لجريدة عمان:
2025-05-18@10:18:48 GMT

كيف تتغير توقعات الأفراد إزاء السفر والسياحة؟

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

تتغير اتجاهات الأفراد وتوقعاتهم إزاء السفر والوجهات والتجارب السياحية من حين لآخر، تلعب إمكانية مشاركة تجارب السفر والسياحة في شبكات عالمية دورًا أساسيًا في نشوء اتجاهات جديدة، وتحفز رغبة الاتصال الثقافي العالمي نمو بعض التوقعات لدى الأفراد فيما يتصل بعطلاتهم وتجاربهم السياحية القادمة. هناك دور أيضًا لطبيعة «التركيبية الجيلية» في توجيه اتجاهات السفر والسياحة، وفي الطلب على المنتجات والخدمات السياحية، وفي تباين السلوكيات السياحية؛ فعلى سبيل المثال ترى الدراسات أن سوق السفر والسياحة المستقبلي يسيطر عليه «المواطنون الرقميون من جيل 2.

0» كما تؤكد على ذلك دراسة صادرة عن جامعة المنيا في مصر. وإن التقييمات والاقتراحات والتوصيات عبر المنصات والتطبيقات تسهم في قيادة خيارات هذا الجيل تحديدًا نحو السفر والسياحة، كما أنها تشكل مستقبل المنتجات والخدمات السياحية. عوضًا عن ذلك فإنه في تقديرنا ثمة نمط ناشئ أكثر تأثيرًا على مجتمعاتنا اليوم فيما يتعلق بالتوقعات والتجارب السياحية وهو «التأثير بالتجارب Influence by experience»؛ ونقصد به من إتاحته المنصات الاتصالية لبعض الأفراد/ المجموعات من عيش تجارب سياحية متكاملة في دولة/ وجهة ما وتصويرها بطريقة تجعل المتابع متعطشًا أو أكثر فضولًا لممارسة تلك التجربة. ورغم أن التدوين وأدب الرحلات من الأشكال الأدبية التاريخية التي حددت في أزمنة سابقة موجات التنقل والسفر، وأطرت التوقعات السياحية؛ إلا أننا نشهد اليوم ظهور أنماط جديدة من المدونات السياحية، يقودها من باتوا يعرفون بـ «الناشطين في السفر والسياحة» الذين يستفيدون من مُكنة المنصات الاتصالية في استعراض تجاربهم السياحية بشكل مبتكر وقريب من حياة مختلف الأجيال.

على مستوى الاتجاهات العالمية؛ فإن مختلف التقارير التي ترصد التغير في اتجاهات السفر والمسافرين والسياحة تجمع أن القيود على حالة السفر والسياحة بفعل جائحة كورونا كوفيد 19 أنتجت مشهدًا جديدًا فيما يتصل بتوقعات المسافرين، كما أن مفاهيم الاستدامة البيئية، ومراعاة اعتبارات التغير المناخي أسهمت في نشوء مفاهيم جديدة بالنسبة للمسافرين سواء فيما يتعلق بالوجهات والتطلعات أو فيما يتعلق بالسلوكيات السياحية. نحاول هنا التقاط أهم النتائج البارزة لبعض التقارير المرجعية التي تصدر بشكل دوري عالميًا حول اتجاهات السفر والسياحة وتفضيلات المسافرين؛ لمحاولة فهم هذا المشهد المتغير وتنفيده. فتقرير «Travel Predictions 2023» الذي يصدر بشكل دوري عن Booking.com يستخلص أن عنصري التركيز على «الطبيعة والجسد» تعتبر موجهات أساسية لتوقعات المسافرين ووجهاتهم ما بعد الجائحة. فمن نتائج التقرير أن هناك 42% من المسافرين يرغبون في قضاء فترة راحة تركز على صحتهم العقلية والجسدية، وهناك (44٪) من المستطلعين بالتقرير يريدون الذهاب إلى جلسات التأمل أو اليقظة الذهنية. يرصد التقرير كذلك أن هناك اتجاهات بارزة بدأت تشكل أنماطًا للسفر والسياحة منها: الرغبة في عيش صدمات ثقافية، والرغبة في رحلات خالية من أعباء العمل والتزاماته، والحنين للانغماس في الثقافات الشعبية، والعودة إل السفر العائلي. على الجانب الآخر فإن أحد النتائج البارزة لتقرير «2023 Global Travel Trends Report» الذي يصدر عن American Express Travel يقول إن 69% من جميع المشاركين مستعدون لإنفاق المزيد خلال العطلة إذا علموا أن ذلك يدعم المجتمع المحلي، ويذكر أن 88% من المشاركين يرون أن تناول الطعام والتسوق في الشركات الصغيرة المحلية يجلب تجربة أكثر واقعية. أما تقرير «2023 Travel Trends Report:Post-Pandemic State of Travel & Consumer Spending» الصادر عن وكالة Hopper فإن أبرز تغير يلحظه هو في سلوك المستهلكين في تخطيط السفر؛ حيث الحجوزات في اللحظات الأخيرة، والبحث الأول عن الوجهة يكون قبل 5 أسابيع من الرحلة بشكل أقصر عما كان عليه الحال قبل الوباء. يرصد التقرير كذلك أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت اللاعب الأساسي في عملية تخطيط السفر حيث يتصدر Facebook وInstagram أكثر المنصات شعبية للتخطيط للسفر، يليهما TikTok وSnapchat.

في المجمل فإنه يمكننا إيجاز المشهد المتغير لتوقعات السفر والسياحية العالمية في خمس خلاصات أساسية: ميل المسافرين للانغماس أكثر في المجتمعات المحلية ومنتجاتها الثقافية، والبحث الدائم عن المرونة فيما يتعلق بالحجوزات والوجهات وتخطيط السفر، والاتجاه نحو التجارب غير المألوفة سواء المغامرات أو التجارب الثقافية التي لا تتوافر في الحيز الذي يقع فيه الشخص، والتركيز على تحقيق جودة الحياة والتعافي من خلال الوجهات السياحية، بالإضافة إلى التأثير الملموس للتجارب المصورة (الملهمة) عبر المنصات الاتصالية في توجيه وتحديد التجارب والوجهات السياحية للأفراد. تقودنا هذه الاستخلاصات إلى محاولة فهم الكيفية التي يمكن الاستثمار بها في هذه التحولات بمجال السفر والسياحة. وهنا نعتقد أن هناك 3 فرص متاحة: أولها التركيز على بناء تجارب (مصحات جودة الحياة)؛ حيث يشكل تنوع التضاريس والبيئات الطبيعية فرصة لذلك. تركز هذه المصحات على استقطاب الأفراد لعيش فترة (أسبوع إلى 10 أيام) في التواصل مع الطبيعة ولبناء نظام حياة صحي بجودة عالية، من ناحية التغذية والرياضة وأساليب النوم ومراقبة الجسد. نعتقد أن هناك من الفرص والمواقع في سلطنة عُمان ما يمكنها من الاستثمار في هذه التجربة بوصفها اتجاهًا ناشئًا لطلب المسافرين على الوجهات السياحية. أما الفرصة الثانية فتتشكل في الكيفية التي يشارك فيها المجتمع بشكل منتظم في خلق التجارب السياحية والثقافية، والأهم تعديد تلك التجارب وتنويعها من قلب المجتمع وثقافته وطقوسه وممارساته. أما الفرصة الثالثة فهي تتشكل في سياق تنظيم عرض التجارب السياحية من قبل المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، وألا يتم التركيز فقط على «التغطيات» وإنما على إنتاج محتوى متكامل للتجارب السياحية والثقافي في سلطنة عُمان، وبشكل مدروس ومنتظم. وتسويق هذا المحتوى ليستهدف مختلف الثقافات والأقطار. المجتمع في ذاته أيضًا مدعو لتعزيز المحتوى المتصل بالتجارب السياحية ومشاركتها خصوصًا في ظل ما تتيحه مختلف المنصات الاتصالية من فرص للتأثير ونقل تلك التجارب وتسويقها عبر المجتمع.

مبارك الحمداني مهتم بقضايا علم الاجتماع والتحولات المجتمعية في سلطنة عمان

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: السفر والسیاحة

إقرأ أيضاً:

عقارات الموت بالإسكندرية.. تحركات مكثفة في الأحياء لمنع وقوع كارثة بسبب العقارات القديمة الآيلة للسقوط.. والمحافظ: لا تهاون فيما يخص حياة المواطنين

تتصاعد يوما بعد يوم وتيرة الخطر الذي تمثله العقارات الآيلة للسقوط في محافظة الإسكندرية، حيث تحولت بعض المباني القديمة والمتهالكة إلى قنابل موقوتة تهدد أرواح المواطنين، وسط أحياء سكنية مأهولة وشوارع تعج بالمارة. 

وفي ظل تكرار حوادث الانهيارات المفاجئة، بات التحرك الرسمي ضرورة قصوى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ووضع حد لهذا الخطر الذي طال السكّان وأرقهم، وأمام هذا الواقع، أطلقت محافظة الإسكندرية سلسلة من الإجراءات الحاسمة لمواجهة الأزمة، في خطوة تعد بداية لمسار أكثر جدية في حماية أرواح المواطنين والحفاظ على سلامة المنشآت المجاورة.

إصابة مستشارة فى حادث تصادم بطريق الإسكندرية الصحراوىالكيك بوكسينج يكلف وائل أبو هيسة برئاسة منطقة الإسكندريةإجراء جراحة دقيقة وغير مسبوقة بمستشفى العامرية بالإسكندرية.. صورالقبض على فتاة من الإسكندرية وضعت مولودها داخل حمام محطة سكك حديد طنطاتكليفات المحافظ.. لا تهاون مع العقارات المهددة للحياة

في هذا السياق، أصدر الفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، توجيهات مباشرة لجميع رؤساء الأحياء والأجهزة التنفيذية بضرورة التحرك العاجل لتنفيذ قرارات الإزالة الصادرة ضد العقارات الآيلة للسقوط، وخاصة تلك المصنفة ضمن قائمة الخطورة الداهمة، التي قد تتسبب في كوارث مفجعة في حال تجاهلها.

وشدد محافظ الإسكندرية على أن حياة المواطنين وسلامتهم أولوية لا تحتمل التأخير أو المجاملة، مؤكدا أن التعامل مع هذه الأزمة يجب أن يتم بمنتهى الحسم والسرعة.

العقارات الآيلة للسقوط في الاسكندريةإزالة عقار بالكامل في حي الجمرك

استجابة لتكليفات محافظ الإسكندرية، نفذت الأجهزة التنفيذية بحي الجمرك قرارا بإزالة عقار يمثل تهديدا مباشرا لحياة الأهالي. 

وقد أصدرت لجنة المنشآت الآيلة للسقوط قرارا بهدم العقار يقع في ٥٦ شارع العناني ناصية عثمان باشا، ويتكون من طابق أرضي وثلاثة أدوار علوية، بالإضافة إلى جزء مشيد في الطابق الرابع، لما يمثله من خطورة داهمة على السكان والمارة، وهو ما جرى تنفيذه على الفور حفاظا على الأرواح.

تحركات مكثفة في حي العجمي لمنع وقوع كارثة

في حي العجمي، تواصلت جهود إزالة العقارات المتهالكة التي تشكل خطرا كبيرا على الأهالي، خصوصا في منطقة وادي القمر التي شهدت عدة تدخلات متتالية.

حيث تم تنفيذ عمليات إزالة لأجزاء متفرقة من العقار الكائن في نهاية شارع محمد سالم، كما جرت إزالة أربع بلكونات من عقار مهجور بجوار ملعب وادي القمر، والذي تم تصنيفه كأحد المباني الخطرة على المارة. 

كذلك، شملت الحملات إزالة أجزاء من واجهة أحد العقارات الكائنة بشارع السد العالي، إلى جانب هدم بلكونة بعقار خالٍ من السكان يقع في شارع فرعي من شارع السد العالي، مقابل مدرسة وادي القمر.

هذه التحركات جاءت استباقية لحماية المواطنين من أي انهيارات محتملة في هذه المنطقة ذات الكثافة السكانية.

العقارات الآيلة للسقوط في الاسكندريةاستجابة فورية لبلاغات المواطنين

تأتي هذه التحركات في إطار استجابة المحافظة لشكاوى المواطنين بشأن المباني المهددة بالانهيار، حيث تتحرك لجنة المنشآت الآيلة للسقوط فور تلقي البلاغات لإجراء المعاينات الفنية وتحديد الوضع الإنشائي للعقار، سواء بالهدم الكلي أو الجزئي، أو باتخاذ إجراءات التدعيم المناسبة.

وتهدف هذه الإجراءات إلى تحقيق أعلى درجات الأمان، ليس فقط لقاطني تلك العقارات، بل أيضا لحماية المارة والمنشآت المجاورة من أي أضرار قد تترتب على الانهيارات المفاجئة.

العقارات الآيلة للسقوط في الاسكندريةالعقارات الآيلة للسقوط في الاسكندرية.. خطر يلاحق المواطنين

يبقى ملف العقارات الآيلة للسقوط واحدًا من أخطر التحديات التي تواجه مدينة الإسكندرية، والتي تعاني من تكدس عمراني وتجاوزات في البناء منذ عقود.

التحرك الرسمي الأخير يمثل خطوة على الطريق الصحيح، لكنه لن يكون كافيا إذا لم يصاحبه تخطيط طويل الأمد لتحديث البنية العمرانية وتطهير الأحياء من المباني غير الآمنة، وإذا كانت المحافظة قد بدأت في مواجهة هذا الخطر، فإن استمرار هذه المواجهة بصرامة وشفافية سيكون الضامن الوحيد لتجنّب كوارث قادمة.

العقارات الآيلة للسقوط في الاسكندرية طباعة شارك عقارات الآيلة للسقوط في محافظة الإسكندرية العقارات الآيلة للسقوط في محافظة الإسكندرية محافظة الإسكندرية الفريق أحمد خالد حسن سعيد حي العجمي العقارات الآيلة للسقوط في الاسكندرية

مقالات مشابهة

  • نائبة وزير الإعلام والثقافة والسياحة في لاوس: نسعى لتكون دولتنا وجهة سياحية عالمية.. والتبادل الثقافي مع مصر أولوية
  • الاتحاد للطيران تطلق حملة للسفر عبر أبوظبي تستهدف المسافرين الإسرائيليين
  • تقرير أمريكي: أدمغة الرجال تتغير عندما يصبحون آباء
  • بياستري «أول المنطلقين» في «جائزة إيميليا»
  • بالتعاون بين "التراث والسياحة" وكلية عُمان للسياحة
  • عقارات الموت بالإسكندرية.. تحركات مكثفة في الأحياء لمنع وقوع كارثة بسبب العقارات القديمة الآيلة للسقوط.. والمحافظ: لا تهاون فيما يخص حياة المواطنين
  • فيما الجوع يفتك بغزة.. أنظمة خليجية تغدق المليارات على ترامب وتُدير ظهرها لفلسطين
  • الحبس لسارق الهواتف النقالة بمحطة نقل المسافرين “تافورة”
  • عاجل. وزارة الخزانة الأمريكية: عقوبات على عدد من الأفراد المرتبطين بحزب الله في لبنان
  • ريهام عبد الحكيم تشعل الأوبرا بصوتها.. و"كروان مصر" يتصدر المنصات بعد حفل "كوكب الشرق"