أطباء يحددوت تمارين صينية قديمة قد تخفف ألم الركبة المزمن
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
كشفت دراسة حديثة عن إمكانية أن تساهم تمارين صينية قديمة في تحسين نوعية الحياة لدى المصابين بآلام الركبة الناتجة عن الفصال العظمي، أحد أكثر اضطرابات المفاصل المزمنة شيوعا في العالم.
وتعد التمارين المعروفة باسم "تاي تشي" شكلا من أشكال التمارين البدنية الصينية التي تجمع بين الحركات البطيئة والمنسقة للجسم والتنفس العميق والتركيز الذهني، ويُمارس عادة لتعزيز التوازن والمرونة والقوة العضلية، إضافة إلى فوائده النفسية والجسدية.
ويحدث الفصال العظمي عندما يتآكل الغضروف الواقي الذي يغطي نهايات العظام داخل المفصل، ما يؤدي إلى احتكاكها ببعضها وحدوث ألم وتيبّس وصعوبة في الحركة. ويعد مفصل الركبة الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.
وعلى الرغم من التوصيات الطبية عادة بممارسة التمارين الرياضية وضبط الوزن والعلاج الطبيعي، فإن كثيرا من المرضى لا يجدون راحة كافية، في ظل محدودية العلاجات الدوائية المتاحة وقصر مفعولها.
وفي هذا الإطار، أجرى باحثون من جامعة ملبورن الأسترالية دراسة شملت 178 مشاركا متوسط أعمارهم 61 عاما، قُسّموا إلى مجموعتين؛ تلقت الأولى برنامجا إلكترونيا لممارسة تمارين "تاي تشي" عبر الإنترنت لمدة 12 أسبوعا، بينما اقتصرت المجموعة الثانية على الاطلاع على مواد تثقيفية حول فوائد التمارين لمرضى الفصال العظمي.
وبعد ثلاثة أشهر من المتابعة، أظهرت النتائج أن ممارسي "تاي تشي" سجلوا تحسنا مضاعفا تقريبا في شدة الألم ووظيفة الركبة مقارنة بالمجموعة الضابطة.
وفي مقال نشر في مجلة JAMA Internal Medicine، أوضح الباحثون أن "التمارين عبر الإنترنت كانت آمنة وذات أثر سريري واضح"، مشيرين إلى أن هذا الأسلوب "قد يمثل خيارا فعالا وسهل الوصول لتحسين فرص المرضى في ممارسة النشاط البدني"، كما يمكن أن "يخفف الضغط على موارد الرعاية الصحية".
إلا أن الباحثين أشاروا إلى بعض القيود، أبرزها أن التجربة استمرت 12 أسبوعا فقط، ما يحدّ من تقييم التأثيرات طويلة المدى، إضافة إلى اشتراط امتلاك المشاركين أجهزة واتصالا بالإنترنت، وهو ما قد يقلل من قابلية تعميم النتائج على فئات أوسع.
يوصي خبراء الصحة بإجراء تغييرات في نمط الحياة للمساعدة في تخفيف آلام الركبة، مثل تبنّي نظام غذائي متوسطي غني بأحماض أوميغا-3 الدهنية المتوفرة في الأسماك الزيتية، لما تمتاز به من خصائص مضادة للالتهابات.
وقد أظهرت دراسات سابقة أن هذا النظام يساهم في خفض مؤشرات الالتهاب وتآكل الغضاريف وتحسين مرونة المفاصل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: آلام الركبة الفصال العظمي
إقرأ أيضاً:
تم اكتشافها بالصدفة.. قصة صخرة غامضة بداخلها نيزك يحمل أسرارًا قديمة
يعتبر اكتشاف نيزك ماريبورو، واحدًا من الأحداث المثيرة في عالم الجيولوجيا خلال الفترة الأخيرة، فالأمر بدأ حين اكتشف المنقب الأسترالي ديفيد هول صخرة غريبة احتفظ بها لسنوات، ظنًّا أنه عثر على كتلة من الذهب.
لكن، بعد جهد كبير ومحاولات فاشلة لكسر الصخرة، قرر “هول” أخذها إلى متحف ملبورن بحثًا عن إجابة.
عندما فحص خبراء المتحف هذه الصخرة، لم يجدوا بداخلها ذهبًا، بل اكتشفوا شيئًا أكثر قيمة بكثير: نيزك يعود عمره إلى 4.6 مليار سنة، وهو جزء من المادة التي تشكل منها النظام الشمسي.
تُعتبر هذه القطعة النادرة من العصور القديمة، ونتيجة للأبحاث، أطلق عليها اسم "نيزك ماريبورو" نسبةً إلى البلدة القريبة من موقع اكتشافها.
يمتاز نيزك ماريبورو بوزن يصل إلى 17 كيلوجرامًا، ما يجعله واحدًا من أكبر وأندر النيازك المكتشفة في ولاية فيكتوريا. وقد لاحظ الجيولوجيان ديرموت هنري وبيل بيرش، بمجرد رؤيتهما لها، أنها ليست صخرة عادية.
السطح الخارجي كان منحوتًا ومقعّرًا، مما يدل على احتكاكها بالغلاف الجوي أثناء سقوطها، حيث أدى ذلك إلى تآكل سطحها وتشكيلها بشكل انسيابي.
بواسطة تحليل دقيق، تأكد الفريق من أن النيزك هو كوندريت من النوع H5، وهي نيازك حجرية تحتوي على نسبة عالية من الحديد بالإضافة إلى جزيئات معدنية تُعرف بالكُوندريولات، حيث تعتبر هذه الجزيئات من أقدم المواد الصلبة التي تشكلت في بدايات النظام الشمسي.
رحلة النيزك عبر الزمنمن بين الآلاف من شذرات الذهب التي اكتُشفت في ولاية فيكتوريا، يوجد فقط 17 نيزكًا تم توثيقها بطريقة رسمية، مما يجعل اكتشاف نيزك ماريبورو حدثًا نادرًا للغاية فهو يُعتبر الثاني من نوعه في المنطقة بعد نيزك آخر وزنه 55 كيلوغرام اكتُشف في عام 2003.
تشير دراسات سابقة إلى أن هذا النيزك يحتوي على مواد محفوظة منذ اللحظات الأولى التي بدأت فيها الكواكب بالتشكل، مما قد يُساعد العلماء في فهم خصائص الفضاء المبكر والإجابة عن أسئلة تتعلق بأصل الكواكب.
يُرجَّح أن أصل النيزك يأتي من حزام الكويكبات، الواقع بين المريخ والمشتري. هذا مصدر يحمل تاريخًا طويلًا من التصادمات بين الصخور العملاقة، والتي تؤدي إلى انطلاق شظايا عبر الفضاء لتنتهي في النهاية على سطح الأرض.
وتشير التحاليل الإشعاعية إلى أن النيزك هبط على الأرض قبل 100 إلى 1000 عام، ومن الممكن أن يكون له ارتباط بمشاهدات نيازك مُضيئة سُجلت في المنطقة بين القرن التاسع عشر والقرن العشرين.