بدأت الهالة الخضراء المحيطة بالسيارات الهجينة القابلة للشحن (PHEVs) تتلاشى بعد أن أظهرت دراسة جديدة من وزارة النقل والبيئة الأوروبية (T&E) أن هذه المركبات ليست صديقة للبيئة كما يُروّج لها. 

فبعد سنوات من اعتبارها "الجسر المثالي" بين محركات البنزين والسيارات الكهربائية الكاملة، يبدو أن الصورة الحقيقية أكثر تعقيدًا مما كان يُعتقد.

انبعاثات الكربون أعلى بـ5 أضعاف من الأرقام الرسمية

بحسب نتائج الدراسة، التي اعتمدت على تحليل بيانات 800 ألف سيارة هجينة قابلة للشحن في أوروبا، فإن هذه السيارات تصدر في الاستخدام اليومي ما يقرب من خمسة أضعاف كمية ثاني أكسيد الكربون مقارنة بما تشير إليه نتائج الاختبارات الرسمية.

ويرجع ذلك إلى أن الاختبارات المعملية لا تعكس ظروف القيادة الحقيقية، حيث يستخدم السائقون محركات البنزين أكثر مما كان متوقعًا، إما بسبب نسيان شحن البطارية أو لتجنب تعقيدات الشحن المستمر.

روجت شركات السيارات لسنوات لفكرة أن الهجينة القابلة للشحن تمثل الحل المثالي: يمكنك القيادة بالطاقة الكهربائية في الرحلات القصيرة، ثم الاعتماد على الوقود عند الحاجة إلى مدى أطول.

لكن في الواقع، أظهرت الدراسة أن الكثير من السائقين نادرًا ما يشحنون سياراتهم بانتظام، مما يجعلها تعمل كسيارات بنزين ثقيلة الوزن. 

حتى في الحالات التي يتم فيها الشحن، تتحول المحركات بسرعة إلى وضع الاحتراق الداخلي عند القيادة على منحدرات أو أثناء التسارع أو في الطقس البارد، مما يقلل من فاعلية النظام الكهربائي.

الجيل الأحدث من سيارات الـPHEV أصبح قادرًا على قطع مسافة كهربائية تصل إلى 113 كيلومترًا بشحنة واحدة، أي أكثر من ضعف مدى الأجيال السابقة. 

ومع ذلك، تشير الأرقام إلى أن هذه الميزة لا تُستغل بالشكل الأمثل، ما يجعل الانبعاثات الفعلية أقرب إلى تلك الصادرة عن السيارات التقليدية.

مستقبل غامض بعد 2035

رغم أن بعض الدول الأوروبية تدرس السماح ببقاء السيارات الهجينة القابلة للشحن حتى بعد تطبيق حظر محركات الاحتراق الداخلي في عام 2035، إلا أن نتائج الدراسة الأخيرة تضع هذه التوجهات موضع تساؤل.

فإذا كانت السيارات الهجينة لا تحقق الأهداف البيئية المرجوة، فقد تجبر الشركات والمشرعون على تسريع الانتقال نحو السيارات الكهربائية بالكامل كخيار وحيد للحد من الانبعاثات.

طباعة شارك السيارات الكهربائية السيارات الهجينة سيارات PHEV السيارات الأوروبية تقليل الانبعاثات

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السيارات الكهربائية السيارات الهجينة سيارات PHEV السيارات الأوروبية تقليل الانبعاثات السیارات الکهربائیة السیارات الهجینة

إقرأ أيضاً:

ألغاز من حملة نابليون على روسيا.. دراسة تكشف أمراضًا قاتلة ضربت جيشه عام 1812

تتوافق نتائج الدراسة مع الأعراض التي وردت في السجلات التاريخية عن الأمراض التي ضربت جيش نابليون.

قال باحثون من معهد "باستور" في فرنسا إنهم تمكنوا من تحديد عاملين مَرَضيين أصابا جنود جيش نابليون خلال انسحابه من روسيا عام 1812. وأوضحوا أن العاملين هما المسببان لحمى نظيرة التيفوئيد والحمى الراجعة، وأن هذه النتائج تتطابق مع الأعراض التي وردت في السجلات التاريخية.

خلفية الدراسة

قاد فريق من وحدة علم الجينوم الميكروبي القديم في معهد "باستور"، بالتعاون مع مختبر الأنثروبولوجيا الحيوية الثقافية في جامعة إيكس-مرسيليا، تحقيقًا علميًا بهدف تحديد مسببات الأمراض التي لعبت دورًا في تفشي أوبئة خلال حملة نابليون على روسيا عام 1812، والتي انتهت بانسحاب الجيش الفرنسي.

تم استخراج وتحليل الحمض النووي من رفات 13 جنديًا من جيش نابليون، عُثر عليها في فيلنيوس (ليتوانيا) خلال عمليات تنقيب أُجريت عام 2002. واستخدم الباحثون تقنيات تسلسل متقدمة للحمض النووي القديم للكشف عن العوامل المسببة للأمراض التي ربما ساهمت في ارتفاع عدد الوفيات بين الجنود.

النتائج العلمية

أظهرت التحاليل وجود توقيعات جينية لعاملين مَرَضيين:

Salmonella enterica Paratyphi C، وهي بكتيريا مسؤولة عن الإصابة بحمى نظيرة التيفوئيد.

Borrelia recurrentis، وهي بكتيريا مسؤولة عن الحمى الراجعة، وهي عدوى تنتقل عن طريق القمل وتتسبب بنوبات متكررة من الحمى يتبعها فترات من الهدوء المؤقت.

رغم أن هذين المرضين مختلفان، فإنهما يتشاركان في أعراض شائعة، منها الحمى المرتفعة والإرهاق واضطرابات الجهاز الهضمي. ويُرجح أن وجودهما معًا زاد من سوء الحالة الصحية للجنود، الذين كانوا يعانون أصلًا من الجوع والبرد القارس وظروف النظافة السيئة.

رجل يجسّد نابوليون على حصان خلال إعادة تمثيل معركة واترلو في بلجيكا عام 2015. Geert Vanden Wijngaert/AP حجم الإصابات

من بين 13 جثة جرى تحليلها، ثبتت إصابة 4 جنود ببكتيرياS. enterica Paratyphi C، وإصابة جنديين ببكتيريا B. recurrentis. وتمثل هذه النتائج أول دليل جيني مباشر على وجود هذين العاملين في صفوف جيش نابليون خلال الحملة الروسية.

وتُضاف هذه النتائج إلى دراسات سابقة كانت قد كشفت عن وجود العامل المسبب للتيفوس (Rickettsia prowazekii) والعامل المسبب لحمى الخنادق (Bartonella quintana)، واللذين ارتبطا منذ فترة طويلة بحملة 1812 وفقًا للمصادر التاريخية.

حدود الدراسة وأهميتها

يشير الباحثون إلى أن العدد المحدود للعَيّنات (13 من أكثر من 3000 جثة عُثر عليها في فيلنيوس) لا يسمح بتحديد مدى مساهمة هذه الأمراض في العدد الكبير من الوفيات الذي شهده جيش نابليون. فقد كان عدد الجنود المشاركين في الحملة يتراوح بين 500 و600 ألف جندي، تُوفي نحو 300 ألف منهم خلال الانسحاب.

قال نيكولاس راسكوفان، رئيس وحدة علم الجينوم الميكروبي القديم في معهد باستور والمشرف على الدراسة: "الوصول إلى المعلومات الجينية الخاصة بمسببات الأمراض التي كانت منتشرة في الماضي يساعدنا على فهم كيفية تطورها وانتشارها واختفائها، كما يتيح لنا تحديد الظروف الاجتماعية والبيئية التي ساهمت في هذه العمليات. هذه المعطيات تمنحنا أدوات أفضل لفهم الأمراض المعدية في الحاضر".

Related شاهد: بيع قبعة نابليون في مزاد علني.. فكم بلغ ثمنها؟مزاد في باريس لبيع قبعة نابليون بونابارت ماكرون يرغب بهزيمة روسيا في أوكرانيا.. وموسكو تذكره بمصير نابليون على أراضيها منهجية التحليل

تعاون الفريق البحثي مع علماء من جامعة تارتو في إستونيا لتطوير آلية دقيقة للتحقق من صحة العينات. وشملت هذه الآلية تحليلًا تطوريًا لتحديد العوامل الممرضة حتى في حال ضعف كمية الحمض النووي المستخرجة. هذه الطريقة سمحت بتحديد العامل المسبب بدقة عالية، حتى مع التغطية الجينية المنخفضة.

وقال راسكوفان: "في معظم البقايا البشرية القديمة، تكون كمية الحمض النووي الخاص بالعوامل الممرضة صغيرة جدًا ومجزأة، ما يجعل من الصعب الحصول على جينومات كاملة. لذلك نحتاج إلى أدوات متطورة يمكنها تحديد العوامل بدقة من هذه البيانات المحدودة، وأحيانًا حتى تحديد السلالة".

السياق التاريخي

تتوافق نتائج الدراسة مع الأعراض التي وردت في السجلات التاريخية عن الأمراض التي ضربت جيش نابليون عام 1812. ويعتقد الباحثون أن هذه الأمراض كانت أحد العوامل التي ساهمت في انهيار الحملة، إلى جانب عوامل أخرى مثل الإرهاق الشديد، والبرد القارس، والظروف الميدانية القاسية.

انتهت الحملة بانسحاب كارثي للجيش الفرنسي، ما سمح للقوات الروسية باستعادة السيطرة على موسكو، ووجّه ضربة قاسية لاستراتيجية نابليون العسكرية.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • دراسة جينية تكشف: الأتراك أقرب وراثيًا إلى هذه الأمة..
  • دراسة صادمة بشأن التدخين !!
  • تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية الفاخرة
  • ألغاز من حملة نابليون على روسيا.. دراسة تكشف أمراضًا قاتلة ضربت جيشه عام 1812
  • «وفر في البنزين».. خطوات تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي
  • رئيس رابطة تجار السيارات: ارتفاع البنزين يؤثر بالسلب على حركة البيع والشراء
  • دراسة جديدة: صحة الأسنان السبب الخفي وراء خطر السكتة الدماغية
  • دراسة صادمة .. بعض منتجات تمليس الشعر قد تسبب السرطان
  • دراسة بحثية لـ”تريندز” تناقش دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم