ورقة بحثية لـ"مركز الدراسات" تكشف التنسيق الميداني بين "تل أبيب" وواشنطن وتآكل مصداقية الهدنة
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
غزة - صفا
أصدر مركز الدراسات السياسية والتنموية ورقة سياسات تحليلية بعنوان: "التصعيد الإسرائيلي في غزة يكشف الشراكة الميدانية بين تل أبيب وواشنطن وتآكل مصداقية الهدنة".
وتناولت الورقة العملية الإسرائيلية الواسعة التي نُفّذت مساء 28 أكتوبر 2025، باعتبارها أكبر خرقٍ لاتفاق شرم الشيخ لوقف الحرب، وما حملته من رسائل سياسية وأمنية عميقة تكشف طبيعة العلاقة بين تل أبيب وواشنطن بعد الحرب.
واكدت الورقة أن العدوان الإسرائيلي الأخير تجاوز حدود الرد العسكري المحدود، إذ جاء ضمن تنسيقٍ ميداني واستخباراتي مباشر مع الإدارة الأميركية، كشفت عنه تسريبات نشرتها صحيفتا هآرتس وواشنطن بوست، حول تبادل معلومات استخباراتية دقيقة قبل تنفيذ الغارات، ومشاركة أميركية في تحديد الأهداف وتوقيتها.
وبيّن المركز أن موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتصريحات البيت الأبيض التي برّرت الهجوم بوصفه "حقًا في الدفاع عن النفس"، تعكس ازدواجية السياسة الأميركية، التي تواصل دعم الاحتلال عسكريًا وسياسيًا رغم خرقه للهدنة، مما أفقد واشنطن مصداقيتها كضامنٍ للاتفاقات.
وأشارت الورقة إلى أن التصعيد الأخير أعاد خلط الأوراق الإقليمية، وقلّص من دور الوسطاء العرب (مصر وقطر) لصالح الدور الأميركي–الإسرائيلي المباشر، في الوقت الذي تزايدت فيه معاناة سكان غزة بسبب تعطل الإعمار وتشديد الحصار، ما ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية.
وحول السيناريوهات المستقبلية، رجّحت الورقة أن السيناريو الأقرب للحدوث هو التصعيد المحدود المتكرر، مع استمرار التنسيق الأميركي–الإسرائيلي ومحاولة الحفاظ على معادلة الردع دون الذهاب إلى حرب شاملة، فيما يبقى احتمال الانفجار الكامل أو تدويل المسار السياسي قائمًا على المدى المتوسط إذا استمر فشل الجهود الأميركية في تثبيت الهدنة.
ودعت الورقة في ختامها إلى تأسيس آلية رقابة دولية مستقلة بإشراف الأمم المتحدة لمتابعة تنفيذ الاتفاقات، وتوحيد الموقف الفلسطيني سياسيًا وإعلاميًا لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، إلى جانب توسيع الشراكات مع قوى دولية مثل الصين وروسيا لتقليص الهيمنة الأميركية على مسار التهدئة، وتعزيز الخطاب الإعلامي العربي والفلسطيني الموحد لفضح التواطؤ الأميركي والإسرائيلي وتوثيق الجرائم بحق المدنيين.
وأكد المركز أن هذه الورقة تأتي في إطار متابعة التطورات السياسية والميدانية بعد اتفاق وقف الحرب في غزة، واستشراف التحولات في السياسة الأميركية–الإسرائيلية تجاه القطاع والمنطقة، ضمن سلسلة من أوراق التحليل والتقدير التي يصدرها المركز دوريًا لرصد الاتجاهات الجديدة في الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: غزة مركز الدراسات
إقرأ أيضاً: