إسحق أحمد فضل الله يكتب: (نتفاوض مع من….)
تاريخ النشر: 24th, November 2025 GMT
نتفاوض؟ نعم. طيب. لكن ما معنى كلمة… تفاوض؟
والتفاوض هو اتفاق بين الجهتين… أنت تنفّذ هذا… وأنا أنفّذ هذا.
والتنفيذ يشرحه كيسنجر.
ولإنقاذ إسرائيل أيام حرب رمضان، كيسنجر يقدّم للسادات عشر بنود يتعهد بتنفيذها… ويطلب ويطلب.
والسادات يسارع بالتنفيذ.
وكيسنجر لا ينفّذ أي وعد.
ثم؟
عندما يسألون كيسنجر عن لماذا لا ينفّذ وعوده، قال:
:: لماذا ندفع ثمن وجبة أصبحت في بطوننا؟
كفاية؟ لا.
نعطي السادات الوجبة هذه بعد أن تخرج من بطوننا…
وكيسنجر أستاذ التفاوض يحاضر تلاميذه ليقول:
مع العرب… قدّم وعدًا بتنفيذ عشر بنود قاسية.
وعند التنفيذ… اطلب منهم التنازل عن بند واحد من العشرة (حافز) لسرعة تنفيذ التسعة الأخرى… وسوف يقدّمون.
وتمهّل… حتى إذا طلبوا التنفيذ اطلب حافزًا جديدًا.
وبعد الغضب سوف يقدّمون الآخر هذا.
واستلم… وتمهّل…
وكيسنجر يقول: بعد الحصول على التنازل الخامس سوف تتبدل لهفتهم خوفًا على ضياع ما قدّموا، والخوف هذا يجعل موقفهم أضعف.
… الأسلوب هذا هو ما يتبعه الغرب معنا حتى الآن.
……
وكيسنجر في تقديره لموقف كل جهة (تقديره لموقف أوروبا أيام الحرب الباردة) يقول:
أوروبا ترتدي فستانًا قصيرًا… فإنها متى ما انحنت للسوفيت انكشفت عورتها لنا.
والعالم يتناقل التعبير، الذي — مع بذاءته — يكشف كيف ينظر الطرف الآخر إليها… وكيف يقدّر موقفها التفاوضي.
……
أستاذ عبد الحميد
تسأل عن طبيعة ثقافة العصر التي ندعو إليها؟
خذ…
كاتب من أمريكا الجنوبية حين يرسم هلوسة العصر يقول في قصة قصيرة:
(رجل نائم… يحلم… يحلم بأنه نائم… ويحلم… وأنه نائم… يحلم بأنه هناك نائم ويحلم… و… داخل كل حلم يرى أنه نائم ويحلم).
(الرجاء من نوع معين من قرائنا أن يتكرموا بعدم التعليق… فنحن لا نكتب لهم).
وعن الزمان والأحداث الآن، الكاتب (بركات) يكتب عن طفل يولد… والطفل يشِبّ ويدرس ويعمل ويتزوج ويموت… ويقوم هو بحمل جثمانه إلى القبر. كل هذا في نصف ساعة…
وعلم الكوانتوم يعني أن الزمن الذي نراه شيء… والزمن الحقيقي شيء آخر.
وهذا ينطبق على الحياة كلها الآن…
……
ولمن بقوا في حوش التفاوض نقول إن الأمر قديم.
وأيام كليبر في مصر، كليبر يجمع (المشايخ) للتفاوض… لأنهم الحبل في عنق الشعب.
وكليبر يجعل الشيوخ العشرين في غرفة صغيرة… ويذهب… والغرفة مغلقة…
لا طعام… لا شراب… لا مرحاض… والتبول وحال الشيوخ معه معروف…
ويوم وليل… وصياح الشيوخ يصبح صراخًا… ثم توسّلًا…
استخدام (طبيعة) الخصم قبل التفاوض جزء مهم جدًا قبل الحديث معه.
ترى أي غرفة تريد الإمارات إغلاقنا فيها لترويضنا قبل التفاوض؟
… يبقى أننا ممكن (نتسَيَّر) تحت الحيطة ونصوم عن الطعام شهرًا.
إسحق أحمد فضل الله
إنضم لقناة النيلين على واتسابPromotion Content
بعد مماتك اجعل لك أثر في مكة سقيا المعتمرين في أطهر بقاع الأرض ورّث مصحفا من جوار الكعبة المشرفة
2025/11/24 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة مناوي .. تقسيم البلاد تحت مظلة الهدنة الإنسانية: بين القبول والرفض2025/11/24 ازدواجية أردول… صمت مريب حين ترتكب الجرائم2025/11/24 الفاشر… نهب الأجساد وانهيار الإنسانية باشراف الطبيب علاء الدين نقد وعصابة آل دقلو2025/11/24 أزمة المسؤول السوداني بين تكليف الأمة وتقديس الكرسي2025/11/24 (قادة حزب الامة تلقوا إخطاراً من عبدالرحيم دقلو ببدء الحرب ليلة ١٤ أبريل)2025/11/24 أقذر أكذوبة في حرب التكالب على السودان2025/11/24شاهد أيضاً إغلاق رأي ومقالات إبراهيم شقلاوي يكتب: الهلال الأحمر و استنهاض الشراكات الدولية 2025/11/23الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عنالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
إبراهيم شقلاوي يكتب: أحمد رجب وصناعة الوعي
في قلب الحرب التي تعصف بالسودان، يتجلّى الدور الصاعد للشباب في الإعلام الرقمي كواحد من أهم التحولات الاجتماعية والسياسية في البلاد. فهذه الظاهرة ، امتداد طبيعي لأنماط شهدتها دول خرجت من صراعات قاسية وتمكّنت عبر أدوات الإعلام الجديد من إعادة تعريف ذواتها واستعادة قوتها الخشنة والناعمة رغم الانهيار المجتمعي و الخزلان السياسي.
إن صعود أسماء شبابية مثل أحمد صبري رجب يعكس نقلة نوعية في دور الإعلام “المواطن الصحفي” ، حيث لم يعد صانع المحتوى مجرد فاعل ثقافي، بل أصبح جزءًا من معادلة القوة داخل بيئة الصراع. فالحرب في السودان لم تعد حربًا بالسلاح وحده، بل حرب أفكار وشرعية، تستهدف تشكيل الوعي العام كما أكد المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك حين وصفها بأنها “حرب تُدار بالوكالة وتستهدف بنية الدولة ومواردها”.
إن آلاف الشباب الذين لبّوا نداء “حرب الكرامة” لم يحملوا السلاح فقط، بل حملوا الكاميرا والقلم والمنصات التفاعلية، وصنعوا رواية مضادة لماكينات التضليل، وأسهموا في إعادة الثقة للسودانيين، بإمكانية عودة الحياة إلى الخرطوم واستعادة الدولة لمواقعها. ومن هنا يبرز نشاط صبري وغيره من الشباب السوداني باعتباره استجابة وطنية مبتكرة تستعمل الإعلام الرقمي لتعزيز الثقة، وبناء المعنويات، وتثبيت رواية الدولة.
وتكريم شركة زين لصبري بالأمس كصانع للمحتوي ، إشارة إلى دخول القطاع الخاص على خط تشكيل الوعي العام ودعم خطاب الدولة في لحظة التواثق الوطني وتراص الصفوف لنصرة البلاد. وهذه خطوة تتسق مع تحول عالمي تعتبر فيه الشركات الكبرى المنتبهة، الإعلام الرقمي جزءًا من الأمن المجتمعي.
وعلى المستوى السياسي، فإن حضور محتوى وطني واسع الانتشار يمثل استعادة سيادة الدولة على مجال الإعلام والمعلومات. فالصور التي ينشرها صبري عن عودة الخدمات والتعافي، أو تلك التي تفضح الانتهاكات الوحشية في الفاشر، تتحول إلى رسائل سياسية تستعيد الثقة الداخلية، وتضع المجتمع الدولي أمام مشاهد توثّق حجم الألم السوداني. لقد أعاد الشباب تشكيل صورة السودان أمام العالم حين صنعوا موجة تضامن واسعة مع ضحايا الفاشر، كاشفين بشجاعة جرائم الدعم السريع وداعميه.
ومن منظور سياسي أوسع، يتقاطع هذا الدور مع واحدة من أهم قضايا الأمم المتحدة الحديثة: كيف يتحول الإعلام الرقمي من أداة لتغذية الصراع إلى أداة لتعزيز الأمن والسلام و الاستقرار؟
وفي السودان، تتجلى الإجابة: شباب صنعوا إعلامًا وطنيًا مضادًا للفوضى والتضليل، وأعادوا بناء جسور الثقة بين المجتمع والدولة. ولفهم هذا التحول، يجدر النظر إلى تجربتين إقليميتين بارزتين: التجربة اللبنانية حين سقطت مؤسسات الدولة “1975 – 1990” ، حمل شباب الإعلام الرقمي العبء الأكبر في كشف التآمر وصناعة سردية وطنية جديدة أساسها وحدة البلاد. منصات مثل Megaphone أعادت تشكيل الوعي الجمعي، وصارت مصدرًا موثوقًا يفوق الإعلام التقليدي.
كذلك التجربة الرواندية “1990 – 1993” بعد الإبادة الجماعية، أدركت رواندا أن معركة البناء تبدأ من معركة الوعي. فأسست إعلامًا شبابيًا إيجابيًا يواجه خطاب الكراهية، ويزرع الثقة بين الناس ، ويعيد تشكيل صورة الدولة عالميًا.
ومن خلال مقارنة هذه التجارب مع ما يقوم به شباب السودان اليوم، يتضح أن صعود أحمد صبري وأمثاله، ليس حدثًا استثنائيا، بل ولادة فاعل اجتماعي سياسي جديد أصبح جزءًا من معادلة القوة في السودان ما بعد الحرب، وحارسًا لوعي المجتمع في لحظة السقوط والنهضة.
إن هذا الدور المهم لا يرمم فقط الشرخ الاجتماعي الذي أحدثته الحرب، بل يؤسس لمرحلة يكون فيها الإعلام الرقمي أحد ركائز استعادة الدولة لسيادتها ومكانتها الإقليمية والدولية.
تجدر الإشارة بحسب #وجه_الحقيقة في هذا السياق إلى أن رعاية هذه المواهب والمبادرات لا يمكن أن تظل جهودًا فردية أو مبادرات من شركات خاصة ، بل تحتاج إلى حضور واضح للمؤسسات الرسمية، وفي مقدمتها وزارة الثقافة والإعلام. فهذه المؤسسات تمتلك القدرة على تحويل التجارب الفردية إلى مشاريع وطنية مستدامة، من خلال وضع سياسات داعمة، وتوفير منصات تدريب وتمويل، وخلق بيئة ترعى الإبداع وتستثمر فيه باعتباره قوة ناعمة وفاعلة تساهم في إعادة بناء الدولة وترميم النسيج الاجتماعي في مرحلة ما بعد الحرب.
إبراهيم شقلاوي
دمتم بخير وعافية.
الخميس 27 نوفمبر 2025م [email protected]
Promotion Content
أعشاب ونباتات رجيم وأنظمة غذائية لحوم وأسماك
2025/11/27 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة المملكة وسعيها لإحلال السلام في السودان2025/11/27 مقال البرهان في صحيفة وول ستريت جورنال2025/11/27 معركة الفاشر برهنت حقيقة قاسية للمليشيا2025/11/27 العميل سلك وآخرين2025/11/27 تبيّن في النهاية إنّه السَنبلة والقحتنة، مثلها مثل الكوزنة2025/11/27 القحاتة دايما شغالين مدافع قشاش قدام حراسة مرمي الدعم السريع2025/11/27شاهد أيضاً إغلاق رأي ومقالات علاء نقد قد شرب مع سادته في نيالا موية الرهيد والوادي 2025/11/27الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن