سموتريتش يسابق الزمن: خطوة عملية خطيرة من الاحتلال تتعلق بملكية الفلسطينيين لأراضيهم في مناطق (ج)
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
#سواليف
اعتبرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن #حكومة_الاحتلال الحالية، التي توصف بأنها الأكثر تطرفًا في تاريخ كيان الاحتلال، تسابق الزمن قبل دخولها فترة الانتخابات من أجل تثبيت مشروعها الأيديولوجي في #الضفة_الغربية المحتلة، وتكريس واقع ميداني يصعب التراجع عنه لاحقًا، سواء في ملف #الاستيطان أو في البنية التحتية المرتبطة به.
منذ تولي حكومة #نتنياهو–سموتريتش السلطة، تشير المعطيات إلى ما يشبه الانفجار الاستيطاني؛ إذ صادقت سلطات الاحتلال على بناء نحو 48 ألف وحدة استيطانية جديدة في الضفة، بمتوسط يقارب 17 ألف وحدة سنويًا، وهو رقم غير مسبوق. ويتوقع أن يتجاوز العدد 50 ألف وحدة استيطانية بحلول نهاية العام الجاري، مقارنة بعام 2020 الذي كان الأعلى خلال إدارة ترامب، حين أُقرت 12 ألف وحدة فقط. في موازاة ذلك، أعلنت حكومة الاحتلال منذ بداية ولايتها عن 26 ألف دونم كـ”أراضي دولة”، أي ما يعادل تقريبًا مجموع ما أُعلن خلال سبعةٍ وعشرين عامًا كاملة قبلها.
تنقل الصحيفة عن الباحث يوني مزراحي من حركة “السلام الآن” قوله إن ما يجري هو ضمّ فعلي (de facto) للضفة الغربية، من دون إعلان رسمي. فبينما منع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الاحتلال من فرض السيادة رسميًا، تعمل حكومة سموتريتش على تحقيق هذا الهدف فعليًا من خلال توسع استيطاني متواصل وتغييرات إدارية وتشريعية في آليات السيطرة على الأرض. الهدف المركزي من هذه السياسات، كما تشير الصحيفة، هو إجهاض أي احتمال لإقامة دولة فلسطينية عبر تقطيع الجغرافيا الفلسطينية وتحويلها إلى جزر معزولة داخل بحر من المستوطنات.
مقالات ذات صلةوتُبرز “يديعوت” أن الطرق الالتفافية والبنية التحتية باتت جزءًا أساسيًا من هذا المسار، فهي تمثل “لغة التطبيع” التي تُظهر للمستوطنين حياتهم كأنها امتداد طبيعي داخل “إسرائيل”، وتسهّل في الوقت ذاته زيادة عدد المستوطنين. فعلى سبيل المثال، يشهد الطريق 60 الممتد من شمال القدس حتى جنوبها أعمال توسعة مكثفة لتحويله إلى طريق سريع أشبه بالأوتوستراد، فيما أُنجزت توسعات مماثلة في طريق الأنفاق المؤدي إلى غوش عتصيون ومستوطَنات الجنوب. هذه المشاريع تُنفَّذ بسرعة قياسية، بحيث يصعب التراجع عنها حتى لو تغيّرت الحكومة.
إلى جانب شقّ الطرق، تسعى حكومة الاحتلال إلى توسيع #المستوطنات في نقاط استراتيجية لضمان رابط استيطاني متصل من الشمال إلى الجنوب، مقابل قطع التواصل الجغرافي بين المدن والبلدات الفلسطينية. ففي أيار/مايو الماضي، وافق “الكابينت” على إقامة 22 بؤرة استيطانية جديدة، بعضها قائم منذ سنوات وبعضها الآخر أُنشئ حديثًا، من بينها مواقع حساسة مثل جبل عيبال وجرزيم قرب نابلس ومنطقة سبسطية التاريخية التي تخطط سلطات الاحتلال لإقامة محطة قطار فيها قبل الانتخابات المقبلة، لتثبيت وجود يهودي دائم في المكان.
وتعتبر “يديعوت” أن المشروع الأخطر يتمثل في منطقة E1 الواقعة بين مستوطنة “معاليه أدوميم” ومدينة القدس، والتي تشكل حجر الزاوية في مشروع الدولة الفلسطينية المتواصلة جغرافيًا. ففي 20 آب/أغسطس، صادقت لجنة التنظيم التابعة لـ”الإدارة المدنية” على بناء 3400 وحدة استيطانية في المنطقة، فيما ظهر سموتريتش بنفسه في حفل ميداني مؤكدًا أن الهدف هو منع قيام دولة فلسطينية مستقبلًا عبر السيطرة الكاملة على الأرض الفاصلة بين القدس والبحر الميت.
وبحسب الصحيفة، تسعى الحكومة إلى طرح مناقصة فورية وتنفيذ الأعمال الميدانية قبل الانتخابات، حتى “يصبح من المستحيل إيقاف المشروع”. هذا التسريع يُعتبر رسالة مزدوجة للداخل الإسرائيلي ولواشنطن والعواصم الأوروبية مفادها أن “الحقائق على الأرض سبقت أي حديث سياسي”.
وفي خطوة تُعد الأخطر من الناحية القانونية، تعمل ما تُسمّى بـ”إدارة التنظيم” التابعة لسموتريتش على مشروع مسح شامل لأراضي المنطقة (ج) يهدف إلى نقل عبء إثبات الملكية إلى الفلسطينيين، بحيث يصبح الافتراض القانوني أن الأرض “أراضي دولة” ما لم يتم إثبات العكس. هذا الإجراء، وفق الصحيفة، سيُسهّل إعلان عشرات آلاف الدونمات كمناطق خاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.
ويُموَّل المشروع بمئات ملايين الشواقل، وتم نقل مسؤوليته من “الإدارة المدنية” التابعة لجيش الاحتلال إلى وزارة القضاء الإسرائيلية، في خطوة ترمز إلى نقل إدارة الضفة من المجال العسكري إلى المدني، أي إلى مؤسسات كيان الاحتلال المقام على أراضي 1948، بما يعنيه ذلك من تكريس الضمّ القانوني والإداري. وتشير التقديرات إلى أن الاحتلال سيتمكن من إعلان نحو 60 ألف دونم سنويًا كـ”أراضي دولة” في حال استكمال المشروع قبل الانتخابات.
كما تشير الصحيفة إلى أن الحكومة تحاول الآن استكمال ربط ما تسميه “التجمعات الشابة” – وهي البؤر الاستيطانية الجديدة التي أُقرّ تثبيتها مؤخرًا – بشبكات البنية التحتية الأساسية: المياه، الكهرباء، الاتصالات، والصرف الصحي. ويجري العمل حاليًا على إصدار أمر حكومي واحد يشمل 80 تجمعًا استيطانيًا لربطها بهذه الخدمات دفعة واحدة.
وتختم “يديعوت أحرونوت” بالإشارة إلى أن ما يقوم به سموتريتش لا يقتصر على توسيع الاستيطان فحسب، بل يمثل إعادة صياغة كاملة لآلية الحكم الإسرائيلي في الضفة الغربية، وتحويل الاحتلال من واقعٍ عسكري مؤقت إلى واقعٍ مدني دائم، يدمج المستوطنات في جسد كيان الاحتلال المقام على الأراضي المحتلة عام 1948، ويقوّض في الوقت ذاته أي أفق سياسي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف حكومة الاحتلال الضفة الغربية الاستيطان نتنياهو المستوطنات ألف وحدة التی ت
إقرأ أيضاً:
العدو الصهيوني يستولي على 73 دونما من أراضي الفلسطينيين في رام الله والبيرة
الثورة نت/وكالات أفادت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية باستيلاء العدو الصهيوني على 73 دونما من أراضي المواطنين الفلسطينيين في محافظة رام الله والبيرة من خلال خمسة أوامر عسكرية تحت مسمى “أوامر وضع يد” تم رصدها،أمس الاحد، تهدف إلى فرض وقائع جديدة بحجة الأغراض الأمنية والعسكرية. وبينت الهيئة، في بيان لها، أن الأمر العسكري الأول استهدف ما مساحته 29.68 دونما من أراضي قريتي كفر مالك ودير جرير، بهدف إقامة منطقة عازلة حول مستوطنة “كوخاف هشاحر”، وحمل الرقم ت/116/24، فيما استهدف الأمر الثاني ما مساحته 12.612 دونما من أراضي قرية دير جرير، بهدف إقامة طريق أمني يصل بين مستوطنة “كوخاف هشاحر” والطريق رقم 449 وحمل الرقم ت/118/24. وأضافت أن الأمر الثالث استهدف مساحة تقدر بـ 2.203 دونمات من أراضي قرية الطيبة شرق رام الله، بهدف إقامة سياج شائك على الطريق المؤدي على مستوطنة “ريمونيم”، وحمل الرقم ت/74/25، في حين استهدف الأمر الرابع مساحة 18.279 دونما من أراضي قرية رأس كركر، بهدف إقامة منطقة عازلة حول مستوطنة “تلمون”، حيث يشير إلى أن هذا الأمر هو تعديل على أمر سابق جرى إصداره في عام 2006 بحيث يتم إلغاء مساحات من الأمر وإضافة مساحات جديدة بهدف توسعته، منها تخصيص ما مجموعه 12.61 دونماً من أراضي معلنة كأراضي دولة لصالح الأمر العسكري مما يحكم المنطقة العازلة حول المستوطنة، وحمل الرقم ت/35/06. وأوضحت الهيئة أن الأمر الخامس استهدف مساحة تقدر بـ 10.984 دونما من أراضي قرية الطيبة شرق رام الله، بهدف إنشاء طريق أمني يصل بين مستوطنة “ريمونيم” والشارع رقم 449، وحمل الرقم ت/43/25. وأشارت تقارير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إلى أن دولة العدو كثفت من إصدار أوامر وضع اليد لأغراض عسكرية بمستويات غير مسبوقة في قصدية واضحة للاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الفلسطينية، وما يترتب على هذا النوع من الأوامر من فرض وقائع جديدة على الأرض، لا سيما في إطار عنوان المناطق العازلة حول المستوطنات. كما أشارت إلى أنه وبعد السابع من اكتوبر، 2023، أقامت دولة العدو من خلال مجموعة من الأوامر العسكرية ما مجموعه 30 منطقة عازلة (تحديث حتى تاريخ 26 اكتوبر، 2025) حول مجموعة من المستوطنات، بهدف منع وصول المواطنين إلى مساحات شاسعة بحجة الأمر العسكري، مما يمهد الطريق إلى سيطرة دائمة عليها في المستقبل.