مرض القرن الـ21.. جنوب أفريقيا تعاني من انتشار السكري
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
في شوارع مدينة كايامندي، تهطل الأمطار بغزارة على رؤوس مواطني جنوب أفريقيا الذين يصطفون في مطعم بالمدينة التي تبعد حوالي ٥٠ كم شرق مدينة كيب تاون، في انتظار الممرضات لقياس مستويات السكر في الدم لديهن، بينهم جوديت ماجاشو البالغة من العمر ٦٦ عامًا المصابة بالسكري منذ خمس سنوات.
وتقول «ماجاشو» إنه بعد وقت قصير من تقاعدها، في عام ٢٠١٨، تم نقلها إلى المستشفى بسبب حمى مستمرة وتتذكر قائلة: «في سيارة الإسعاف، أخبروني أن نسبة السكر في دمي مرتفعة للغاية» وهي واحدة من ٤.
وبحسب تقرير صحيفة «الجارديان» البريطانية، فإن معدلات الإصابة بمرض السكر في جنوب أفريقيا، قد تضاعف بين عامي ٢٠١١ و٢٠٢١ وهو الأعلى على الإطلاق في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وبحلول عام ٢٠٤٥، قد يصاب أكثر من ٧.٤ مليون جنوب أفريقي بمرض السكري.
وصنفت مجلة "لانسيت" المتخصصة في الشئون الطبية، حالة جنوب أفريقيا بأنها «مرض القرن الحادي والعشرين»، والتي حذرت في يونيو من أن ١.٣ مليار شخص في جميع أنحاء العالم يمكن أن يتعايشوا مع مرض السكري بحلول عام ٢٠٥٠.
وأضافت «الجارديان» في تقريرها المنشور في ٣١ أغسطس الماضي، أنه في جنوب أفريقيا، وصل مرض السكري بالفعل إلى نقطة الأزمة فهو السبب الأساسي الرئيسي للوفاة بين النساء في البلاد والثاني بين عامة السكان، ومما يثير القلق أن ما يقرب من نصف مرضى السكري لا يعرفون أنهم مصابون به مشيرة إلى أنه «يمكن التحكم في مرض السكري أو حتى الوقاية منه بسهولة إلى حد ما، وبدلًا من ذلك فهو يقتل النساء أكثر من أي شيء آخر».
وتقول بريدجيت ماكنولتي، المؤسس المشارك لـ Sweet Life، وهو مجتمع عبر الإنترنت يضم أكثر من ٣٥٠٠٠ جنوب أفريقي مصاب بالسكري: «إن الأمر أشبه بحادث سيارة بطيء».
وتتلقى ماكنولتي مئات الرسائل شهريا من المرضى في جميع أنحاء البلاد ويبدو أن الحياة الصحية بعيدة المنال بالنسبة للكثيرين، وعلى الرغم من إمكانية الوصول إلى الأنسولين المجاني، فإن تعقيد الحالة قد يجعل من الصعب الحصول على العلاج المناسب.
وكتب خوخيلا سيبامبو، البالغ من العمر ٢٦ عامًا والمصاب بداء السكري من النوع الأول، مؤخرًا إلى ماكنولتي بعد أن عانى من قيود المستشفى على شرائط الاختبار والإبر، وقالت: «انتهى بي الأمر بإعادة استخدام إبرتي لأنه ليس لدي خيار آخر، ويجب أن أتناول الأنسولين».
وقال باتريك نجاسا بيوتي، خبير الصحة العامة ورئيس مجلس إدارة التحالف الأفريقي لمرض السكري، إنه على عكس فيروس نقص المناعة البشرية والسل، اللذين من المقرر أن يحصلا على ٤٥ مليار راند «١.٩ مليار جنيه إسترليني» من الإنفاق المشترك في الفترة ٢٠٢٣-٢٠٢٤، «لم يحظ مرض السكري بالاهتمام الذي يستحقه» مضيفا «إن مرض السكري ومضاعفاته باهظ الثمن للغاية إذا لم يتم القيام بأي شيء، فسوف تتعطل السيارة بالتأكيد».
وتماشيًا مع الحركة العالمية المتزايدة لمعالجة مرض السكري، أصدرت حكومة جنوب أفريقيا العام الماضي خطة استراتيجية مدتها خمس سنوات بشأن الأمراض غير المعدية بحلول عام ٢٠٣٠، ينبغي فحص ٩٠٪ من البالغين للكشف عن ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم، ويجب أن يتلقى ٦٠٪ من الذين تم تشخيصهم العلاج، ويجب «السيطرة» على نصف هؤلاء.
ويقول نجاسا بيوتي، «لدينا الآن أهداف يمكننا أن نتطلع إلى تحقيقها وهذا يتطلب تحسين مراقبة مرض السكري» ومع ذلك، لدى ماكنولتي مخاوف بشأن إمكانية تحقيقه حيث ينوه إلى أنه «لا يوجد سجل لمرض السكري والنظام يعتمد على الورق، لذلك لا توجد طريقة لمعرفة أداء هذه الأهداف كيف يمكنك حل مشكلة لا يمكنك رؤيتها؟».
في السياق نفسه؛ أوضح الدكتور جويل ديف، رئيس قسم الغدد الصماء في مستشفى جروت شور بمدينة كيب تاون وهي مركز لمرض السكري في جنوب أفريقيا، أنه من الناحية السياسية، يبدو كل شيء رائعًا، ويعبر عن نية القيام بشيء ما، لكننا لا نرى أي تغيير كبير على أرض الواقع.
وفيما يتعلق بفيروس نقص المناعة البشرية، قاموا باستثمارات ضخمة مقدما ونحن الآن نجني الثمار، وهذا ما نحتاج إليه خطة ضخمة ومتماسكة وتعاونية على مدى السنوات العشر إلى الخمس عشرة المقبلة للمساعدة في تغيير الاتجاه الذي تسير فيه الأمور.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جنوب أفريقيا السكر مرض السكري جنوب أفریقیا مرض السکری
إقرأ أيضاً:
ماذا تفعل إذا كنت تعاني من سلس البول؟
تفسد بعض العوارض الصحية حياة الأفراد وتجعلهم يترددون عند الخروج من المنزل أو ممارسة الأنشطة المعتادة، وأسوأ هذه العوارض تلك التي تتعلق بتسرب البول من المثانة رغما عن إرادة الإنسان.
يعاني ما يصل إلى 30% من كبار السن من سلس البول، وهو خروج البول دون قصد، وتنتشر هذه المشكلة بشكل أكبر بين النساء، وقد ارتفعت نسبة الرجال الذين يعانون من هذه المشكلة خلال العقد الماضي تقريبا. إليك ما يجب معرفته حول سلس البول ومتى يجب زيارة الطبيب.
ما الذي يسبب سلس البول؟يوجد عدة أنواع من سلس البول، تعتمد إستراتيجيات العلاج على نوعه وشدّته، ومدى انزعاج المريض واعتلال صحته.
يحدث سلس البول الإلحاحي، وهو نوع شائع من سلس البول، عند الشعور بحاجة مفاجئة أو شديدة للذهاب إلى الحمام، ولكن البول يتسرب قبل أن يتمكن المريض من ذلك، عادة ما يكون سببه عامل مهيج يدفع المثانة إلى الانقباض في وقت لا ينبغي لها فيه ذلك، تشمل العوامل المهيجة القهوة والأطعمة الحارة والمحليات الصناعية.
ويحدث سلس البول الإجهادي عند العطس أو السعال أو الضحك، مما يزيد الضغط على المثانة، كما أن زيادة الوزن والإمساك يمكن أن يزيدا الضغط الكلي على المثانة.
تشبه المثانة الخزان الممتلئ بالبول طوال اليوم، غالبا ما يحدث التسرب عند انقباضها أو عند وجود ضغط شديد عليها.
يقول ستيفن سامرز، المدير الطبي لعيادة المسالك البولية للبالغين في جامعة يوتا هيلث في الولايات المتحدة لصحيفة واشنطن بوست الأميركية: "يتفاعل الجسم بتسريب القليل من البول لتقليل الضغط".
كيف تقي نفسك من سلس البول؟
تقول جينيفر مايلز توماس، الأستاذة المساعدة في جراحة المسالك البولية بكلية فاينبرغ للطب بجامعة نورث وسترن في الولايات المتحدة: "ابدأ بإعطاء الأولوية لنمط حياة صحي بشكل عام".
يعد تناول الفواكه والخضروات جزءا أساسيا من النظام الغذائي الصحي، وهي غنية بالألياف، مما يساعد على الوقاية من الإمساك، ومن المهم أيضا الحد من مهيجات المثانة، مثل القهوة (حتى منزوعة الكافيين).
إعلانتساعد التمارين الرياضية في علاج سلس البول والحفاظ على صحة القلب، مما قد يقلل من الحاجة لمدرّات البول (التي قد تسبب التبول بكثرة). بالإضافة إلى ذلك يكون من الأسهل الذهاب إلى الحمام قبل حدوث التسريب عندما يكون وزن المريض صحيا.
يمكن لأخصائي العلاج الطبيعي المساعدة في تمارين كيجل والعلاج الطبيعي لقاع الحوض، مما يساعد في معالجة ضعف عضلات قاع الحوض (العضلات التي تدعم المثانة).
متى تجب استشارة الطبيب؟يجب استشارة الطبيب في أسرع وقت ممكن إذا كان المريض يعاني من سلس البول بشكل منتظم لأن النتائج تكون أفضل لمن يراجع الطبيب مبكرا.
قد يرغب الطبيب في استبعاد بعض الحالات مثل التهاب المسالك البولية أو حصوات الكلى، كما يرتبط انقطاع النفس النومي وداء السكري ومشاكل البروستاتا بسلس البول.
قد يصف أطباء المسالك البولية في بعض الحالات أدوية معينة لتقليل التسرب أو قد يقترحون إجراء جراحيا.