دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الإعلامي المحافظ تاكر كارلسون، بعد الجدل الذي أثارته مقابلة الأخير مع الناشط اليميني المتطرف نيك فوينتيس، المعروف بمواقفه الداعمة لتفوق العرق الأبيض وإنكار المحرقة٬ وفق ما نشرته صحيفة "أكسيوس".

وتسببت المقابلة في انقسام داخل أوساط حركة "ماغا" المؤيدة لترامب، بين من يرى الانفتاح على الأصوات اليمينية المتشددة، ومن يعتبر أن التسامح مع خطاب العنصرية ومعاداة السامية يضر بمعسكر "أمريكا أولا".



وفي تصريحات أدلى بها ترامب الأحد الماضي، امتنع عن التعليق مباشرة على تصريحات فوينتيس، لكنه أبدى دعمه الصريح لكارلسون، قائلا: "لا يمكنكم أن تقولوا له من يجري مقابلات معهم". وأضاف: "كان جيدا وقال أشياء جيدة عني". وتابع: "إذا كان يريد أن يجري مقابلة مع نيك فوينتيس.. لا أعرف الكثير عنه.. لكن إذا أراد ذلك فليفعل. دعوه يفعل ذلك، وعلى الناس أن يقرروا".

وسارع فوينتيس إلى شكر ترامب في منشور عبر منصة "إكس"، في أعقاب تصريحات الأخير.

وجاءت تصريحات ترامب في ظل موجة انتقادات واسعة لكارلسون داخل التيار الجمهوري المحافظ، إذ هاجمه سياسيون وإعلاميون بارزون، بينهم السيناتور تيد كروز والمعلق بين شابيرو، ووصفوه بأنه "جبان" بسبب طريقة تعامله مع فوينتيس خلال المقابلة، معتبرين أنه لم يتصد خطابه العنصري والمعادي لليهود كما يجب.

ويعرف فوينتيس بدعواته المتكررة التي تشكك في وقوع المحرقة، وترويجه لنظرية "مؤامرة يهودية" تمنع – بحسب زعمه – تحقيق الوحدة داخل الولايات المتحدة. وخلال المقابلة، قدم فوينتيس تقييما إيجابيا لشخصيات نازية، بينها أدولف هتلر.

ومنذ مغادرته شبكة "فوكس نيوز" عام 2023 في ظروف مثيرة للجدل، اتجه كارلسون إلى إطلاق منصته الخاصة عبر وسائل التواصل، مانحا نفسه مساحة خطابية أوسع لطرح آرائه ذات التوجه اليميني المحافظ.


وفي هذا السياق، صعد كارلسون من انتقاداته للاحتلال الإسرائيلي وممارساتها في الضفة الغربية وغزة، متهما تل أبيب بجر الولايات المتحدة إلى أزمات الشرق الأوسط، وملقيا باللوم على المسؤولين الأمريكيين فيما وصفه بـ"الإذلال المستمر منذ عقود".

وخلال أحد برامجه الرقمية، قال كارلسون: "لا يوجد شيء اسمه شعب الله المختار. الله لا يختار شعبا يقتل النساء والأطفال". وتابع متسائلا: "كل ما تقوم به إسرائيل هو ضد الإنجيل وتعاليم يسوع، فكيف نوافق على شيء كهذا؟".

وفي 2 تشرين الأول/أكتوبر الماضي٬ وجه كارلسون انتقادات مباشرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلا إنه "يسيطر على الولايات المتحدة وعلى رئيسها دونالد ترامب"، ومتهما المسؤولين الأمريكيين بتقديم دعم "غير مشروط" لإسرائيل. 

ووصف كارلسون العلاقة بين واشنطن وتل أبيب بأنها "سامة"، معتبرا أن القادة الأمريكيين يتحملون مسؤولية ما سماه بـ"الإذلال المتواصل منذ عقود".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ترامب كارلسون ماغا غزة ترامب ماغا كارلسون صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

هل تعيد تصريحات ترامب صياغة خطاب استعماري قديم تجاه أفريقيا؟

أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدلا واسعا بعد هجومه على جنوب أفريقيا واتهامها بارتكاب "إبادة جماعية" ضد المزارعين البيض، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لإعادة إنتاج خطاب استعماري قديم يضع القارة في موقع المتهم ويقوض جهودها لتعزيز حضورها الدولي حسب ما يقول الكاتب تافي مهاكا بموقع الجزيرة الإنجليزية.

ولم تكن تصريحات ترامب الأولى من نوعها في السياق الغربي تجاه أفريقيا، فقد درجت القوى الكبرى على تصوير قادة القارة كتهديدات أو أدوات خارجية، من لومومبا إلى مانديلا (في عهد الفصل العنصري).

ويعكس هذا النمط نزعة مستمرة لتشويه استقلالية القرار الأفريقي وتبرير التدخل الخارجي.

رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا يتحدث على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين (رويترز)البعد السياسي والاقتصادي

وقد سعت جنوب أفريقيا، التي تستضيف قمة مجموعة العشرين، إلى توسيع دور الدول النامية في صياغة قواعد النظام المالي العالمي.

لكن موقف ترامب، الذي أعلن مقاطعة القمة ووقف المساعدات، يكشف رفضا لأي تقاسم للسلطة خارج الإطار الغربي، ويعيد إنتاج ثنائية الهيمنة مقابل التعددية.

كما أن التركيز على قضية المزارعين البيض يعكس انتقائية واضحة، إذ يتم تجاهل معاناة ملايين الفقراء في بلد يعاني من فجوات طبقية صارخة.

البعد الأيديولوجي

إلا أن خطاب ترامب يجد صداه داخل شبكات مسيحية محافظة في الولايات المتحدة، حيث يُقدَّم التدخل الأميركي في أفريقيا كواجب ديني وأخلاقي.

هذا المزج بين العقيدة والسياسة، من وجهة نظر الكاتب تافي مهاكا، يعيد صياغة العلاقة مع القارة في إطار وصاية ثقافية وأيديولوجية.

عانت جنوب أفريقيا طويلا من نظام الفصل العنصري (رويترز)دلالات أوسع

يتجاوز الهجوم على جنوب أفريقيا الخلاف الدبلوماسي، ليعرض سؤالا حول مستقبل النظام الدولي: هل سيبقى محكوما بسلطة أحادية، أم يتجه نحو تعددية أكثر عدلا وشمولا؟

إعلان

بالنسبة لجنوب أفريقيا، فإن الرد على هذه الاتهامات لا يقتصر على الدفاع عن السيادة الوطنية، بل يشمل أيضا الدفاع عن مشروع عالمي أكثر توازنا.

وتكشف تصريحات ترامب عن أزمة أعمق في علاقة الغرب بالقارة الأفريقية، حيث يُستخدم الخطاب العنصري والأيديولوجي لإعادة فرض وصاية قديمة.

لكن أفريقيا التي قاومت الاستعمار، وفق الكاتب تافي مهاكا بموقع الجزيرة الإنجليزية، لن تقبل أن تُصوَّر سيادتها اليوم كـ"خطيئة حضارية"، بل تسعى إلى ترسيخ مكانتها كفاعل أساسي في النظام الدولي الجديد.

مقالات مشابهة

  • هل تعيد تصريحات ترامب صياغة خطاب استعماري قديم تجاه أفريقيا؟
  • صحيفتان غربيتان: حركة ماغا تفرض سطوتها على زعيمها ترامب
  • لم يكن يعمل شيئا ترامب يدافع عن بن سلمان في قضية مقتل خاشقجي
  • عضو بالحزب الجمهوري: تصريحات ترامب عن فنزويلا بلا استراتيجية
  • ترامب يدافع عن ولي العهد السعودي بعد إثارة قضية «خاشقجي».. ماذا قال ؟
  • انقسام داخل صفوف المؤيدين.. هل يدفع السيسي ثمن هندسة البرلمان؟
  • وزيرة الداخلية البريطانية تكشف خطة لتشديد قوانين اللجوء.. انقسام داخل العمال
  • سياسات ترامب تُعمّق انقسام الداخل… وتقلق حلفاء الخارج!
  • تمرد في معقل ترامب.. حركة اجعلوا أمريكا عظيمة تثور ضد زعيمها