جوع وعطش وأمراض.. مأساة النازحين تتفاقم في الدبة السودانية
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
تتفاقم المعاناة الإنسانية للنازحين السودانيين الذين يتدفقون من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال إقليم دارفور باتجاه مناطق بعيدة عن سيطرة قوات الدعم السريع.
وأعلنت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين أن تدفقات جديدة للنازحين من الفاشر وصلت مساء أمس إلى مدينة طويلة غربي الفاشر، وقالت إن النازحين يعانون من العطش والجوع ويتعرضون للضرب والنهب في طريقهم من طرف قوات الدعم السريع.
وتقدر المنسقية عدد النازحين في طويلة بلغ مليونا، ويعيشون نقصا حادا في الاحتياجات الأساسية للحياة.
وبحسب مراسل الجزيرة أسامة سيد أحمد، فإن النازحين الذين يصلون بشكل يومي من الفاشر والمناطق المتاخمة لها نحو مدينة الدبة الواقعة بالولاية الشمالية يقطعون مسافة مئات الكلومترات في أوضاع إنسانية معقدة للغاية ويعانون من الجوع والعطش والأمراض.
ونقل مراسل الجزيرة جانبا من معاناة النازحين في مخيم أقامته السلطات المحلية في المنطقة الشرقية من الدبة، ضمن عدد من المخيمات التي تم تجهيزها لاستقبال التدفقات التي تتوقع السلطات أنها ستكون غير مسبوقة خلال الأيام القادمة.
ويتضامن السودانيون بعضهم مع بعض لمساعدة النازحين الفارين من فظائع قوات الدعم السريع، حيث بدأت اليوم -بحسب المراسل- العديد من الأنشطة بمشاركة منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية والسكان من خلال تقديم وجبات غذائية يومية للنازحين داخل المخيم في الدبة.
كما توجد عيادات متجولة تتولى تقديم الخدمات الطبية للنازحين وأغلبهم من النساء والأطفال.
ومن جهتها، تواصل مفوضية العون الإنساني والهلال الأحمر السوداني جهودهما لتوطين النازحين ومساعدتهم، وأشار المراسل إلى أن السلطات المحلية في منطقة الدبة بدأت أمس في نقل العشرات من الأسر النازحة من بعض المناطق ومن محطات الانتظار.
تدفقات النازحينوتقدر السلطات المحلية في الدبة وجود أكثر من 4 آلاف و500 من النازحين، وتتوقع مزيدا من التدفقات ليس فقط من شمال دارفور غربي السودان، بل أيضا من بلدات في ولاية شمال وجنوب كردفان، وذلك بعد أن ارتفعت وتيرة الهجمات من قبل قوات الدعم السريع بالمناطق التي سيطرت عليها.
إعلانوفي نفس السياق، قال مفوض العون الإنساني بشمال كردفان محمد إسماعيل للجزيرة إن أكثر من 4 آلاف أسرة وصلت من مدينة بارا في ولاية شمال كردفان وضواحيها إلى مدينة الأُبيّض بسبب تدهور الوضع الأمني، عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليها الأسبوع الماضي.
وكانت قوات الدعم السريع سيطرت الأسبوع الماضي على مدينة الفاشر التي كانت آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور، وتحدثت تقارير عن مجازر ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد المدنيين، مما أدى إلى نزوح آلاف العائلات إلى مناطق أكثر أمنا في شمال وغرب دارفور.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
فرار عشرات الآلاف من ولاية شمال كردفان السودانية مع اتساع نطاق المعارك
الخرطوم- أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 36 ألف مدني سوداني فرّوا من بلدات وقرى في ولاية شمال كردفان السودانية، بعد أسبوع من سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في إقليم دارفور المجاور.
وخلال الأسابيع الأخيرة، امتدت المعارك الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في دارفور إلى منطقة كردفان.
وأفادت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في بيان ليل الأحد بأن 36825 شخصا فروا من خمس بلدات وقرى في شمال كردفان بين 26 و31 تشرين الأول/أكتوبر.
وتحدّث سكان الاثنين عن تزايد كبير في انتشار قوات الدعم السريع والجيش في مدن وقرى في أنحاء شمال كردفان.
ويسعى الطرفان المنخرطان في نزاع دموي منذ نيسان/أبريل 2023 للسيطرة على الأُبيّض، عاصمة ولاية شمال كردفان والتي تعد مركزا لوجستيا وقياديا رئيسيا يربط دارفور بالخرطوم، علما أنها تضم مطارا أيضا.
وقال أحد عناصر قوات الدعم السريع في تسجيل مصور نشرته المجموعة ليل الأحد "اليوم التحمت كل القوات في محور بارا"، في إشارة إلى المدينة الواقعة شمال الأُبيّض. وأعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على بارا الأسبوع الماضي.
وأفاد سليمان بابكر الذي يقطن أم صميمة الواقعة غرب الأُبيّض فرانس برس بأن "عدد مركبات قوات الدعم السريع ازداد" في المنطقة بعد سيطرتها على الفاشر التي كانت آخر معقل رئيسي للجيش في دارفور.
وأكد لفرانس برس "توقفنا عن التوجّه إلى مزارعنا خوفا من المواجهات".
وتحدّث أحد السكان الذي طلب عدم كشف هويته لأسباب أمنية، أيضا عن "ازدياد كبير في مركبات الجيش والأسلحة شرق وجنوب الأُبيّض" خلال الأسبوعين الماضيين.
وأفادت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون إفريقيا مارثا بوبي الأسبوع الماضي عن "فظائع واسعة النطاق ارتكبتها قوات الدعم السريع في بارا في شمال كردفان"، مشيرة إلى "أعمال انتقامية ضد ما يُسمى بـ+المتعاونين+ والتي غالبا ما تكون بدوافع عرقية".
وحذّرت من تكرار سيناريو دارفور حيث اتُّهمت قوات الدعم السريع بارتكاب عمليات قتل واسعة النطاق وعنف جنسي وعمليات خطف استهدفت السكان غير العرب بعد سقوط الفاشر في قبضتها.
وأسفر النزاع حتى الآن عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص وأدى إلى نزوح حوالى 12 مليون شخص متسببا بأكبر أزمتي نزوح وجوع في العالم.
Your browser does not support the video tag.