اليوم الأول في سجن لاسانتي.. هذا ما ينتظر ساركوزي
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
يبدأ اليوم الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي فترة حبسه في سجن "لاسانتي" وهو مكان معروف بظروفه الصعبة، خاصة لمن اعتادوا حياة الرفاهية والسلطة، وفقا لموقع ميديا بارت الإخباري.
الموقع أبرز أن زنزانات هذا السجن التي لا تتجاوز مساحتها 9 أمتار مربعة تشكل في حد ذاتها صدمة لكل من يودع هناك، فما بالك بمن تعوّد الرفاهية والقصور فلمثل هؤلاء ستكون الصدمة أعنف، وفقا للموقع الذي أوضح أن ساركوزي المُعتاد على أجواء السياسة والأعمال التجارية الضخمة على وشك اكتشاف عالم مجهول تماما.
واستطلع الموقع آراء بعض الشخصيات السياسية والثرية التي عاشت تجربة السجن ليستنتج أن الجزء الأكثر رعبا سيكون في الليلة الأولى، عندما يُغلق باب الزنزانة.
أما أين سيكون ساركوزي داخل هذا السجن، فإن الموقع ذكر أنه ربما يوضع في قسم "الأشخاص المعرضين للخطر" (QB4) أو في قسم العزل، لأسباب أمنية ونفسية، وهو الذي يؤوي ضباط شرطة وعسكريين وموظفي جمارك وسياسيين (مثل كلود غيان وجورج ترون وباتريك بالكاني، مؤخرا)، بالإضافة إلى قادة أعمال ومرتكبي جرائم الإبادة الجماعية في رواندا.
وربما يكون نزيل قسم العزل الذي يعد أكثر أمانا، حسب الموقع، والذي غالبا ما يكون مخصصا لأعضاء الجريمة المنظمة أو الأشخاص المعرضين للخطر. ويهدف العزل إلى توفير مزيد من الهدوء والسكينة، وتجنب التواصل مع السجناء الآخرين، والحد من خطر التقاط الصور.
وعلى العموم، فإن ميديا بارت أبرز أن الزنزانات متطابقة وفي حالة جيدة بعد التجديدات (2014-2019)، وتبلغ مساحتها 9 أمتار مربعة، وتحتوي على مرحاض و"دش" وموقد كهربائي وهاتف مثبت على الحائط برمز.
وأوضح أن المناطق (المعرضة للخطر أو المعزولة) عادة ما يوجد فيها سجين واحد فقط، في حين أن بقية السجن المكتظ (معدل الإشغال نحو 190%) يمكن أن تستوعب اثنين أو 3 من السجناء في كل زنزانة.
إعلانوعن الصعوبات الخاصة التي تواجه أمثال الرئيس السابق عندما يودعون السجن، قال الموقع إن أولها هو الضوضاء المتواصلة التي تعد "صاخبة للغاية"، إذ يقول أحد هؤلاء لميديا بارت: "إنه لأمر مروّع، صراخ الليل. ننام نوما سيئا للغاية".
ويلفت الموقع إلى أن السجن يسبب صدمة نفسية قاسية؛ فالشخص هنا ينتقل من الراحة والطمأنينة إلى زنزانة ضيقة وروتين السجن. وينقل الموقع هنا عن باتريك بالكاني الذي كان مسجونا بسبب التهرب الضريبي قوله إنه "واجه صعوبة بالغة في التأقلم مع الاحتجاز" وكان نادرا ما يخرج للتنزه، كما عانى من الصدمة نفسها كلود غيان الذي كان رئيسا لمكتب ساركوزي، إذ تعرض للسجن أيضا.
وأوضح ميديا بارت أن الإجراءات نفسها عند دخول السجن غير مريحة وتتضمن أخذ بصمات الأصابع، والصور، وتسليم الأشياء الثمينة، وتفتيش الحقائب (ممنوع معجون الأسنان، والعطور، والكتب ذات الغلاف المقوى)، ثم الالتزام بخلع الملابس أمام أحد الحراس.
أما الروتين اليومي، فإن الموقع أوضح أنه شديد التنظيم، إذ لا توجد استقلالية، وكل شيء يجب تدوينه، كما أن الحراس، المنهكين أحيانا، قد ينسون أمر التنزه، أو زيارة طبيب الأسنان، أو تناول الدواء، وفضلا عن كل ذلك هناك صراصير.
ويتطلب الهاتف المُثبّت على الحائط رمزا، ولا بد من الحصول على إذن كتابي للاتصال ولا يمكن الاتصال بأكثر من 20 رقما فقط، وللسجين الحق في 3 زيارات أسبوعيا، مدة كل منها 45 دقيقة، كما أن الأقارب لا يمكنهم إحضار ما يريدون، وفقا للموقع.
ويمكن تلخيص ما جاء في ميديا بارت بأن سجن لاسانتي سيمثل صدمة حقيقية لنيكولا ساركوزي الذي يغادر عالم السلطة والامتياز إلى حياة يومية تتخللها صرامة وعشوائية وصمت يصمّ الآذان في بعض الأحيان داخل الزنزانات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات میدیا بارت
إقرأ أيضاً:
ماذا ينتظر الأقصى خلال عيد الأنوار اليهودي الوشيك؟
يحلُّ عيد الأنوار (الحانوكاه) اليهودي عشية الأحد المقبل، ورغم أن أول أيام العيد يصادف الـ15 من شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، فإنه من المتوقع أن تنطلق اقتحامات المستوطنين الجماعية للمسجد الأقصى يوم الأحد.
ويحتفل اليهود بعيد الأنوار على مدار 8 أيام، ويشعلون خلالها الشموع احتفالا بذكرى انتصار الحشمونيين في التمرد ضد الإغريق، وحلول الحكم اليهودي للقدس مكان الحكم اليوناني، وهو التغيير الذي حدث في القرن الثاني قبل الميلاد -وفق زعمهم- حيث تقول الأسطورة اليهودية إن الحشمونيين عندما دخلوا الهيكل المزعوم لم يجدوا إلا علبة زيت صغيرة لإضاءة الشمعدان، لكن معجزة حدثت ودامت الإضاءة 8 أيام.
وتصر جماعات المعبد المتطرفة على إقحام المسجد الأقصى في هذا العيد، وتعمّد المقتحمون إشعال الشموع داخله، وما زالوا يحاولون إدخال الشمعدان إلى ساحاته.
ومن بين الانتهاكات التي سجلت العام الماضي تعمُّد المقتحمين أداء الطقوس التوراتية والصلوات التي ارتدوا خلالها لفائف التيفلين (لفائف سوداء يرتديها اليهود أثناء تأدية الصلاة)، كما أشعلوا الشموع داخل المسجد، وكان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من بين المقتحمين في هذه المناسبة.
ووفقا لإحصائيات دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، فإن 2556 مستوطنا ومستوطنة اقتحموا الأقصى خلال هذا العيد في العام الماضي، بينما اقتحمه 1332 عام 2023، و1800 في العام الذي سبقه.
وضمن التحضيرات السنوية لهذا العيد تم وضع شمعدان ضخم يوم السابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري في ساحة البراق الملاصقة للجدار الغربي للأقصى، لإتمام طقوس إضاءة شعلة كل يوم داخل الساحة مع مغيب الشمس، كما يتم نصب شمعدانات لإضاءتها كل ليلة أمام أبواب المسجد، خاصة بابي المغاربة والأسباط.
وفي سؤال طرحته الجزيرة نت على الناشط السياسي والإسلامي كمال الخطيب حول رأيه في سبب إصرار الجماعات المتطرفة على إقحام المسجد الأقصى في عيد الأنوار رغم أنه من الأعياد التي لم تفرضها التوراة، بل ابتدعه الكهنة احتفالا بحدث تاريخي، فقال: "ونضيف إلى هذا العيد عيد "سيجد" لليهود الفلاشا الذي اخترعوه وباتوا يدعون اليهود الإثيوبيين لاقتحام الأقصى خلاله".
وأكد الخطيب أن هذه النمطية في التعامل مع الأقصى تشير بشكل واضح إلى أن القضية قضية صراع على الأرض والمكان ولا تمت للدين بصلة، وأنها تتعلّق بمشروع أيديولوجي أعمى حاقد، يرى في السعي للسيطرة على المسجد جلّ هدفه.
إعلانوعمّا يسعى المستوطنون إلى تحقيقه في الأقصى هذا العام بعدما نجحوا في الأعوام السابقة في إدخال الشموع وإشعالها بالساحات قال الخطيب: "نحن نعلم أن المستوطنين ومَن خلفهم من الجماعات الدينية، ومن فوقهم من الأحزاب التي هم امتداد لها، والحكومة التي ترعى كل مشاريع الاستيطان، اعتمدوا دائما سياسة الخطوة خطوة، بمعنى أنهم يتقدمون خطوة في مشاريعهم في المسجد الأقصى ثم يقيّمون رد الفعل الفلسطيني والعربي والإسلامي".
وبناء على رد الفعل تكون الخطوة التالية، ومع الأسف فإنهم في السنوات السابقة -وفقا للخطيب- كانوا يعرفون تماما أن خطواتهم لاقت ردود فعل باهتة وخجولة بدءا من إشعال الشموع في المسجد مرورا بقضية القرابين، أو الصلاة التي كانت ممنوعة ثم أصبحت تمتمة وبعد ذلك بصوت مرتفع، وليس انتهاء بالمطالبة بإدخال الكتب إلى الساحات، وأمام هذه الردود الباهتة كانوا يتهيؤون لأن تكون الخطوة المقبلة أكثر وضوحا وصرامة في مشاريعهم.
عيد الأنوار أو ما يعرف بـ(حانوكاة) يشعل فيه اليهود الشموع احتفالا بما يسمونه انتصار الحشمونيين (142-63 قبل الميلاد) في التمرد ضد الإغريق والاستعاضة عن الحكم اليوناني للقدس باليهودي، وفق روايتهم. تعرف إلى عيد الأنوار (حانوكاة).
للمزيد: https://t.co/3FiBmKWNa7 pic.twitter.com/FSWj5rihn0
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) December 25, 2024
مرحلة "إدارة الظهر"ووصف الشيخ كمال الخطيب المرحلة الحالية بمرحلة "إدارة الظهر" على مستوى الأنظمة والدول والحكومات العربية والإسلامية، وتقابلها السياسات التي تواجه بها الحكومة الإسرائيلية أبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني والقدس، والتي تُهيئ الظرف لمزيد من الخطوات التصعيدية، وهذا ما يمكن أن نراه في عيد الأنوار القريب، وما يمكن أن نراه أكثر وأكثر في رمضان القادم وبعده مع بداية عيد الفصح اليهودي ومواسم الأعياد التي تليه.
وفي ختام حديثه أجاب الخطيب على سؤال: ما السبيل لوقف الانتهاكات في أولى القبلتين؟ بالقول: إن "هذا السؤال صعب وبتنا نخجل من أنفسنا عندما يُطرح علينا وحينما نجيب عليه.. نُسأل دائما ما العمل وماذا نقول للعرب وللمسلمين؟".
أجاب دون تردد أنه في ظل حالة "إدارة الظهر" للقدس والأقصى من العرب والمسلمين مع استمرار سياسة تكميم الأفواه، والقبضة الحديدية التي تمارسها الأنظمة على شعوبها حتى لا تنتصر لقدسها وأقصاها، بقي الأقصى قضية شعبنا "الذي نعلم ما يعانيه في ظل مجزرة دموية مستمرة في غزة وحرب سافرة في الضفة الغربية".
وبالتالي فإن المقدسيين وأهالي الداخل الفلسطيني هم صمام الأمان، وهم الذين يجب ألا يترددوا في تأدية ضريبة الرباط والتواصل مع الأقصى، "ونفعل هذا ليقضي الله أمرا كان مفعولا، وحتى يأتي ذلك اليوم الذي تدرك فيه الأمة أن عليها أن تفعل ما هو أعظم من ذلك، حتى تنهي هذا الحال وتكسر القيود عن المسجد الأقصى المبارك".