متجاهلا المصطلحات الرنانة: أسبوع دبي للتصميم يبحث عن رؤى أصيلة لتعزيز المشهد الإقليمي
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
بينما يحتفل "أسبوع دبي للتصميم" بعامه الـ11 ويجعل المجتمع محور تركيزه، تستعرض المديرة ناتاشا كاريلّا نمو المهرجان وتناصر الأصوات الإقليمية والسرديات التصميمية الأصيلة.
عند انطلاق "أسبوع دبي للتصميم" في 2015، استقبل 30.000 زائر. بعد مرور عقد، نما المهرجان بمقدار خمسة أضعاف، لكن المديرة ناتاشا كاريلّا تصر على أنه لا يزال "قابلاً للاستيعاب على المستوى الإنساني".
هذا التوازن، بين الطموح في الحجم وسهولة الوصول الحميمة، يحدد جانباً كبيراً من مقاربتها لأحد أهم تجمعات التصميم في المنطقة.
الممتدة حتى 9 نوفمبر 2025، تجمع الدورة الـ11 أكثر من 300 مشارك في "داون تاون ديزاين"، مع تركيبات ضخمة وقائمة متنامية من الفعاليات التي تتجنب عمداً ما تسميه كاريلّا "الكلمات الطنانة". وبدلاً من ذلك، يسترشد المهرجان بثلاثة مبادئ أساسية: إبراز التصميم الأصلي عالي الجودة؛ وتمثيل الأصوات الحقيقية من المنطقة؛ واستكشاف كيف يمكن للتصميم أن يدعم مستقبلاً مشتركاً.
تتحدث كاريلّا بصراحة عن التحديات التي تواجه أي فعالية كبرى، رافضةً الادعاءات بالاستدامة ومقرّةً في الوقت نفسه بضرورة "ابتكار طرق جديدة للبناء والإنشاء".
هذه الصراحة هي التي تصوغ برمجة "أسبوع دبي للتصميم"، من مواد تجريبية مثل "datecrete" (مادة مصنوعة من نوى التمر) إلى استكشافات للعمارة المحلية في العالم العربي، حيث تختلف تقاليد التصميم في الكويت اختلافاً كبيراً عنها في البحرين أو عبر المشاهد المتنوعة في السعودية.
Related قمة الابتكار عبر التصميم تستعرض مستقبل الإبداع في الدوحةموضوع هذا العام، "المجتمع"، يعكس التركيز الوطني لدولة الإمارات كما يعكس التزام كاريلّا بإتاحة منصة لما تسميه "مجتمعات أصغر ضمن برمجتنا"، من مشروع مكتبة عامة لفرقة "Bootleg Griot" يحتفي بالأدب الإفريقي إلى فرقة شبابية إماراتية بالكامل لا تقدم سوى موسيقى الفلامنكو. ومع تكاثر أسابيع التصميم في المنطقة من الدوحة إلى القاهرة، لا ترى كاريلّا سوى فرصة في تمثيل أصوات متنوعة عبر الإقليم: "لكل منا دور يؤديه".
في هذا الحوار، تتناول تطور المهرجان والتطور السريع لمنظومة التصميم في دبي ورؤيتها لتعميق التعاون عبر الجنوب العالمي، مذكّرةً بأن التصميم في أفضل حالاته يخلق فضاءات للتبادل لا للتنافس.
يورونيوز كالتشر: هل يمكن أن تحدثينا عن "أسبوع دبي للتصميم" وما الذي يميّزه؟
ناتاشا كاريلّا: نحن الآن في الدورة الـ11 من "أسبوع دبي للتصميم"، وتقام فعالياته من 4 إلى 9 نوفمبر. يختلف قليلاً عن أسابيع التصميم الأخرى التي تكون عادة على نطاق المدينة بأكملها؛ المثال الأكثر إرباكاً ربما هو "أسبوع ميلانو للتصميم". ورغم أن لدينا أنشطة في أنحاء المدينة، فإن معظم البرمجة تبقى ضمن منطقة "حي دبي للتصميم" المعروفة اختصاراً بـ D3. هنا تجد مختلف الشركات والمكاتب عبر تخصصات التصميم كافة: "فوستر آند بارتنرز"، "غريمشو"، وصولاً إلى "شوبارد" و"فان كليف"، ومروراً بـ"أديداس" و"بوما" و"ليغو" و"لايكا". الجميع هنا، وهذا رائع لأن الكثير منهم يشاركون ضمن الفعالية كما يشكّلون جمهورها أيضاً. عندما بدأنا في 2015 كان العدد نحو 30.000 شخص. الآن يبلغ نحو 150.000 شخص. ومع ذلك يبقى قابلاً للاستيعاب على المستوى الإنساني، وأرى أن هذا بالغ الأهمية.
كيف تتعاملون مع برمجة أسبوع التصميم؟
كاريلّا: نحاول الابتعاد عن "الكلمات الطنانة". بدلاً من ذلك، نجمع محتوانا وفق مقاربة قائمة على مبادئ. هناك ثلاثة محاور: أولها ضمان أن يكون التصميم عالي الجودة وأصيلاً. والثاني، وهو مهم جداً بالنسبة لنا، أن يكون تمثيلاً حقيقياً لأصوات هذه المنطقة. ما زال هناك الكثير من التسطيح حين يتعلق الأمر بالعالم العربي. ثمة فروق دقيقة كبيرة في العمارة المحلية بين الكويت والبحرين، فضلاً عن التنوع الهائل ضمن المساحة الجغرافية الشاسعة في السعودية.
أما الثالث فهو النظر في كيفية دعم التصميم لمستقبلنا المشترك. أنا أول من يقول إنه لا توجد فعالية مستدامة، فلنكف عن الادعاء بغير ذلك. إن لم نكن صادقين بشأن موقعنا الآن فلن نحلّ المشكلات القائمة فعلياً. ما يمكننا فعله هو ابتكار طرق جديدة للبناء والإنشاء. كيف يمكن للتصميم مساعدة الفئات المهمشة؟
ما أبرز مكونات أسبوع التصميم؟
كاريلّا: لدينا معرضان: "داون تاون ديزاين" وهو معرضنا التجاري، ولدينا هذا العام أكثر من 300 مشارك، بمزيج رائع من علامات عالمية مرجعية تشمل كل شيء من الأثاث إلى النسيج، إلى جانب تمثيل إقليمي. وأطلقنا العام الماضي معرضاً آخر باسم "Editions" يركز على الفنون والتصميم بإصدارات محدودة. نحن جزء من مجموعة "آرت دبي"، لذا فالفلسفة نفسها حاضرة مع تركيز أكبر على الجنوب العالمي.
ثم لدينا أعمال وتركيبات تصميمية ضخمة. خذ "نيكّين سيكّيي" مثلاً، إذ تتعاون مع عائلة يابانية عملت لقرون في فنون تشابك الخشب، لصنع جناح يضم في داخله حفل شاي على يد معلم. أو "آرت كولكتيف"، ومعظم أعضائها من الهند لكنهم وُلدوا ونشأوا في دبي، وقد ابتكروا "datecrete"، وهي مادة ذات سطح صلب مصنوعة من نوى التمر. يستخدمونها لإظهار وجود مواد بديلة يمكن استخدامها في البناء والصناعة.
كيف تطوّرت منظومة التصميم في دبي؟
كاريلّا: لو عدتُ حتى إلى عشرة أعوام مضت، لوجدت أن التصميم هنا كان يعني استيراد الكثير من المنتجات والأثاث، إذ لم تكن هناك أي سلسلة إمداد. لكن، على طريقة دبي المعتادة، تغيّر ذلك فعلاً في فترة قصيرة جداً. لدينا مؤسسات أكاديمية رائعة مثل "الجامعة الأمريكية في الشارقة" مع كلية عمارة مذهلة تخرّج مواهب ناشئة مميزة.
وهناك أيضاً مؤسسات ثقافية مثل "تشكيل" وبرنامجها "تنويين"، حيث يأخذون مجموعة من المبدعين الشباب ويساعدونهم عبر الإرشاد على تطوير منتجات، ثم يتيحون لهم منصة للعرض في "داون تاون ديزاين". وهناك أيضاً دعم حكومي؛ فقد أطلق D3 هذا العام النسخة الافتتاحية من "جوائز D3" لأي شخص في حدود السنوات الخمس الأولى من مسيرته المهنية.
موضوع هذا العام هو المجتمع. كيف ينعكس ذلك في البرنامج؟
كاريلّا: هذا العام هو عام المجتمع في دولة الإمارات، وهو ما يحفّز الناس ويجمعهم. إحدى تكليفاتنا الخاصة تحمل اسم "Urban Commissions". ركّز الفائزون هذا العام على الفناء باعتباره فضاءً مجتمعياً. وهم يطوّرون نمطاً يدرس كيفية استخدام المواد المحلية في المناطق الساحلية مقابل الجبلية، من المرجان في السواحل إلى الحجر وسعف النخيل في الجبال.
يركّز معرض العمارة في D3 بالتعاون مع "RIBA" أيضاً على المجتمع. وبالنسبة لنا، يعني المجتمع إدماج أنواع مختلفة من المجتمعات الصغيرة ضمن برمجتنا. هناك "Bootleg Griot" وهم ثلاثة شبان بدأوا مشروع مكتبة عامة تجمع الأدب الإفريقي. وهناك فرقة شبابية إماراتية مذهلة لا تقدّم سوى موسيقى الفلامنكو. بالنسبة إلينا، المسألة هي كيف نستخدم منصتنا لمنح الصوت والمساحة لمجتمعات قد لا تراها بالضرورة في دبي السائدة.
كيف ترين دور "أسبوع دبي للتصميم" ضمن المشهد التصميمي الأوسع في المنطقة؟
كاريلّا: نرى الكثير من البرامج التصميمية المختلفة تجري إقليمياً، وهذا مهم جداً. لديك "ديزاين الدوحة" في قطر، و"أسبوع تنوين للتصميم" في السعودية، وعمّان في الأردن عائد العام المقبل، و"أسبوع القاهرة للتصميم". يسألني كثيرون: ماذا ستفعلون عندما تُفتح كل هذه المساحات؟ أذكّرهم بأنه في لندن لديك ألف فعالية كل يوم! نحن في الواقع بحاجة إلى المزيد من ذلك. لكل منا دور يؤديه، وفي ذلك قوة فقط. مهمتنا واحدة: تمثيل التصميم المنطلق من هنا، وخلق فضاءات يمكن أن تحدث فيها تبادلات مع المجتمع العالمي.
كيف ترين المستقبل؟
كاريلّا: من الواضح أن الذكاء الاصطناعي متداخل، لكننا بحاجة إلى مقاربة أكثر تأنّياً ومنهجية. الإمكانات كبيرة جداً في دعم تخصصات التصميم، لكن علينا أن نتذكر أن هذه نماذج لغوية ضخمة وصلت إلى ما هي عليه بالاستناد إلى الممارسة والإبداع البشريين. أين الخط الفاصل حين يتعلّق الأمر بالتصميم الأصلي أو بالملكية الفكرية؟ كيف نبقى محورها الإنسان؟
دبي مكان مثير للاهتمام حقاً، لأنها تعمل بسرعة على صعيد صنع السياسات وعلى صعيد تصحيح المسار. لا تمانع الفشل، ولا يمكنك اكتشاف الأمور إلا إذا جرّبت وفشلت. أما بالنسبة إلينا، فالقضية هي مواصلة توسيع العلاقات مع الجنوب العالمي الأوسع. هناك أيضاً "أسبوع لاغوس للتصميم"، وأنا شخصياً أرغب في التواصل معهم لرؤية كيف يمكننا العمل معاً من أجل دعم أسواق وسرديات غير غربية بدرجة أكبر.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة بناء وتشييد هندسة العمارة
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم
المصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل الذكاء الاصطناعي دونالد ترامب دراسة حركة حماس تكنولوجيا إسرائيل الذكاء الاصطناعي دونالد ترامب دراسة حركة حماس تكنولوجيا بناء وتشييد هندسة العمارة إسرائيل الذكاء الاصطناعي دونالد ترامب دراسة حركة حماس تكنولوجيا غزة قوات الدعم السريع السودان طب دماغ اعتقال ألمانيا أسبوع دبی للتصمیم التصمیم فی الکثیر من هذا العام فی دبی
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يفتتح توسعات المصنع الإقليمي لـ شنايدر إلكتريك بمدينة بدر
افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، توسعات المصنع الإقليمي لشركة "شنايدر إلكتريك" الفرنسية بمدينة بدر، بحضور الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، والمهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المُتجددة، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، والسفير إريك شوفالييه، سفير فرنسا بالقاهرة، و سيباستيان رييز، الرئيس الإقليمي لشركة "شنايدر إلكتريك" لمنطقة شمال شرق أفريقيا والمشرق العربي، والمهندس أردا تشيمن، مدير مصنع "شنايدر إلكتريك" بمدينة بدر، وعدد من أعضاء مجلس إدارة الشركة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن افتتاح أعمال التوسعة في مصنع "شنايدر إلكتريك" بمدينة بدر، يُعد خطوة جديدة تضاف إلى سجل إنجازات القطاع الصناعي المصري، وتعكس الثقة المتنامية للمستثمرين العالميين في مناخ الاستثمار المصري، مُؤكِّداً التزام الدولة بدعم الصناعات التكنولوجية المتطورة التي تتماشى مع رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة، وتعزز القدرات التصديرية المصرية.
وأشاد الدكتور مصطفى مدبولي بالحلول المتقدمة والمنتجات الوطنية عالية الجودة التي توفرها الشركة، والتي تسهم في دعم جهود التحول الرقمي الشامل لقطاع الطاقة، ورفع كفاءة الشبكة، وضمان استمرارية التغذية الكهربائية، مما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة.
وفي البداية، استمع رئيس الوزراء ومرافقوه، إلى عرض تقديمي من سيباستيان رييز، الرئيس الإقليمي لشركة "شنايدر إلكتريك" لمنطقة شمال شرق أفريقيا والمشرق العربي، عن نشأة المصنع واستثمارات الشركة في السوق المصرية، مُشيراً إلى أن مصنع شنايدر إلكتريك تأسس في مدينة بدر عام 2009، ويُعد المصنع منشأة رئيسية للشركة، ويمتد على مساحة 44581 متراً مربعاً، مُخصصة لمبنى متطور يعتمد على أحد المعايير العالمية، مُضيفاً أن الطاقة الإنتاجية السنوية للمصنع تبلغ 6 آلاف وحدة جهد متوسط، و5 آلاف وحدة جهد منخفض.
وخلال تفقد رئيس الوزراء ومرافقيه لمعرض منتجات الشركة من خلايا الجهد المنخفض والمتوسط، وخطوط إنتاج الخلايا ومراكز التحكم الآلي، أوضح سيباستيان رييز، أن إجمالي استثمارات "شنايدر إلكتريك" في مصر منذ دخولها السوق المصرية قبل 37 عاماً بلغت حوالي 320 مليون يورو، مُضيفاً أنه تم إضافة خط إنتاج جديد للوحات الكهربائية عام 2020 بقيمة 10 ملايين يورو.
وأدار رئيس الوزراء حواراً ودياً مع أحد العاملين بالمصنع، مُستفسراً عن تخصصه ومدي مناسبة المرتب الذي يتقاضاه من الشركة، وأجاب العامل بأن تخصصه الأصلي ليس في مجال الكهرباء، وأنه قام بتغيير مساره الوظيفي وتلقي تعليما وتدريبات متخصصة من التي يوفرها المصنع له، وأن المرتب جيد جداً.
وعقب ذلك، قام الدكتور مصطفى مدبولي بالضغط على زر فتح بوابة المصنع الجديد إيذاناً بافتتاح أعمال التوسعة بالمصنع، حيث أشار المهندس أردا تشيمن، مدير مصنع "شنايدر إلكتريك" بمدينة بدر، إلى أنه تم ضخ استثمارات بقيمة 8 ملايين يورو عام 2023 لتنفيذ توسعة بمصنع الشركة في مدينة بدر، على مساحة 10 آلاف متر مربع، وذلك لإنتاج اللوحات منخفضة ومتوسطة الجهد ووحدات التغذية الحلقية (RMU)، مُضيفاً أن الهدف من هذه التوسعات هو زيادة الطاقة الإنتاجية بحوالي 30%، فضلاً عن توطين الصناعة وتوسيع قاعدة التصدير للأسواق الإقليمية والعالمية.
وتفقد رئيس الوزراء ومرافقوه أعمال التوسعة بالمصنع ومراحل الإنتاج فيه، والتي شملت خط الإنتاج الجديد لخلايا الجهد المنخفض والمتوسط، وخط التجميع المحلي لمغيرات السرعة بهدف ترشيد الطاقة والانبعاثات الكربونية، بالإضافة إلى نماذج من منتجات المصنع الجاهزة للتصدير لعدد من الدول.
وفي غضون ذلك، أوضح مدير مصنع "شنايدر إلكتريك" بمدينة بدر أن نسبة المكون المحلي في منتجات المصنع ارتفعت من 55% عام 2021 إلى 81% عام 2024، مع وجود خطة تستهدف الوصول إلى 85% من المكون المحلي في التصنيع، لافتاً إلى أن نسبة 50% من الإنتاج مخصصة للتصدير إلى أكثر من 35 دولة حول العالم.
كما تفقد رئيس الوزراء ومرافقوه، مركز تدريب الفنيين العاملين في خدمة المنتج وخدمات ما بعد البيع، حيث أفاد المهندس/ أردا تشيمن، أن مركز التدريب يوفر برامج تدريبية بجودة عالمية في مختلف التخصصات التي يحتاجها المصنع، لافتاً إلى أنه تم توطين هذه البرامج العالمية في مصنع الشركة بمصر، بدلاً من إرسال الفنيين والعاملين لتلقي هذه التدريبات الراقية بالخارج، مُشيراً إلى أنه من المستهدف خلال عام 2026 تدريب حوالي 500 مهندس وفني متخصص، هذا إلى جانب توفير هذا التدريب للشركات الخارجية عند الطلب، فضلاً عن التعاون لتدريب طلاب مدارس التعليم الفني خلال سنوات الدراسة أو بعد التخرج، مُؤكداً في هذا الصدد، أننا نقوم بتصدير العمالة الماهرة والمواهب من المهندسين المتخصصين إلى الخارج.
واستمع رئيس الوزراء ومرافقوه لعرض بشأن خطة الاستدامة بالمصنع، حيث أوضح المهندس أردا تشيمن، أن مصنع "شنايدر إلكتريك" في بدر هو الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، ويُعد نموذجاً رائداً في الابتكار الصناعي والحفاظ على البيئة، مُشيراً في هذا الصدد، إلى أن المصنع حصل على شهادة "صفر انبعاثات كربونية"، حيث يتم تلبية 20% من احتياجاته من الطاقة عبر الألواح الشمسية، بينما يعتمد في توفير الباقي على مصادر أخرى للطاقة المتجددة.
وأضاف أن المصنع يعمل على الحد من استخدام المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام من خلال استبدالها بعبوات مُعاد تدويرها، بهدف الوصول إلى نسبة 50% "مواد خضراء" في منتجاته، بعدما حقق بالفعل نسبة 35%.
وحول أبرز مشروعات "شنايدر إلكتريك" في مصر، أشار / سيباستيان رييز، إلى أن الشركة ساهمت بالشراكة مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة والشركة القابضة لكهرباء مصر في تطوير مراكز التحكم الذكية في شبكة الكهرباء المصرية، ضمن خطة الدولة للتحول الرقمي في قطاع الطاقة؛ لرفع كفاءة الشبكة ودعم الاستدامة، باستثمارات بلغت 4.6 مليار جنيه للمرحلة الأولى، و5 مليارات جنيه للمرحلة الثانية.
وأضاف الرئيس الإقليمي لشركة "شنايدر إلكتريك" لمنطقة شمال شرق أفريقيا والمشرق العربي أنه تم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع التحكم الآلي بمدينة شرم الشيخ عام 2022، وتم الانتهاء من تطوير أربعة مراكز تحكم أخرى بمحافظة القاهرة، فضلاً عن تجديد أكثر من 3900 موقع على شبكة توزيع الكهرباء، إلى جانب تدريب الكوادر الفنية التابعة لوزارة الكهرباء لضمان كفاءة واستمرارية التشغيل.
وأشار إلى أن شركة "شنايدر إلكتريك" تعاونت مع المتحف المصري الكبير في تصميم وتنفيذ مفهوم المتحف الذكي عبر توظيف خبراتها العالمية وحلولها في مجال إدارة البنية التحتية الذكية، فضلاً عن المشاركة في مشروع متحف مراكب الملك خوفو، والذي حصد جائزة أفضل مشروع لحلول الطاقة الذكية ومنظومة إدارة الطاقة على مستوى العالم لعام 2023، لافتاً إلى مساهمة الشركة في مشروع الدلتا الجديدة من خلال توفير الحلول والمعدات الكهربائية المختلفة لتلبية متطلبات هذا المشروع القومي الضخم.
وفي الختام، حرص رئيس الوزراء على التقاط صورة تذكارية مع المهندسين والعاملين بالمصنع.