مجاعة غير مسبوقة ونزوح عشرات الآلاف من الفاشر وسط انهيار الخدمات الصحية
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
أكّد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، المدعوم من الأمم المتحدة، وقوع مجاعة غير مسبوقة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وفي مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان، المعزولتين عن المساعدات الإنسانية، وسط تحذيرات من استمرار ارتفاع معدلات الوفيات.
وأشار التقرير إلى أن معدلات سوء التغذية الحاد في الفاشر تتراوح بين 38% و75%، بينما تبلغ 29% في كادوقلي، في ظل تفشي أمراض الكوليرا والملاريا والحصبة، ما يزيد خطر الوفاة بين الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
وحذّر التقرير من أن استمرار العنف، وغياب التمويل، وعدم توفر ممرات آمنة للمساعدات، سيؤدي إلى تفاقم الأزمة، مشيرا إلى أن طويلة، إضافة إلى مليط والطويشة، وهما وجهتان أخريان للفارين من الفاشر، معرضة لخطر المجاعة.
كما توقعت لجنة مراجعة المجاعة تفشي خطر المجاعة في 20 منطقة إضافية في دارفور الكبرى وكردفان الكبرى ومخيمات النازحين.
وفي السياق ذاته، أعلنت منظمة الهجرة الدولية، الأربعاء، أن 81 ألفا و817 شخصا نزحوا من مدينة الفاشر ومحيطها منذ 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.
وأشارت إلى أن هذه الأرقام أولية وعرضة للتغيير بسبب انعدام الأمن المستمر وتطور ديناميكيات النزوح بسرعة.
وقالت إن معظم النازحين لا يزالون داخل محلية الفاشر، بينما توجه آخرون إلى مناطق كبكابية ومليط وكتم وطويلة، وسط انعدام الأمن على الطرق وصعوبة التنقل.
من جهتها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن العائلات الهاربة من العنف في الفاشر تصل إلى مدينة طويلة وهي "منهكة وجائعة وتحتاج إلى رعاية عاجلة"، مؤكدة أن الاحتياجات تفوق الموارد المتاحة، رغم جهودها لتوفير الغذاء والماء والرعاية الصحية للأطفال.
وفي بيان منفصل، حذّرت شبكة أطباء السودان من تدهور الأوضاع الإنسانية في مخيمات النزوح شمال الفاشر، مشيرة إلى أن عدد النازحين تجاوز 36 ألفا خلال الأيام الماضية، وفق إحصاءات محلية.
وأضافت أن المصابين الوافدين إلى مخيم قولو يعانون من إصابات بالغة وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات العلاجية، وتفاقم معدلات سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل.
إعلانوأوضحت الشبكة أن التكدس داخل المخيمات أجبر العديد من النازحين على افتراش العراء بلا مأوى أو حماية، ما يعرّضهم لخطر الأمراض المعدية، في ظل عجز المنظمات عن توفير الخيام والمساكن المؤقتة.
وتابعت أن استمرار تدفق النازحين من الفاشر إلى مخيمات قولو وكورما وطويلة يزيد الضغط على الخدمات المحدودة ويضاعف معاناة النازحين، مما يستدعي تدخلا عاجلا لتوسيع القدرة الاستيعابية وتوفير الاحتياجات الأساسية.
كما نبهت إلى أن عمليات نهب متكررة للإغاثة تعيق وصول المساعدات إلى مستحقيها، مما فاقم الأزمة الإنسانية بشكل خطير.
ويشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023 حربا دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 15 مليون شخص، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر قوات الدعم السريع حاليا على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غربا، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، وبينها العاصمة الخرطوم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات إلى أن
إقرأ أيضاً:
تقرير دولي: المجاعة تنتشر في مدن بدارفور وكردفان
أكد تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة الاثنين، انتشار المجاعة في الفاشر بشمال دارفور وكادوغلي في جنوب كردفان بغرب السودان وجنوبه.
التغيير _ وكالات
ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أشار التقرير إلى أن الفاشر وكادوقلي تعانيان المجاعة منذ سبتمبر 2025، محذراً من أن انعدام المعلومات حيال تطورات النزاع يؤدي إلى «تفاقم خطر المجاعة ولا سيما في 20 مدينة من المتوقع أن تستقبل النازحين في شمال وجنوب وشرق دارفور وكذلك غرب كردفان وجنوبها».
وأعلنت قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي السيطرة على مدينة الفاشر، لتبسط بذلك سيطرتها على ولايات دارفور الخمس التي تمثل ثلث مساحة السودان.
وكان قد علّقت حكومة بورتسودان مشاركتها في نظام التصنيف المرحلي المتكامل، وهو مرصد عالمي لقياس أزمات الجوع مدعوم من الأمم المتحدة، بذريعة إصدار تقارير غير موثوقة تُقوّض سيادة السودان وكرامته.
وقالت اللجنة، في تقريرها، إن “المجاعة وقعت في الفاشر وكادقلي ويتوقع أن تستمر حتى يناير 2026، كما أن هناك 20 منطقة في كردفان ودارفور معرضة لخطر المجاعة”.
وأشارت إلى أن الأوضاع في مدينة الدلنج المحاصرة مماثلة لتلك الموجودة في كادوقلي، لكن نقص البيانات حال دون تصنيفها منطقة مجاعة.
مجاعةوأعلنت المنظمة الدولية للهجرة في وقت سابق الاثنين، أن أكثر من 36 ألف مدني سوداني فرّوا من بلدات وقرى في ولاية شمال كردفان، مع ارتفاع وتيرة المعارك في إقليم دارفور المجاور.
وحذر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي من أن أكثر من 21 مليون شخص واجه مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في سبتمبر الماضي.
وتوقع التقرير استمرار الوضع على ما هو عليه حتى مايو 2026 على الأقل.
وأفادت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة في بيان ليل الأحد، بأن 36825 شخصاً فروا من خمس بلدات وقرى في شمال كردفان بين 26 و31 أكتوبر.
وتحدّث سكان عن تزايد كبير في انتشار قوات الدعم السريع والجيش في مدن وقرى في أنحاء شمال كردفان.
وخلال الأسابيع الأخيرة، امتدت المعارك الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع من دارفور إلى منطقة كردفان في جنوب السودان والتي تصل العاصمة الخرطوم بإقليم دارفور.
ومنذ سقوط الفاشر، توالت شهادات عن إعدامات ميدانية وعنف جنسي وهجمات على عمال الإغاثة وعمليات نهب وخطف، بينما لا تزال الاتصالات مقطوعة إلى حدّ كبير.