«الحِرف والصناعات التقليدية».. رحلة إلى قلب التراث الأصيل
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
برعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين، تُنظم «دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي» النسخة الـ11 من «مهرجان الحِرف والصناعات التقليدية»، تحت شعار «رحلة عبر الحِرف التقليدية المجتمعية». ويقام المهرجان الذي ينطلق اليوم ويستمر حتى 20 نوفمبر الجاري في سوق القطارة بمنطقة العين.
منصة ثرية
يعمل المهرجان – المصمم خصيصاً لتمكين الحرفيين – بشكل وثيق مع الأسر المنتجة في مجال الحرف والصناعات التقليدية، من خلال تسلّيط الضوء على مهاراتهم وإبداعاتهم الحرفية، ما يدعم أهداف القطاع الثقافي لبناء القدرات، وصنع فرص مهنية جديدة في مجالات الابتكار وتوسيع المنتجات. ويشكّل المهرجان أيضاً منصة ثرية للتواصل الثقافي، حيث يتيح للزوار فرصة التفاعل في حوارات هادفة مع الحرفيين عبر الانخراط في أنشطة صممت لبناء روابط حقيقية، وتعزيز التبادل الثقافي.
إرث خالد
وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «تجسد هذه الدورة من المهرجان التزامنا الراسخ بالحفاظ على التراث الإماراتي والاحتفاء به، إذ تعكس جوهر ثقافتنا، حيث تلتقي التقاليد بالمجتمع والإبداع. إنها جسر يربط بين نسيج ماضينا العريق وروح حاضرنا النابض بالحياة، لتشكل إرثاً خالداً يلهم الأجيال المقلة. لقد أصبح المهرجان معلماً بارزاً في أجندة أبوظبي الثقافية، حيث يستقطب الزوار لاستكشاف مهارات الحرفيين الإماراتيين والقصص الغنية التي تُحيط بإبداعاتهم. وفي هذا العام الذي نحتفي فيه بالمجتمع، يقف المهرجان شاهداً على قيمة التراث في توحيدنا، ويُُشعرنا بالفخر، ويُعزز لدينا الانتماء لهويتنا الوطنية، بما يضمن استدامتها عبر الأجيال».
برنامج متنوع
يوفّر المهرجان لزواره من مختلف الفئات العمرية تجربة الاستمتاع ببرنامج متنوع يشمل الفنون الأدائية الشعبية، الألعاب التفاعلية الجذابة، ورش العمل التعليمية التراثية، ومجموعة واسعة من أشهى المأكولات الإماراتية الأصيلة والمعاصرة.
4 أجنحة
يتضمن المهرجان 4 أجنحة مخصصة للحرف والصناعات التقليدية، يسلّط كل منها الضوء على إبداع الحرفيين الإماراتيين، حيث يحتفي جناح «القهوة الإماراتية» بتقاليد الضيافة الأصيلة، حيث يعيش الزوّار تجربة تحضير وتقديم القهوة عبر عروض حيّة، وسرد قصصي، وورش عمل مخصصة للأطفال.
أما جناح «النسيج والسعفيات»، فيكشف عن التقنيات المتوارثة للحرف اليدوية مثل السدو والخوص، مصحوبة بحكايات الحرفيين وتجارب عملية تمنح الزائرين فرصة نسج خيوط الماضي بأيديهم.
وفي جناح «الأزياء التقليدية»، يتم التركيز على الأزياء التقليدية وزينة المرأة وعطورها، عبر عروض حية لخلط وتركيب العطور، وصناعة البخور، والتفصيل، وصياغة الحُلي، ليأخذ الزوار في رحلة حسّية لاستكشاف تقاليد الزينة الإماراتية.
ويستعرض جناح «الحدادة والصناعات الجلدية»، الحرف الأساسية في فنون تشكيل المعادن ودباغة الجلود، عبر عروض عملية لصناعة السيوف والخناجر والأدوات المنزلية، ليكتشف الزوار عمق المهارة المتأصلة في هذه الحرف.
نقل المعرفة
يولي المهرجان هذا العام أهمية خاصة للتدريب ونقل المعرفة، داعياً زواره من مختلف الأعمار إلى المشاركة في ورش عمل وبرامج تعليمية تفاعلية تُعزّز التعلّم بالممارسة، وتفتح المجال للتبادل الثقافي، بما يضمن استدامة الحرف الإماراتية التقليدية وانتقالها عبر الأجيال.
الجيمي والقطارة
يدعو المهرجان زواره إلى خوض تجربة غامرة عبر مساري واحة الجيمي، وواحة القطارة، في تجربة تراثية حيّة تمتد داخل واحة القطارة المُدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو. ويأتي إطلاق هذه التجربة الجديدة احتفاءً باختيار منطقة العين عاصمة للسياحة الخليجية، حيث سيتحول الموقع التاريخي إلى امتداد حي للمهرجان، مازجاً بين التقاليد المشتركة للمنطقة والإرث الثقافي والطبيعي الفريد للعين. ويقود المسار الذي يمتد لمسافة 1400 متر، الزوار عبر مناطق موضوعية صُمّمت لتعميق الارتباط بالتراث والإبداع الخليجي العربي. ويُمكن للزوار أيضاً التعرف على البرامج الثقافية وتسليط الضوء على أنظمة الري التقليدية المبتكرة، وتعزيز نقل مفهوم المعرفة والإرث للأجيال القادمة عبر العروض التفاعلية. وتستمر الرحلة في قلب الواحة مع شجرة النخيل التي تُمثل مصدراً للعطاء، ورمزاً للوحدة والارتباط بين مجتمعات الخليج العربية. ويُقدم كل ركن من أركان هذا المسار تجارب لا تُنسى، تعكس الالتزام بالحفاظ على التراث الإماراتي والخليجي العربي الأصيل ونشره، ما يعزز مكانة العين، وجهة ثقافية رائدة في المنطقة.
«منار أبوظبي»
في قلب مساري واحة الجيمي والقطارة، يتجلى معرض «منار أبوظبي» تحت عنوان «دليلك نجم سهيل»، حيث يُعيد المعرض تصور وتخيل الضوء كمفهوم يتجاوز مجرد الإنارة، ليغدو ذاكرة وهوية ووسيلة للتوجيه، متجذراً في طرق الأجداد في الملاحة في سماء الخليج العربي ومياهه.
كما يضم المعرض أعمالاً فنية تستكشف الأبعاد المادية والشعرية والتقنية للضوء، وترسم خرائطه عبر مناظر طبيعية متنوعة. ومن خلال التركيبات الغامرة، وتقنيات العرض الضوئي، والعناصر الطبيعية المضيئة، يكشف المعرض عن رحلة آسرة في قوة عالم الضوء وجمالياته.
وتتضمن التجارب الغامرة الأخرى الألعاب الشعبية إلى جانب تنظيم أول بطولة من نوعها مخصصة لأصحاب الهمم في الألعاب الشعبية.
«ساحة السوق»
تفتح «ساحة السوق» في المهرجان، أبوابها للزوّار الراغبين في استكشاف المنتجات اليدوية والتجارب التقليدية الغنية ثقافياً في منطقة المأكولات والمشروبات، لتوفر منصة حيوية للأسر المنتجة في منطقة العين لعرض مهاراتها، وتعزيز سبل عيشها، ونقل معارفها للأجيال المقبلة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مهرجان الحرف والصناعات التقليدية العين الإمارات محمد خليفة المبارك هزاع بن زايد دائرة الثقافة والسياحة الصناعات الحرفية الحرف التراثية الحرف التقليدية الحرف الإماراتية الحرف الشعبية التراث الإماراتي منطقة العین
إقرأ أيضاً:
مدارس العين تزور بيت سالم بن حم التراثي
العين (الاتحاد)
زار صباح أمس عدد من طلبة مدارس مدينة العين، بيت الشيخ سالم بن حم التراثي، وذلك في إطار برنامج الزيارات الطلابية التي ينظمها مركز سالم بن حم الثقافي؛ بهدف تعريف الأجيال الناشئة بالتراث الوطني، وتاريخ الشخصيات التي أسهمت في بناء المجتمع.
خلال الزيارة، اطلع الطلبة على معالم البيت الذي يُعدّ من المواقع التاريخية البارزة في مدينة العين، حيث يعود بناؤه إلى منتصف القرن الماضي، وكان هدية من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى الشيخ سالم بن حم العامري عام 1955، تقديراً لمكانته ولمواقفه الوطنية المخلصة، ورغبةً في أن يكون قريباً منه بجوار قصر المويجعي.
تعرّف الطلبة على تصميم البيت ومكوناته التراثية التي تعكس أصالة العمارة المحلية وبيئة العيش في تلك الحقبة، واستمعوا إلى شرح حول الدور الاجتماعي والوطني الذي مثّله الشيخ سالم بن حم في خدمة أهالي المنطقة، وتعزيز قيم التعاون والعطاء.
وفي هذه المناسبة، ثمّن الشيخ مسلم بن حم العامري، رئيس مجلس إدارة مركز سالم بن حم الثقافي، اهتمام المؤسسات التعليمية بزيارة المعالم التراثية في مدينة العين، مشيراً إلى أن بيت الشيخ سالم بن حم يشكّل نافذة حيّة تطل منها الأجيال على تاريخ الوطن، وقيمه الراسخة في العطاء والانتماء.
وأضاف بن حم أن مركز سالم بن حم الثقافي يواصل جهوده في تنفيذ البرامج الهادفة إلى ربط الشباب بتراثهم وتعزيز وعيهم بتاريخ شخصيات الوطن التي كان لها أثر بارز في مسيرة البناء والتطور.
من جانبهم، عبّر الطلبة عن اعتزازهم بهذه التجربة التعليمية الميدانية التي قرّبتهم من تاريخ مدينتهم، وأتاحت لهم فرصة التعرف على رموزها الوطنية التي أسهمت في نهضتها.