلال في النسخة السابقة بنتيجة (0-2)، الأمر الذي جعل الانتصار على الشرطة العراقي بمثابة نقطة تحول تعيد للفريق هيبته وثقته بنفسه.

 

وضع المجموعة وآمال التأهل

 

بهذا الفوز، رفع الاتحاد رصيده إلى 3 نقاط ليُشعل المنافسة في مجموعته، بينما تجمد رصيد الشرطة العراقي عند نقطة واحدة. وستكون المواجهة المقبلة للفريق السعودي حاسمة في تحديد ملامح المجموعة، خاصة في ظل اقتراب مرحلة الإياب، حيث يسعى غاياردو ولاعبوه إلى استثمار هذا الانتصار لبناء سلسلة إيجابية تقود الفريق نحو التأهل إلى الأدوار الإقصائية.

 

ختام: الاتحاد يبعث رسالة قارية

 

أثبت الاتحاد في هذه المواجهة أنه لا يزال رقمًا صعبًا في آسيا، وأن الكبوة التي مرّ بها في الجولتين الماضيتين كانت مجرد تعثر مؤقت. برباعية قوية وأداء جماعي متوازن، أعاد الفريق كتابة عنوان جديد لمسيرته القارية، ليُرسل رسالة واضحة إلى جميع المنافسين: “العميد عاد.. ولن يرضى بأقل من المجد القاري”.

 

المصدر: بوابة الوفد