يستعد لاستقبال سفن متوسطة.. ميناء المخا يفتح أبوابه لتعزيز الحركة التجارية
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
تستعد أرصفة ميناء المخا على الساحل الغربي لليمن لاستقبال أولى السفن التجارية المتوسطة خلال الأيام المقبلة، في خطوة استراتيجية وصفت بأنها محورية لتعزيز النشاط الاقتصادي والتجاري في المناطق المحررة.
ومن المتوقع أن تصل السفينة المرتقبة محملة بشحنة سكر لإحدى الشركات التجارية المحلية، لتكون أول عملية إعادة تشغيل فعلية منذ سنوات، في مؤشر واضح على التقدم في جهود إعادة تأهيل الميناء وتنشيط الحركة التجارية.
وأوضح الدكتور عبدالملك الشرعبي، نائب رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر للشؤون الإدارية ومدير ميناء المخا، أن أعمال توسعة الأرصفة، وإنشاء مواقع مخصصة للحاويات التجارية، وتجهيز مرافق التحميل والتفريغ الحديثة مستمرة بوتيرة متقدمة.وأضاف بحسب ما نقلته وكالة "2 ديسمبر" أن هذه الخطوات تهدف إلى رفع الكفاءة التشغيلية، وتعزيز القدرة الاستيعابية للميناء، وضمان سلاسة الإجراءات اللوجستية، بما يؤهله لاستعادة دوره كمركز تجاري ولوجستي رئيسي على الساحل الغربي لليمن.
وأكد المسؤول أن استئناف النشاط الملاحي سيشكل دفعة كبيرة للحركة الاقتصادية في المنطقة، من خلال تحسين تدفق البضائع الأساسية والمواد الغذائية، وخلق فرص عمل جديدة، ودعم شركات النقل والخدمات اللوجستية المحلية. كما أشار إلى استمرار العمل على استكمال مراحل التطوير الأخرى، والتي تشمل تحديث المعدات، وتعزيز نظم التفريغ والتحميل، ورفع معايير السلامة البحرية لضمان عمليات سلسة وآمنة.
ويأتي هذا التطوير بدعم مباشر من الفريق الركن طارق صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، الذي شدد على أهمية تجهيز الميناء لاستقبال مختلف أنواع السفن التجارية وتعزيز دوره كمركز حيوي للتجارة الإقليمية. ويؤكد هذا الدعم على الأبعاد السياسية والأمنية لنجاح إعادة تشغيل الميناء، حيث يساهم في تعزيز الاستقرار المحلي وإعادة الثقة في إدارة المرافق الحيوية في المناطق المحررة.
ويعتبر ميناء المخا من الموانئ التاريخية والاستراتيجية في اليمن، حيث كان قبل النزاع من أهم الموانئ التي تربط البلاد بالأسواق الإقليمية والدولية. ويشير خبراء اقتصاديون إلى أن استئناف النشاط فيه من شأنه تخفيف الضغط على الموانئ الأخرى في البلاد، وزيادة مرونة سلاسل الإمداد، وتسهيل حركة التجارة الداخلية والخارجية. كما سيعزز قدرة اليمن على تلبية احتياجات السكان والشركات التجارية، ويقلل من تكاليف النقل والوقت المستغرق في شحن البضائع.
وأكد خبراء اقتصاديون أن تطوير ميناء المخا يعكس مؤشرًا إيجابيًا لتعافي الحركة الاقتصادية في الساحل الغربي والمناطق المحررة، ويعزز قدرة السلطات المحلية على إدارة المرافق الحيوية بكفاءة، كما يفتح المجال أمام جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والدولية في قطاع النقل والخدمات اللوجستية.
وأوضح الدكتور الشرعبي أن المؤسسة تعمل بالتنسيق مع الجهات المحلية والداعمين الدوليين لضمان سلاسة عمليات التفريغ والتحميل، ومطابقة أعلى معايير السلامة والجودة، بما يعزز ثقة المستثمرين والشركات التجارية في قدرة ميناء المخا على العمل بكفاءة واستعادة مكانته الاقتصادية. وأضاف أن هناك خططًا مستقبلية لتطوير المزيد من البنية التحتية، بما في ذلك محطات حديثة للحاويات، ومرافق متقدمة لتخزين البضائع، وأنظمة مراقبة رقمية، لضمان الاستدامة وتحقيق أعلى درجات الكفاءة التشغيلية.
ومن المتوقع أن يؤدي عودة النشاط في ميناء المخا إلى تعزيز الاقتصاد المحلي في الساحل الغربي، حيث سيساهم في تنشيط الحركة التجارية، وزيادة فرص العمل، وتحفيز الشركات المحلية، إضافة إلى رفع مستوى التبادل التجاري مع الأسواق الإقليمية والدولية. ويعكس هذا التطوير التزام السلطات اليمنية والمقاومة الوطنية بتعزيز الاستقرار الاقتصادي وتحسين الخدمات الحيوية في المناطق المحررة، وهو ما قد يشكل نموذجًا لتطوير موانئ أخرى في البلاد مستقبلاً.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: الساحل الغربی میناء المخا
إقرأ أيضاً:
حربٌ غير مُعلنة.. تساقط خلايا حوثية بيد الأمن في المناطق المحررة
خلال ساعات فقط، كشفت السلطات الأمنية في العاصمة عدن ومأرب عن ضبط خلايا تابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية والمدعومة من إيران، خطّطت لاستهداف قيادات أمنية وعسكرية ومدنية.
حيث أعلنت الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن إحباط مخطط إرهابي واسع كان يستهدف تنفيذ عمليات اغتيال ضد قيادات أمنية وعسكرية بارزة، من قبل خلايا تابعة للمليشيا الحوثية، تم ضبط عدد من عناصرها من قبل قوات شرطة دار سعد.
وكشفت محاضر التحقيق عن تجنيد ممنهج لهذه الخلايا استهدف شباباً من عدن، تم استقطابهم ونقلهم إلى معسكرات سرية في منطقة الحوبان بمحافظة تعز وفي محافظة صعدة، حيث خضعوا لدورات قتالية متقدمة بإشراف خبراء حوثيين.
التحقيقات كشفت أيضاً أنّ هذه الخلايا كانت ضمن مشروع منظّم يشرف عليه بشكل مباشر الإرهابي أمجد خالد، موضحة أنّ عناصرها كُلّفوا بتأسيس مجموعات قادرة على تنفيذ عمليات إرهابية داخل العاصمة عدن، ورصد وتتبع قيادات أمنية وعسكرية بارزة.
وفي حين أشارت الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن إلى أنّها ستقوم لاحقاً ببث اعترافات لعناصر الخلية المضبوطين، كانت الأجهزة الأمنية في محافظة مأرب قد أعلنت الأمر ذاته قبل ساعات فقط.
وجاء ذلك في سياق إعلانها عن إحباط مخطط وصفته بالخطير من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية، وتم إسناده إلى خلية تجسسية تستهدف قيادات أمنية وعسكرية ومدنية داخل المحافظة، من بينها وزير الداخلية اللواء إبراهيم حيدان ورئيس هيئة الأركان الفريق صغير بن عزيز.
وأكدت سلطات أمن مأرب أنها تمكنت من ضبط جميع أفراد الخلايا المشاركة في التخطيط والتنفيذ، وإفشال المخطط، وجرى بثّ جانب من اعترافات أفراد الخلية ضمن فيلم وثائقي بعنوان "النوم بعين واحدة – الجزء الثالث".
ما أعلنته السلطات الأمنية في مأرب وعدن، سبقه قبل أقل من شهر بثّ قوات الحزام الأمني بمحافظة أبين اعترافات مصوّرة لأفراد خليّتين تتبعان مليشيا الحوثي الإرهابية تم ضبطهما مؤخراً بالمحافظة من قبل قوات الحزام الأمني.
>> عمليات تجنيد وتحريض.. اعترافات تكشف خُططًا حوثية لاختراق أبين
الاعترافات كشفت عن عمليات تجنيد للعشرات من أبناء محافظة أبين من قبل مليشيا الحوثي، متورطة فيها قيادات قبلية، بالإضافة إلى تجنيد المليشيا مواطنين داخل المحافظة للقيام بعمليات رصد لمنازل بعض القيادات الأمنية البارزة.
كما كشفت الاعترافات عن مخطط واسع لمليشيا الحوثي لإثارة الوضع داخل محافظة أبين، تحت لافتات وشعارات متعددة، واستغلال الوضع المعيشي بالمحافظة، وكذلك بعض القضايا الحقوقية.
هذا التساقط المستمر لخلايا مليشيا الحوثي الإرهابية بيد الأجهزة الأمنية في المحافظات المحررة يشير إلى توجه المليشيا نحو محاولة اختراقها بعد عجزها عسكرياً طيلة السنوات العشر الماضية عن السيطرة عليها.
وقد عبّر عن ذلك صراحة الشهر الماضي القيادي البارز في صفوف مليشيا الحوثي الإرهابية محمد البخيتي، في تغريدات له على منصة "أكس"، أقرّ فيها ضمناً بعجز المليشيا عن معاودة غزو المناطق المحررة، خاصة مع تغيّر المشهد الدولي والإقليمي.
حيث أقرّ البخيتي بالكلفة الباهظة لخيار الحسم العسكري "لا سيما في ظل الظروف الراهنة"، حسب قوله، إلا أنه أشار إلى أن خيار المليشيا البديل هو محاولة اختراق المناطق المحررة.
>> إثارة الأوضاع بالمناطق المحررة بدل غزوها.. إقرار حوثي بالعجز عن العودة للحرب
إثارة الأوضاع بالمناطق المحررة بدل غزوها.. إقرار حوثي بالعجز عن العودة للحرب
هذا الخيار، الذي وصفه البخيتي بالأنسب، عبّر عنه بحديثه عن خلق ما وصفه بـ"تحرك شعبي من صعدة إلى المهرة... لتحرير اليمن من الاحتلال واستعادة ثرواته النفطية والغازية والمعدنية"، في إشارة إلى أهداف مليشيا الحوثي بإنهاء دور التحالف العربي وهزيمة قوات الشرعية والسيطرة على ثروات المناطق المحررة.