كاتب روسي يكشف تفاصيل محاولة أميركية فاشلة لاعتقال مادورو
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
في تقرير نشرته صحيفة فزغلياد الروسية، سلّط الكاتب يفغيني كروتيكوف الضوء على محاولة الولايات المتحدة تجنيد الطيار الشخصي للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من أجل اعتقاله، معتبرا أن هذه العملية الفاشلة تكشف أن عمل أجهزة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) لا يبتعد كثيرا عن أفلام الإثارة الهوليودية.
وحسب الكاتب، فإن جهود الإطاحة بالرئيس الفنزويلي تتضمن أيضا مشاركة الاستخبارات الأميركية رغم النفي الرسمي.
حيث وافق الرئيس دونالد ترامب مؤخرا على وثيقة سرية تخوّل وكالة الاستخبارات المركزية بتنفيذ عمليات ضد الحكومة الفنزويلية، كما حاول عميل سري من الاستخبارات الأميركية تنفيذ عملية خاصة لاختطاف الزعيم الفنزويلي في العام الماضي.
محاولة تجنيدويصف الكاتب محاولة الاختطاف التي حاولت الاستخبارات الأميركية تنفيذها في 2024 بأنها أشبه بقصص أفلام الإثارة.
وذكر أن القصة بدأت في أبريل/نيسان 2024، عندما هبطت طائرتان تجاريتان جديدتان من طراز "داسو فالكون 900″ و"داسو فالكون 2000" بمطار لا إيزابيلا في جمهورية الدومينيكان.
وقد كشفت التحريات الاستخباراتية الأميركية أنه تم شراء الطائرتين لنقل الرئيس الفنزويلي شخصيا، وقد أرسلت كراكاس 5 طيارين لنقل الطائرتين إلى فنزويلا، من بينهم الجنرال بيتنر فيليغاس، قائد سرب الطيران الفنزويلي والطيار الشخصي للرئيس مادورو.
وأضاف الكاتب أن العملية تمت تحت مراقبة الموظف بوزارة الأمن الداخلي الأميركية إدوين لوبيز، الذي كان يعمل في السفارة الأميركية بجمهورية الدومينيكان.
دومينيكانويتابع الكاتب بأن لوبيز أشرف على استجواب الطيارين الفنزويليين مباشرة في موقف الطائرات، وهو إجراء ممكن في الدومينيكان بسبب النفوذ الأميركي الكبير في البلاد، ولم ينكر فيليغاس أنه الطيار الشخصي للرئيس الفنزويلي، دون الكشف عن أي تفاصيل إضافية.
إعلانوحسب الكاتب، فقد اقترح لوبيز على الجنرال فيليغاس المشاركة في عملية اختطاف الرئيس الفنزويلي، من خلال توجيه إحدى الرحلات التي يكون مادورو على متنها إلى الهبوط في الدومينيكان أو بورتوريكو بدلا من الوجهة المقررة مسبقا، بهدف اعتقال الرئيس في إحدى الدولتين.
وأكد الكاتب أن الجنرال فيليغاس -المقرّب جدا من الرئيس الفنزويلي لم يقدّم إجابة مباشرة- لكنه ترك رقم هاتفه للعميل الأميركي.
في وقت لاحق، صادرت الولايات المتحدة الطائرتين، وحضر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في فبراير/شباط الماضي عملية مصادرة الطائرة الثانية في مطار لا إيزابيلا، وأدلى لوبيز بتصريحات أمام عدسات وسائل الإعلام عن عملية الاستحواذ.
رفض الإغراءاتويمضي يفغيني كروتيكوف قائلا إن لوبيز تقاعد لاحقا وباءت محاولته الأولى لتجنيد طيار مادورو الشخصي بالفشل، إلا أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، وتواصلت العملية لاحقا بشكل أكثر إثارة.
وبعد تقاعده، واصل إدوين لوبيز محاولاته لتجنيد الجنرال فيليغاس مدفوعا برغبته في الحصول على الـ50 مليون دولار التي أعلنتها الولايات المتحدة مكافأة مقابل المساهمة في القبض على الزعيم الفنزويلي.
وحسب الكاتب، تواصل لوبيز مع الجنرال فيليغاس عبر تطبيقات المراسلة، محاولا الضغط عليه باستخدام صور استجوابه في موقف الطائرات بمطار لا إيزابيلا الدومينيكان.
وفي محاولة لإقناعه بالتعاون، أشار لوبيز بشكل غير مباشر إلى مستقبل أبناء الطيار الثلاثة، لكن فيليغاس لم يستجب للإغراءات وقطع الاتصال مع العميل الأميركي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الاستخبارات الأمیرکیة الرئیس الفنزویلی
إقرأ أيضاً:
مادورو في مأزق.. وثائق أميركية تكشف خطة "الرسائل الثلاث"
كشفت وثائق حكومية أميركية داخلية حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست" أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وجّه خلال الأسابيع الأخيرة رسائل عاجلة إلى روسيا والصين وإيران يطلب فيها مساعدات عسكرية عاجلة تشمل صواريخ، ورادارات دفاعية، وإصلاح طائرات حربية متقادمة، في ظل تصاعد الحشود العسكرية الأميركية في البحر الكاريبي.
ووفق الوثائق، فإن مادورو أعدّ رسالة خاصة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سُلّمت عبر مبعوث رفيع زار موسكو منتصف الشهر، طلب فيها دعماً عاجلاً لتعزيز الدفاعات الجوية الفنزويلية وإعادة تأهيل طائرات "سوخوي سو-30 إم كا 2" الروسية، إضافة إلى صيانة محركات ورادارات وشراء 14 مجموعة صواريخ روسية.
كما بعث مادورو برسالة مماثلة إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ دعا فيها إلى توسيع التعاون العسكري وتسريع إنتاج أنظمة رادار للكشف المبكر عبر الشركات الصينية "لمواجهة التصعيد بين الولايات المتحدة وفنزويلا"، بحسب نص الرسالة.
وتشير الوثائق إلى أن وزير النقل الفنزويلي رامون سيليستينو فيلاسكيز نسّق مؤخرًا شحنة من الطائرات المسيّرة والمعدات العسكرية من إيران، موضحًا أن بلاده بحاجة إلى "أجهزة كشف سلبية، وأنظمة تشويش على GPS، وطائرات مسيّرة يصل مداها إلى 1000 كيلومتر".
وكتب مادورو في رسالته لموسكو أن أي هجوم أميركي على فنزويلا "هو اعتداء على الصين وروسيا أيضا، بحكم وحدة الموقف الأيديولوجي".
ولم توضح الوثائق كيف ردّت الدول الثلاث على هذه الطلبات.
ورغم الغموض، أكدت الخارجية الروسية دعمها لفنزويلا "في الدفاع عن سيادتها الوطنية"، مشيرة إلى استعدادها "للرد المناسب على طلبات شركائنا في ظل التهديدات المستجدة". كما صادقت موسكو مؤخرًا على معاهدة استراتيجية جديدة مع كراكاس، تشمل التعاون في مجالات الطاقة والتكنولوجيا العسكرية.
وتبرز أهمية الدعم الروسي لمادورو في ظل مشاريع قائمة بين البلدين، أبرزها مصنع ذخائر كلاشنيكوف افتتح في يوليو الماضي بعد نحو 20 عاما من التعهد بإنشائه، إلى جانب استثمارات روسية في حقول النفط والغاز الفنزويلية تُقدّر بمليارات الدولارات.
الاهتمام يتراجع
لكن محللين يرون أن اهتمام موسكو بفنزويلا تراجع منذ اندلاع حرب أوكرانيا، حيث نقلت روسيا بعض منشآتها الاستخباراتية من فنزويلا إلى نيكاراغوا، وتركز حاليًا على محيطها الأوروبي.
وفي المقابل، يرى دبلوماسيون أميركيون أن مجرد تحريك واشنطن أكثر من 10 بالمئة من أسطولها البحري نحو الكاريبي يُعد مكسبًا لموسكو، لأنه يشتّت الانتباه الأميركي عن أوروبا.
ويرى مراقبون أن أي سقوط لنظام مادورو سيكون ضربة قاسية للكرملين، إذ ستفقد موسكو أحد أبرز حلفائها في نصف الكرة الغربي، ما سيضعف أيضًا حليفتها التاريخية كوبا التي تعتمد على التعاون الاستخباراتي مع فنزويلا.
لكن خبراء روس يؤكدون أن الكرملين ليس مستعدًا للمواجهة العسكرية من أجل مادورو، خاصة مع انشغاله في أوكرانيا.
رغم ذلك، يبقى النفط الرابط الأقوى بين موسكو وكراكاس. فالشركات الروسية تمتلك حصصًا في ثلاثة مشاريع مشتركة تنتج نحو 107 آلاف برميل يوميا — أي 11 بالمئة من إنتاج فنزويلا — وتدرّ نحو 67 مليون دولار شهريًا. كما تمتلك حقوقًا لاستكشاف حقول الغاز البحرية باتاو وميخيّونيس، تقدر قيمتها بنحو 5 مليارات دولار.