أظهرت تقارير حديثة أن 30% من المراهقين يفضلون التحدث مع روبوتات الذكاء الاصطناعي بدلًا من البشر لإجراء محادثات جدية، ما يعكس مدى تأثير هذه التكنولوجيا على حياتهم اليومية.

أظهرت دراسة حديثة أن الاعتماد على روبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي للحصول على نصائح شخصية قد ينطوي على مخاطر خفية، إذ تميل هذه الروبوتات إلى تأييد أفعال وآراء المستخدمين باستمرار، حتى عندما تكون ضارة.

تحريف التصورات الذاتية بعد الخلافات

حذر العلماء من أن هذه النتائج تثير قلقًا بشأن قدرة روبوتات الدردشة على تشويه تصورات الأشخاص لأنفسهم وجعلهم أقل استعدادًا لحل الخلافات بعد المشاجرات.

ومع ازدياد اعتماد الناس على هذه الروبوتات للحصول على نصائح حول العلاقات والمسائل الشخصية، قد تؤدي إلى إعادة تشكيل التفاعلات الاجتماعية على نطاق واسع، بحسب الباحثين الذين دعوا مطوري التكنولوجيا إلى معالجة هذا الخطر.

Related لا تسخر... قد تقع في حب ذكاء اصطناعي دون أن تدري! "الأولى من نوعها في العالم".. شركة سويدية لحقوق الموسيقى توقع اتفاقية ترخيص مع شركة ذكاء اصطناعيأمازون تطلق أداة ذكاء اصطناعي جديدة لمساعدة المستخدمين على اختيار المشتريات المديح الاجتماعي… مشكلة كبيرة في الذكاء الاصطناعي

قالت مايرا تشينغ، عالمة الحاسوب بجامعة ستانفورد: "إن 'المديح الاجتماعي' في روبوتات الدردشة يمثل مشكلة كبيرة. تأييد الروبوتات المستمر للأشخاص قد يشوه حكمهم على أنفسهم وعلاقاتهم والعالم من حولهم. من الصعب أحيانًا إدراك أن هذه النماذج تعزز معتقداتهم وقراراتهم بشكل لطيف أو صارخ."

ولاحظ الباحثون من خلال تجاربهم أن نصائح روبوتات الدردشة تميل إلى التشجيع المفرط وإعطاء صورة مضللة، وأن المشكلة كانت أوسع مما توقعوا.

كما أجرى الفريق اختبارات على 11 روبوت دردشة، بما في ذلك الإصدارات الحديثة من ChatGPT وGemini وClaude وLlama وDeepSeek، ووجدوا أن هذه الروبوتات تؤيد سلوك المستخدمين بنسبة 50% أكثر من البشر عند تقديم النصائح.

في إحدى الاختبارات، قارن الباحثون ردود البشر وروبوتات الدردشة على منشورات في قسم "Am I the Asshole?" على موقع Reddit، حيث يطلب الناس تقييم سلوكهم. أظهرت النتائج أن البشر كانوا أكثر نقدًا للانتهاكات الاجتماعية، بينما دعم ChatGPT-4o التصرفات المرفوضة أحيانًا، معزِّزًا نية الأشخاص في التصرف بشكل "جدير بالثناء".

تأثير الردود المديحية على السلوك

في تجارب أخرى شارك فيها أكثر من 1000 متطوع، تبين أن الذين تلقوا ردودًا مدحية من الروبوتات شعروا بتبرير أكبر لسلوكهم، وكانوا أقل استعدادًا لحل الخلافات. وعندما أيّدت الروبوتات سلوكًا معينًا، قيّم المستخدمون الردود بشكل أعلى وزادت ثقتهم بالروبوتات، وارتفع احتمال اعتمادهم عليها في المستقبل.

وأشار الباحثون إلى أن هذه الديناميكية تخلق "حوافز منحرفة" لكل من المستخدمين والروبوتات، إذ تشجع على استمرار تقديم ردود مدحية بدل النصائح الموضوعية.

البحث عن وجهات نظر متعددة أمر ضروري

قالت تشينغ: "يجب أن يفهم المستخدمون أن ردود الروبوتات ليست بالضرورة موضوعية. من المهم الاستعانة بوجهات نظر من أشخاص حقيقيين يفهمون سياق وضعك وشخصيتك، بدل الاعتماد فقط على الذكاء الاصطناعي."

كما أكد الدكتور ألكسندر لافر، الباحث في التكنولوجيا الناشئة بجامعة وينشستر، أن المديح الاجتماعي في الذكاء الاصطناعي مشكلة متعلقة بكيفية تدريب الأنظمة، وبقياس نجاحها بناءً على مدى جذب انتباه المستخدمين. وأضاف: "يجب تعزيز الثقافة الرقمية النقدية لدى المستخدمين وفهم طبيعة مخرجات روبوتات الدردشة، مع مسؤولية على المطورين لضمان أن تكون هذه الأنظمة مفيدة حقًا للمستخدم."

كما أظهرت تقارير حديثة أن 30% من المراهقين يفضلون التحدث مع روبوتات الذكاء الاصطناعي بدلًا من البشر لإجراء محادثات جدية، ما يعكس مدى تأثير هذه التكنولوجيا على حياتهم اليومية.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب غزة إسرائيل دراسة حركة حماس الصحة دونالد ترامب غزة إسرائيل دراسة حركة حماس الصحة الذكاء الاصطناعي هواتف ذكية دراسة دونالد ترامب غزة إسرائيل دراسة حركة حماس الصحة روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني علاج الرسوم الجمركية كندا الذکاء الاصطناعی روبوتات الدردشة ردود ا أن هذه

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي بين الحرية والانحلال

في خضمّ ثورة الذكاء الاصطناعي، يبرز سؤال محوري: ما الذي يمكن أن يحدث عندما يعرض النموذج الرقمي محتوى لم نعهده من قبل؟ إن الإعلان الأخير من ChatGPT التابع لـOpenAI، بأن المنصة ستُتيِح بدءًا من ديسمبر 2025 للمستخدمين البالغين الموثّقين إنتاج أو التفاعل مع محتوى إيروتيكي (erotica) – إباحي- يُشكّل مفترقاً أخلاقياً وثقافيا. 
عندما نفتح باب «الفضاء الرقمي» للمحتوى الإباحي: ما الذي يحصل؟
أعلنت شركة  OpenAI  أنها ستتيح لمستخدمي ChatGPT البالغين – بعد التحقق من العمر– أن يُنتِجوا أو يتفاعلوا مع المحتويات الإيروتيكية، وهو ما يرفع «عتبة الحماية» التقليدية التي كانت تفصلُ بين ما يعتبر مقبولاً في الذكاء الاصطناعي وما يُعد محظوراً؛ فوفقًا للشركة يجب أن يعامل البالغون كبالغين، بحيث يتمنكنوا من الوصول لأي محتوى حتى وإن كان غير أخلاقي، مؤكدين على أن المنصة تمتلك الآن آليات تحقق وعزل تجعل من الاستخدام محصوراً على البالغين فقط. 
لكن الواقع يشير إلى أن الأمر ليس بسيطاً، فالتاريخ التقني والميداني للذكاء الاصطناعي الذي أتاح للمستخدمين العاديين إنشاء محتوى غير أخلاقي– يحمل في طيّاته مخاطر تتعلّق بالخصوصية، والمقاييس الأخلاقية، وتأثيرها على الناشئة والمجتمع. وهو ما راح ضحيته فتيات من قبل في المجتمع المصري بسبب تقنية التزييف العميق والتلاعب بصور الفتيات. 
وهنا نكون على أعتاب مجازفة رقمية، حيث قد تُسهّل الآلة الوصول لمحتوى غير أخلاقي، بدون ضوابط مجتمعية أو أسرية أو أخلاقية. هذا التأثير قد يؤدي إلى «تطبيع مفاهيم» كانت بالأمس محسوبة ضمن فضاءات خاصة أو مقيدة. وفي مصر ومعظم الدول العربية يعد الدخول إلى هذه المنصات تهديداً محتملاً لتوازن القيم الاجتماعية؛ فإذ أصبح من السهل الوصول لمحتوى إباحي عبر حوار مع آلة، فربما تتراجع قدرة الفرد على مقاومة الإغراء أو إدراك حدود المحتوى المناسب، مما يقوّض مفاهيم مثل العفة، والاحترام.
وما يجب التأكيد عليه هو أنه حتى لو اقتصر الأمر على بالغين، فإن التحقق الرقمي ليس مضمونا بالكامل. وقد يحدث تسريب أو تقاطع مع قاصرين، ما يفتح الباب لمشاكل قانونية وأخلاقية. 
ولذلك يجب علينا أن نضمن أن تعديلاً كهذا لا يُضعف قيم الأسرة، ولا يُسهّل إساءة استعمال الذكاء الاصطناعي، ويمكن تحقيق هذا الأمر من خلال:
تقديم حملات تسهم في زيادة وعي الشباب وتحدد المسموح والمحظور عند التعامل مع الذكاء الاصطناعي.
الأسرة والمجتمع مدعوّان إلى مواكبة التغير، لا فقط بالرفض، بل بالتحاور، وأن نعلم أبناءنا كيف نستخدم الذكاء الاصطناعي بطريقة تحترم كرامتنا، وتتفق مع ديننا الحنيف.
ضرورة تطوير «مصفوفة قيم رقمية» تدمج بين القيم المحلية والممارسات العالمية.
في الختام، إن قرار ChatGPT بالسماح للمحتوى الإيروتيكي للبالغين يُعدّ منعطفاً جديداً في علاقة المجتمعات بالذكاء الاصطناعي، وفي قدرة هذا الأخير على اختراق المحرمات الدينية والثقافية والقيمية. وهو ما يمكن أن يحمل في طيّاته تغيّرات يمكن أن تؤثر على الشباب، وعلى بنية القيم في المجتمع.

مقالات مشابهة

  • دراسة بحثية لـ”تريندز” تناقش دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم
  • ماذا يرى البشر قبل الموت؟.. دراسة علمية تفكّك اللغز
  • الذكاء الاصطناعي بين الحرية والانحلال
  • أمازون تزيد الاعتماد على روبوتات الذكاء الاصطناعي لتقليل العمالة البشرية
  • 800 شخصية عالمية تطالب بحظر تطوير الذكاء الخارق قبل فوات الأوان
  • بعد قرار ميتا الصادم .. واتساب يودع مساعدي الذكاء الاصطناعي الخارجيين
  • شركة ميتا تلغي مئات الوظائف في قسم الذكاء الاصطناعي
  • تطوير روبوتات دقيقة على شكل أزهار تغير سلوكها استجابة لمحيطها
  • حكم استخدام الذكاء الاصطناعي في مراقبة الموظفين