جون أفريك: من هم لاكوراوا الذين يزرعون الرعب في نيجيريا؟
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
تعيش مناطق شمال غرب نيجيريا منذ سنوات في دوامة عنف وفوضى، أضاف إليها ظهور مجموعة "لاكوراوا"، التي أصبحت قوة خارجة عن السيطرة، وتفرض تفسيرا صارما للشريعة وتنهب المنازل وتختطف المدنيين، بعدا جديدا.
وقالت مجلة "جون أفريك" -التي تصدر في باريس- إن هذه المجموعة استقدمها السكان المحليون عام 2016، كمرتزقة أجانب من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، لحماية قراهم من عصابات السلب والنهب، ولكنها انقلبت مع مرور الوقت، على المجتمعات التي استضافتها، لتصبح قوة خارجة عن السيطرة غير منظمة ولا متماسكة أيديولوجيا.
فعند وصول هذه المرتزقة، استقبلها السكان بحفاوة، ولكن بحلول نهاية 2018، انتهى التعاطف، وبدأت المجموعة بفرض الشريعة بشكل صارم، وترويع رجال الدين ومعاقبة ما يعتبرونه سلوكا غير إسلامي، كما فرضت ضرائب على الرعاة تحت ذرائع دينية، مما شكل بداية تحولها إلى قوة إرهابية محلية، حسب المجلة.
وقد أعلنت الحكومة النيجيرية هذه المجموعة منظمة إرهابية في يناير/كانون الثاني الماضي، وقالت إنهم يستهدفون المدنيين ويتبعون تكتيكات مشابهة للشبكات "الجهادية"، مما يفتح جبهة "إرهابية" جديدة، رغم أن علاقات هذه المجموعة الدقيقة بالجماعات الجهادية وأيديولوجيتهم وبنيتهم لا تزال غامضة، كما تقول المجلة.
وقد بدأت هجمات "لاكوراوا" بشكل عشوائي لكنها اتسمت بالعنف الشديد، كما حصل في التاسع من مارس/آذار عندما اجتاحوا قرية يحيى (47 عاما) ونهبوا المنازل وخطفوا عدة أشخاص، من بينهم زوجته الثانية، في حين اضطر العديد من السكان إلى الفرار إلى الغابات.
تنظيم بلا اسموخلال يومين فقط، استهدفت الهجمات قرى مجاورة، وأسفرت عن عشرات القتلى والمفقودين، وأوضح شهود أن المليشيات أرادت الانتقام لمقتل قائدهم مايجيمو، الذي قتل خلال عملية مشتركة مع مليشيات محلية.
إعلانورغم العنف، يبقى التنظيم غامضا من حيث الهيكلية والأيديولوجيا، ويشير السكان المحليون وأعضاء الجيش إلى أن لاكوراوا ليس لديهم شعار ولا تنظيم رسمي، وأن مقاتليهم يختلفون في فهم الإسلام، مما يجعل من الصعب مواجهتهم دينيا أو تنظيميا.
يعتقد بعض الخبراء أن عناصر من جماعة دعم الإسلام والمسلمين قد تتعاون مع لاكوراوا أحيانا، مما يضيف بعدا دوليا محتملا لنشاطهم
وقال جندي نيجيري يدعى مالامي إن الجيش قلل في البداية من أهمية "لاكوراوا" لأنه لا أحد رسميا تبنى هذا الاسم، وأضاف أن "قوات الأمن تسميهم لاكوراوا لأن الناس يسمونهم كذلك، لكنهم ليس لديهم شعار ولا إعلام ولا علم خاص".
ومع ذلك، يعتقد بعض الخبراء أن عناصر من جماعة دعم الإسلام والمسلمين قد تتعاون معهم أحيانا، مما يضيف بعدا دوليا محتملا لنشاطهم.
ومنذ 2024، أسفرت الهجمات عن مقتل نحو 250 شخصا، بينهم مدنيون وأفراد أمن، وبالرغم من أن بعض القرى لجأت إلى الحكومة لطرد هؤلاء المرتزقة، فإن لاكوراوا عادوا أكثر قوة وعدة، مستفيدين من ضعف الأمن وغياب هيكلية واضحة للسيطرة عليهم، حسب المجلة.
واليوم، يعيش السكان في شمال غرب نيجيريا تحت حالة من الرعب المستمر، بينما يبقى مصير المختطفين مجهولا، مثل زوجة يحيى، مما يعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها السلطات والمجتمعات المحلية في مواجهة هذه القوة الإرهابية الجديدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً:
خطف 25 تلميذة على يد مسلحين في نيجيريا
أعلنت الشرطة النيجيرية أنّ مسلحين من عصابة إجرامية اختطفوا 25 فتاة في هجوم على مدرسة ثانوية للبنات في شمال غرب البلاد فجر اليوم الاثنين.
وقالت الشرطة إن أفراد العصابة، الذين كانوا يحملون "أسلحة متطورة ويُطلقون النار عشوائيا، اقتحموا مدرسة البنات الحكومية" في ولاية كيبي قرابة الساعة الرابعة فجرا (03,00 ت غ).
وأضافت أن عناصر الشرطة انتشروا في الموقع، لكن "للأسف، كان قطّاع الطرق المشتبه بهم قد تسلّقوا جدار المدرسة وخطفوا 25 تلميذة من سكنهن إلى جهة مجهولة".
وقتل أفراد العصابة أحد أعضاء هيئة التدريس هو حسن ماكوكو، بينما أصيب مدرّس يدعى علي شيخو في يده.
وأفادت شرطة كيبي بنشر فريق يضم عناصر شرطة وجنودا وعناصر من قوات محلية، لـ"تمشيط الطرق التي سلكها قطاع الطرق والغابة المجاورة" بهدف "إنقاذ التلميذات المختطفات ومحاولة القبض على مرتكبي هذا العمل الشنيع".
تنتشر في الشمال الغربي في نيجيريا عصابات تعرف باسم "قطاع الطرق" تهاجم القرى.