العليمي يدعو بريطانيا لمضاعفة مواجهة التهريب ولندن تجدد التأكيد على دعم خفر السواحل
تاريخ النشر: 18th, November 2025 GMT
دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد محمد العليمي، المملكة المتحدة إلى مضاعفة مواجهة ضبط تدفقات الاسلحة الايرانية، وتطوير نظام العقوبات الرادعة للانتهاكات الحوثية، وتجفيف مصادر تمويلها.
جاء ذلك خلال لقائه اليوم الثلاثاء، بقصر معاشيق، في عدن وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هيمش فالوكنر، في أول زيارة لوزير بريطاني منذ قرابة سبع سنوات.
وتطرق اللقاء الى العلاقات الثنائية بين البلدين، والمستجدات المحلية، والجهود الدولية لتأمين الممرات الملاحية، إضافة إلى انتهاكات المليشيات الحوثية الارهابية المدعومة من النظام الايراني، وتهديداتها العابرة للحدود.
وأطلع العليمي الوزير البريطاني على المستجدات الوطنية، والاصلاحات الاقتصادية التي تنفذها الحكومة والبنك المركزي، والدعم الدولي المطلوب للبناء على التقدم المحرز في هذا الصعيد، بما في ذلك استئناف تمويلات صندوق النقد، والبنك الدوليين، والصناديق والمؤسسات المانحة.
وأكد الرئيس العليمي وحدة مجلس القيادة الرئاسي، حول اولويات المرحلة الانتقالية، وفي المقدمة انهاء التهديد الحوثي الارهابي، واستعادة مؤسسات الدولة، والشراكة الوثيقة مع المجتمع الدولي في حماية السلم والامن العالميين.
ونوه إلى التزام المجلس والحكومة بنهج السلام الشامل والمستدام وفقا لمرجعياته المتفق عليها وطنيا واقليميا ودوليا وعلى وجه الخصوص القرار 2216، وبما يضمن احتكار الدولة للسلاح، ومنع مكافأة المليشيات، وعدم افلاتها من العقاب.
وتابع أن القول بأن جماعة الحوثي ستتوقف عن تهديد المصالح الدولية بمجرد انتهاء الحرب في غزة هو اعتقاد خاطىء، لأن المشروع الحوثي بات جزءاً من استراتيجية إيرانية أوسع نطاقا لابتزاز العالم.
من جانبه أكد وزير الدولة البريطاني هيمش فالوكنر، التزام بلاده بدعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، وجهودهما المبذولة لتحسين سبل العيش للشعب اليمني.
كما اكد فالوكنر، دعم المملكة المتحدة للجهود الاممية من اجل احياء العملية السياسية، والمضي قدما في تعزيز قدرات خفر السواحل اليمنية.
المصدر: الموقع بوست
إقرأ أيضاً:
الدولة البوسعيدية.. من مجد التاريخ المتألق إلى عهد النهوض المُتجدد
عبد الله العليان
تحتفل بلادنا يوم الخميس بمُناسبة اليوم الوطني المجيد، والتي تتزامن مع مرور 281 عامًا على قيام الدولة البوسعيدية المجيدة، التي تأسست عام 1744 للميلاد على يدِ الإمامِ المُؤسّسِ السيد أحمدَ بنِ سعيد البوسعيدي، وهو الذي كما قال عنه جلالة السُّلطان المعظم- حفظه الله- في خطابه السامي في يناير 2025، إنَّ هذا الإمام: "هو الذي وحَّدَ رايةَ الأمَّةِ العُمانيةِ، وقادَ نضالَها وتضحياتِها الجليلةِ في سبيلِ السّيادةِ الكاملةِ على أرضِ عُمان والحريّةِ والكرامةِ لأبنائِها الكرام وجاءَ من بعدِهِ سلاطينٌ عِظام حملوا رايَتَها بكلِ شجاعةٍ واِقتدار وأكملُوا مسيرَتَها الظافرة بكلِ عزمٍ وإصرار".
ولقد أشاد جلالته- أيده الله- بالدور الذي لعبه الأجداد الأفذاذ في فترة تاريخهم التليد، الذين حافظوا على مكانة عُمان واستقلالها كدولة ذات سيادة، يشار إليها بالبنان بين دول العالم في عصور مُتعددة، بما تمثله هذه الدولة التاريخية العريقة، من مكانة حضارية وقوة لها تقديرها واحترامها بين دول العالم. وهذا لم يتأتَ إلا بالجهد والبذل والعطاء. وذكر المؤرخون ما كانت تتمتع به عُمان من قوة عسكرية ضاربة، وإرث تاريخي ممتد الجذور في الجزيرة العربية، وامتدادها في النفوذ إلى مناطق أخرى. وقال جلالته- حفظه الله- في هذا الصدد: "لقد حافظتْ بلادُنَا العزيزةُ على كَيْنُونَتِها كدولةٍ مستقلةٍ ذاتَ سِيادةٍ عبرَ العصور وقد تعاقبتْ عليها أنماطُ حُكمٍ عديدةٍ أدَّى كلٌّ منها دورَهُ الحضاريّ وأمانتَهُ التاريخيّةَ وإننا نستذكرُ في هذا اليومِ الأغرِّ قادةَ عُمان الأفذاذ على مر التاريخ، قادةً حملوا رايةَ هذا الوطنِ ووحَّدوا أُمَّتَه وصانُوا أرضَه الطاهرةَ ودافعوا عن سيادتِه، ونحمِلُها من بعدهِم على الطريقِ ذاتِه، معاهدينَ الله عزّ وجل ألا يُثنينا عن عزمِنا عزمٌ ولا تُشغِلُنا عن مصلحةِ وطنِنا مصلحةٌ، تعضُدُنا في ذلك أمّةٌ مباركةٌ بفضلِ اللهِ مشرَّفَةٌ بدعاءِ نبيِّهِ الكريم. إنّهُ لمن دواعي سُرورِنا وتكريمًا لأسلافِنا من السلاطين واستحضارًا ليومٍ مجيدٍ من تاريخِ عُمان الحافلِ بالأيامِ المشرقةِ أن نُعْلِنَ في هذا المقام أن يكونَ يومُ العشرينَ من نوفمبر من كلِّ عامٍ يومًا وطنيّا لسلطنةِ عُمان وهو اليومُ الذي تشرَّفتْ فيه الأسرةُ البوسعيديّة بخدمةِ هذا الوطنِ العزيز".
وقد ساهمت الدولة البوسعيدية عبر سلاطينها، في نشر الإسلام في آسيا وأفريقيا، ونشر اللغة العربية في بلدان خارج عُمان خاصة في القارة الأفريقية، وكانت رعايتها كبيرة في الاهتمام بنشر التعليم من خلال المدارس والمراكز العلمية، وهذا ما جاء من خلال رعايتهم للعلماء في تخصصات عديدة لغوية وفقهية وفكرية وتاريخية، كما اهتمت الدولة عبر تاريخها بالصحافة المكتوبة في عصور مختلفة هذه الدولة المجيدة، خاصة في زنجبار، وظهرت صحف عُمانية باللغة العربية، أسسها عُمانيون في تلك الديار.
وتذكر بعض المصادر بروز الإمام سعيد بن الأمام أحمد بن سعيد البوسعيدي، والسيد هلال بن الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي، وشيخ البيان محمد شيخان السالمي، والسيد هلال بن بدر البوسعيدي، والسيد سعود بن حارب البوسعيدي، والشيخ عبد الله بن علي الخليلي. أما المدرسة التاريخية العُمانية في عهد الدولة البوسعيدية، ففيها قامات كبيرة، ومنهم: سرحان بن سعيد الأزكوي، وأبو سليمان محمد بن عامر المعولي ابن عَريق، وحميد بن محمد ابن زريق، ونور الدين عبدالله بن حميد السالمي، والشيبة محمد بن عبدالله السالمي، والشيخ سالم بن حمود السيابي، وسيف بن حمود البطاشي، والسيد حمد بن سيف البوسعيدي. وهناك المدرسة الفقهية وعلم الأصول والمقاصد، التي لهم عشرات المؤلفات وربما أكبر من ذلك، في كافة مجالات القضايا الفقهية وغيرها من علوم الإسلام في عهد الدولة البوسعيدية.
ولا شك أن هذا الاحتفال، بمثابة وقفة تاريخية للمسيرة الحضارية للدولة البوسعيدية، ومحطة للاستذكار والفهم العميق لما وضعه الأجداد في سيرتهم المجيدة وحركتهم العلمية والفكرية والتاريخية، وما تركوه من مآثر ناصعة تستحق تخليدها والأخذ من قيمها وسلوكها في العطاء في تلك العصور من تحولات وتغيرات، وكيف تعاملوا مع كل ما يخالف ثقافتهم وقيمهم، وفي الوقت نفسه، أدى أسلوب التعامل الحضاري دورًا إيجابيًا في قبولهم لما هو جدير بالأخذ والاستيعاب، وأسلم الآلاف من الشعوب بسبب التعامل الراقي، لكن الأخذ بسيرتهم لا يعني أن نكون كما كانوا في حياتهم وطرق معيشتهم، وإنما نستلهم القيم والمبادئ التي ساروا عليها والمثل الجليلة التي تمسكوا بها، وحققوا تقدمًا ونهضة وردعًا للأعداء للدفاع عن استقلالهم، في مواجهة الأعداء الذين لا يريدون الاستقرار في الحقب الماضية.
لكن الدولة البوسعيدية أجهضت كل محاولات المتربصين ووأدت الفتن البغيضة، من أجل أن تبقى بلادنا قوية وشامخة لتوطيد أركانها، مستمدة قوتها من هذا الشعب الذي يحمي مكتسبات دولته ومن القيم الراسخة التي تأخذ معينها من دينها الإسلامي، وهذا ما سارت عليه نهضتنا العُمانية الحديثة والمتجددة في مسيرتها الدؤوبة في التقدم في كل المسارات.
ولذلك من المهم الحفاظ على الإنجازات التي تحققت في كل المجالات والمسارات، بما فيها المنجزات التي تحققت في نهضتنا عُمان الحديثة، أو التي تحققت وستتحقق في نهضتها المتجددة في مسيرتها الراهنة، وأن تكون التطبيقات لهذه المهام الموكلة لجهات الاختصاص في غاية الدقة والأمانة، وأن تكون عُمان هي الهدف والمسعى لكل إنجاز تحقق ويتحقق على هذه أرضها الطيبة.
إنَّنا نبارك لبلادنا هذا اليوم الوطني، ونسأل الله أن يوفق جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- لمواصلة مسيرة البناء والتقدم والنهوض.
رابط مختصر