بين بقاء النظام… وإعادة إنتاج الجولاني في بلاد الحرمين
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
وإذا وصلت تلك الجماعات إلى السلطة في بلاد الحرمين، فلن يكون حالها أفضل من النظام السعودي؛ بل ستعيد إنتاج تجربة الجولاني في سوريا، وتذهب في مسار الانبطاح لأعداء الأمة أبعد مما يفعله النظام نفسه، لأن بنيتها الفكرية والعملية مهيّأة للخضوع للغرب والكيان الصهيوني تحت أي عنوان ديني أو سياسي.
وما يفعله الجولاني اليوم لا يمكن اعتباره اجتهادا فرديا أو خاصا بالجماعات الإسلامية داخل سوريا؛ بل هو تعبير عن منهج هذه الجماعات في مختلف البلدان.
فشيوخها ورموزها هم أول من سارع إلى نصح الجولاني بالانبطاح أمام أعداء الأمة، وبإبقاء بوصلة العداء نحو محور المقاومة حتى اثناء تعرض غزة لجرائم الإبادة الجماعية والتجويع.
وهذا يثبت أن المشكلة ليست في فرد او تيار، بل في البنية الكاملة لهذه التيارات. ونحن لا نقول هذا الكلام بدافع العداء لتلك الجماعات، بل بدافع الحرص الصادق على ألا تُهدر طاقة الأمة في معارك عبثية مكلِفة، تكون نتائجها اسوأ مما نعيشه اليوم.
تأمّلوا كيف كان الجولاني يهاجم بشدّة الحكومات العربية وبقية الجماعات الإسلامية لأنها ـ حسب وصفه ـ رضخت لامريكا، ثم انتهى هو نفسه إلى ما هو أسوأ. فإذا كانت تلك الجماعات هي التي شجّعته على طريق الانبطاح، فكيف سيكون حالها إذا وصلت هي إلى السلطة؟
بعد عدوان ابن سلمان على اليمن أصبحت قضية اليمن وبلاد الحرمين قضية واحدة؛ وطالما وان اصحاب الباطل في البلدين قد توحدوا تحت قيادة ابن سلمان، فإن على أهل الحق ان يتوحدوا تحت قيادة السيد عبدالملك الحوثي.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
زوجة خاشقجي تنوي إحراج بن سلمان في واشنطن.. قضية الصحفي المقتول تلاحق ولي العهد إلى البيت الأبيض
تدفع السلطات السعودية تعويضات شهرية لأبناء خاشقجي الأربعة، تقدر بعشرة آلاف دولار لكل منهم، إلى جانب توفير مسكن لهم، وفقًا لـ"واشنطن بوست".
لا تزال قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي تلاحق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته المرتقبة إلى البيت الأبيض، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس دونالد ترامب غدًا، لبحث ملفات إقليمية ساخنة، يأتي في مقدمتها صفقة شراء طائرات إف-35 وربما مسألة التطبيع مع إسرائيل.
غير أن شبح خاشقجي - الذي قُتل قبل سنوات - ما زال يخيم على المشهد، خاصة بعد الكشف عن أن زوجته، حنان العطر، تستعد لمواجهة الأمير محمد في واشنطن، حيث تنوي المطالبة باعتذار رسمي منه، واستعادة رفات زوجها، والحصول على تعويض مالي عن جريمة القتل التي وقعت داخل القنصلية السعودية بإسطنبول في أكتوبر 2018، والتي اتُهم بن سلمان بالوقوف وراءها، على الرغم من نفيّه المتكرر.
واشنطن تغيّر موقفهابعد الحادثة التي أثارت استياء دوليًا كبيرًا، قال جو بايدن - الذي كان مرشحًا رئاسيًا آنذاك - إن على الولايات المتحدة أن تجعل من السعودية "دولة منبوذة"، إلا أن واشنطن تجاوزت ذلك، مدفوعة بمغريات الطاقة والدفاع والتكنولوجيا.
ويختلف المحللون في تقييم الزيارة، إذ تنقل وكالة "رويترز" عن دوغلاس إيه. سليمان، رئيس معهد دول الخليج العربية في واشنطن، قوله: "إن خاشقجي لم يُنسَ تمامًا، لكن هل ينبغي أن تُبنى العلاقة بين دولتين مهمتين على حادث واحد فقط؟ أم يجب أخذ المصلحة العليا للولايات المتحدة أو السعودية في الحسبان للمضي قدمًا؟"
فمع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، عاد الدفء القائم على المصالح المتبادلة بين الدولتين: تعهدات استثمارية سعودية بقيمة 600 مليار دولار، وإشادة مبالغ فيها، ومصلحة مشتركة في إبرام اتفاق دفاعي.
مع ذلك، فقد يكون أمام بن سلمان تحدٍ إعلامي، إذ قالت العطر - الزوجة الثالثة للصحفي الناقد للنظام السعودي، الذي كان يعمل في صحيفة "واشنطن بوست" - في تصريحات لها: "أنا على يقين من أن بن سلمان سيستجيب لمطالبي إذا ما تولى السياسيون الأمريكيون المبادرة، وتحدثوا معه بصراحة".
وأضافت: "لقد تحمّل المسؤولية عن مقتل جمال خلال مقابلة له مع برنامج '60 دقيقة' عام 2019"، مشيرة إلى أنه رغم نفيه إصدار أمر بالقتل، إلا أنه أكد تحمله "المسؤولية الكاملة" كقائد للبلاد.
يذكر أن النيابة العامة السعودية قد أسندت الواقعة إلى مجموعة من العملاء السعوديين الخارجين عن القانون، حيث تمت محاكمتهم وإدانتهم لاحقًا بقتل خاشقجي.
وتدفع السلطات السعودية تعويضات شهرية لأبناء خاشقجي الأربعة، تقدر بعشرة آلاف دولار لكل منهم، إلى جانب توفير مسكن لهم، وفقًا لـ"واشنطن بوست".
بالمقابل، تؤكد العطّر - التي لم تتلقَ أي تعويضات - أنها احتُجزت في دبي بعد مقتله، حيث كانت تعمل في إحدى شركات الطيران، قبل أن تهرب إلى الولايات المتحدة وتحصل على حق اللجوء السياسي. لكنها فوجئت بمنعها من دخول الشقة التي كانت تشاركها مع خاشقجي في الإسكندرية.
كما كشفت تقارير عن وجود برامج تجسس على هاتفها، وفقًا لتحليل جنائي أجرته شركة "Citizen Lab" الكندية للأبحاث، وهي تفاصيل يمكن أن تضع ولي العهد في موقف محرج إذا ما جرت مواجهة مع العطّر علنًا.
Related بومبيو يصف بن سلمان بالقائد الإصلاحي والشخصية التاريخية ويعترض على تسمية خاشقجي بالصحفي إدارة بايدن: ولي عهد السعودية لديه حصانة في قضية مقتل خاشقجيأمام محكمة أمريكية.. أرملة جمال خاشقجي ترفع دعوى ضد شركة "إن إس أو" الإسرائيلية صاحبة برنامج بيغاسوس بن سلمان يسعى لإعادة تقديم نفسهفي المقابل، يرى بعض المراقبين أن الرياض تدرك أهمية الزيارة بعد سبع سنوات، وأن الحاكم الشاب يسعى لإعادة تقديم نفسه للمجتمع الدولي كوسيط سلام، يعمل على إصلاح العلاقات مع إيران، ويدفع نحو هدنة في غزة، ويحتضن سوريا مجددًا في الصف العربي، ويروّج للرياض كعاصمة للثقافة والحضارة في الشرق الأوسط. ولكنه قبل ذلك كله، خفف من جميع القيود التي يمكن أن تؤثر على صورة السعودية وتُبرزها كدولة متشددة.
وكانت تقارير نشرتها صحيفة "صنداي تايمز" قد كشفت أن بن سلمان - بعد اغتيال خاشقجي - عيّن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير مستشارًا له، واستفاد من "معهد بلير" الذي يشارك - بحسب مصادر - في برنامج "رؤية المملكة 2030".
فقد حيّد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي كانت تُهاب سابقًا، وقلّص نفوذ رجال الدين، وأطاح بعقود من القواعد الاجتماعية الصارمة، حيث باتت النساء اليوم يقدن السيارات ويعملن ويختلطن بحرية بالرجال.
وأعفى النساء من إلزامية ارتداء العباية السوداء والحجاب، كما باتت حفلات البوب وعروض الأزياء تضيء سماء الرياض. في المقابل، تقول "رويترز" إن اليد ذاتها التي فتحت المجتمع السعودي، شدّت قبضتها على السلطة، وسحقت المعارضة، وأسكتت المنتقدين، وفككت مراكز القوى المنافسة واحتجزت رموزها.
هل ينضم إلى اتفاقيات التطبيع؟أما بالنسبة للتطبيع، فيرى مراقبون أنه رغم استبعاد الرياض توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل حاليًا، فإن ترامب يعوّل على إقناعها بذلك بعد نجاحه في وقف إطلاق النار بغزة.
ففي وقت سابق، أكد ترامب أن الرياض لم تكن لتبادر إلى التطبيع خلال الحرب الإسرائيلية على غزة بسبب شعورها بالإحراج، لكن مع وقف إطلاق النار، بات بإمكانها ذلك.
ومع ذلك، قال علي شهابي، المحلل السعودي المقرب من البلاط الملكي، إن إقامة علاقات رسمية بين البلدين تبدو "مستحيلة عمليًا" بحلول نهاية العام "ما لم تحدث معجزة في إسرائيل".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة