"الأونكتاد" تحذر من حرب تجارية مدمرة
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
أكدت الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، ريبيكا جرينسبان، أن الحفاظ على النظام التجاري الدولي القائم على القواعد الحالية ما زال يشكل تحدياً أساسياً لتفادي اندلاع حرب رسوم جمركية مدمرة.
وفي كلمتها أمام ممثلي الدول الأعضاء الـ195 في جنيف، أوضحت جرينسبان أن 72% من التجارة العالمية ما تزال تُدار في إطار قواعد منظمة التجارة العالمية، مشيرة إلى أن تجنّب الانهيار التجاري الكبير الذي شهده العالم في ثلاثينيات القرن الماضي لم يكن صدفة، بل نتيجة إصرار الدول على الحوار والدفاع عن النظام القائم على القواعد وبناء جسور التعاون رغم العقبات.
وأضافت أن النظام التجاري متعدد الأطراف يقف اليوم أمام اختبار حقيقي في ظل اضطرابات اقتصادية متزايدة وإجراءات حمائية جديدة.
أزمة ديون
وأشارت جرينسبان إلى أن تصاعد الرسوم الجمركية وازدياد مدفوعات خدمة الديون إلى مستويات قياسية وتراجع الثقة المتبادلة كلها عوامل تشل التنمية، مؤكدة أن "الأزمة التي تواجه الدول النامية ليست أزمة ديون فحسب، بل أزمة تنمية بالكامل".
وقالت إن العديد من تلك الدول تجد نفسها أمام "خيارات مستحيلة: إما أن تتخلف عن سداد ديونها أو تتخلف عن تنميتها". وأوضحت أن الرسوم المفروضة من الاقتصادات الكبرى – بما في ذلك الولايات المتحدة – ارتفعت هذا العام من متوسط 2.8% إلى أكثر من 20%، مشددة على أن "حالة عدم اليقين هي أعلى أشكال الرسوم الجمركية، إذ تبعث على تراجع الاستثمار وتباطؤ النمو وتجعل التجارة طريقاً أكثر صعوبة نحو التنمية".
تراجع الاستثمارات وارتفاع تكاليف النقل
وحذرت المسؤولة الأممية من أن تدفقات الاستثمار العالمي تشهد تراجعاً للعام الثاني على التوالي، مما يضعف آفاق النمو المستقبلي، لافتة إلى أن تكلفة الاستثمار في الدول الفقيرة أعلى بثلاثة أضعاف مقارنة بالاقتصادات المتقدمة، وأن تكاليف الشحن والنقل باتت "شديدة التقلب"، حيث تدفع الدول الحبيسة والجزرية الصغيرة فواتير نقل تفوق المتوسط العالمي بثلاث مرات.
وفيما يتعلق بالتكنولوجيا، نبهت جرينسبان إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضيف "تريليونات الدولارات" إلى الناتج المحلي الإجمالي العالمي، غير أن أقل من ثلث الدول النامية لديها استراتيجيات للاستفادة من هذا التحول، فيما يظل 2.6 مليار شخص خارج نطاق الإنترنت، معظمهم من النساء في الدول النامية.
تآكل الثقة
من جانبها، حذّرت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنالينا بربوك، من أن ديون الدول النامية بلغت 31 تريليون دولار العام الماضي، الأمر الذي جعل العديد من الحكومات تضطر إلى إنفاق الموارد الشحيحة على سداد الديون بدلاً من الاستثمار في التعليم أو الصحة.
وأضافت أن "الثقة في النظام الدولي تتآكل"، مشيرة إلى أنه رغم أن حجم الاقتصاد العالمي يتجاوز 100 تريليون دولار سنوياً، فإن نصف سكان العالم تقريباً لم يشهدوا زيادة تُذكر في دخولهم منذ جيل كامل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدول النامیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي في منتدى أسوان: إفريقيا قادرة على استعادة مصداقية النظام العالمي
ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة مُسجلة، بمناسبة انعقاد النسخة الخامسة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المُستدامين، تحت عنوان "عالم في تغير، وقارة في حراك: مسيرة تقدم أفريقيا في ظل التحولات العالمية".
وفيما يلي نص كلمة السيد الرئيس... بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة.. ضيوف مصر الكرام ؛
أرحب بكم جميعا، فى الدورة الخامسة، لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، فى مدينة "أسوان" التى احتضنت الدورة الأولى للمنتدى، حين أطلقناه معا، خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى عام 2019.
ومنذ ذلك الحين، نجح المنتدى فى ترسيخ مكانته كمنصة إفريقية فريدة، ومحفل جامع، نناقش فيه التحديات الداخلية والخارجية، التى تواجه قارتنا، ونبلور من خلاله رؤى واستجابات مشتركة، تعزز العلاقة الوثيقة بين السلام والتنمية المستدامين، وترسخ دور إفريقيا كشريك فاعل، فى النقاشات الدولية حول مستقبل التعاون، والحوكمة العالمية، وبناء السلام والتنمية.
السيدات والسادة،ليس خفيا عليكم؛ وطأة اللحظة التى يشهدها عالمنا اليوم، حيث نشهد عجزا وإخفاقا من المجتمع الدولى، فى مواجهة أزمات إنسانية كبرى، وانتقائية ومعايير مزدوجة، فى حماية القيم والمبادئ الإنسانية، وانتهاكـات مســتمرة للقــانون الـدولى، وقد أدى ذلك إلى تفاقم الاستقطاب الدولى، الذى أضعف بدوره، قدرة المؤسسات متعددة الأطراف على أداء مهامها، وتعطيل جهود إصلاحها، فضلا عن إخفاق المجتمع الدولى، فى الوفاء بتعهداته تجاه الدول النامية، سواء فى تخفيف أعباء الديون، أو فى تمويل المناخ.
السيدات والسادة،
إن قارتنا الإفريقية، تقف فى صدارة المتأثرين من هذه الظروف الدولية، مما يسهم فى تأجيج النزاعات والعنف، وزيادة التنافس على الموارد، وتعميق التحديات الإنمائية، وعرقلة مسيرة السلام والتنمية المستدامين.. هذا إلى جانب التحديات المزمنة والمتجددة التى تواجهها القارة، سواء بفعل أزمات داخلية، أو تدخــلات خارجيـــة تضــعف ســـلطة الدولـــة.. فضلا عن تفشى الإرهاب، وارتفاع معدلات الهجرة غير الشرعية، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، والتهديدات المتنامية فى مجالات الأمن السيبرانى وتغير المناخ .. بما له من انعكاسات سلبية مباشرة، على الأمن الغذائى والمائى.
السيدات والسادة،
إن انعقاد منتدى أسوان هذا العام، تحت شعار "عالم فى تغير وقارة فى حراك: مسيرة تقدم إفريقيا فى ظل التحولات العالمية" .. يعكس بجلاء، أن إفريقيا باتت فى قلب ما يشهده النظام العالمى، من اختبارات عسيرة.
وهناك فى حقيقة الأمر فرصة لإفريقيا، لأن تكون فى طليعة المشاركين فى الجهود الرامية، لاستعادة تماسك النظام العالمى ومصداقيته، وتعزيز دور المنظمات الدولية، على نحو أكثر شمولا وشفافية.
فرغم التحديات والظروف الدولية الصعبة، تزخر إفريقيا بمقومات وموارد وثروة بشرية هائلة، وقطعت بالفعل خطوات مهمة نحو تفعيل هذه القدرات، لدعم التنمية فى دولها.
ويعد إطلاق اتفاقية التجارة الحرة القارية، مثالا بارزا على ذلك.. باعتبارها ركيزة أساسية، لتنفيذ أجندة التنمية الإفريقية 2063.
وانطلاقا مما تقدم؛ ومن رؤية شاملة للتعامل مع التحديات، تسلط نسخة هذا العام من المنتدى الضوء، على أبرز التحديات الأمنية القائمة والبازغة فى إفريقيا، وأنجح السبل فى التعامل معها .. إلى جانب جهود إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات – وهو الملف الذى أتشرف بريادته داخل الاتحاد الإفريقى – ودعم التفعيل الكامل لسياسة الاتحاد الإفريقى المحدثة ذات الصلة، فى إطار تحقيق السلام والتنمية المستدامين.
كذلك سوف يتناول المنتدى، موضوعات الاستثمار فى البنية التحتية والممرات الإستراتيجية، ودور القطاع الخاص والشراكات المبتكرة، فى تحقيق أهداف التنمية.. وسوف يولى المنتدى اهتماما خاصا بالمرأة والشباب، لاسيما فى ظل تزامن هذه الدورة، مع مرور "25" عاما على أجندة المرأة والسلم والأمن، و"10" سنوات على أجندة الشباب والسلم والأمن.
وفى الختام؛ أتطلع إلى نقاشاتكم المثمرة، على مدار اليومين المقبلين، والتى ستنعكس فى "خلاصات أسوان" التى يصدرها المنتدى، وستتم متابعة تنفيذها خلال العام المقبل.. وإننى على يقين؛ بأن قارتنا الإفريقية، قادرة على حماية وتحقيق تطلعات شعوبها، نحو السلام والتنمية المستدامين، والعيش فى نظام عالمى عادل، تحكمه المبادئ والقيم الإنسانية، وتسوده روح الود والتعاون بين الشعوب كافة.
شكرا لكم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.