وداعا للمتبرعين.. القلب القادم من صنع البشر
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
بعد عقود من البحث عن قلب بديل ينقذ مرضى القلب من قوائم الانتظار الطويلة للحصول على متبرع مناسب، خرجت جامعة أوساكا اليابانية بنتيجة بحث امتد لسنوات، استخدم فيه العلماء الخلايا الجذعية المأخوذة من أنسجة المريض نفسه لزراعة قلب بديل بحجم كرة البينغ بونغ.
ويعود أصل هذا الإنجاز إلى عام 2012، حين فاز الطبيب شينيا ياماناكا بجائزة نوبل بعد اكتشافه تقنية تحويل الخلايا العادية إلى خلايا جذعية محفزة، ما فتح الباب أمام هذا المشروع الذي قاده لاحقا أستاذ القلب الياباني ساوا يوشيكي من جامعة أوساكا، مستثمرا سنوات من أبحاثه لتحقيق حلم القلب المزروع ذاتيا.
وتبدأ عملية زراعة القلب بأخذ عينة صغيرة من خلايا قلب المريض، تُعاد برمجتها لتصبح خلايا جذعية محفزة، ثم تُوجه بإشارات بيولوجية دقيقة لتتحول إلى خلايا عضلية قلبية.
وتُجمع هذه الخلايا في هيكل ثلاثي الأبعاد لتشكيل نسيج قلبي مصغر، يوضع في محلول دافئ غني بالمغذيات ليبدأ بالنبض من تلقاء نفسه، كما لو أنه قلب حي في طور التكوين.
وهذا الاكتشاف يمنح أملا لآلاف المرضى الذين يموتون وهم ينتظرون متبرعا مناسبا، أو يعانون من رفض الجسم للقلب المزروع واضطرارهم لاستخدام أدوية مثبطة للمناعة مدى الحياة.
أما القلب المزروع من خلايا المريض نفسه فيتفادى تلك المخاطر، إذ يُصنع من نسيجه ذاته، فيتقبله الجسم بدون رفض.
وتجري حاليا شركة "كيوربس" التي يديرها ساوا يوشيكي تجارب سريرية لزرع رقع من هذا النسيج القلبي في صدور المرضى، وأظهرت النتائج الأولية أن هذه الرقع تعمل كضمادات حية تعيد تنشيط العضلة القلبية الضعيفة وتساعدها على استعادة بعض وظائفها.
المخاطر الجانبية
لكن الطريق لا يزال طويلا بين قلب بحجم كرة بينغ بونغ وقلب بشري كامل قابل للزراعة.
فالخطر الأكبر يكمن في احتمال أن تتحول هذه الخلايا المستزرعة إلى أورام سرطانية إن لم تراقب بدقة، إضافة إلى تحديات تتعلق بانسجام الإيقاع الكهربائي للنسيج المزروع مع ضربات القلب الطبيعية، وهذا قد يسبب اضطرابات خطيرة في عمل الجهاز القلبي العصبي.
إعلانورغم التقدم المذهل، لا يزال القلب الطبيعي يتفوق بقدرته الفائقة على الضخ والتنظيم، إذ يضخ 5 لترات من الدم كل دقيقة بدقة مذهلة عبر صمامات وحجرات تعمل بتناغم متقن، لم تتمكن التجارب المخبرية حتى الآن من محاكاته بالكامل.
ولذلك يعمل العلماء على تطوير شبكات أوعية دموية دقيقة داخل الأنسجة المزروعة باستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد لتشكيل القلب بدقة تشريحية، كما يطورون محفزات حيوية تحاكي البيئة الطبيعية داخل جسم الإنسان.
أما القلوب الميكانيكية وأجهزة المساعدة البطينية التي أنقذت آلاف الأرواح، فما زالت تواجه تحديات مثل العدوى والجلطات والحاجة إلى الاستبدال الدوري.
لكن القلب المستزرع من خلايا المريض ذاته يمثل نقلة نوعية، فهو عضو حي ينمو مع الجسم ويتفاعل مع احتياجاته، لا مجرد آلة تضخ الدم، بل قلب جديد يولد من الجسد نفسه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
خطوة نوعية في مسيرة الطب.. «التخصصي» يعالج 200 مريض باستخدام الخلايا التائية
في خطوة تُعد تحولًا نوعيًا في مسيرة الطب الدقيق بالمملكة، أعلن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، نجاحه في علاج أول مريضة باستخدام الخلايا التائية المعدلة وراثيًا، والمصنّعة محليًا، وذلك ضمن المرحلة الأولى من بحث سريري يستهدف مرضى سرطان الدم الليمفاوي الحاد المقاوم، ليصبح الرائد بالمنطقة في تصنيع وتطبيق هذا النوع من العلاجات.
ونجح "التخصصي" في علاج أكثر من 200 مريض بالخلايا التائية المعدّلة وراثيًا منذ عام 2020، لعلاج الأورام الدموية المستعصية التي لم تستجب للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي، في إنجاز طبي يعكس ريادته في تقديم العلاجات الجينية والخلوية عالية الدقة والتكلفة، ضمن رؤيته الهادفة إلى أن يكون الخيار الأمثل لكل مريض في مجال تقديم الرعاية الصحية التخصصية.
وتُبرز قدرة المستشفى على تقديم هذا النوع من العلاجات مدى جاهزية المنظومة الوطنية في مجال التقنية الحيوية، إذ يتطلب توفيره مرافق تصنيع خلوية متقدمة، وكفاءات متخصصة في الهندسة الوراثية والبحث السريري، ونظم رقابية دقيقة تضمن سلامة وجودة الإجراءات، مما يجعل "التخصصي" ضمن نخبة محدودة من المراكز عالميًا القادرة على دمج مراحل البحث والتطوير والتطبيق السريري في مكان واحد.
ويُعرض هذا الإنجاز ضمن جناح مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في ملتقى الصحة العالمي 2025، الذي يُقام في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات بملهم، بمشاركة واسعة من القادة وصنّاع القرار والخبراء في قطاع الرعاية الصحية محليًا ودوليًا، حيث يستعرض "التخصصي" خلال الملتقى مجموعة من أبرز حلول الرعاية الصحية المتقدمة في مجالات العلاج الجيني والخلايا المناعية، والجراحات الروبوتية، والتشخيص الوراثي للأجنة، وزراعة الأعضاء.
ويعتبر العلاج بالخلايا التائية أحد أحدث التطورات في مجال علاج السرطان، حيث يعتمد على تعديل خلايا المريض المناعية لتصبح قادرة على التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها، حيث تستخرج من دم المريض، ثم ترسل إلى مراكز التصنيع لتعديلها وراثيًا، وبعد ذلك، يتم إعادة حقنها في جسم المريض لتبدأ في مهاجمة وتدمير الخلايا السرطانية.
ويمضي مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بخطى ثابتة نحو تعزيز قدراته الإنتاجية في مجال العلاج الجيني، انسجامًا مع الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله –، والرامية إلى جعل المملكة مركزًا عالميًا للابتكار في علوم الحياة وتوطين الصناعات الحيوية المتقدمة وتحسين جودة الحياة.
ويؤكد هذا المنجز الدور الريادي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في تطوير منظومة الرعاية الصحية بالمملكة، من خلال الانتقال من مرحلة استيراد العلاجات المتقدمة إلى تصنيعها محليًا، بما يعزز قدرة المملكة على تحقيق الاكتفاء العلاجي وتقديم رعاية تخصصية بمعايير عالمية.
الجدير بالذكر أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث صُنف الأول في الشرق الأوسط وأفريقيا، والـ 15 عالميًا ضمن قائمة أفضل 250 مؤسسة رعاية صحية أكاديمية حول العالم لعام 2025، والعلامة التجارية الصحية الأعلى قيمة في المملكة والشرق الأوسط، وذلك بحسب "براند فاينانس" لعام 2024، كما أُدرج ضمن قائمة نيوزويك لأفضل مستشفيات العالم لعام 2025، وأفضل المستشفيات الذكية لعام 2026، وأفضل المستشفيات التخصصية لعام 2026.
في جناح #التخصصي بـ #ملتقى_الصحة_العالمي، نروي قصة علاج أول مريضة بسرطان الدم الليمفاوي الحاد المقاوم، باستخدام خلايا تائية مصنَّعة محلياً، بتكلفة أقل بـنحو 80%. pic.twitter.com/2y37zcrncq
— مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث (@KFSHRC) October 29, 2025 مستشفى الملك فيصل التخصصيأخبار السعوديةمسيرة الطبسرطان الدم الليمفاويقد يعجبك أيضاًNo stories found.