علي جمعة: توكلت على الله كلمة عظيمة المعنى جليلة الأثر
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
توكلت على الله.. قال الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن توكلت على الله كلمة عظيمة المعنى، جليلة الأثر في قلب المؤمن الصادق، وهي تعني سأعتمد بقلبي على الله، فهو الملجأ والمعتمد، وهو القادر والفعال لما يريد.
معنى كلمة توكلت على الله:وأوضح جمعة أن كلمة توكلت على الله قريبة المعنى من كلمة حسبنا الله ونعم الوكيل، ولكن هذه الكلمة التي معنا تصرح بأني نويت وعزمت الاعتماد على الله في كل أموري، وقد أمر الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم فقال تعالى : (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران :159].
وأضاف أنه ينبغي أن يكون المؤمن ذاكراً لكلمة توكلت على الله التي تجمع القلب على الاعتماد على الله والثقة به وحده، موضحًا أن التوكل لا يتعارض على الله بالقلب مع الأخذ بالأسباب في الدنيا، فإن هذا هو حال سيد المتوكلين صلى الله عليه وسلم.
دعاء التوكل على الله:
اللهم إني أصبحت في ذمتك وجوارك، اللهم إني استودعتك ديني ونفسي ودنياي وآخرتي وأهلي ومالي، وأعوذ بك يا عظيم من شر خلقك جميعًا، وأعوذ بك من شر ما يبلس به إبليس وجنوده، بسم الله على قلبي ونفسي، بسم الله على ديني وعقلي، بسم الله على أهلي ومالي، بسم الله على ما أعطاني ربي، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، الله ربي لا أشرك به شيئًا، الله أكبر الله أكبر، وأعز وأجل مما أخاف وأحذر
توكلت على الله تعالى:
عز جارك وجل ثناؤك، ولا إله غيرك، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر كل سلطان شديد، ومن شر كل شيطان مريد، ومن شر كل جبار عنيد، ومن شر قضاء السوء، ومن كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إنك على صراط مستقيم وأنت على كل شيء حفيظ إن وليي الله الذي نزل الكتاب، وهو يتولى الصالحين، فإن تولوا فقل حسبي الله، لا إله إلا هو عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم
توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، توكلت على الله الذي لا يغلبه أحد.
توكلت على الله الجبار الذي لا يقهره أحد، توكلت على العزيز الرحيم.
توكلت على الله الذي يراني وتقلبي في الساجدين، توكلت على الحي الذي لا يموت.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: توكلت على الله توکلت على الله بسم الله على الله الذی الذی لا ومن شر
إقرأ أيضاً:
خطورة التلاعب بألفاظ اللغة وعلاقتها بفساد الأرض
اللغة.. قال الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن التلاعُبَ باللغةِ وألفاظِها من أهمِّ أسبابِ الفسادِ الذي ملأ الأرضَ، وضجَّ منه جميعُ الصالحين، بل والعقلاءُ من كلِّ دينٍ ومذهبٍ.
خطورة التلاعب بألفاظ اللغة:كما إن التلاعُبَ بألفاظ اللغة يفتحُ علينا أبوابَ شرٍّ كبيرةٍ، حيثُ يُستحلُّ الحرامُ، ويُحرَّمُ الحلالُ، ويُؤمَرُ بالمنكرِ ويُنهى عن المعروفِ، وذلك كلُّه عكسُ مرادِ اللهِ من خلقِه.
يقول النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «إنَّ ناسًا من أمتي يشربون الخمرَ يسمونها بغير اسمها» (أخرجه الحاكم في المستدرك).
وأوضح جمعة أن رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في ذلك البيانِ النبوي لا يريدُ أن يُشيرَ إلى تلك الكبيرةِ — وهي شربُ الخمر — فحسب، بل إنه يتحدثُ عن تلك الصفةِ التي ستظهرُ في آخرِ الزمان، وهي "التلاعُبُ بالألفاظ"، والتي يترتبُ عليها تضييعُ الأحكامِ الشرعية، فيستحلُّ الناسُ الذنوبَ والكبائرَ.
التلاعب بألفاظ اللغة:
وأضاف أن الخمر ُ تُسمَّى "مشروباتٍ روحيةً" مثلًا، والزنا يُسمَّى "حريةَ الحياةِ الخاصة" أو "حريةَ الممارسةِ الجنسية"، ولذلك يظنُّ الناسُ أن أحكامَ اللهِ عز وجل لا تنطبقُ على تلك المسمياتِ الجديدة، رغم أنَّ الحقائقَ ثابتة.
اللغة:
وأكد أن الأساسَ الفكريَّ الذي نؤكدُ عليه دائمًا هو ضرورةُ أن تقومَ اللغةُ بوظائفِها التي تُبرِّر وجودَها أصلًا.
فإنَّ للغةِ ثلاثَ وظائفَ أساسيةٍ:
1 "الوضع": بمعنى جعل الألفاظِ بإزاءِ المعاني، وهو أمرٌ لا بدَّ منه حتى يتمَّ التفاهمُ بين البشر.
2 "الاستعمال": وهو أن يستخدمَ المتكلمُ تلك الأصواتِ المشتملةَ على الحروفِ لينقلَ المعانيَ التي قامت في ذهنه إلى السامع.
3 "الحمل": ويعني حملَ تلك الألفاظِ على مقابلِها من المعاني التي سبق للواضعِ أن تواضع عليها.
ألفاظ اللغة:
وقد قرَّر العلماءُ عبارةً موجزةً توضِّح ما ذكرناه فقالوا:
«إنَّ الاستعمالَ من صفاتِ المتكلم، والحملَ من صفاتِ السامع، والوضعَ قبلهما».
وقال إنه ينبغي أن يسودَ ذلك الأساسُ الفكريُّ في التعاملِ مع اللغةِ ليواجهَ أساسًا فكريًا آخر هو أصلُ الفسادِ عن طريقِ التلاعُبِ بالألفاظ.
خطر التلاعب بألفاظ اللغة:
وأضاف جمعة قائلًا: ولعلَّ ما ظهر من "مدارسِ ما بعد الحداثة الفكرية" تأصيلٌ لذلك الأساسِ الذي يقرِّرُ التلاعُبَ بالألفاظ، فترى تلك المدارسَ أنَّ عمليةَ "الوضع" ينبغي أن تكونَ مرنةً لا تتقيدُ بالموروث، ولا يقتصرُ هذا المفهومُ على اتساعِ اللغةِ طبقًا لزيادةِ مساحةِ عالمِ الأشياء والأشخاص والأحداث والأفكار والنُّظُم، وهو الاتساعُ المتفقُ عليه نظرًا وعملًا، بل مقصودُهم "تغييرُ دلالاتِ الألفاظ" بحيثُ تزدادُ مساحةُ الحريةِ الفكرية.