قال تقرير نشرته صحيفة غارديان إن موسوعة "غروكبيديا" التي أطلقها إيلون ماسك قد تحولت إلى منصة تُعيد تدوير خطاب القوميين البيض وتمجيد النازيين الجدد على الرغم من ادعائها محاربة "دعاية" ويكيبيديا، عبر محتوى يعيد إحياء نظريات كانت مرتبطة بالعنصرية العلمية القديمة.

وأوضح التقرير أن ماسك روّج لغروكبيديا كبديل يهدف "لتنقية المعرفة من التضليل"، ولكن وفق مراجعة لآلاف الصفحات تبين أن المنصة تُضفي شرعية على شخصيات قومية متطرفة، وتشكك في أي انتقادات تُوجّه إليهم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفتان غربيتان: حركة ماغا تفرض سطوتها على زعيمها ترامبlist 2 of 2صحف عالمية: خطة ترامب تجاهلت مصير الضفة والعالم وقف ينتظر كارثة الفاشرend of list

وأشار إلى أن قاعدة البيانات تضم أكثر من 800 ألف مادة يتم إنتاجها ومراجعتها آليا عبر روبوت الذكاء الاصطناعي "غروك"، لكن هذا "التدقيق" المزعوم لا يمنع تكرار روايات تُلمّع القومية البيضاء.

واكتفت الشركة بالرد على استفسار الغارديان برسالة آلية تقول: "الإعلام التقليدي يكذب".

تلميع ودعاية

وأوضح كاتب التقرير والصحفي الاستقصائي جيسون ويلسون أن الموسوعة تتحدث عن جاريد تايلور، المعروف بدعمه "الحفاظ على البياض في المجتمع"، بصفته مفكرا "غير عنيف" وأنه ذو "رؤية علمية".

وفي الوقت ذاته، تُصوّر المنصة انتقادات مركز مكافحة الكراهية الأميركي لتايلور بأنها جزء من "تحيز مؤسسي" ضد مناقشة الفروق العرقية.

التقرير نقل آراء خبراء بأن "غروكبيديا" تمثل محاولة ماسك لإعادة تشكيل المعرفة بما يتوافق مع التيار اليميني المتشدد (الفرنسية)

وتشير فكرة "الحفاظ على البياض" إلى أنه ينبغي على الأشخاص المنحدرين من أصول أوروبية أن يحافظوا على هيمنتهم الديمغرافية والثقافية في المجتمعات التي يعيشون فيها.

وأشار ويلسون إلى أن الموسوعة تلمع سيرة مفكرين بيض متطرفين آخرين مثل كيفن ماكدونالد، الذي يصفه مركز مكافحة الكراهية بأنه "الأكاديمي المفضل للنازيين الجدد". وتُلمّح المنصة إلى أن رفض أفكاره -بما في ذلك قوله إن معاداة السامية رد فعل طبيعي لنجاح اليهود وصعودهم العالمي- سببه "تحيز فكري" وليس "خطورتها الأيديولوجية".

إعلان

وذكر الكاتب أن "غروكبيديا" تحول ديفيد إيرفينغ -الذي ينكر المحرقة الجماعية (الهولوكوست)- إلى رمز "مقاومة فكرية" ضد "القمع المؤسسي"، بينما توحي بأن نقده نابع من "انحيازات وتيارات مناهضة لمراجعة التاريخ".

شرعنة نظريات شبه علمية

ونقل التقرير عن خبراء في التطرف، مثل هايدي بيريش، قولهم إن "غروكبيديا" مجرد أداة جديدة لماسك لنشر الدعاية اليمينية المتطرفة، لأنها تُبيض جرائم القوميين البيض وتعيد تدوير خطابهم داخل غلاف شبه علمي مزيّف.

وتصف ويكيبيديا "القومية العرقية" بأنها "أيديولوجيا تدعو إلى تعريف الهوية الوطنية على أساس عرقي"، وتهدف إلى الحفاظ على "النقاء العرقي للأمة"، وتبرر استخدام "تحسين النسل" بهدف دعم سياسات عنصرية.

أما "غروكبيديا" -يتابع التقرير- فتبدو أنها تبرر القومية العرقية بمفاهيم مرتبطة بتحسين النسل بشكل صريح، حيث تقول إن هذه القومية "تستند إلى علم الأحياء التطوري للدفاع عن فكرة أن الحفاظ على خصائص جينية عرقية مميزة هو لفائدة المجتمع".

وأكد التقرير أن أجوبة الموسوعة تُصور خصوم القومية العرقية على أنهم "مكبّلون بتحيزات يسارية" ويروجون لأفكار تعادل بين الفروق الجينية في البشر وتصنيفات "الأعراق" الحيوانية، على الرغم من عدم صحة ذلك.

وأضاف أن صفحات أخرى تبرر شعارات النازيين الجدد، بزعم أنها "مبدأ تطوري وضرورة للبقاء العرقي"، وتهاجم من يربطها بالكراهية باعتبارهم "منحازين لسرديات الضحايا المزعومين".

كما تعيد الموسوعة تعريف القومية البيضاء بوصفها دفاعا عن "حق تقرير المصير الأوروبي"، وتستنكر الربط بينها وبين "تفوق البيض". غير أن التقرير يشير إلى أن هذه القومية تستند إلى مفاهيم تُعدّ أساسا للتيارات المتطرفة المعاصرة، إذ تعد الهوية العرقية شرطا للسيادة الوطنية.

عنصرية وأفضلية أوروبية

وفي ذات السياق، تبرر "غروكبيديا" ممارسات ترتبط بالتمييز والعنف والتهجير الجماعي على أنها وسائل تهدف إلى "الحفاظ على التركيبة الجينية الأوروبية"، حسب التقرير.

ومن الخطير -وفق غارديان- أن مواد "غروكبيديا" تُعيد تلميع مفهوم "تحسين النسل"، وتصفه كـ"علم لتحسين الصفات الوراثية"، بينما تهاجم كل الانتقادات بأنه "تأثر بالمساواة الأيديولوجية"، وتتجاهل ارتباطه التاريخي بالاضطهاد والتجارب القسرية.

وحذر التقرير من أن الموسوعة تعيد إحياء تصنيفات جماجم الإنسان وفق "العرق القوقازي" و"النيغروي" (الأسود) و"المغولي"، عبر الاستناد إلى دراسات جينية مغلوطة، في تجاهل تحذيرات العلماء الذين أكدوا أن هذه المجموعات لا تمثل تصنيفات بيولوجية حقيقية.

غروكبيديا تنشر عن مفاهيم عنصرية علمية من الماضي تشير إلى أن حجم جمجمة الإنسان تختلف بناء على عرقه (الأوروبية)

وأضاف أن "غروكبيديا" تُقدّم أنظمة عنصرية تاريخية مثل روديسيا -وهو اسم زيمبابوي عندما كانت تحت حكم أقلية من البيض- كنماذج "استقرار وتقدّم اقتصادي"، معتبرة أن حكم الأقلية البيضاء "فعّال وذو نتائج أفضل"، في خطاب يعيد تبرير الاستعمار ويتجاهل القمع والعنف ضد السكان الأصليين.

ووفق التقرير، تمتد التبريرات إلى مجتمعات انفصالية مثل "أورانيا" في جنوب أفريقيا عبر تصويرها كـ"تجربة اقتصادية ناجحة"، على الرغم من أن التاريخ ينظر لها على أنها من أبرز الأمثلة على العنصرية بسبب "إقصائها التام للأفارقة السود".

إعلان

وخلص الصحفي الاستقصائي -بناء على آراء خبراء- إلى أن "غروكبيديا" تمثل محاولة من ماسك لإعادة تشكيل المعرفة بما يتوافق مع التيار اليميني المتشدد، عبر "تصحيح" أي معلومة لا تنسجم مع رؤيته، في خطوة تُهدد فهم الجمهور للحقائق وتشجع التطرف الرقمي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات المحرقة الحفاظ على الموسوعة ت إلى أن

إقرأ أيضاً:

عُماني يفوز بجائزة أفضل البحوث العلمية الخليجية بالرياض

الرياض ــ العُمانية: حقق العقيد (طبيب) راشد بن محمد السعيدي استشاري أول طب وجراحة العيون بالمدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية جائزة أفضل البحوث العلمية على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية 2025م، في حفل أقيم بجامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية.

ويأتي هذا التكريم تقديرًا لتميز بحوثه العلمية وتأثيرها العلمي في تطوير طرق العلاج.

مقالات مشابهة

  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية: محطة الضبعة النووية أحد أهم المشروعات القومية في مصر
  • الرئيس السيسي: محطة الضبعة أحد المشاريع الهامة القومية الهامة لمصر
  • الموسوعة العُمانية... توثيق حيّ نحتاجه اليوم أكثر!
  • عُماني يفوز بجائزة أفضل البحوث العلمية الخليجية بالرياض
  • كواليس فحص النيابة لمحتوى الهاتف.. كيف يغير التقرير مسار قضية فتاة البرميل؟
  • رئيسة القومي للمرأة تشارك في الحفل الرسمي لإطلاق التقرير الرائد المرأة الفلسطينية
  • أمير الرياض يطَّلع على التقرير السنوي لأعمال الغرفة التجارية بالرياض
  • أستاذ الاستثمار: المشروعات القومية خلال السنوات الماضية لم تتم بمعزل عن بعضها
  • قرار عاجل حول الاعتداء على طالب بمدرسة النصر بنين القومية