الشيخ محمد العريفي: لا بد من بناء استراتيجية شاملة لتعزيز الوسطية
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
قال فضيلة الشيخ محمد بن عبد الواحد العريفي، مستشار وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، إن هناك حاجة ماسة إلى رؤية مستقبلية متكاملة تعيد صياغة مشروع الوسطية والاعتدال، لتكون منارة تهدي الجميع في أنحاء العالم الإسلامي، مؤكدا أن قيم الوسطية والاعتدال تواجه في الوقت الراهن الكثير من التحديات الهائلة التي توجب التعاون فيما بيننا لمجابهتها والتغلب عليها.
وأوضح فضيلته، خلال كلمته بالندوة الدولية المشتركة بين الأزهر ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، بعنوان: «تجارب رائدة وآفاق مستقبلية في تعزيز قيم الاعتدال والوسطية»، أن أول هذه التحديات هو فوضى الخطاب الديني في العصر الرقمي الذي نعيشه، وهي التي ظهرت نتيجة لضعف الأصوات الوسطية الفاعلة على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وهو ما أدى إلى انتشار الفتاوى العشوائية والمجتزأة، مضيفا أن من التحديات الرئيسية كذلك ضعف الوعي النقدي والفكري في مجتمعاتنا، ما جعل الشباب في حاجة إلى تعليم يغذي لديهم هذا الوعي ويرسخه في عقولهم.
وأضاف مستشار وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، أن تراجع القدوة كذلك يعد واحدا من التحديات الرئيسية التي تجابه مجتمعاتنا اليوم، بجانب ضعف التنسيق بين المؤسسات الدينية الراسخة في عالمنا الإسلامي، هو ما نأمل أن تكون هذه الندوة اللجنة المنبثقة عنها انطلاقة لوضع حل ناجع له، وتحقيق انطلاقة في التعاون والتكامل البناء بين الأزهر الشريف ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، لتحقيق أهداف الوسطية والاعتدال.
تطوير الخطاب الدعويوبين فضيلته أنه لا بد من تطوير الخطاب الدعوي ليكون مناسبا للعصر مع إقامة شراكات مؤسسية لتوحيد الرؤية الشرعية، وضبط الفتوى، مع ضرورة وضع آلية فاعلة لإنتاج محتوى رقمي يعزز الوسطية ويجابه التطرف، وتمكين الأسرة من غرس قيم الوسطية والاعتدال في نفوس أبنائها، مع تشجيع الحوار الحضاري مع الثقافات الأخرى لتحسين الصورة النمطية للإسلام.
واختتم فضيلته بالتوصية بضرورة دراسة فكرة إعداد استراتيجية متكاملة شاملة لإنشاء مراكز مؤسسية لدراسة الوسطية والاعتدال، بهدف تطوير مفهوم الخطاب الدعوي، مؤكدا أن المؤسسات الدينية تحمل مسؤوليات كبرى في تعزيز الوسطية ومجابهة الغلو والتطرف وصياغة خطاب عام لجميع المسلمين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العريفي السعودية مشروع الوسطية العالم الإسلامي التحديات المملكة العربية السعودية الشؤون الإسلامیة والدعوة والإرشاد الوسطیة والاعتدال
إقرأ أيضاً:
مرصد الأزهر يناقش أثر تجديد الخطاب الديني في مكافحة التطرف بالجامعة البريطانية
نظم مرصد الأزهر لمكافحة التطرف ندوة تثقيفية جديدة بعنوان "أثر تجديد الخطاب الديني في مكافحة التطرف"، وذلك يوم الأربعاء الموافق 5 نوفمبر، بـ الجامعة البريطانية في مصر.
حاضر في الندوة الباحثان بوحدة الرصد باللغة العربية بالمرصد، الدكتور محمد عبودة وخالد الشاذلي.
بدأ الدكتور محمد عبودة مداخلته بوضع إطار مفاهيمي واضح، حيث أوضح الفارق الجوهري بين "النص الديني" و"الخطاب الديني".
التمييز بين النص والخطاب
أكد د. عبودة أن النص الديني هو النصوص المقدسة الثابتة والمطلقة التي تشكل العقائد والتشريعات. أما الخطاب الديني فهو "مخاطبة الجمهور بلغة العصر، وتطبيق الأحكام الشرعية بما يتوافق مع الظروف المعاصرة، مع التأكيد على الثوابت الدينية الراسخة".
جوهر التجديد والحتمية
أشار د. عبودة إلى أن مفهوم التجديد ليس وليد اللحظة، بل هو ضرورة حتمية مستمدة من الحديث الشريف: "إنَّ اللَّهَ يبعَثُ لِهذِه الأمَّةِ على رأسِ كلِّ مائةِ سَنةٍ من يجدِّدُ لَها دينَها". وبيّن أن هذا التجديد يعني إعادة الدين إلى صفائه الأصلي والتصدي للانحرافات التي قد تشوبه بمرور الزمن.
من جانبه، تناول خالد الشاذلي الأسباب التي تجعل التجديد ضرورة مُلحة في وقتنا الحالي، بالإضافة إلى السمات المميزة للخطاب الديني القادر على مواجهة التطرف، متطرقًا إلى النقاط التالية:
دواعي التجديد: أكد الشاذلي أن التجديد أصبح حتميًا بسبب تغير السياقات الثقافية والاجتماعية، وثورة الاتصالات والفضاء الإلكتروني التي سهّلت انتشار الأفكار، وكذلك ظهور قراءات متطرفة للنصوص التي تتطلب تصحيحًا.
ملامح الخطاب المتجدد
شدد الشاذلي على أن الخطاب الديني المتجدد يجب أن يتسم بـالوسطية والاعتدال منهجًا، مع الانفتاح على العلوم الإنسانية والاجتماعية لفهم سياقات الواقع. وأضاف أن التجديد يقتضي أيضًا مخاطبة العقل بلغة منفتحة ومنهج نقدي رصين، والاستفادة القصوى من الوسائط الحديثة في التبليغ، مثل منصات التواصل، البودكاست، والمرئيات القصيرة، لضمان وصول الرسالة المعتدلة إلى مختلف الفئات.
شهدت الندوة تفاعلًا كبيرًا من الطلاب الذين أبدوا حرصًا واضحًا على فهم هذه القضية المحورية. وتؤكد أهمية هذا اللقاء على الدور المحوري للجامعات كحاضنات للفكر النقدي المعتدل، وأهمية الشراكة بين المؤسسات الدينية والتعليمية في ترسيخ الفهم الصحيح للإسلام ومواجهة موجات التطرف عبر تطوير خطاب ديني يستوعب تحديات العصر ويحفظ ثوابت الدين.