لا يظهر اختلاط الحق بالباطل كما يظهر في مقولة (الدفاع عن النفس) والدفاع عن النفس يأتي ليكون أكبر حقوق الذات وهو حق أخلاقي بمثل ما هو حق وجودي، ولا مشاحة في حقوقية هذا الحق، غير أن البشر تعلموا على مدى تاريخهم كله كيف يوظفون الحق لخدمة أنانيتهم وقضاياهم الخاصة، وفي سيرة البشر سلكوا طريقين في الاحتيال على معنى الدفاع عن النفس، أولهما هو في نظرية عسكرية ابتكرها العقل البشري وهي نظرية (الحرب الاستباقية) وهذه تقوم على فكرة افتراضية وهمية تفترض أن هناك عدواً ما وهذا العدو يتقوى لكي يعتدي، ولذا يجب إيقاف استقوائه بكسر قوته قبل أن تشتد وتصنع له شدته قدرةً على الاعتداء، وتتكشف خدعة هذه النظرية أن الذي يقول بها عادةً هو القوي والمهيمن أصلاً، فهو في حقيقة الأمر يريد تثبيت هيمنته عبر كبح أي قوة منافسة ولو افتراضاً، ويتحول الافتراض ليكون حقيقةً مسلماً بها، حتى لتحدث فعلاً ومن ثم تقوم الحرب الاستباقية تحت دعوى الدفاع عن النفس.


أما التوظيف الثاني فيأتي من رد الفعل المفرط على أي اعتداء ولو كان بسيطاً وضعيف الحيلة حيث يهب الغرور السلطوي بالرد بقوة مفرطة لا تذر ولا ترحم كما فعلت إسرائيل في ردها على هجوم يوم السابع من أكتوبر 2023، حيث استخدمت فكرة الدفاع عن النفس لشن حرب طاحنة وعمياء ضد شعب كامل في غزة كانوا مسالمين آمنين فتدمرت بيوتهم ومدارسهم ومستشفياتهم وهذه كيانات مدنية وغير محاربة ولا علاقة لها بالنزاع بين إسرائيل وحماس، وما فعلته إسرائيل هو خدعة ثقافية تحرف المعاني مثلها مثل فكرة الحرب الاستباقية وكلاهما صور لمقولة مستلبة هي حق الدفاع على النفس، أي تكون عدوانياً لكي تأمن، وتمنع غيرك أن يتقوى كي لا يتحدى قوتك، وتنتهي القضية بنشر ثقافة الهيمنة والإقصاء وسحق الغير مهما كان هذا الغير.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض

أخبار ذات صلة د. عبدالله الغذامي يكتب: تغيير نظام الوعود د. عبدالله الغذامي يكتب: الجماهير بوصفهم مطلباً وهدفاً

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الغذامي عبدالله الغذامي الدفاع عن النفس

إقرأ أيضاً:

اغتيال رائد سعد يضع إسرائيل بين ثلاثة خيارات صعبة

أشار محللون إسرائيليون، اليوم الأحد،14 ديسمبر 2025 ،  إلى أن إسرائيل خاطرت بمواجهة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب باغتيال القيادي في حركة حماس ، رائد سعد، أمس السبت، بعد أن كان ترامب قد دعا مؤخراً إلى ضبط العمليات العسكرية في قطاع غزة ، بهدف دعم تقدم خطته لإنهاء الحرب إلى المرحلة الثانية.

ورأى المحلل العسكري في صحيفة يسرائيل هيوم، يوآف ليمور، أن "عدم غضب ترامب حالياً قد يُفسّر من إسرائيل كتلميح لضوء أخضر لمواصلة استهداف المسؤولين في غزة، على غرار السياسة المتبعة في لبنان". 

وأضاف ليمور أن قطر وتركيا ستسعيان على الأرجح لإقناع ترامب بلجم إسرائيل، وسيكون تأثير موقفه مؤشراً على سياسة إسرائيل تجاه غزة.

وتابع ليمور أن إسرائيل تسعى لتأجيل الانتقال إلى المرحلة الثانية قدر المستطاع، خشية أن يترتب على ذلك انسحابات إضافية وتغيرات جوهرية في الوضع الميداني بالقطاع.

في الوقت نفسه، لم تنجح الإدارة الأميركية بعد في تشكيل القوة الدولية المكلفة بالمسؤولية الأمنية في غزة، أو جمع مليارات الدولارات من دول الخليج لتمويل إعادة إعمار القطاع. وأفاد موقع واينت، أول من أمس، بأن واشنطن طالبت إسرائيل بإزالة كميات الأنقاض الهائلة التي خلفتها الحرب في السنوات الماضية، بدءاً من منطقة رفح، على نفقة إسرائيل نفسها.

ووصف ليمور الوضع أمام إسرائيل بأنه "ثلاثة بدائل صعبة": إما أن يظل الوضع على ما هو عليه مع استمرار حكم حماس؛ أو أن تقيم الولايات المتحدة هيئة حكم وهمية مع استمرار سيطرة حماس فعلياً؛ أو أن تنهار خطة ترامب ما يضطر إسرائيل لاستئناف الحرب، بما يترتب على ذلك من تكاليف اقتصادية وضغوط دولية.


 

من جهته، رأى المحلل العسكري في هآرتس، عاموس هرئيل، أن السؤال الأبرز حالياً يتمثل في "رد فعل الولايات المتحدة" على اغتيال سعد، خصوصاً بعد إعلان ترامب عن عزمه دفع المرحلة الثانية من خطته الخاصة بغزة. وأوضح هرئيل أن إسرائيل قد تستفيد من عدم وجود أسرى إسرائيليين لدى حماس، لمواصلة استهداف الحركة دون دفع ثمن سياسي باهظ، مستبعداً أن تكون تل أبيب قد حصلت على موافقة أميركية مسبقة للاغتيال، لكنها ستعمل بحذر لتجنب إثارة غضب الإدارة الأميركية.

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية، أمس، على لسان رئيسها بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس، أن سعد كان "من مهندسي هجمات 7 أكتوبر، وكان يعمل مؤخراً على ترميم قدرات حماس وتنفيذ هجمات ضد إسرائيل، بما يشكل خرقاً صريحاً لوقف إطلاق النار وتعهد الحركة باحترام خطة الرئيس ترامب".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الإذاعة الإسرائيلية : المرحلة الثانية من اتفاق غزة ما زالت بعيدة محررون إسرائيليون يضغطون على نتنياهو لتشكيل لجنة تحقيق رسمية مبعوث ترامب يزور إسرائيل لبحث المرحلة الثانية من خطة إنهاء الحرب في غزة الأكثر قراءة الصحة في غزة: 6 شهداء جدد وارتفاع حصيلة العدوان إلى 70 ألفًا نتنياهو : نتوقع الانتقال قريبا للمرحلة الثانية من اتفاق غزة الصحة في غزة: أزمة الأدوية والمستهلكات الطبية تصل مستويات كارثية استشهاد طفلة فلسطينية برصاص الاحتلال في مواصي رفح عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • اغتيال رائد سعد يضع إسرائيل بين ثلاثة خيارات صعبة
  • د.حماد عبدالله يكتب: مصر والمصريون !!
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذين ما زالوا في غزة
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • جروسي يدعو لضبط النفس في الحرب الروسية الأوكرانية لتجنب وقوع حوادث نووية
  • تأهيل إسرائيل لعضوية الشرق الأوسط
  • سر الخمس دقايق .. الخدعة الذهبية لبيت نضيف طول اليوم بدون مجهود
  • "ظل الحرب يطرق باب أوروبا".. بريطانيا ترفع جاهزيتها للردع
  • د.حماد عبدالله يكتب: الاستثمار هو الحل !!!
  • علي فوزي يكتب.. السودان بين الصراع والبحث عن قائدٍ وطني