لم تعد الدبلوماسية الحديثة تُدار فقط عبر المفاوضات السياسية أو العلاقات الاقتصادية التقليدية، بل أصبحت التكنولوجيا نفسها لغة جديدة للعلاقات الدولية، تفتح بها الأبواب وتبنى بها الجسور بين الدول، هذا ما تؤكده الزيارة الأخيرة للدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إلى العاصمة الفيتنامية هانوى، والتى حملت بين طياتها ملامح تحول حقيقى فى موقع مصر داخل خريطة الاقتصاد الرقمى العالمى.
فاللقاءات التى عقدها الوزير مع كبرى الشركات العالمية العاملة فى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والإلكترونيات لم تكن مجرد اجتماعات بروتوكولية، بل خطوة مدروسة نحو بناء شراكات استراتيجية طويلة الأمد، تُعيد رسم ملامح الصناعة الرقمية فى مصر، من مجموعة FPT الرائدة فى تكنولوجيا المعلومات وأشباه الموصلات، إلى Viettel صاحبة الخبرة الواسعة فى شبكات الجيل الخامس والتحول الرقمى، مرورًا بعملاق الإلكترونيات سامسونج، كلها أسماء تدرك جيدًا أن مصر اليوم تمتلك مقومات تجعلها أكثر من مجرد سوق، بل مركزًا إقليميًا واعدًا للإنتاج والتطوير.
لقد كشفت زيارة الوزير عن رؤية مصرية متكاملة تقوم على ثلاثة محاور رئيسية، توطين صناعة الإلكترونيات، وتنمية القدرات البشرية، وجذب الاستثمارات التكنولوجية عالية القيمة، فبينما تسعى مصر لتكون لاعبًا مؤثرًا فى صناعة الرقائق وأشباه الموصلات، فإنها فى الوقت ذاته تراهن على كوادرها الشابة وقدرتها على التفاعل مع أحدث اتجاهات التكنولوجيا العالمية، وهو ما يجعل من بناء القدرات الرقمية أولوية وطنية لا تقل أهمية عن إقامة المصانع والمناطق التكنولوجية.
كما أن حرص الدكتور عمرو طلعت على زيارة مجمع سامسونج الصناعى فى فيتنام لم يكن صدفة، فالشركة التى تعد من أكبر المستثمرين فى صناعة الإلكترونيات العالمية، وجدت فى التجربة المصرية نموذجًا واعدًا يستحق الدعم والتوسع، وقد مثل هذا اللقاء منصة لتبادل الخبرات فى مجالات البحث والتطوير والتصنيع المحلى، خصوصًا مع وجود مصانع سامسونج فى مصر التى تعد من العلامات الفارقة فى رحلة توطين التكنولوجيا.
وفى لقائه مع شركة VNPT Technologies، طُرحت بوضوح فكرة تحويل مصر إلى مركز إقليمى للتصميم والإنتاج الإلكترونى يخدم أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا، مستفيدًا من الموقع الجغرافى الفريد والبنية التحتية الرقمية المتطورة التى أصبحت محورًا من محاور التحول الاقتصادى الوطنى.
إن ما تقوم به وزارة الاتصالات اليوم ليس مجرد جهود فنية، بل هو مشروع قومى لإعادة تموضع مصر فى الاقتصاد العالمى الجديد، اقتصاد يقوم على المعرفة والتقنيات المتقدمة لا على الموارد التقليدية، إنها دبلوماسية التكنولوجيا فى أنقى صورها، حيث تُستبدل مكاتب التفاوض بقاعات الابتكار، وتُكتب الاتفاقيات بلغة البرمجة والتصميم والذكاء الاصطناعى.
وفى ظل هذه الرؤية، يبدو أن مصر لا تطرق أبواب المستقبل فحسب، بل تسهم فى صناعته أيضًا، بخطوات واثقة، وبشراكات ذكية، وبإصرار واضح على أن تكون التكنولوجيا جسرًا جديدًا من جسور قوتها الناعمة فى العالم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أون لاين
إقرأ أيضاً:
سامسونج تطلق ميزة جديدة مستوحاة من آبل لترتيب الإشعارات في واجهة One UI 8.5
تواجه جميع أنظمة تشغيل الهواتف الذكية مشكلة فوضى الإشعارات الناتجة عن كثرة التنبيهات من التطبيقات المختلفة، ما يؤثر سلباً على تجربة المستخدم.
تدرك سامسونج، مثل آبل، أهمية هذه المشكلة وتعمل عبر تحديث One UI 8.5 الجديد على تقديم حل تقني مبتكر لترتيب الإشعارات وجعلها أكثر فعالية.
الميزة الجديدة: أولوية الإشعارات والتحكم اليدوي أو الذكيوفق تسريبات ظهرت لتحديث One UI 8.5، سيصبح بإمكان المستخدمين وضع إشعارات التطبيقات الهامة في أعلى قائمة التنبيهات والحصول على تنبيه فوري بها، مع توفير إمكانية اختيار التطبيقات يدويًا أو ترك الذكاء الاصطناعي “Galaxy AI” ليحدد الأولويات بشكل تلقائي حسب الاستخدام الفعلي.
وصفت سامسونج في وثائق التسريبات أن معالجة الإشعارات ستتم على الجهاز نفسه لضمان الخصوصية، وأن المستخدم لن يحتاج لمنح تصريح عام لكل تطبيق بل سيحدد الإشعارات الأكثر أهمية فقط.
ميزة ترتيب الإشعارات ظهرت أولاً لدى آبل بداية من نظام iOS 18.4، حيث تمنح إشعارات الأشخاص والتطبيقات المهمة مكاناً منفصلاً في أعلى مركز الإشعارات على أجهزة آيفون الأحدث.
وتقدم سامسونج النهج ذاته عبر واجهة One UI 8.5، لتمنح مستخدمي Galaxy S25 وS26 تجربة أقرب إلى ما يقدمه نظام آبل ولكن مع تفاوت في الذكاء الاصطناعي وآلية الترتيب.
آراء المستخدمين: هل نحتاج فعلاً لذكاء اصطناعي في ترتيب الإشعارات؟أجرى موقع Phone Arena استطلاعاً لمستخدمي سامسونج، وتوزعت الآراء بين من يفضل تشغيل ميزة الترتيب الذكي للإشعارات عبر الذكاء الاصطناعي، ومن يرى أن التحكم اليدوي يكفي لترتيب الأمور.
تبين أن حوالي 60% يرحبون بتجربة الذكاء الاصطناعي في ترتيب الإشعارات بشرط الحفاظ على خصوصيتهم وعدم منح صلاحيات إضافية للتطبيقات.
إطلاق وتوافر: متى تصل الميزة الجديدة؟من المتوقع أن يبدأ طرح واجهة سامسونج One UI 8.5 بشكل رسمي مع هواتف Galaxy S25 وسلسلة S26 بداية 2026، بينما يمكن لمن يرغب تجربة النسخة التجريبية المبكرة الحصول عليها من خلال بعض النسخ التجريبية بدءًا من نوفمبر المقبل وفق تسريبات السوق.
نقلة في إدارة الإشعارات على أجهزة سامسونجتمثل هذه الميزة الجديدة خطوة هامة لتحسين تجربة المستخدم وتوفير حلول عصرية لمشكلة الإشعارات الفوضوية، مع الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي دون المساس بالخصوصية، في نهج يجمع بين التقليد الذكي لتجربة آبل والإبداع البرمجي لدى سامسونج.