برلماني : نحتاج لطفرة تغيير فكر جذب السائح الأجنبى إلى مصر
تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT
قال النائب محمد طه الخولي، عضو لجنة السياحة والطيران المدني بمجلس النواب، إن “الفترة القادمة ستشهد تغييرا في الأنماط السياحية بحيث يتم جذب أكبر عدد من السائحين، وعلينا أن نأخذ بتجارب دول أخرى في هذا المجال”.
وأكد الخولي ، أنه كان يأمل أن تركز خطة وزير السياحة والآثار على الاهتمام بالسياحة الداخلية لأن فترة الركود نتيجة الأوبئة والمتغيرات تجعلنا نحتاج إلى السياحة الداخلية وهى مهمة جدا.
وأضاف عضو اللجنة : “المنتج السياحي لدينا متنوع فى كل المجالات، فعلى سبيل المثال في محافظة الفيوم هناك أكثر من نوع من السياحة مثل السياحة البيئية والسياحة الريفية وسياحة التزحلق على الرمال”.
وطالب هيئة التنشيط السياحى بالترويج للمنتج السياحى المصري، خاصة أن لدينا مناخا معتدلا ومحميات طبيعية ونمتلك ثلث آثار العالم مقارنة بدولة مثل إسبانيا التى لديها سياحة الشواطئ فقط.
وأوضح أننا نحتاج إلى طفرة لتغيير فكر جذب السائح الأجنبى إلى مصر، بالإضافة إلى العمل على تطوير الاستراتيجية الإعلامية، بحيث يتناول الإعلام السياحة بشكل أفضل من ذلك.
وسلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي تناول الدور المتنامي لقطاع السياحة والسفر كمحرّك رئيسي للنمو العالمي وكرافعة للتنمية المستدامة في عصر اقتصادي تتسم ملامحه بعدم اليقين.
وأوضح أنّه رغم التحديات المتعلقة بالاكتظاظ والبيئة ونقص العمالة، فإنّ تبني نماذج مسؤولة ومنخفضة الكربون، وتعزيز الابتكار والتعاون بين القطاعين العام والخاص، يمكّنان هذا القطاع من أن يكون جسرًا بين الثقافات وأداة لتحقيق الازدهار المشترك والاستدامة البيئية والاجتماعية عالميًّا.
وأشار التقرير إلى ما أبرزه المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هذا العام حول أهمية السياحة كقوة محركة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وليس مجرد نشاط ترفيهي أو قطاع خدمي.
ونوه بانه مع اجتماع القادة والمبتكرين من مختلف أنحاء العالم لتبادل الرؤى والحلول، تم التأكيد على أنّ السفر يمثل قوة إنسانية قادرة على بناء الجسور بين الثقافات وتعزيز التفاهم المشترك، حيث عُرضت نماذج عملية مثل مشروع النزل البيئي (eco-lodge) في أمريكا اللاتينية الذي دعم قرية كاملة، واستخدام التكنولوجيا لحماية التراث الثقافي للأجيال القادمة.
وانطلاقًا من هذه التجارب، أوضح التقرير أنّ السياحة تتجاوز مفهوم الصناعة لتغدو أداة لبناء الأمل في أوقات عدم اليقين. فبينما يُتوقع أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3% خلال عام 2025، وهو معدل يعكس مرونة نسبية، لكنه لا يزال أدنى مما كان قبل الجائحة، وتظل القطاعات الخدمية ركيزة هذا النمو بما تمثله من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي العالمي وأكثر من نصف الوظائف المتاحة.
وعلى الرغم من ذلك، تشير البيانات إلى تباطؤ نسبي في نمو تجارة الخدمات، إذ بلغ 5% فقط على أساس سنوي في مطلع عام 2025.
ويؤكد هذا الاتجاه الحاجة إلى تعزيز الابتكار والكفاءة في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية، وفي مقدمتها السياحة والسفر اللذان يظلان من أقوى محركات الازدهار الاقتصادي العالمي.
وأشار التقرير إلى أن إيرادات السفر والسياحة من المتوقع أن تصل إلى 2.1 تريليون دولار عام 2025، وهو مستوى قياسي يعكس حجم التحول الذي شهده القطاع بعد الجائحة. وتكشف هذه الأرقام عن عمق الأثر الاجتماعي للسياحة، إذ تدعم أكثر من 350 مليون وظيفة عالميًّا، ومن المرجح أن يرتفع العدد إلى نحو 430 مليونًا بحلول عام 2034، مما يجعلها مصدرًا رئيسًا لفرص العمل، خصوصًا للنساء والشباب في الاقتصادات النامية.
وأوضح التقرير أنّ استدامة هذا النمو يقتضي معالجة عدد من التحديات الجوهرية؛ فالكثير من الأطر التنظيمية الحاكمة للسياحة لم تعد قادرة على مواكبة متغيرات العصر، كما أنّ الضغط المتزايد في الوجهات الكبرى بسبب الاكتظاظ يؤثر سلبًا على الإسكان والبنية التحتية والتماسك الاجتماعي. ويُضاف إلى ذلك تقلب أسعار الطاقة، ونقص العمالة، وتفاوت مستويات الجاهزية الرقمية بين الدول، وهي عوامل تُضعف مرونة القطاع.
ومن زاوية أخرى، يشكّل البعد البيئي أحد أبرز محاور النقاش حول مستقبل السياحة، إذ لم يعد كافيًا أن تقتصر السياسات على تقليل الأضرار، بل أصبح لزامًا التحرك نحو استعادة النظم البيئية وحماية الموارد الطبيعية؛ فالتحول إلى نماذج نمو منخفضة الكربون وإيجابية للطبيعة لم يعد خيارًا طوعيًا، بل ضرورة استراتيجية لضمان استدامة الوجهات السياحية في المدى الطويل.
وفي هذا الإطار، تُظهِر تجارب متعددة حول العالم ملامح تحول فعلي نحو هذا النهج؛ ففي أمريكا اللاتينية، تُسهم مبادرات السياحة المجتمعية (community-based tourism) في الحفاظ على التنوع البيولوجي وخلق فرص عمل محلية. وفي آسيا، تساعد الابتكارات الرقمية الشركات الصغيرة الناشئة على الوصول إلى أسواق عالمية. أما في أوروبا، فتُعزز الشراكات بين القطاعين العام والخاص جودة تجربة الزائر وتُحسِّن في الوقت ذاته حياة السكان المحليين.
وأكد التقرير أن التوسع في هذه التجارب يتطلب تعاونًا مؤسسيًّا وشراكات عابرة للحدود؛ إذ لا يمكن تحقيق توازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة والتماسك الاجتماعي من دون تنسيق سياسات التنمية، مع الالتزامات المناخية وضمان الشفافية في إدارة القطاع. كما أنّ إشراك المجتمعات المحلية في عمليات التخطيط والتنفيذ يمثل خطوة جوهرية لتعزيز الثقة والاستدامة.
وأشار التقرير إلى أنه في ضوء هذه التحولات، تُعدّ اللحظة الراهنة فرصة تاريخية لتعزيز التعاون بين صناع القرار والقطاع الخاص والمجتمع المدني؛ فالطاقة والابتكار المتناميان داخل قطاع السياحة يشكلان أساسًا لبناء منظومة أكثر شمولًا وعدالة، قادرة على تحقيق الازدهار، مع الحفاظ على الموارد البيئية والثقافية.
وأوضح التقرير في ختامه أن مستقبل السياحة لن يُقاس بعدد الزوار أو حجم الإيرادات فحسب، بل بقدرتها على الإسهام في رفاه الإنسان واستدامة الكوكب. ومن ثمّ، فإنّ العمل الجماعي القائم على الابتكار والمسؤولية المشتركة سيجعل من هذا القطاع جسرًا للتفاهم وسُلّمًا للتقدم، يربط بين الشعوب ويُلهم العالم نحو تنمية أكثر توازنًا وإنسانية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السائحين الأنماط السياحية وزير السياحة والآثار السياحة الداخلية الفيوم
إقرأ أيضاً:
اليمن تطالب بريطانيا: نحتاج دورًا أقوى لوقف التسليح الإيراني للحوثيين
أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، المواجهة مع المشروع الحوثي تتطلب تنسيقًا دوليًا أوسع لحماية الأمن الإقليمي والملاحة الدولية.
وقال: "الاعتقاد بأن الحوثيين سيتوقفون عن تهديد المصالح الدولية بمجرد انتهاء الحرب في غزة، تصور خاطئ". مشددًا على أن الجماعة أصبحت جزءًا من استراتيجية إيرانية أوسع لابتزاز العالم وزعزعة الاستقرار الدولي. كما جدّد التزام الحكومة بـ نهج السلام الشامل وفق المرجعيات الثلاث، وفي المقدمة القرار الأممي 2216، بما يضمن احتكار الدولة للسلاح ومنع مكافأة المليشيات.
جاء ذلك خلال لقاء العليمي بوزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هيمش فالوكنر، في أول زيارة لمسؤول بريطاني رفيع إلى عدن منذ قرابة سبع سنوات. وناقش اللقاء العلاقات الثنائية والمستجدات اليمنية، وتركز الحديث حول تصاعد التهديدات الحوثية العابرة للحدود، وضرورة تعزيز الجهود الدولية لتأمين الممرات البحرية في البحر الأحمر وباب المندب.
ووضع العليمي الوزير البريطاني أمام تفاصيل الانتهاكات الحوثية وتصاعد شبكات التهريب الإيرانية التي كشفتها تقارير أممية، ومنها تقرير فريق الخبراء الذي أكد وجود شبكات تهريب عابرة للحدود وتنسيق صريح بين الحوثيين والجماعات الإرهابية. داعيًا بريطانيا إلى مضاعفة جهودها في منع تدفق الأسلحة الإيرانية إلى مليشيا الحوثي، وتطوير منظومة العقوبات الدولية بما يكفل ردع الانتهاكات الحوثية وتجفيف مصادر تمويلها.
وطالب العليمي لندن بدور فاعل في تفكيك شبكات الإمداد الإيرانية، ورفع مستوى العقوبات، وتقديم دعم أكبر لجهود الحكومة في مكافحة الإرهاب وتأمين السواحل. وأعرب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عن تقديره للدعم البريطاني في خطة الاستجابة الإنسانية وبرامج تأهيل خفر السواحل، إضافة إلى دور لندن كـ"حاملة قلم" اليمن في مجلس الأمن، داعياً إلى مواصلة الدعم الدولي للإصلاحات الاقتصادية الجارية وتعزيز الاستقرار في المناطق المحررة.
ودعا إلى استئناف تمويلات البنك وصندوق النقد الدولي دعماً للخطوات التي يتخذها البنك المركزي والحكومة، مؤكداً أن المكاسب الاقتصادية تحققت بدعم مباشر من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات. وأكد العليمي وحدة مجلس القيادة الرئاسي حول أولويات المرحلة الانتقالية، وعلى رأسها إنهاء التهديد الحوثي واستعادة مؤسسات الدولة.
من جانبه، أكد الوزير البريطاني هيمش فالوكنر أن بلاده ملتزمة بدعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، ومساندة الجهود المبذولة لتحسين الوضع المعيشي. كما جدّد دعم المملكة المتحدة لجهود الأمم المتحدة لإحياء العملية السياسية، وتعزيز قدرات خفر السواحل اليمنية في حماية الممرات الحيوية.