كتب ـ يوسف بن سالم الحبسي "تصوير: محمد بن ناصر العوفي"

"مندع" إحدى القرى الجبلية الواقعة في جبل شمس بولاية الحمراء، كانت المحطة الثالثة لفريق جريدة "عُمان" ضمن سلسلتها "التنمية لا تُفِلّ عزيمتها التضاريس الصلدة"، حيث تسببت الأودية الجارفة التي تمر بمحاذاة قرية مندع في نزول التربة، مما نتج عنه تصدّع مختلف الأبنية والمنازل في تلك المنطقة، وهو وضع بدأ يظهر جليًّا قبل نحو سنوات، مما استدعى قيام المختصين في وزارة الإسكان والتخطيط العمراني بأخذ عينات من التربة وفحصها، وقد خرجت الوزارة بتقرير رسمي بعدم صلاحية القرية للتعمير والسكن نظرًا لمخاطر التصدعات على حياة القاطنين في القرية.

وبتوجيهات سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ قامت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني باستحداث مخطط سكني وبناء وحدات سكنية في موقع آمن بعيدًا عن المخاطر الجيولوجية والأودية الجارفة، إذ من المتوقع الانتهاء من المشروع بنهاية العام الجاري، ويقع الموقع الجديد بالقرب من المدرسة، مما يُمثل استدامة ذهاب الطلبة القاطنين في مندع إلى المدرسة بشكل آمن.

وقام فريق جريدة "عُمان" بالاطلاع على مشروع بناء الوحدات الجديدة لأهالي قرية مندع في جبل شمس، كما زار الفريق الموقع المتأثر بالتصدعات ونزول التربة، واستمع إلى تفاصيل بدء التصدعات وتدخل الجهات الحكومية المعنية بعد شكاوى القاطنين من خطورة الوضع وعدم مأمونية المنازل في ظل استمرار التصدعات.

تصدّع منازل مندع

وقال سيف بن سليمان بن علي الخاطري: إن هطول الأمطار وجريان الأودية تسببا في هشاشة التربة في قرية مندع التي نَقْطنها، وتقع في جبل شمس وتتبع ولاية الحمراء، مما أدى إلى تصدّع المساكن، وبعد مخاطبة الجهات الحكومية المعنية حول ما آلت إليه الأوضاع في مندع، قام المختصون في وزارة الإسكان والتخطيط العمراني بأخذ عينات من التربة لفحصها، وتبين أن المنطقة التي نقطنها منذ سنوات عديدة غير صالحة للتعمير والسكن.

وأكد أن القرية يقطنها أكثر من 8 أسر، ويمر بمحاذاتها ثلاثة أودية، وهي: وادي غول العين، ووادي المزرع، ووادي البرك، مما يتسبب في انقطاع الحركة والتواصل بين القرية ومحيطها الخارجي نتيجة استمرار جريان هذه الأودية وتساقط الصخور من المرتفعات الجبلية لفترات تصل إلى أسابيع، حيث تعذّر في إحدى المرات الوصول إلى القرية لمدة 3 أسابيع بسبب تساقط الصخور.

وأوضح أن استحداث الموقع الجديد لأهالي قرية مندع جاء بتوجيهات سامية من لدن جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ، مثمِّنًا هذه اللفتة الكريمة من لدن عاهل البلاد المفدى ـ أبقاه الله ـ، والمتمثلة في بناء مساكن جديدة تشمل جميع الأسر في موقع آمن وبعيد عن مجاري الأودية، بما يضمن توفير حياة كريمة للمواطنين القاطنين في مندع.

من جانبه، أكد سالم بن مسعود بن علي الخاطري أن التصدعات بدأت تظهر بشكل واضح في مختلف مباني قرية مندع منذ نحو 5 سنوات نتيجة هشاشة التربة وتأثر المنطقة بجريان الأودية الجارفة، حيث تُعرف المنطقة بغزارة هطول الأمطار وجريان الأودية معظم أشهر العام، مما أثار مخاوف الأهالي من اتساع التصدعات وربما انهيار أجزاء من منازلهم.

وأشار إلى أن وزارة الإسكان والتخطيط العمراني قامت بدور كبير من خلال فحص التربة وتوثيق مخاطر الأودية على القرية وسكانها، وقد صدرت التوجيهات السامية من لدن مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ باستحداث موقع آمن وبناء وحدات سكنية جديدة تشمل جميع الأسر من قرية مندع، مؤكدًا أن المشروع في مراحله النهائية، على أمل الانتقال إلى المساكن الجديدة في القريب العاجل.

توجيهات سامية

وقال المهندس مصطفى بن عبيد بن صالح الربعاني، مدير مشروع بناء الوحدات الجديدة لأهالي مندع بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني: بتوجيهات سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ، وبما يتواكب مع "رؤية عُمان 2040"، تشهد قرية مندع بجبل شمس تنفيذ مشروع بناء 10 وحدات سكنية تبلغ مساحة البناء لكل وحدة أكثر من 200 متر مربع، بتكلفة إجمالية وصلت إلى نحو 400 ألف ريال عُماني، وقد بدأ تنفيذ المشروع خلال عام 2024 على أن يتم الانتهاء منه خلال العام الجاري، وذلك تلبيةً لاحتياجات المواطنين القاطنين في القرية وتعزيزًا للاستقرار الأسري.

وأضاف: تم تنفيذ المشروع بطابعٍ عمراني حديث يسهم في رفع مستوى جودة الحياة للمجتمع المحلي في قرية مندع بجبل شمس.

دعم جودة الحياة

وقال عبدالله الخطيب من شركة المدينة العالمية للتنمية والاستثمار المنفذة للمشروع: إن مشروع إنشاء 10 وحدات سكنية في قرية مندع بجبل شمس بولاية الحمراء يُعد من المشاريع الاستراتيجية التي تسهم في دعم التنمية المستدامة ورفع جودة الحياة في المنطقة، وقد تم إنجاز ما نسبته 90% من إجمالي الأعمال، بما في ذلك التشطيبات الخارجية للمساكن مثل أعمال الدهانات وتركيب النوافذ والأبواب، وفقًا للخطة الزمنية المعتمدة من قبل وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، ومن المتوقع استكمال وتسليم المشروع بالكامل بنهاية العام الجاري.

وأوضح أن المشروع واجه مجموعة من التحديات المرتبطة بنقل مواد البناء إلى المناطق الجبلية التي يصعب الوصول إليها، ومن أبرزها وعورة التضاريس التي تعيق حركة المركبات الثقيلة وتحدّ من استخدام بعض أنواع المعدات، إضافةً إلى تقلبات الطقس وما تسببه من أمطار وانزلاقات أرضية تؤثر على مواعيد النقل وتزيد من مخاطر السلامة.

كما أشار إلى قلة الطرق الممهدة في بعض المواقع، مما استدعى إنشاء طرق مؤقتة أو استخدام وسائل نقل بديلة مثل الرافعات أو النقل اليدوي، فضلًا عن ارتفاع التكاليف اللوجستية الناتجة عن صعوبة النقل إلى هذه المواقع الجبلية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وزارة الإسکان والتخطیط العمرانی وحدات سکنیة القاطنین فی من لدن

إقرأ أيضاً:

حركة فتح: مخطط إسرائيلي أمريكي لتقسيم قطاع غزة بحجة الإعمار

قال الدكتور ماهر صافي، القيادي في حركة فتح، إن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لفرض شروط سياسية وأمنية مقابل إعادة إعمار قطاع غزة، موضحًا أن واشنطن ترتبط بدء عملية الإعمار بنزع سلاح فصائل المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة حماس.

الأردن: لن نرسل قوات إلى غزة وندعو لبدء عملية إعادة الإعمار وزير الخارجية الأسبق: غير مطمئن إلى استعداد إسرائيل للانسحاب الكامل من غزة

وأضاف القيادي في حركة فتح، في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن هناك مخططًا إسرائيليًا–أمريكيًا لتقسيم قطاع غزة إلى مناطق منفصلة.

 إحدى المناطق ستخضع لإشراف إسرائيلي مباشر بزعم إعادة الإعمار


وأوضح أن إحدى المناطق ستخضع لإشراف إسرائيلي مباشر بزعم إعادة الإعمار، بينما تُترك مناطق أخرى تحت إدارة حماس دون تنمية أو إعمار، في محاولة لتفريغ القطاع من سكانه وتقليص الكثافة السكانية تدريجيًا.

وأشار  القيادي في حركة فتح إلى أن الزيارات الأخيرة لمسؤولين أمريكيين إلى تل أبيب تكشف عن تغييرات جوهرية في الخطة الأمريكية تجاه غزة، مؤكدًا أن الهدف الحقيقي هو فرض واقع جديد يمكّن إسرائيل من التحكم الكامل في القطاع والسيطرة على مسارات الإعمار والتمويل.

وشدد صافي على أن هذه المخططات تتعارض مع القانون الدولي، وتمثل انتهاكًا لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإعادة بناء أرضه دون وصاية أو شروط، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف أي محاولات لتقسيم القطاع أو استغلال ملف الإعمار لتحقيق أهداف سياسية.

 

مقالات مشابهة

  • دوما: الاحتلال يواصل منع قطف ثمار الزيتون في القرية مع استمرار الاعتداءات
  • جريمة مروعة تهز مناطق تعز المحتلة
  • حركة فتح: مخطط إسرائيلي أمريكي لتقسيم قطاع غزة بحجة الإعمار
  • ابتهال عبد المعطي قائما بأعمال عميد التخطيط العمراني بجامعة القاهرة
  • وزارة تمكين المجتمع تشارك في «القرية العالمية»
  • احتجاجات في تعز رفضًا للجرائم والاعتقالات التعسفية
  • مستوطنون يسرقون خيمة سكنية وحظيرة ماشية في قرية فلسطينية
  • جيش الاحتلال: المعسكر الذي هاجمناه كان يستخدم للتدريب والتخطيط لعمليات ضد إسرائيل وجيشها
  • افتتاح معرض “صنع بعزيمة” في القرية الثقافية النبطية بالبتراء