تسارع غير مسبوق وخطر جديد .. قصة ارتفاع منسوب البحار
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
لم يعد ارتفاع منسوب مياه البحار مجرد تحذير بيئي نظري، بل أصبح واقعا يتسارع بوتيرة تهدد مستقبل المدن الساحلية حول العالم.
فقد كشفت دراسة جيولوجية حديثة قادتها جامعة روتجرز الأمريكية أن كوكب الأرض يشهد حاليا أعلى معدلات لارتفاع مستوى سطح البحر منذ أربعة آلاف عام، محذرة من أن التدخل البشري يضاعف من حدة الأزمة في أكثر المناطق حيوية اقتصادياً.
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة «نيتشر» (Nature) المرموقة، حلل العلماء سجلات جيولوجية دقيقة من الشعاب المرجانية وأشجار المانجروف التي تحفظ آثار مستويات سطح البحر عبر آلاف السنين.
وأظهرت النتائج أن منسوب مياه البحر العالمي ارتفع منذ عام 1900 بمعدل 1.5 مليمتر سنويا، وهو تسارع غير مسبوق مقارنة بأي فترة مماثلة خلال آخر 40 قرناً.
وأوضح الدكتور روبرت كوب، أستاذ العلوم الجيولوجية في جامعة روتجرز والمشارك في الدراسة، أن هذه السجلات توفر "خريطة زمنية ثمينة" تساعد على فهم المخاطر التي تواجهها المدن الساحلية اليوم، مؤكدا أن «البيانات الجيولوجية تمثل مفتاحاً لتقدير مدى هشاشة مناطقنا أمام التغير المناخي».
ذوبان الجليد والتمدد الحراري محركا الكارثةترجع الدراسة التسارع الحاصل إلى عاملين رئيسيين مرتبطين بتغير المناخ:
التمدد الحراري للمحيطات نتيجة امتصاصها المتزايد للحرارة.
ذوبان الصفائح الجليدية في غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية، إلى جانب الأنهار الجليدية الأصغر، ما يضيف كميات ضخمة من المياه إلى المحيطات.
لكن الخطر الأكبر، بحسب الباحثين، يكمن في العوامل البشرية التي تفاقم الأوضاع محلياً، خصوصاً في المدن المشيدة على مناطق الدلتا الرخوة، حيث تتعرض التربة للهبوط الطبيعي، وتزيد الأنشطة البشرية من تسارعه.
مدن الدلتا الصينية في عين العاصفةتعد مدن مثل شنغهاي وشنتشن وهونغ كونج من أبرز الأمثلة على هذا الخطر المركب فهذه المراكز الاقتصادية الكبرى تعاني من الهبوط الأرضي الناتج عن الاستخراج المفرط للمياه الجوفية.
وأظهرت الدراسة أن أجزاء من شنغهاي هبطت بأكثر من متر واحد خلال القرن العشرين، وهي وتيرة تفوق بكثير معدل ارتفاع منسوب البحر العالمي.
ويحذر الدكتور يوتشينج لين، قائد فريق البحث، من أن «الهبوط الأرضي بالتوازي مع ارتفاع البحر يخلق تهديداً مزدوجاً للبنى التحتية وسلاسل الإمداد العالمية»، مشيراً إلى أن ارتفاعاً لا يتجاوز بضعة سنتيمترات فقط قد يضاعف خطر الفيضانات في تلك المدن.
بصيص أمل من التجارب المحليةرغم الصورة القاتمة، تؤكد الدراسة أن الإجراءات المحلية الفعالة قادرة على الحد من الكارثة.
فقد تمكنت شنغهاي، على سبيل المثال، من تقليص معدلات الهبوط الأرضي عبر تنظيم استخراج المياه الجوفية وإعادة ضخ المياه العذبة في الطبقات الجوفية، ما أبطأ من وتيرة الغرق.
ويقول لين إن هذه النتائج تثبت أن "التصرف المحلي الذكي يمكن أن يغير المعادلة"، داعياً المدن الأخرى إلى الاستفادة من التجارب الناجحة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ذوبان الجليد العلوم الجيولوجية المياه الجوفية
إقرأ أيضاً:
محافظ البحر الأحمر: مشروعات تحلية المياه الجديدة ستقضي على أزمة العجز وتدعم التوسّع السياحي والاستثماري
أكد اللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر، أن المحافظة واجهت خلال السنوات الماضية تحديات كبيرة في ملف المياه نتيجة محدودية الموارد المائية واعتمادها جزئيًا على خط الكريمات القادم من نهر النيل إلى جانب محطات التحلية القائمة.
وأوضح «حنفي»، خلال حواره في برنامج "آخر النهار" المذاع عبر قناة النهار، أن الزيادة السكانية والارتفاع الكبير في معدلات الإشغال السياحي خلال شهري يوليو وأغسطس تسببا في زيادة استهلاك المياه، ما أدى إلى عجز مؤقت في بعض المناطق.
وأضاف المحافظ أنه بتوجيهات مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، تم اعتماد خطة عاجلة لإنشاء محطات تحلية جديدة في مختلف مدن المحافظة، خارج نطاق الخطة الحكومية الأساسية، موضحًا أن التنفيذ بدأ فعليًا بعد الحصول على الموافقات اللازمة.
وأشار إلى أن هذه المشروعات ستحدث نقلة نوعية في تأمين احتياجات المياه للمواطنين والمنشآت، وستحقق الاكتفاء المائي الكامل، بما يدعم التنمية السياحية والاستثمارية على حد سواء.
محطات تحلية خاصة للمنشآت السياحية
وشدد حنفي على أن المحافظة ألزمت جميع المنشآت السياحية بإنشاء محطات تحلية خاصة بها كشرط أساسي للحصول على تراخيص التشغيل، وذلك لضمان عدم الضغط على حصة المياه المخصصة للأهالي.
تسهيلات للمستثمرين ودعم مباشر من الحكومة
وفي سياق آخر، أكد محافظ البحر الأحمر أن المحافظة تعمل على جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية من خلال تيسير الإجراءات أمام المستثمرين، لافتًا إلى أن هناك تواصلًا مباشرًا وسريعًا مع مجلس الوزراء لحل أي عقبات تواجه المشروعات الواعدة دون تعقيدات بيروقراطية.
وختم اللواء عمرو حنفي حديثه بالتأكيد على أن نجاح المحافظة في تنفيذ مشروعاتها التنموية الكبرى يعود إلى التعاون الوثيق بين القيادة السياسية والحكومة والمحافظة، مشيرًا إلى أن البحر الأحمر تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل تنموي شامل ومستدام، يضمن الارتقاء بحياة المواطنين وتعزيز مكانة المحافظة كأحد أهم المقاصد السياحية في العالم.